أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راتب شعبو - في الحاجة الى معارضة سورية مختلفة














المزيد.....

في الحاجة الى معارضة سورية مختلفة


راتب شعبو

الحوار المتمدن-العدد: 6419 - 2019 / 11 / 25 - 11:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السؤال المكرر بين السوريين اليوم هو: بعد كل شيء، ماذا يمكن للمعارضة السورية أن تفعل؟ وهل يمكنها أن تفعل شيئاً آخر سوى الدخول في بازار السياسة رغم ما يبدو من ضعف رأسمالها فيه؟ أليس بؤس حال المعارضة السورية اليوم هو مجرد انعكاس لاختلال ميزان القوى لصالح نظام الأسد وحلفائه؟ وهل يمكن أن توجد سياسية متحررة من ثقل ميزان القوى؟
يبدو للوهلة الأولى أن ما تقوم به اليوم المعارضة السورية الرسمية (المعارضة التي يعترف بها المجتمع الدولي) هو المسار السياسي الممكن، وربما الوحيد، أمام الساعين إلى تغيير نظام الحكم السياسي وآلياته في سورية، لصالح علاقة أكثر انفتاحاً وتوازناً مع المجتمع. غير أن التمعن في الحال يبين أن المسار الذي دخلته المعارضة الرسمية ما كان له أن يكون سوى مسار متراجع، يميل إلى الفشل في تحقيق ولو حدود دنيا من التغيير الذي أراده السوريون، ذلك لأنه يقوم على التسيلم بأن ميزان القوى الأساسي هو ميزان عسكري، وهذا يعني أن السقف السياسي للمعارضة ينخفض ويتراجع مع تراجع المسار العسكري. وعليه مع التقدم العسكري للنظام كانت المعارضة الرسمية تتراجع سياسياً، وترضى بما لم تكن ترتضيه من قبل، وتدخل في قنوات تفاوض منخفضة السقف أكثر فأكثر.
بالمقابل، لم يُخضع النظام نفسه لهذا الربط أو لهذه الآلية، ففي الوقت الذي تراجع فيه النظام عسكرياً إلى حدود اضطرته إلى الاستعانة بقوة عظمى في نهاية الشهر التاسع من العام 2015، لم يسمح لهذا الاختلال العسكري بأن يغير في ثباته السياسي في وجه مطالب المعارضة.
قامت حسابات النظام على فكرة تقول إنه كان سيفقد تماسكه لو تراجع سياسياً أمام المعارضة، ليس فقط لأن تراجعه السياسي كان سيعطي إشارة ضعف لجمهوره، وكان يمكن أن يفجر خلافات داخليه فيه، ويضعف من قوة رهان حلفائه عليه، بل أيضاً لأن التراجع السياسي كان سيعطي أثراً معاكساً على الضفة المقابلة، فيزيد من تماسك المعارضة ويقوي رهان القوى الداعمة لها. في كل حال، حافظ النظام، على خلاف المعارضة، على "خطه" السياسي، مراهناً دائماً على تشتت المعارضة وتعثرها، وأيضاً على ثبات دعم حلفائه.
من المهم أن نضيف هنا، أن التقدم العسكري الذي حققته الفصائل العسكرية الإسلامية (التي لا تشكل المعارضة السياسية الرسمية قيادة لها، ولا تمون عليها)، شكل دعماً غير مباشر للمعارضة الرسمية، ولكنه في الوقت نفسه، أضعف سياسياً المعسكر المعادي لنظام الأسد، أولاً من حيث بروز الوجه الإسلامي لهذا المعسكر أكثر فأكثر، وما لهذا الأمر من أثر سلبي على الرأي العام في الدول الغربية المؤثرة، وثانياً من حيث بروز ارتهان هذه الفصائل للخارج (تركيا ودول الخليج أساساً)، وما لهذا من أثر سلبي على الرأي العام السوري.
التفارق الذي تحدثنا عنه، بين فصائل عسكرية إسلامية وبين معارضة سياسية رسمية، سمح للمجتمع الدولي، الذي ما فتئ يتحدث بالحل السياسي، أن يتخذ استراتيجية ذات شقين، الأول عسكري غايته النهائية التخلص من الفصائل الإسلامية تباعاً، فتجاهل حملات تصفية هذه الفصائل، وتساهل مع استخدام أسلحة محرمة دولياً في تصفيتها. والثاني سياسي يقضي بالعمل على حل سياسي منزوع الدسم، يفضي إلى مشاركة سياسية ما للمعارضة الرسمية، مشاركة بحدود ضيقة لا تؤثر فعلاً على طبيعة النظام.
