أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - ما اجبر اردوغان على التراجع عن تهديداته














المزيد.....

ما اجبر اردوغان على التراجع عن تهديداته


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6364 - 2019 / 9 / 29 - 16:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صرح مستشار الرئاسة التركية ياسين اقطاي بانه من الممكن الحوار المباشر مع قوات سوريا الديمقراطية بعد ان نعتها رئيسها مرارا بانها منظمة ارهابية و ما الى ذلك من من النقد و السب و الشتم على انها تابعة للحزب العمال الكرودستاني من قبل، وها دليل على مدى تراجع او تنازل تركيا او بالاحرى الجو السياسي و التعامل الامريكي في نيويورك هو ما فرض علي اردوغان من التراجع بعدما شاهد و ما لقيه مما لم يكن يتوقعه و ابدى ردود فعل منفعلة محاولا الضغط دون فائدة. و بعد ان سمعنا عنه الكثير من التهديدات بحيث اصبح يوميا عن غزو شرق الفرات. المعلوم انه كان لالفات النظر عن مشاكله الداخلية فقط محاولا تشتيت التوجهات المنتقدة له و لافعاله، و عرف و تاكد بنفسه على انه لا يمكن ان يعيد الكرّة كما فعلها في عفرين من قبل و ان الوقت و الظروف تغيرت و انه لاقى ما لا يحتسب اليه بعدما عاند و جلس في حضن روسيا و لم يستقر بعد في وجهته، و لا يمكن ان تسمح امريكا بهذاالامر دون تحذيره او اخطاره عمليا كما فعل في نيويورك.
هذا الامر يوضح لدينا الكثير، ليس تراجع اردوغان او تنازله عما اصر عليه من التهديدات كما صرح و لوح كثيرا بل تاثر كثيرا خلال الزيارة الاخيرة و لم ينتظر ما حدث، و ربما يريد تهدئة الامور في هذه المرحلة كي يختار بين الامرّين قريبا و لكنه تعلق ارجله في المستنقع الروسي بعدما غاص كثيرا في وحل المحور، فما فرض عليه من مستوجبات التحالف الروسي هو عدم امكان التراجع بسهولة منه. و في الجانب الاخر تعامل قوات سوريا الديمقراطية بعقلانية فائقة مع المستجدات وبالاخص ما تم حول المنطقة الامنة و تنسيقها مع امريكا و من ثم تاكيد تركيا من عدم وجود فرصة لتراجع امريكا عن تعاونها مع القوات سوريا الديمقراطية، و هذا ايضا ما رفع من حماوة النظام السوري بعدما لمس تزايد اهتمام امريكا بقوات سوريا الديموقراطية و عدم تنازلها عن علاقاتها و تحالفها رغم متطلبات حليفها القديم تركيا و على الرغم من ضغوطات تركيا المتعددة الجوانب و استخدامها لتكتيكات مختلفة، وتاكد بانه ربما يطول الامر و يصبح علاقة استراتيجية لا يمكن شرخها ( على الرغم من عدم الامكان الثقة بامريكا الى النهاية) و عليه بدا النظام السوري من جانبه بتهديد الكورد في كوردستان الغربية من على منبر الاممم المتحدة.
من الواضح ان التوترات الكبيرة التي تحصل داخليا بعدما ارتفعت اصوات عن فقدان الاستقلالية في القرارات عند تركيا و اتهام اردوغان داخليا بانصياعه بشكل مطلق لبوتين و تراجع شعبيته بشكل خطر و ما يفعل داخليا جعل من اردوغان ان يتردد و يحاول ان يضغط من جانبه بتكتيك سياسي جديد محاولاردم الصدع و الاقتراب من امريكا ليخفف ضغوطات روسيا وبوتين عن املاء الاوامر عليه مستغلا ضعفه. ومن ثم اليوم نجد بان هذه التصريحات قد تكون رسائل حسن نية لامريكا بانه سوف يتعامل مع الواقع الجديد، بعدما جرب طرق التهديد و الوعيد و لم تنفع، و لم يحقق كل اهدافه و ما كان ينويه في لجنة الدستور و الاجتماعات الثلاثية في انقرة، وعليه يمكن ان يراقب اردوغان و ينتظر في محطته الحالية بعد تعبه من التكيتيكات المتتالية و ستتوضح نتائج ما اقترفته ايديه من الاخطاء خلال الايام السابقة، و كما قلنا في مقال سابق بانه حفر قبره بيده بينما كان محاولا الخروج من الامر كي ينتعش و يحيى بعد الاحتضار الاولي و سيجد متنفسا خلال الايام المقبلة.
فان ما اجبر اردوغان على التراجع نسبيا هو اخطاءه في الفترة الاخيرة اولا و من ثم ضغوطات امريكا و تعاملها معه و تعامل قوات السورية الديموقراطية مهع المستجدات بعقلانية من دون رد فعل انفعالي وهي ما استوعبت امر المنطقة الامنة لصالحها و سحبت البساط من تحتة ارجل اردوغان في استغلال اي خطا لها في فرض ما يفيده على امريكا. ما يدع الشك من كلام االمستشار اقطاي هو تصريحه بهذا الظلام الدامس في تحركات اردوغان خلال اليومين الماضيين و هو في امريكا و ربما قد صده الكثير من الاعتراضات، و يحتسب على انها خطوة لفتح الباب امام اردوغان هناك كي يذيب العوائق التي اصبحت جدارا امامه في تحركاته، و عليه لا يمكن التاكد من نوايا اردوغان من هذا التصريح لمستاشره الا بعد العودة الى بلاده و ما يجده عند روسيا و ايران من ردود الفعل في هذا الامر.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل بقي من يترفع عن المصالح الضيقة ؟
- هل بدا اردوغان من نيويورك بحفر قبره بيده ؟
- تكاثر عدد الجزر المنتشرة في كوردستان
- هل ياتمر العبادي بامرة بريطانيا؟
- اردوغان بين (تصفير المشاكل) و( تصفير النفايات)
- ردوغان بين رفات ناظم حكمت و جثة سليمان شاه
- تزايد المخاطر على استقرار اقليم كوردستان يوميا
- انتشار الفقر المدقع في كوردستان !
- نحتاج لكوردستان مدنية حقيقية و ليست مظهرية
- هل انا قومي متعصب؟
- لماذا التركيز على الخلافات مع كوردستان والفساد مستشري في الع ...
- الراسمالية تحاصر البسارية في عقر دارها !
- ايجاد مخرج في ترسانة المفاهيم المبتذلة في العراق
- تشكيل اللجنة الدستورية بعيدا عن اصحاب الدستور انفسهم!!
- سبل خروج اربيل و بغداد بنتيجة مقنعة للطرفين
- المطلوب من المثقف العراقي امام كوردستان
- العراق بين المرجعية و التوجهين في الحشد
- ما يسعى اليه اردوغان في القمة الثلاثية
- هل الاردن افضل من كوردستان لدى العراق
- حكومتا كوردستان و العراق تشتريان الوقت بدلا للحلول الجذرية


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - ما اجبر اردوغان على التراجع عن تهديداته