أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - الشيف - شارب - .. طريقة اعداد الثورة














المزيد.....

الشيف - شارب - .. طريقة اعداد الثورة


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 6418 - 2019 / 11 / 24 - 09:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أما عن " الشيف" أو كبير الطباخين فهو دكتور جين شارب، أستاذ العلوم السياسية الأمريكي الذي يقدم لنا في كتابه "من الديكتاتورية إلى الديمقراطية" طريقة اعداد الثورة، بحيث يتم استثمار الغضب الشعبي قبل أن يصبح وعيا وتفريغه وحرفه عن الأهداف الحقيقية، لكي تصب نتائج الثورات في صالح القوى الرأسمالية مجددا. الأستاذ جين شارب أنشأ عام 1983 مؤسسة " ألبرت أينشتين" لدراسة النضال السلمي وسيلة للتخلص من الظلم في العالم، إلا أن المفكر الفرنسي الشهير تييري ميسان، صاحب كتاب " الخدعة الرهيبة" الذي يشكك في الرواية الرسمية لأحداث 11 سبتمبر2001، هذا المفكر فضح دور مؤسسة شارب وكتب أن عملها اعداد قادة الانقلابات لحساب المخابرات الأمريكية. ومع ذلك فإن هناك ضرورة للتعرف إلى ما يطرحه طباخ الثورات الملونة في كتابه لكي نعرف ونتجنب ما ينصح به بالحرف! بداية يعتبر جين شارب أن القضية الأساسية في عالمنا اليوم هي مواجهة الأنظمة الديكتاتورية، التي يدرج فيها كل البلدان الشيوعية سابقا، والصين وكوريا الشمالية وبورما والسودان، أما اسرائيل فإنها تقع عنده في خانة البلدان الديمقراطية. من ناحية أخرى هو يفهم الديكتاتورية باعتبارها غياب التعددية والتمثيل النيابي والصحف المعارضة، لكنه يعجز عن تصنيف حالة مثل فرنسا بها كل مظاهر الديمقراطية المذكورة لكنها ساعة الجد تقمع المتظاهرين أصحاب السترات الصفر بوحشية أواخر عام 2018. وفي النهاية فإن طرح الشيف شارب لموضوع الديكتاتورية لا يتجاوز سطح الموضوع، مثلما لا يتجاوز سطح المسألة فهمه للديمقراطية التي يحصرها في الحقوق السياسية فحسب، وماذا عن الحقوق الاجتماعية؟ حق التعليم والمسكن والعلاج والعمل وغير ذلك؟ تلك الحقوق لا نصيب لها من فهم الشيف شارب، لأن الحقوق الاقتصادية ستقود شارب مباشرة إلي العلاقة بين فقر الشعوب وبين نهب الاستعمار الأمريكي لثروات تلك الشعوب. وإذن فإن وصفة شارب لاعداد ثورة بأسهل الطرق تبدأ باستبعاد الحقوق الاجتماعية، ثم تؤكد على استبعاد العنف كوسيلة كفاحية، مع أن تاريخ كل الشعوب والثورات يؤكد أن المستغلين والطغاة لم يتركوا مقاعدهم إلا بالقوة. هكذا ينزع شارب من الثورة أهدافها الحقيقية، ثم ينزع وسيلتها الحقيقية، فلا يتبقى أمامنا سوى الثورات البرتقالية التي تستثمر الغضب الشعبي قبل أن يتحول إلى وعي لتصب نتائج الاحتجاجات في نظم تخدم بلافتات جديدة مصالح الاستعمار العالمي.
ويرسم الشيف شارب بالتفصيل خطة القيام بثورة، واعدادها، عبر ما يسميه بالتحدى السياسي الذي يستخدم الاحتجاجات والاضرابات واللاتعاون والمقاطعة وسحب الولاء، وغير ذلك مما يعتبره شارب أسلحة نفسية واجتماعية واقتصادية لدي المواطنين والمنظمات المدنية، ويحدد مقادير اعداد الثورة قائلا إنها يجب أن تبدأ بأعمال رمزية مثل وضع الزهور على أماكن ذات أهمية، أو الدعوة للصمت العام لبضع دقائق، أو مقاطعة قصيرة للدروس يقوم بها الطلاب، ثم يتحول عبء النضال بالتدريج إلى مواقع أخرى كأن يقوم عمال السكك الحديدية بابطاء حركة القطارات، بحيث يكتسب ذلك النضال القوة، بهدف زيادة الشلل السياسي وفي النهاية تفكيك الديكتاتورية نفسها. لكن شارب المولع بتفكيك الديكتاتورية لا ينطق بحرف لا من قريب ولا من بعيد عن حقيقة أن أمريكا هي أكبر من دعم الديكتاتوريات وأمدها بكل أسباب البقاء! كما أنه يغفل تماما التعارض بين أهداف الشعوب في التحرر واستثمار ثرواتها وبين الاستغلال الأمريكي لتلك الشعوب، بالقوة وبالهيمنة وبالشركات العابرة للجنسيات. يحدثنا الشيف شارب عن أن اسقاط الديكتاتورية حلم عظيم، لكن شرط ألا يتجاوز ذلك الحلم حدود الاصلاح السياسي وزخرفة الواجهة، ومثلما عجز شارب عن تفسير القمع الفرنسي للمتظاهرين في بلد يفترض أنه ديمقراطي، فإنه عجز أيضا عن تفسير أسباب الحروب التي أشعلتها أمريكا التي يفترض أنها بلد ديمقراطي، بدءا من تدخلها العسكري في 1950 ضد كوريا الشمالية، وتدبيرها انقلابا عسكريا في جواتيمالا عام 1954، ولا عن الدور الأمريكي القذر في فيتنام ما بين 1956 و 1975 الذي راح ضحيته مليون ومئة ألف قتيل فيتنامي، أو الانقلاب على سوكارنو في أندونيسيا عام 1968، أو تنظيم انقلاب دموي في تشيلي في مواجهة الانتخابات الديمقراطية عام 1973، ومشاركتها في الحرب على مصر عام 1967، ثم وقوفها المستمر ضد الشعب الفلسطيني، وعدوانها على ليبيا في 1968، ولا ينطق بحرف عن الغزو الأمريكي للعراق في 2003، وهذا لأن قضية الصراع بين الشعوب والاستعمار الأمريكي وحلفائه لا تقع ضمن وصفة الثورة التي يشرح لنا الشيف شارب طريقة اعدادها.



