|
انها ضد الفساد أم جُهّزت من المطبخ السري ؟
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 6366 - 2019 / 10 / 1 - 23:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بداية لابد ان نقول ان التظاهرات حق شرعي و ديموقراطي يكفله الدستور و الحرية الفردية و المصحلة العليا للشعب ايضا، و لا يمكن ان يتعامل اي كان و اية مؤسسة مهما كان عنوانها بالقوة الغاشمة ضدها او يقف حجر عثرة امام تنظيمها وفق القوانين المرعية بعيدا عن الفوضى و التدخلات غير الشرعية شهدت بغداد اليوم الثلاثاء تظاهرات كبيرة و تداخلت فيها امورا غير مسبوقة في التظاهرات الاخرى. نعم انها تتحمل الكثير من الكلام و الشكوك و التحليلات، يمكن ان يُعتقد بانها يمكن ان تدار من بعيد او في المقابل ان تكون عفوية كما تظهر في العلن. و تحمل هذه التظاهرات وجهات نظر كثيرة و تحوي على اسرار يمكن ان لا تكشفها اصحابها بشكل الا مستقبلا و لكن تسرب الكثير الذي يضع علامات استفهام حولها. لازالت في يومها الاول و خرج اراء و معلومات كثيرة لا يمكن التاكد منها نتيجة ما تشوشه افعال تدخل المخابرات و الاجهزة الكثيرة التي تهب و تدب في العراق دون ان يقول لها احد (بان هناك حاجبا على عيونكم) كما يقول المثل الكوردي. و من جانب اخر، قال احدهم بانها من تخطيط و تنفيذ العديد من الموتورين من السياسين من جانب المصلحة و السلطة و ليس الدم ، انهم هم الذين ضربت مصالحهم و يريدون ان يستغلوا المستجدات لاعادة كرّتهم و بدعم مباشر خارجيا، و هناك من يقف ضدهم لمصالح و اسباب اخرى و الصراع على اشده، و سنرى المنتصر، الا ان هناك خلطا كبيرا في الامر نتيجة تداخل المعادلات السياسية الحالية في ظل رئاسة بعد المهدي و التي تسيطر على العراق و سلطته و كياناته. نعم الفساد مستشري بشكل خطير و لا يمكن حله الا بعملية قيصرية يمكن ان قلعه و باستئصال من له العلاقة به، و بقوة مدعومة شعبيا، و هذا صعب جدا لو تمعنا فيما الموجود من القوى وعلاقتهم هم بالفساد لكونهم هم من يسيطرون على الحكومة منذ سقوط الدكتاتورية، ولا يمكن ان يمدون من سلطتهم و يطيل عمر بقائهم الا بتوزيع الهبات و الامتيازات و الاموال على مراكز قوى و تكتلاتةداخل كياناتاهم لانهم اصلا لم يتاسسوا على اسس فكرية و عقيدية و فلسفية يؤمن بها منتميهم، بل كل ما يخص بعملهم هو توزيع الهدايا الدائمة او المستقطعة و ان قطعت امكانياتهم حال محاربة الفساد و نوابع و مصادر يدر عليهم تلك الهبات، سوف يتساقط منتميهم عنهم و يتهاوون كما هو اوراق الاشجار في فصل الخريف. التعقيد في الامر اصبح بحال لا يمكن فك ما يحتويه ، ان ما يخرج من المطابخ الخلفية التي يختلط فيها مع النوايا و الاغراض و الاهداف العديدة التي يلعب عليها الجميع و كل حسب مصالحه، و الاخطر هو الابواب و المنافذ السياسية المخابراتية الخارجية المشرعة للتدخلات الخارجية التي تستغل صعوبة حياة الناس و البطالة و الوضع النفسي المتردي للشباب، و هذا ما يدع اي منا ان لا يعلم ماوراء ما يحدث. ما يتبادر الى الاذهان هو مجموعة من الاسئلة التي تدور حول ما يحصل. لماذا هذا الوقت و استغلال امر عسكري في الوقت الذي يعلم الجميع ان الاصح هو لا يمكن لاي احد ان يتدخل ولو كان في اعلى سلطة سياسية في الامور العسكرية، لماذا المواقف العديدة و التناقضات و تغيير الاراء و المواقف في كل لحظة حول التظاهرات، لماذا اختلاف المواقف بين الكيانات السياسية و بروز الموالين للبعض دون الاخر، المدهش و المستغرب وجود الازياء الموحدة بين كتل كثيرة من المتظاهرين مما يدل على ماوراءهم بشكل جلي. هنا يمكن ان نقول مهما كانت التظاهرات متنوعة المنشا و الدوافع الا ان تحركهم نحو المنطقة الخضراء و بعض الشعارات التي رفعت و المسيطرين عليها و التوجهات التي تشير الى الكثير من الامور المشكوكة في مصادرها على الرغم من وجود الكثيرين بين صفوف المتظاهرين الذين لا يعلمون ما يجري بل دفعتهم حالهم و باسهم و ياسهم و احتياجاتهم الى المطالبة العادلة الحقة لهم.
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عاد الى انقرة خالي الوفاض
-
هل كان على الساعدي ان يطيع الامر ؟
-
ما اجبر اردوغان على التراجع عن تهديداته
-
هل بقي من يترفع عن المصالح الضيقة ؟
-
هل بدا اردوغان من نيويورك بحفر قبره بيده ؟
-
تكاثر عدد الجزر المنتشرة في كوردستان
-
هل ياتمر العبادي بامرة بريطانيا؟
-
اردوغان بين (تصفير المشاكل) و( تصفير النفايات)
-
ردوغان بين رفات ناظم حكمت و جثة سليمان شاه
-
تزايد المخاطر على استقرار اقليم كوردستان يوميا
-
انتشار الفقر المدقع في كوردستان !
-
نحتاج لكوردستان مدنية حقيقية و ليست مظهرية
-
هل انا قومي متعصب؟
-
لماذا التركيز على الخلافات مع كوردستان والفساد مستشري في الع
...
-
الراسمالية تحاصر البسارية في عقر دارها !
-
ايجاد مخرج في ترسانة المفاهيم المبتذلة في العراق
-
تشكيل اللجنة الدستورية بعيدا عن اصحاب الدستور انفسهم!!
-
سبل خروج اربيل و بغداد بنتيجة مقنعة للطرفين
-
المطلوب من المثقف العراقي امام كوردستان
-
العراق بين المرجعية و التوجهين في الحشد
المزيد.....
-
نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية
...
-
شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
-
دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
-
نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص
...
-
اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
-
رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي
...
-
الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق
...
-
شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
-
ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
-
وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|