أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ستار الجودة - كتيب ...بوابة عشتار بين جيلين















المزيد.....



كتيب ...بوابة عشتار بين جيلين


ستار الجودة

الحوار المتمدن-العدد: 6383 - 2019 / 10 / 18 - 15:24
المحور: الادب والفن
    



ستار الجودة

بوابة عشتار:- بين جيلين

المقدمة

من نعم الله على بلاد الرافدين ان كل الدلائل والكتب التاريخية تشير إلى ان الجميع كان ينزح الى ارض وادي الرافدين,وليس العكس فهي مضياف و لم تبخل على احد من خيراتها , ,وهذه نعمة من نعم الله على هذه الأرض موطن الأنبياء والرسول ومثوى الأئمة الأطهار,على هذه الأرض اكتشفت الكتابة وصناعة الحروف و عليها سن أول قانون ينظم العلاقات البشرية , وتعليم الزراعة والري والأنظمة وصناعة العجلة.
نضع بين أيديكم كتيبنا المتواضع المعنون بوابة عشتار بين جلين ,قسمنا الكتيب الى عدة أبواب لتسهيل قراءتها ,وتناولنا في بدايتها, معلومات عن الغاية من قراءة التاريخ والآثار ودورهما في فتح مغاليق الماضي لإضاءة الحاضر واستلهام المستقبل , وكذلك السياق التاريخي لــ مدينة بابل القديمة والحديثة , واهتمام العراقيون بالآثار ,وبناء مدينة بابل وأسوارها وبوابة عشتار, ومن ثم فترة اكتشافها وعن دور منظمات المجتمع المدني في إشاعة وترسيخ ثقافة الحضارة ,
فمن حق العراقيون أن يرمموا تاريخهم الحافل بالمنجز, ويرسخوا هويتهم الوطنية, لمباراة العالم المتحضر من خلال ثقافة الحضارية, وهذا لا يحدث الا في ظل إشاعة ثقافة الحضارة وأعداد مجتمع يعي أهمية الحضارة والأثر في القطاع السياحي والاقتصادي,والعلمي,
وبما أن التاريخ علم قائم بذاته , و كذلك الآثار, والمتاحف, فلابد ان يكون التعامل مع تلك العلوم بالدليل المادي الخاضع للعقل. لذلك استمدت معرفتنا للحقائق التاريخية من خلال مصادر رصينة, فكت طلاسم الكتابات المسمارية التي كتب على الرقم والألواح الطينية المكتشفة من قبل فرق التنقيب الأجنبية وترجمت في مراكز أبحاث عالمية بدرجة عالية من التقنية وهذا اكبر دليل مادي على صحة تلك المعلومات التي تمثل بحدود 25% مما مكتشف من الحضارة الرافدينية,

"نرجو من الله أن نوفق في هذا الإيجاز الخاص ببوابة "عشار"






الإهداء :-إلى روح أمي وأبي والى كل من وقف معي وشد من أزري



سوف نتطرق بإيجاز الى:-
1- الغاية من دراسة التاريخ والآثار
2- السياق التاريخي لــ مدينة بابل القديمة والحديثة وبوابة عشتار
3-اهتمام العراقيون بالآثار
4- بناء مدينة بابل والأسوار وبوابة عشتار
5- اكتشاف مدينة بابل و بوابة عشتار وشارع الموكب
6 - دور منظمات المجتمع المدني في إشاعة وترسيخ ثقافة الحضارة
7- الخاتمة
.
. ومن الله التوفيق.
......................................................................................





