رائد عمر
الحوار المتمدن-العدد: 6391 - 2019 / 10 / 26 - 02:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعيداً جداً عن فحوى خطاب عبد المهدي .!
التأمّل والتفحّص في الفيديو الذي ظهر فيه رئيس الوزراء موجّهاً خطابه الأخير , وبغضّ النظر عن " لغة الجسد " البائنة في حركة يده اليسرى وثبوت قامته في معظم فترة الخطاب , وتحريك الرأس بشكلٍ مفتعل أمام الشاشة المدوّن عليها الخطاب , ودونما إسترسالٍ في هذه التفاصيل التي خارج نطاق موضوعنا الحالي , فخلفية الصورة والحائط الذي خلف كرسي عبد المهدي , كان مجموعة من الرفوف التي تصطفّ فيها " ديكورياً " اعدادٌ مختلفة من المجلدات والكتب الضخمة الأحجام , ومعظمها او بعضها كان باللون الأزرق المتشابه .!
وفي الواقع فأنّ السيد عادل عبد المهدي هو ليس رئيس الوزراء الأول الذي تظهر خلفية المجلدات والمؤلفات من خلفه , فقد سبقه رؤساء وزراء وقياديون آخرون بهذا الإخراج " الكُتُبي " .! وكان الأكثر حماسةً وتشدداً بالظهور في هذا المنظر هو وزير الخارجية السابق " وكان رئيساً سابقاً للوزراء " سيّد ابراهيم " الأشيقر " الجعفري , حيث اظهرت عشرات ومئات الصور والفيديوات اثناء استيزاره للخارجية , ظهور حائطٍ كاملٍ من الرفوف الممتدّة من الأرض الى السقف ! , وهي ملآى وتفيض بمجلداتٍ انيقة التجليد والتغليف لتشكّل الخلفية من خلف مقعده .!
إلامَ و علامَ أختيار هذا المنظر " المشترك بينهم " .؟ هل هو تمظهر بالإدعاء والزعم أنهم قرأوا ودرسوا كافة تلكم المجلدات والموسوعات والويكيبيدات .! , أمْ إنه تظاهر بأمتلاك الثقافة .؟
هذا , ولو افترضنا عبثاً وجدلاً بأنَّ هؤلاء السادة – القادة هم من فصيلة المثقفين , فأقلّ كلمةٍ تقال في هذا الصددِ وغيره , بأنّ الثقافة تتجرّد من مضامينها وتخلع كافة البستها الموضوعية والفكرية اذا ما انفصلت عن الوطنية , واذا ما انسلخت عن انتمائها الأصلي .!
#رائد_عمر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