أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عماد علي - ايجاد مخرج في ترسانة المفاهيم المبتذلة في العراق














المزيد.....

ايجاد مخرج في ترسانة المفاهيم المبتذلة في العراق


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6353 - 2019 / 9 / 17 - 15:04
المحور: المجتمع المدني
    


تاريخ العراق عريق و غني لو نظرنا بعمق و حيادية الى ماقبل الغزوات الجزيرة العربية التي مهدت الارضية لاستيراد ماهو الدخيل اليه. لم يكن على ارضه ما يدعي الخوف على حياة الناس الا ما افسدته الغزوات الخارجية و الاحتلالات الشرقية و الغربية من قبل الامبراطوريات التي اقحمت نفسها بكل ما تمتلك من الخصائص محتلة من اجل نهب خيراتها و سرقة ثرواتها الثقافية التاريخية الغنية قبل الغزوات القديمة الجديدة ومن ثم ما فرضه الاستعمار من نهب الثروات الجديدة المهمة و في مقمدتها الثروة النفطية بشكل خاص بعد اكتشافها. فكانت الخزينة الثقافية و الحضارية للعراق مليئة و ترسانته ممتلئة من كافة الجوانب الثقافية و الحضارية وفيها من المفاهيم المتداولة المهمة التي لم تكن موجودة في ارقى الدول في حينه، اي الوضع الاجتماعي كان مسيطر عليه من قبل المستوى الثقافي النخبوي رغم قلة الوسائل المعتمدة على تداول تلك المفاهيم و العلوم بشكل عام صعوبة انتشارها بشكل واسع. الاساطير و المعلومات و المفاهيم التقدمية نسبة الى وقته كان بشكل لا يمكن ان يكون الا نابعا من الحضارة التقدمية العريقة التي تمتع بها العراق القديم.
و بعد الاحتلالات و الغزوات المتكررة من كل حدب و صوب شرقا و غربا و جنوبا و شمالا، بدا انجراف ما كانت عليه ارض الرافدين و سلبها من كل ما تمتعت به طوال قرون من قبل المحتلين و ثم من قبل الغازين. المعروف ان المبتذل هو البالي المهترء الممزق بفعل الزمن او نتيجة ضغوطات مؤثر خارجي عليه. فعندما احل المفاهيم الغيبوية المثالية المستوردة على المفاهيم الواقعية النابعة من تقدم الوضع الاجتماعي و الثقافي، فانها سوف تتعرض للابتذال و ان كانت هناك مقاومة جراء فعل ما تراكم من الموروثات الاتية من زمن التقدم ماقبل الاحتلال و احلال البديل. فبدات زمن اساليب و ثقافات خيالية كثيرة سطحية و من اجل الاستعماء و هي لا تمت بصلب الثقافة بشيء، نتيجة سيطرة العقيدة الخيالية الغيبية بديلا للعقلية الواقعية العلمية التقدمية البسيطة في حينه. و لم يكن البديل شسئا له قيمة تُذكر بل فرض الادعاءات الخاوية من اي جوهر تقدمي ثقافي بقوة غاشمة . فان كانت خزينة المصدر الدخيل و الوارد خاوية من الثقافة الحقيقية فلا يمكن ان تجلب معها مفهوما و ثقافة حقيقية، ولا يمكن ان يبني الباطل حقا او الفارغ مليئا من اي جانب كان، فالمعدم ليس له ما يعطيه. المفاهيم و ما لا يمكن ان نسميها بالثقافة او الفلسفة التي كانت مبنية على الصحراء الجرداء غير الصالحة حتى للحياة البسيطة. لا تملك غير اللغو و الكلام و البناء على فراغ و الاستناد على الغيب و الترواح في مستنقع من ما تتطلبه الحاجة و العوز الاهم في حياة الكائنات و لا سيما البشرية التي هلكه العدم و القحط.
تحولت ترسانة العراق الممتلئة بمفاهيم عصرية تقدمية في حينه لما كانت تناسب مع المستوى الاجتماعي العلمي في مرحلته و عصره، و احلّ ماكان مجودا بكل ماهو من المستورد المبتذل و ازاح القديم و امتلأ لحد القمة. و اصبح عالا على الشعب صاحب التاريخ العريق و ما ورثه من اجداده الذي تصلادم مع الجديد نتيجة عدم تلائم او توافقه مع ما امتلكته اسلافه الاثرياء ثقافة و فلسفة و علما و معرفة و ثروة.
المدهش في الامر ان من جلب معه هذه المفاهيم ادعى بان الموجود اصلا هو المبتذل و المستهلك، ليصرف سلعه و بضاعته الفاسدة اصلا بسرعة مطلوبة، انه ادعى الخيال بديلا للحقيقة و الواقع، ويا ليته امتلك خيالا يحوي في كنفه ما يفيد الانسان، فلم يجلب الى الشعب السومري و البابلي والاكدي و الاشوري و الارمني غير النكد و المفاهيم الخيالية الغيبية المؤدية الى الغرق في ترهات الحياة و ليس حقيقتها الناصعة التي كانت واضحة المسار قبل مجيء هؤلاء الاشرار. فملأوا الترسانة بما هو المبتذل المضر و اغلقوا عن القرون التي توارث الشعوب ماقبل الغزو العربي للعراق كل ما فيه الخير للمنطقة والعالم، اهل الحضارة و الحياة التقدمية السعيدة المفيدة للجميع.