الغاية من دراسة التاريخ والاثار

أواخر القرن الثامن عشر وبديات التاسع عشر الميلادي, شهدت الساحة العراقية حراكا واسعا في عملية التنقيب و البحث عن الآثار من قبل فرق التنقيب الأجنبية وموظفي سفارات وقنصليات الدول المستعمرة آنذاك,والهواة واللصوص ,و كان للأوربيين سبق القدم في علم الآثار وبناء المتاحف و حل شفرات الرقم الطينية التي تحمل الكتابات المسمارية القديمة , اكتشف المنقبين الأجانب في جغرافية العراق مواقع أثرية مهمة, وبفضل التقنية والمختبرات الحديثة ومراكز الأبحاث التي يمتلكونها فقد استطاع العلماء ان يخرجوا معلومات مهمة واثأر أغنت متاحف العالم وأنارت مساحات مظلمة كبيرة عن تاريخ ومجد الحضارات العراقية القديمة, كان الإنسان العراقي في تلك الفترة يجد في كل يوم شيا جديد من الآثار لكنه لا يعرف قيمة الأثر وأهميته بسبب الجهل والتجهيل من قبل الحكومات المحتلة , وصل الأمر الى استخدم الطابوق الذي يحمل الكتابات المسمارية في عملية بناء المساكن القريبة من المواقع الأثرية , الحكومات العثمانية التي احتلت العراق أكثر من اربع قرون هي الأخرى ساهمت بتهديم ومواقع أثرية واستخدام الطابوق في بناء معسكرات ومشاريع تخدم مصالحها . مثل ما حدث في هدم سور بغداد وبناء القشلة,وبناء سدة الهندية من طابوق بابل وغيرها , إذا لا بد لنا نحن العراقيون ان نعترف ونكون شجعان بان الغرب والأخر للأسف سبقنا في اكتشاف عظمة تاريخنا من خلال الآثار بفترة طويلة من الزمن ,بسبب الظروف القاسية وتجهيل متعمد للشعب العراقي لنهب ثرواته من قبل المحتل, و لا بد من الاستفادة من هذا الدرس القاسي وعدم السماح بتكراره ومطالبة الدولة العراقية عبر مؤسستها بإعادة كل الآثار التي سرقت والتي خرجت باتفاقيات جائرة بين فرق التنقيب والاحتلال العثماني , و الاهتمام بدراسة تاريخنا والمحافظة على ما تبقى من اثأر العراق , من اجل ترميم المشهد الحضاري, الذي تعرض الى التهميش والإقصاء والسرقة والنهب والإهمال والتعرية بسبب المناخ و المحتل, كذلك لترسيخ الهوية الوطنية , وتعليم الأجيال بالعناصر الايجابية لحقيقة أمجاد الحضارات العراقية السالفة وعظمة إمبراطورياتها الراقية , والاستفادة من التجارب والعبر لنستلهم من عبق الماضي المشرف ,ونأخذ شحنة ايجابية تجعلنا نستمر بالعطاء الى بناء مستقبل أفضل . ونسير على خطى الأجداد الأفذاذ الذي استفادوا من تجارب من سبقهم وأعادوا مجد حضاراتهم ,وكذلك لإنتاج خطاب تسويقي تاريخي يباري تعاظم نماء الشعور الحضاري في الدول التي تمتلك حضارات, والفائدة المتوخاة من دراسة التاريخ والأثر هو الاستفادة من الدروس القاسية ومن التجارب والنظريات والعلوم الإنسانية القديمة , حيث استطاعت الخبرات المتراكمة من التاريخ ان تقدم ثقافات متطورة في جميع المجالات, وتوثق أحداث وقعت في الماضي ولها تأثير في حاضرنا و في المستقبل,,فالأثر هو المادة التي تركها الإنسان القديم ,والتي تلعب دورا مهما في هوية البلاد,كذلك لها أهمية اقتصادية وموقع جذب سياحي تاريخي, أصبحت الآثار في عصرنا الحاضر احد أهم مفاهيم علم المتاحف, حيث أصبح المتحف وسيلة جذب ومنفذ ثقافي حضاري سياحي واقتصادي يساهم في الاستمرار برفد المعلومات للأجيال القادمة , وكذلك توثيق الإحداث التي وقعت في القدم عبر الآثار , والاهم من كل ما تقدم حول دراسة التاريخ والأثر هو تغير بعض المفاهيم المتحركة في بنية العقلية الاجتماعية ضد الآثار
أسماء كبيرة لها دور في الآثار
العراق بيئة ولادة للمواهب والكفاءات الوطنية التي تحمل هم الوطن منذ نعومة أظافرها نتيجة نظافة المحيط ونقاء سريرة العوائل العراقية في تربية أبنائها حب الوطن , لذلك برزت أسماء مهمة في ثلاثينات وأربعينيات وخمسينيات القرن التاسع عشر استمرت دراساتهم برفد الساحة الحضارية بالعلوم في مجال التنقيب والدراسات المسمارية وعلم الآثار والتاريخ والمتاحف أبرزهم, محمد علي مصطفى المنقب الأول في العراق (د.فوزي رشيد ك طه باقر ص21) و الدكتور طه باقر والدكتور و د .بهنام ابو الصوف, ود.فؤاد سفر, و وليد الجادرجي, و بشير فرنسيس والقائمة طويلة من الأسماء المهمة من الرعيل الأول الذين وضعوا الحروف الأولى لعلم الآثار بعد مائة سنة من ظهوره مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة على أناس رضعوا حب الوطن وحملوا الإرادة الوطنية عنوان .
دور هيأة الآثار والمتحف في الاثار
الدور الاستثنائي الذي تلعبه هيأة الآثار العامة منذ تأسيسها في عشرينيات القرن التاسع عشر إلى يومنا في المحافظة على الآثار المكتشفة ومساهماتها الفاعلة في اكتشاف الإلف الموقع الأثرية في جغرافية العراق والمسوحات مستمرة الى يومنا ,.وكذلك الدور الاستثنائي الذي يلعبه المتحف الوطني العراقي في الحفاظ على الأثر والاستمرار في توسيع القاعات من اجل استقبال كل الآثار المكتشفة , وهذا بحد ذاته دليل وعي وتنامي الشعور الوطني في العراق .




