أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هل يحقق اردوغان خارطة (العهد القومي)














المزيد.....

هل يحقق اردوغان خارطة (العهد القومي)


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6391 - 2019 / 10 / 26 - 12:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يفصح خلوصي اكار ما تضمر الدولة التركية من نوايا بشكل علني و بوضوح تام قائلا؛ اننا لا نطمح في بلد احد و لكننا نريد المناطق التي احتلت منا و هو يتكلم و خارطة العهد القومي في خلفه، فانه كلام في صميم ما تؤمن به حكومة اردوغان و القوميين المتطرفين المتشديين العثمانيين المتحالفين معه، و هذا اول تصريح واضح و صريح بعيدا عن التلميحات التي قدموها من قبل دون ان يقولوا ما يضمروه بصريح العبارة و على الملأ.
یرید و يهدف اردوغان قبل ای شیء ان يحقق هدفين احدهم مرحلي تكتيكي؛ وهو تخفیف الضغط المسلط علیه داخلیا و ان كان ذلك مصاحبا مع انجاز ما فیمكن ان یفتخر به طالما یعتقد امامه الكثير من الصعاب بعدما تیقن بان شعبیته فی اسفل المنحنی عند فقدانه بلدية اكبر المدن و التي يعتبر موقع اي حزب فيه هو مقياس لدوره في البلاد و تسلسله شعبيا و ما يمكن ان يحضى بالاحتمال الاكبر لرئاسة و ادارة الدولة، و الاخر الاستراتيجي؛ وهو تحقيق الحلم العثماني في التوسع و السيطرة على منابع الثروات في المنطقة باسم العهد القومي.
بعدما تمكن من توحيد الرؤى لما يمكن ان نسميه حركة سياسية بتنفيذ عسكري من اجل ترحيل الضغوط داخليا الى خارج الحدود و نجح بعدما اجمع الجميع على تاييد غزوته لكوردستان الغربية، يمكن ان نتصور بانه يستمر لمدة طويلة في انشغال الناس لما بداه في خلط الاوراق و التاثير على المعادلات بتحركاته الشرقية الغربية و بقفزات و تنازلات ربما لا يهمه ان تقع على سمعته و شخصيته كما قيل عنه و في وجهه من صفة احمق الذي لم نر في العرف الدبلوماسي حتى يمكن ان يُقال لسياسي في درجات ادنى فكيف بدولة تعتبر نفسها سلطان المنطقة و لها اليد الطولى فيها. انه شخص نرجسي غير مستقيم المسار و الرؤية متخبط التفكير و من ثم لديه مجموعة من العصا يبرزها في الوقت الذي يئن تحت ضغط افعاله، و منها فتح الحدود امام اللاجئين لاوربا كعصا سحري لارضاخ اوربا و ابتزازاها و لكنه فشل اخيرا في هذا فرُد عليه و على ابتزازه ملوحين له بانهم يمكنهم ارجاع ما لدى اوربا من اللاجئين الترك اليه، و هذا ما يمكن ان يسحقه في مكانه.
بعدما تحالف مع الحزب القومي المتطرف في بلاده و هو يستغل هذا في رفع المشاعر العرقية المتطرفة التي تتواجد في هذه النسبة من الشعب التركي المنتمي الى هذا الحزب، و به يريد ان ينقذ نفسه من فدائح اللعبة الخاسرة التي بداها، و اليوم يؤكد بشكل علني و صريح و باستخدام حواشيه على تنفيذ العهد القومي، و هو المخطط الذي يعتقد بانه يمكن ان يتمدد به و يحقق ما سار عليه اجداده ابان السلطنة العثمانية و الاحتلالات التي فرضهم على هذه الارض و هم دخلاء فيها. فهل ينجح في تقدم ولو خطوة من ذلك الهدف و يقفز على العصر و يتقدم بفعل مشين و توجه رجعي على ما لا يقبله العصر، ام المصالح العالمية التي لا يمكن ابعاد اي فعل عندها يمكن ان يقترفه عند العمل على سبيل ضمان مصالحهم و ان كان بقتل المستضعفين و استغلالهم كما فعلوا امام الكورد او تمكين الظالم على المظلوم و مكافئته على ظلمه، كما هو توقفهم و صمتهم لما يفعله اردوغان و عدم ردعه رغم ادعائاتهم الانسانية البريئة منهم، و هذا ما يشجعه على خطوات اخرى علىحساب الحق و الانسانية .