للاسف ان الدخلاء تمكنوا من استئصال كل ما يمت بالحضارة التي كانت موجودة قبل اية حضارة اخرى في العالم، مسحوا الارض بما فيها، و احلوا بديلا عنه.
اليوم و بعد طول هذه القرون العجاف حضاريا و ثقافيا و علميا، لابد ان يدرك الشعوب العراقية المختلطة اليوم من السلالات الاصيلة و كذلك السطحية من ما ا نتجته الدخلاء و احرقوا الاخضر و اليابس من البنى الفوقية والتحتية. فيحاتج الواقع الجديد المبني خلال قرون عديدة على التخرفات المبتذله في اساها الى عمل مضني طويل الامد، في ظل ماموجود من العقلية المتاثرة بما استوردته الدخلاء و ما يمكن اهل البلد من اعادة السلعة العفنة اليهم. يجب العودة الى الاصالة التي بنت عليها الثقافة العامة و الحضارة، و ازالة هذه المراحل المظلمة بالخطوات التي تحتاج الى عمل و وقت و جهد منقطع النظير.
اول الامر يجب ان يكون خلال العمل في امر البنى الفوقية و توضيح الحضارة التي تمتع بها الاجداد القدماء جدا للاصلاء الحاليين الذين يعترفون باصالتهم العراقية ونسبهم غير العربية، رغم تفوق العقيدة الدينية التي فرضت الجاه و الموقع الاجتماعي مما تسببت في تغيير النظرة الى الموجود الاصيل و الى السلالة و تفرعاتها غير العربية الغازية الاتية ن الجزيرة. و يبدا هذا بايجاد منفذ لاخراج ماهو المستورد من المفايهم التي امتلات بها الترسانة الثقافية الحضارية للعراق و ما حملت تحولاته و انعطافاته العديدة خلال تاريخه الغابر و الحاضر, كي يكون بداية تفرغ الخزينة من المفاهيم المبتذلة البالية المهتراة المزيفة الفاسدة المسيطرة على عقول الناس. و بداية الغيث القطر. فهناك جهود لتوضيح الامر و بيان الاصح لدى الشعوب العراقية و من ثم محاولة اعادة البنى الفوقية الاصيلة الى مكانها او على الابتعاد عن ماهو المزيف و ما صنعه الدخيل المضر و الالتزام بما هو البديل الجديد المفيد بشكل عام.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشكيل اللجنة الدستورية بعيدا عن اصحاب الدستور انفسهم!!
- سبل خروج اربيل و بغداد بنتيجة مقنعة للطرفين
- المطلوب من المثقف العراقي امام كوردستان
- العراق بين المرجعية و التوجهين في الحشد
- ما يسعى اليه اردوغان في القمة الثلاثية
- هل الاردن افضل من كوردستان لدى العراق
- حكومتا كوردستان و العراق تشتريان الوقت بدلا للحلول الجذرية
- كيف اضاف الحزب الشيوعي الروسي خمسة مقاعد له في برلمان موسكو؟
- طحنُ المنطقة بين مطرقة ايران و سندان السعودية
- ماذا بعد ان فضح يايلا اردوغان؟
- الحل هو الجدار العازل بين تركيا و كوردستان روزآوا
- لجوء اردوغان الى اخبث الحيل و التضليلات !!
- يشيعون الخوف من اجل فرض خيار سياسي
- الموجود هو لا احد مسؤول حقيقي في اقليم كوردستان
- الفقر المعدم في ظل وجود الثروة الهائلة في كوردستان
- يلوي اذرع الحقيقة و يدّعي الماركسية في كلامه
- بدا الارهاب منذ الغزوات و نفذته الامبراطورية العثمانية فيما ...
- هل تستمر مرحلة خضوع العالم لامريكا كثيرا ؟
- الحانق الذي فقد الحكمة في امره
- هل دخلت كوردستان في متاهة المعلوم؟


المزيد.....




- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...
- مؤسسات الأسرى: إسرائيل تواصل التصعيد من عمليات الاعتقال وملا ...
- الفيتو الأمريكي.. ورقة إسرائيل ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحد ...
- -فيتو-أمريكي ضد الطلب الفلسطيني للحصول على عضوية كاملة بالأم ...
- فيتو أمريكي يفشل مشروع قرار لمنح فلسطين العضوية الكاملة بالأ ...
- فشل مشروع قرار لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة ...
- فيتو أمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
- الرئاسة الفلسطينية تدين استخدام واشنطن -الفيتو- لمنع حصول فل ...
- فيتو أميركي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عماد علي - ايجاد مخرج في ترسانة المفاهيم المبتذلة في العراق