الاهتمام بالاثار

تشير الأحداث والوقائع المدونة بان الملك نبوخذ نصر( 604- 562 ق.م ) أول من اهتم بالآثار القديمة ومعرفة الأحداث التي رافقتها فقد خصص قاعة من قاعات قصره (القصر الشمالي) في مدينة بابل لعرض مواد أثرية , ( اكتشف هذا المتحف من قبل عالم الآثار الألماني "كولد فيه") وكذلك في زمن أخر ملوك بابل الحديثة الملك السادس " نابونيد "اهتم هو الأخر بالأثر ونقب في جدار وأساسات الزقورات ,والأهم مما تقدم هو الكم الهائل الذي جمعته مكتبة الملك الأشوري (" اشور بنيبال " 668-627 ق.م),فقد ضمت العديد من النصوص والملاحم وأساطير قديمة ترجمة وإعادة كتابتها والاستفادة منها , وهذا دليل على وعي وأهمية التجارب السابقة من قبل الملوك المذكورين سلفا ومن المستشارين والمثقفين المحيطين بهم والمجتمع .
ومما يجد الإشارة أليه والى أهميته التاريخية هي التأكيد على استعمال عبارة " بلاد ما بين النهرين" لأنها الأكثر شمولا في قراءة تاريخ و الأثر,كونهما ( بلاد ما بين النهرين) أوسع بكثير من حدود العراق المعاصر التي حددتها معاهدة " سايس - بيكو " حيث كانت تضم " بلاد ما بين النهرين "مناطق من سورية وتركيا وإيران , لذلك فان الكثير من الآثار التي اكتشفتها فرق التنقيب في هذه المناطق تعود لحضارات العراق ,وعلى الأجيال و الحكومة العراقية ممثلة بوزارة الثقافة والسياحة والآثار و وزارة الخارجية العراقية ان تتعامل مع هذا الموضوع بجديدة وتطالب من الدول التي تضم متاحفها اثأر" بلاد مابين النهرين تصحيح عناوين تلك الآثار لصالح العراق.
.................................................................