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسمع مني الكلام .. يا مستر .. يا مـدام
- اللغة لا تعرف الحياد
- هيئة الأمر بالملبوس والذوق العام
- الانتفاضات العربية .. الأزمة والطريق
- خلود اللحظات العابرة
- لا أكتب الرواية لأنها تحتاج إلى نفس طويل
- جائزة نوبل .. سقوط أدبي وسياسي
- أذا عشقت اعشق قمر
- مسعد أبو فجر .. أدباء على ايقاع الغزو
- السير إلى الحرب
- المرأة ليست صندوقا لحفظ شرف الرجال !
- أخلاق نبيلة قصة قصيرة
- أحمد من عيلة ايمي
- الزهاوي بين الشعر والعلم
- ساق على ساق - قصة قصيرة
- تمثال الحرية كان منحوتا لقناة السويس
- عم نتكلم .. حين نتحدث عن الحب ؟
- - دعونا ننطلق- .. صيحة المستقبل الأجمل !
- السودان .. الانتفاضة السمراء
- أبو بكر يوسف نغمة فريدة من اللحن المصري


المزيد.....




- -الأسبوع القادم سيكون حاسمًا جدًا-.. أبرز ما قاله ترامب عن إ ...
- هل اغتيال خامنئي عامل حاسم لكي تربح إسرائيل الحرب؟
- لجنة الإسكان بالبرلمان توافق على زيادة الإيجار القديم بنسبة ...
- مصر تكرم أشهر أطبائها في التاريخ بإطلاق اسمه على محور وكوبري ...
- -تسنيم-: مقتل 7 أشخاص في قصف إسرائيلي استهدف سيارتين مدنيتين ...
- بوتين يلتقي رئيس إندونيسيا في محادثات رسمية غدا الخميس
- مصر تحذر: المنطقة ستبقى على حافة النار بسبب فلسطين ما لم تحل ...
- بقلوب مكلومة.. غزة تودّع أبناءها الذين قضوا في طوابير الجوع ...
- هل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز وكيف سيؤثر ذلك على العالم؟
- في حال اغتيال خامنئي.. ما هي حظوظ ابنه مجتبى في خلافته؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - الشيف - شارب - .. طريقة اعداد الثورة