أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - جائزة نوبل .. سقوط أدبي وسياسي














المزيد.....

جائزة نوبل .. سقوط أدبي وسياسي


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 6379 - 2019 / 10 / 14 - 19:47
المحور: الادب والفن
    


فى العام الماضى اعتبرت الأكاديمية السويدية لجائزة نوبل أن اغتصاب امرأة عمل لا أخلاقى دفعها لحجب جائزتها الأدبية بعد فضيحة " جان كلود آرنو" الذي اتهمه القضاء السويدى باغتصاب امرأة وحكم عليه بالسجن، وكان المذكور على علاقة وثيقة بالأكاديمية، أدبية ومالية. غضبت الأكاديمية لاغتصاب امرأة، لكن الغضب لم يساورها لاغتصاب شعب بأكمله وهى تمنح الجائزة هذا العام لـ " بيتر هاندكه"، الأديب النمساوى الذى هلل لمذابح البوسنة والهرسك، التى وصفها الأمين العام للأمم المتحدة بأنها «أسوأ جريمة وقعت على الأراضى الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية»، بينما اعتبر أديب نوبل، بيتر هاندكه، وكتب أن مجرم الحرب الصربى «سلوبودان ميلوسيفيتش» رجل كان يدافع عن شعبه الصربى، وأن ضحايا مجزرة «سراييفو» هم الذين نظموا ودبّروا للمجزرة ثم ألقوا باللوم بعد ذلك على الصرب!
وقد جمع «هاندكه» سلسلة من مقالاته عام ١٩٩٦ فى كتاب بعنوان « العدالة لصربيا»، امتلأ بالدفاع عن مجرمى الحرب من الصرب، وأنكر المذابح التى راح ضحيتها ثلاثمائة ألف إنسان موثقة بالصوت والصورة عالميًا. كما قام بيتر هاندكه بزيارة مجرم الحرب سلوبودان ميلوسيفيتش فى سجنه، وكال له المديح فى كل وسائل الإعلام، ولذلك علق الكاتب الأمريكى المعروف «بيتر ماس» على فوز هاندكه بنوبل قائلًا إن الروائى النمساوى ينكر جرائم الصرب وإبادة المسلمين الموثقة لدى الجميع، وإن "آخر ما يحتاجه العالم الآن أن يتوج بشرف الجائزة كاتب مريض بأكثر الأمراض الفكرية تخلفًا فى عصرنا".
وأكد «ماس» أن هناك الكثيرين من الأدباء الحائزين على نوبل جاهلون فى السياسة، لكن ذلك لا يحرمهم حق نيل الجائزة، لكننا فى حالة النمساوى بيتر هاندكه نواجه شيئًا آخر هو: «إنكار وقوع الإبادة وتحويل القتلة إلى أبطال والضحايا إلى مجرمين"،
أما «نادى القلم الأمريكى» فقد كان أكثر حدة فى بيان أعلنته، فى ١٠ أكتوبر الحالى، الكاتبة «جنيفر إيجان»، رئيس النادى، وجاء فيه: «لقد صُعقنا باختيار كاتب استخدم صوته لتقويض الحقيقة التاريخية وتوفير العون لمرتكبى جرائم الإبادة الجماعية»، واختتم البيان بقوله: «إننا نرفض قرار الاحتفاء بكاتب شكك دومًا فى وقوع جرائم حرب تم توثيقها بالكامل من أجل براعة الكاتب اللغوية.. إن الدوائر الأدبية جديرة بما هو أفضل من ذلك الاختيار، خاصة فى وقت تتصاعد فيه النزعات الاستبدادية وتنتشر المعلومات المضللة.. نأسف غاية الأسف للاختيار الأدبى لنوبل".
لقد ولدت جائزة نوبل فى أحضان التحيز منذ بدايتها، لكن أحدًا لم يكن ليتصور أن تُمنح لمن يؤججون مشاعر العنصرية ويدافعون عن المذابح.. وقد كان الشاعر الفرنسى رينه سولى برودوم أول من حصل على نوبل فى الأدب عام ١٩٠١، وحينذاك كان الروائى العملاق ليف تولستوى مازال حيًا، وتجاهلته الأكاديمية لصالح شاعر لا يعرفه أحد الآن حتى فى بلده فرنسا.
ومع الوقت أمست جائزة نوبل أشبه بغرفة عمليات لإدارة الحركة الأدبية فى العالم، بتقديم ما يبدو نموذجًا أدبيًا ينبغى الاقتداء به فى الكتابة، ورؤى ينبغى اعتناقها.
أما على مستوى جائزة نوبل للسلام، فإن السقوط فيها أكبر، بعد أن حصل عليها مجرم حرب مثل بيجين، مسئول عن مذبحة دير ياسين، وباراك أوباما، ورابين محطم عظام أطفال الانتفاضة الفلسطينية، وبيريز مجرم مذبحة قانا، وغيرهم.. تحولت الجائزة إلى غرفة عمليات لإدارة عملية سياسية وفكرية وأدبية، ما يهدد الجائزة نفسها.
ذهبت جوائز الأدب للعنصرية، ولحقتها جوائز السلام لصنّاع الحروب وأصدقائهم، فما الذى تبقى من نوبل؟ هذا فى الوقت الذى يمكننا فيه أن نقول بملء الفم إن لدينا من يستحقون نوبل، وإن أى مقارنة نزيهة بين أعمال الكثيرين من أدبائنا العرب، وأعمال الفائزين بنوبل، قد ترجح كفة الأدب العربى.
د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أذا عشقت اعشق قمر
- مسعد أبو فجر .. أدباء على ايقاع الغزو
- السير إلى الحرب
- المرأة ليست صندوقا لحفظ شرف الرجال !
- أخلاق نبيلة قصة قصيرة
- أحمد من عيلة ايمي
- الزهاوي بين الشعر والعلم
- ساق على ساق - قصة قصيرة
- تمثال الحرية كان منحوتا لقناة السويس
- عم نتكلم .. حين نتحدث عن الحب ؟
- - دعونا ننطلق- .. صيحة المستقبل الأجمل !
- السودان .. الانتفاضة السمراء
- أبو بكر يوسف نغمة فريدة من اللحن المصري
- - حضن المنصورة - .. لماذا نكره المحبة ؟
- دين الفنان جميل راتب
- دمشاو .. مناجاة الرب بختم الدولة
- السينما المصرية .. ما الذي يحرق ذكرياتنأ ؟
- الأشواق التي لا تكتمل
- الطائرات الورقية والدولة اليهودية
- ثلاثمائة مثقف مصري وعربي يؤكدون : الأوبرا تنهب إبداع الخميسي ...


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - جائزة نوبل .. سقوط أدبي وسياسي