السياق التاريخي لــ بابل القديمة و الحديثة و بوابة عشتار

الحديث عن بابل ليس المقصود منه الحدود الجغرافية لمدينة بابل الصغيرة, بل يعنى به وفق فترات الحضارتين البابليتين القديمة و الحديثة,اي كل بلاد الرافدين والمناطق التي كانت ضمن سيطرتها ,لذلك نشير دائما الى (بلاد مابين النهرين او بلاد الرافدين في أشارة الى سعتهما عن العراق المعاصر الذي حددته معاهدة سابكو- سبيكو) وهذا ما تشير له كل الكتابات المسمارية على الألواح الطينية التي تم اكتشافها و التي تتحدث عن بابل القديمة والحديثة.
كل الدلائل والكتب التاريخية تشير إلى ان جميع الأقوام نزحت الى ارض وادي الرافدين واستوطنت هذه الأرض الطيبة المعطاء التي لم تبخل على احد من خيراتها ,ولا توجد إشارة واحدة تشير الى العكس أي إلى( نزوح أقوام من ارض الرافدين الى بلاد أخرى) ,وهذه نعمة من نعم الله على هذه الأرض موطن الأنبياء والرسول ومثوى الأئمة الأطهار منها انبثق تعليم الكتابة وصناعة الحروف وعليها سن أول قانون ينظم العلاقات البشرية , وتعليم الزراعة والري والأنظمة وصناعة العجلة
,فيها كتبت التوراة وبنيت الكنائس والاديره والجوامع و فيها عاشت جميع الأجناس بحب و وئام وكانت مضرب الأمثال وعنوان الثقافة والمدنية ,ومدينة ألف ليلة وليلة ,كانت بلاد الرافدين مصدر أشعاع فكري ومادي للعالم علمته صناعة الحرف والزراعة والعلوم والقوانين والفنون وإنارة عتمة الفكر الإنساني وإضاءة مساحات واسعة في بنية الخطاب الثقافي البشري ,فقد احدث السومريون في عصرهم الذهبي (2800-2370ق.م) انعطافة كبيرة في مسار التعليم والتوثيق فهم أول من علم العالم صناعة الحرف بالإضافة للعلوم الأخرى قبل عصر الكتابة, ثم ولدت من رحم الحضارة السومرية بعد تخلخل بنيتها حضارة جديدة عرفت بالحضارة الاكدية(2370-2230 ق .م) , أسست أول إمبراطورية في التاريخ البشري مع الاحتفاظ بالعلوم السومرية ,وحين أسقطت العاصمة الاكدية من قبل الغزاة الكوتيين الذين يمتلكون نزعت التخريب والدمار والنهب , ظهرت سومر الحديثة عبر أمارة مدينة (لكش) بالقرب من الشطرة, و أور بالقرب من مركز الناصرية , عرف عصرهما بعصر النهضة السومرية(2112-2004 ق.م) وهما الأمير ( جودة) او" كوديا " والملك اور – نمو, تميزتا بالبناء والتطور واحترام الإنسان مع الحفاظ على الأسلوب الاكدي والسومري,
واستمر لقرابة مائة عام,. سقطت سومر الحديثة على يد "العيلاميون" ,ثم انسحبوا محدثين فراغ سياسي , استغله الاموريين ونزحوا بشكل كبير على شكل قبائل مؤسسين مماليك انتشرت على عموم ارض الرافدين . مثل(أيسن, لارسا ,اشنونة, وماري) وكان النزاع على الاستئثار بالسلطة على أشده بين هذه الدويلات واستمر نحو قرن حتى انتهى بانتصار مدينة بابل في زمن ملكها السادس حمورابي تلك الذي قضى على سائر الأمراء وضم مدنهم إلى مملكة موحدة حكمت الشرق الأوسط بأسره وعرفت بالمملكة البابلية القديمة او بالسلالة الأمورية أيضا، عدد ملوكها أحد عشر ملكا حكموا أكثر من ثلاثة قرون في نحو (1894 – 1531 ق م). وقد بلغت الحضارة في هذه الفترة ذروتها، وازدهارها وعمت اللغة الأكادية بلهجتها البابلية تكلما وكتابة في ذلك الحين بلاد الشرق الأدنى قاطبة وارتقت العلوم والمعارف والفنون واتسعت التجارة اتساعا لا مثيل له في تاريخ هذه المنطقة ,وكانت الإدارة المركزية تحكم البلاد بقانون موحد سنه حمورابي لجميع شعوب هذه البلاد. لبعد موت حمورابي ورثه ملوك ضعفاء لم يستطيعوا بسط حكمهم على البلاد حيث بدأت حركات التمرد تعم مدن الجنوب ، وانتهت دولة بابل القديمة مع غزو الملك الحيثي "شوترك لاخنتي ( ملك الحيثيين) الذي حكم بين عامي (1604- 1594 ق.م). واستمرت الفترة بعد سقوط بابل القديمة بالظلامية والفراغ السياسي ,
الدولة الآشورية استغلت هذا الفراغ وضمت بابل ولم تدمرها ولم تمس المعابد الذي اعُتبر تدنيس للمقدسات. كما زوّج "شولمانو- اشارئد" الثالث ابنه "شمشي- اداد" الخامس من الأميرة البابلية" شميرومات" المعروفة تحت اسم سميراميس التي حكمت بعد موت زوجها الدولة الآشورية لأربع سنوات. واستمرت حكم ملوك الدولة الاشورية الى ان سقطت عام 612ق م على يد نبو بلاصر مؤسس بابل الحديثة.
.الدولة البابلية الحديثة
اعتلى القائد العسكري نبو-بلاصر عام 625 ق.م. عرش بابل افتتح عصر الدولة البابلية الحديثة، وحد الجماعات البابلية وتحالف مع الميديين الذي خلفوا عيلام في السيطرة على المناطق الواقعة في الشرق من بابل، عقدت الدولتان نوع من المعاهدة كما تزوج ابن نبو- ابلا- اُصر حفيدت الملك الميدي "اميتس"، ومن خلال هذا التحالف أصبح بالإمكان مواجهة آشور بل والتوجه نحو نينوى عاصمة آشور، حيث سقطت في العام 612 ق.م بعد حصار دام ثلاثة شهور. بعد موت نبو- ابلا- اُصر حكم "نبوخد نصر" الثاني (605- 562 ق.م)، الذي اظهر إمكانيات متميزة كرجل دولة وقائد عسكري وصانع سلام وصاحب مشاريع بناء ضخمة، لقد تمكّن نبوخذ نصر في عهده جميع مدن البلاد من إعادة بناء معابدها، كما أمر بشق القنوات المائية وبناء السور المعروف بالسور الميدي وبوابة عشتار الشهيرة.
اخضع نبوخذ نصر مناطق غرب الهلال الخصيب (بلاد الشام) وفرض على المملك والآمرات والمدن جزية تؤديها لبابل، وهاجم المدن التي حاولت التمرد، كما حصل مع أورشليم حيث دمرها ونقل بعض سكانها إلى بابل والبابلية. بعد موت نبوخذ نصر في العام 562 خلفه مولك ضعفاء وأحدثت نزاعات بين القصر والمعبد,أدت الى ترك نبنوئيد الملكة (ساس ملوك بابل الحديثة لابنه وبدأت بابل بالضعف الى ان هزموا من قبل الفرس الاخمنيين ، بقيادة كورش عام 539 ق.م.






