أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام عبد الرحمن - الدولة المدنية و مفهوم المواطنة














المزيد.....

الدولة المدنية و مفهوم المواطنة


هشام عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 6421 - 2019 / 11 / 27 - 22:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن مفهوم المواطنة مفهومًا ثابتًا، بل هو مفهوم متطور، تعرض للتطور مع مراحل تطور المجتمعات والدول عبر التاريخ، واقترن مفهوم المواطنة قديمًا بقبول حق المشاركة الحرة للأفراد المتساوين، وارتبط أيضًا بحق المشاركة في النشاط الاقتصادي والمشاركة في الحياة الاجتماعية، والحق أيضًا في اتخاذ القرارات الجماعية الملزمة وتولي المناصب العامة على أساس المساواة أمام القانون.
لقد مر مفهوم المواطنة بمحطات تاريخية مهمة أسهمت في تأطيره وتشكله ، وأن أقرب معنى للمصطلح في العصور القديمة ما توصلت إليه الدولة المدنية عند الإغريق حيث كانت مدينة أثينا نموذجًا تكرست فيه المواطنة، وعلى الرغم من القصور والإشكاليات في تطبيقه إلا أنه استطاع أن يغطي بعض الجوانب المهمة التي تؤدي إلى مقاربة المفهوم وتطبيقه، فقد نجحت مدينة أثينا من تحقيق المساواة على قاعدة المواطنة بين الأفراد .
يتضح أن المواطنة ولدت بأساس فلسفي قديم ارتبط بمفهوم (الدولة المدنية ) التي تكونت في اليونان قبل الميلاد، وتعني البلدة أو المقاطعة أو المدينة، ويقصد بها تجمع السكان أو الأفراد الذين يعيشون فيها وعلاقاتهم يبعضهم، وهو ما عرف بالوحدة السياسية؛ لذلك يعود ظهور مفهوم المواطنة إلى زمن الديمقراطية المباشرة، ويرجع أساس استعمالها إلى الحضارتين اليونانية والرومانية، فقد استخدم المفهوم لتحديد الوضع القانوني والسياسي للفرد اليوناني والروماني .
لقد كانت المواطنة حقًا وراثيًّا لأبناء مدينة أثينا من الرجال وكانت الديمقراطية مبنية على أساس المدينة، فكانت الروابط بين المواطنين وثيقة بسبب القرابة والصداقة والجيرة التي كانت تجمعهم والاشتراك في الحياة العامة، وكانت تجمعاتهم تتم في مكان عام يتشاورون فيه بشئون الحياة العامة بما فيها القرارات السياسية؛ فقد كانت المواطنة مسئولية تتضمن حق المشاركة في حكم المدينة اليونانية بشكل فعلي أو على الأقل حضور الاجتماع العام الذي يعقد في المدينة للتباحث في شئون الحياة العامة، ومن جانب آخر استثنى من حق المواطنة الغرباء المقيمين، والأطفال، والنساء، والعبيد المحرمين وغير المحرمين، وفي ظل الإمبراطورية الرومانية تطور المفهوم وشمل جميع أراضي الرومانية وأقطارها، وحصل سكانها الذكور باستثناء العبيد على حق المواطنة الرومانية، ومع سقوط الإمبراطورية الرومانية، وخاصة ظهور النظام الإقطاعي تراجع مفهوم المواطنة حتى نهايات العصور الوسطى، حيث كانت المواطنة محصورة لمالكي الأراضي حسب الوضع الاجتماعي والسياسي للفرد .
ومع بداية عصر التنوير والنهضة الأوروبية الذي شكل تحولًا كبيرًا في مفهوم المواطنة، بدأ الأوروبيون في استخدام مفهوم المواطن من جديد، ويعززون مركزه بإصدار عدة نصوص تعترف بحقوقه وحرياته الفردية والجماعية. ولعل ظهور نظرية العقد الاجتماعي كان له الدور الأكبر في تطوير مفهوم المواطنة على أساس فكري، حيث استطاع رموز عصر التنوير أمثال (هوبز، لوك، روسو، ومونتسكيو) من طرح جديد للمفهوم يقوم على أساس نظرية العقد الاجتماعي؛ حيث يرى روسو أن الأفراد تعاقدوا جميعًا فيما بينهم وبين الدولة، على أن يتنازل كل منهم عن حريته وسيادته للدولة التي بدورها تتولى تنظيم العلاقات في المجتمع، على ألا تتدخل الدولة في النشاط الإنساني إلا في وظائف الدفاع عن الأمن والقضاء وليس من حقها ممارسة أي نشاط آخر .
مع ظهور الدولة القومية في أوروبا التي أعطت لنفسها السيادة المطلقة داخل حدودها، ومن أجل منع استبداد الدولة وسلطاتها نشأت فكرة المواطن الذي يمتلك الحقوق غير القابلة للأخذ والاعتداء عليها من قبل الدولة، حيث قسمت هذه الحقوق إلى الحقوق المدنية والتي تتعلق بالمساواة مع الآخرين، وحقوق جماعية مرتبطة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وحقوق سياسية تتعلق بالمشاركة السياسية .
تطورت حقوق المواطن عندما أعطى جان روسو المواطنين الحق في الثورة على الحكومات عندما لا تستجيب قراراتها لحقوق المواطنين في نظرية العقد الاجتماعي التي جاءت فيها، أما إذا كان الحكام والمشرعون لا يكيفون قراراتهم مع رأي الشعب، فإن للشعب الحق في فك العقد .



#هشام_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انت خطيئتي ومغفرتي
- احتاج الي امراة تفهمني
- عادت تُعاتِبُني وتُقبلُني ..
- استنهاض فتح وضرورة الإصلاح
- كوني معي
- اشتقت لرائحة عطرك
- الأغنية الفلسطينية في زمن الثورة
- بحثث عنك في كل الوجوه المسافرة
- الاعلام الفتحاوى وضرورات الاصلاح
- قولي لي
- لم تنتهي الرحلة بعد
- المجتمع المدني الفلسطيني
- لغة العطر في ليلة العشق
- محاولة فهم للعشق
- تنشئة المواطنة في الجامعات الفلسطينية
- التعددية السياسية في المجتمع الفلسطيني
- مكونات الهوية في المجتمع الفلسطيني
- هذه المراة حبيبتي
- اخرج يا حبها من قلبي
- لماذا امتنعت حماس عن خوض المواجهه الاخيرة ؟


المزيد.....




- مصور فرنسي يوثق جانبًا آخر من جزيرة سقطرى باليمن لم تلتقطه ا ...
- إطلالة كيت ميدلتون -الزرقاء- تعيد إلى الأذهان أناقة الأميرة ...
- الجيش الكويتي يُعلق على تداول مقاطع رصد -صواريخ باليستية- في ...
- غروسي يكشف عن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيران ...
- مراسلتنا: المدفعية الإسرائيلية تهاجم جنوب لبنان
- الملاجئ الإسرائيلية في مواجهة الصواريخ الإيرانية: قصورٌ في ا ...
- -إيرنا- تنفي نبأ انسحاب البرلمان الإيراني من معاهدة حظر الان ...
- اكتشاف مواد سامة -خفية- تلوث الهواء في الولايات المتحدة من م ...
- تفاصيل إبعاد مسيرة عن منزل نتنياهو
- إسرائيل وإيران تتصارعان.. والسوريون بين الشماتة والانتظار


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام عبد الرحمن - الدولة المدنية و مفهوم المواطنة