ليس مفاجئاً أن تجد المعارضة الرسمية نفسها محكومة لهذا المسار التراجعي، فقد انفكت مبكراً عن جمهور الداخل، وخسرت وزنها المحلي ولم يعد لها من وزن سوى اعتراف المجتمع الدولي بها، وباتت بالتالي جزءاً من آليات عمل المجتمع الدولي لحل الموضوع السوري. وعليه فإن قبول المجتمع الدولي بتخفيض سقف التسوية، يلزم هذه المعارضة بالقبول أو بالاستقالة لتحل محلها معارضة تقبل بما يقبله المجتمع الدولي وتنال بالتالي اعترافه.
غير أن المعارضة السورية ليست مرهونة لهذا المسار الرسمي، ومن الخطأ أن تبقى مرهونة له. من الضروري وجود تمثيل سياسي سوري يستند في عمله ليس إلى ميزان القوى العسكري الذي مال إلى صالح النظام، بل إلى ميزان الحقوق الذي يميل إلى صالح المعارضة. والكلام عن التمسك بميزان الحقوق ليس تطرفاً في الكلام، ولا مطاولة للمستحيل، فميزان الحقوق استقر في لحظة من مسار الصراع السوري على بيان جنيف واحد الذي كان في حينها (نهاية حزيران/يونيو 2012) أقل مما يطمح له معارضو النظام، ولكن يمكن اعتباره مدخلاً أو نقطة بدء عادلة لا يجوز التنازل عنها، باسم ميزان القوى.
لا يعني ما سبق أن المطلوب هو بروز معارضة متطرفة أو تطهرية لا تدخل في التفاوض مع النظام ولا تقبل بأقل من إسقاطه، على العكس، فإن النظام السوري يمثل حزمة مصالح واسعة في المجتمع السوري، ولا يمكن أن يقوم نظام سياسي سوري ما لم يأخذ هذه المصالح في الاعتبار. ولكن في الوقت نفسه، لا يمكن أن يقوم نظام سياسي سوري بحدود معقولة من العدالة السياسية والاجتماعية، دون تحرير الدولة السورية من قبضة سلطة طغمة الأسد. على هذا، ينبغي إقامة الفرق قولاً وفعلاً بين كتلة النظام، بكل جوانبها، الاقتصادية والاجتماعية والايديولوجية والسياسية، وبين طغمة النظام التي تحيل هذه الكتلة إلى مرتكز لها لتدمير "الكتلة" المعارضة للنظام. بكلام آخر، على المعارضة أن تكون حازمة ضد طغمة النظام ومرنة مع كتلة النظام.
يمكن لهذه المقاربة أن تؤسس لبناء معارضة سورية تتبنى منظوراً سياسياً يسعى إلى استيعاب مصالح القطاع الواسع من الشعب الموزع على ضفتي الصراع، مع الثبات على التفاهمات الدولية التي تضمن تفكيك قبضة طغمة الأسد عن الدولة السورية. ومن الراجح أن يلعب الوجود المنظم والمثابر لمثل هذه المعارضة دوراً في حركة موازين القوى في غير مصلحة النظام.
من ناحية أخرى، وجود هذه المعارضة السياسية المنظمة هو في الواقع نوع من الدعم غير المباشر للمعارضة الرسمية الحالية، وكما أنها شكل بديلاً جاهزاً يفرض الاعتراف به، حين تصل المعارضة الرسمية إلى نقطة الفشل الأكيد، هذا فضلاً عن أنها تبقى، في هذه الأزمنة المكسورة، رصيداً معنوياً للشعب السوري المخذول.



#راتب_شعبو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة المنتديات والمجموعات الثقافية في سورية
- عن الشاعر عدنان مقداد
- ثورة يتيمة
- في تشابه الحكايتين الكردية والعلوية في سورية
- سجين جواز السفر
- سينيكالية سورية ناشئة
- الطيب تيزيني، فيلسوف الأفكار الشائعة 1
- الطيب تيزيني، فيلسوف الأفكار الشائعة 2
- بين سورية ولبنان
- استكشاف معكوس
- ثلاثة رهانات خاسرة في سورية
- تركيا والكرد السوريون
- عن النظام العربي والثورة السورية
- العلمانية، الأفق الممكن
- في ظل الدولة
- في نعمة -العدو-
- تونس، لا خلاص بالأفراد
- تشبيح معكوس لهدف واحد
- لغة الثورة، ثورة اللغة
- الأسد ومخلوف، اهتراء النظام


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راتب شعبو - في الحاجة الى معارضة سورية مختلفة