اليوم و بعد ان واجه اردوغان ما واجهه شيء يمكن ان يعتبر قليلا جدا من المتوقع ابان تنفيذ نيته في احتلال كوردستان الغربية مقابل مساومات اخرى سواء لروسيا و سوريا او امريكا، فانه نجح الى حدما مستغلا سياسات ترامب و صلافته و اسلوبه غير المعهود مسبقا لاي رئيس امريكي، او محاولا اغراء روسيا بما يمكن ان يكون متحالفا استراتيجيا له بعد تراجع امريكا عن المنطقة و التقوقع المحتمل لها داخليا ان اعيد انتخاب ترامب ثانية. فانه ينوي تحقيق احلامه العثمانلية في الوصول الى حدود العهد القومي الذي يريد قطع الحدود المرسومة منذ قرن و تغيير الموجود من اجل الوصول الى الثروة الهائلة الموجودة فيها، وبه يمكن ان يخرج من الحالة التي اوقع نفسه فيها من احراج داخلي لا يمكن ان يخرج منها بسلام ان لم يتحرك بهلوانيا و يلفت الانظار خارجيا كفعلته المعهودة منه هذا تكتيكي من جانب، و من جانب اخر يحقق حلم اجداده و يصبح في عيون القوميين المتطرفين بطلا قوميا تاريخيا. و لكن هل يمكنه ان ينجح في هذا الظرف و عيون العالم عليه و على افعاله و يمكن ان تكبر الضغوطات كلما توضحت نياته و ان تقاطعت المصالح المتعددة مع دول العالم و في مقدمتهم فرنسا و بريطانيا و المانيا و ان توافق مع روسيا و امريكا على ان يكون مستمرا على لعبته الحالية بينهم.
اننا يمكن ان نعتقد بان اردوغان ان نجح في كوردستان الغربية و حقق مرامه كما هو الان يحققه نسبيا بطرق مختلفة حربا كانت ام بسلام ورقي مضلل فقط، فانه يمكن ان ينجح في المساحات الاخرى التي تقع تحت سيطرة كوردستان الجنوبية، لانه الان يسيطر عليها بهدوء و بنشر مواقع عسكرية و مخابراتية ضامنة ما جاء في خارطة العهد القومي لهم. فان المرحلة الانية و نتائج ما تقدم عليه و ما نراه في المستقبل القريب سيوضح ان كان اردوغان سلطانا عثمانيا عصريا ناجحا في تضليلاته و حيله كما هو اجداده ام لا. وغدا لناظره قريب.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اثبت ترامب الشكوك التي حامت حول انتخابه
- ان لم تضمن انسانيتك لن ترسخ يساريتك
- استمعوا اليه فقط لتتاكدوا بانه ارهابي حقا
- اول رئيس امريكي من دون قيم
- هل يقرأ اردوغان التاريخ جيدا ؟
- لكي لا يسرقوا في السلام ما لم يتمكنوا منه في الحرب
- لماذا يصر اردوغان على فعلته
- هل يخرج اردوغان من المستنقع كما اوقع نفسه فيه
- لا يؤسسون دولة و لا يرضون بالتقسيم !!
- غياب النساء عن التظاهرات في العراق !!
- انها ضد الفساد أم جُهّزت من المطبخ السري ؟
- عاد الى انقرة خالي الوفاض
- هل كان على الساعدي ان يطيع الامر ؟
- ما اجبر اردوغان على التراجع عن تهديداته
- هل بقي من يترفع عن المصالح الضيقة ؟
- هل بدا اردوغان من نيويورك بحفر قبره بيده ؟
- تكاثر عدد الجزر المنتشرة في كوردستان
- هل ياتمر العبادي بامرة بريطانيا؟
- اردوغان بين (تصفير المشاكل) و( تصفير النفايات)
- ردوغان بين رفات ناظم حكمت و جثة سليمان شاه


المزيد.....




- مصور فرنسي يوثق جانبًا آخر من جزيرة سقطرى باليمن لم تلتقطه ا ...
- إطلالة كيت ميدلتون -الزرقاء- تعيد إلى الأذهان أناقة الأميرة ...
- الجيش الكويتي يُعلق على تداول مقاطع رصد -صواريخ باليستية- في ...
- غروسي يكشف عن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيران ...
- مراسلتنا: المدفعية الإسرائيلية تهاجم جنوب لبنان
- الملاجئ الإسرائيلية في مواجهة الصواريخ الإيرانية: قصورٌ في ا ...
- -إيرنا- تنفي نبأ انسحاب البرلمان الإيراني من معاهدة حظر الان ...
- اكتشاف مواد سامة -خفية- تلوث الهواء في الولايات المتحدة من م ...
- تفاصيل إبعاد مسيرة عن منزل نتنياهو
- إسرائيل وإيران تتصارعان.. والسوريون بين الشماتة والانتظار


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هل يحقق اردوغان خارطة (العهد القومي)