بناء الاسوار و بوابة عشتار
بابل التي أصبحت اكبر مدن العالم في زمن "نبوخذ نصر " امتدت على مساحة قدرت ب عشرة ملايين متر مربع ,وعدد سكانها قدر بربع مليون نسمة , مستطيلة الشكل تقريبا ويشطرها نهر الفرات الى شطرين ,شرقي وغربي , أحيطت بسورين لحمايتها , الخارجي من ثلاث جدران ,والداخلي من جدارين , يتسعان لسير العربات الحربية ,تنتشر القرى والبيوت بين السورين ,وهناك ثمانية شوارع كل واحدا ينتهي ببوابة مسماة باسم آلهة , وعد أخر من الشوارع تتصل بالمعبد, وتضم مدينة بابل بحدود 1179 معبدا بين صغير وكبير,واهما معبد الآلهة "مردوخ " و"عشتار ",كذلك تضم برج بابل الشهير المربع الشكل , وتضم شارع الموكب من أهم الشوارع , والقصور,ويعتبر قصر " نبوخذ نصر " مدينة بحد ذاته , وتضم المدينة اهم الأعمال الفنية وهو أسد بابل.
و بوابة عشتار واحدة من ثمانية بوابات بنيت في بدايتها من الطابوق الأجر وكانت عبارة عن هيكل مزين بأشكال حيوانية ( العجل والتنين الذي كان يسمى بالبابلية "مخشوش") ، الملك الثاني نبوخذ نصر زجاجها وأضاف عليها لمسات جمالية وبناء أبواب من النحاس مزودة بمغاليق و مفاصل من البرونز " ,وهي (بوابة عشتار) عبارة عن بوابتين واحدة بعد الأخرى يربط بينهما جدار من الطابوق الأحمر اللون منحها مشهد(كتلة بنائية واحدة)، البوابة تتكون من برجين فوقهما نماذج أشبه بالشكل الهرمي المدرج ، يتوسطهما قوس ، طرزت بالطابوق المزجج بلون أزرق لوزردي ( اختيار اللون الأزرق يحمل قدسية ومكانة عند البابليين فكان يستعان به لطرد الأرواح الشريرة من البيوت والمدينة ) يوشح السطح البصري للبرجين والقوس أشرطة صفراء اللون ، وتدور حولهما زهرة الربيع البرية الموشحه بالأوراق البيضاء والقلب الأصفر ، ارتفاعها 14.30 متر وثلاثون سنتمتر , عدد رسوم الحيوان 575 الموجودة على البوابة موزعة على ال 13 صف ,و اللون الأزرق الأكثر استعمال,والحيوانات تتلون بلون الأبيض مزين ببقع صفراء وألوان زاهية أخر
............................................................................................
اكتشاف مدينة بابل و بوابة عشتار وشارع الموكب
في عام 1887 تأسست اللجنة الألمانية الشرقية كان هدفها القيام في تنقيبات في الشرق والبحث عن الآثار لاغتناء المتاحف الألمانية بالآثار الشرقية التي ذكرت في صحف الإسفار القديمة وفي كتابات " الشاعر والمؤرخ الإغريقي "هيرودوت" وقامت اللجنة بتوفير الأموال لدعم فرقة التنقيب بقيادة عالم الآثار" كوالد فيه" الذي طلبت منه أن يقوم برحلة الى بلاد ما بين النهرين للبحث عن مواقع أثرية.,وفي عام 1897زار كوالدفيه العراق ,اختار موقع بابل رغم ان الموقع كان معروفا و زارته أعداد كبيرة قبله, بدا كوالد فيه تنقيبا ته البابلية في " تل القصر الذي وجد فيه كسر الطابوق جعلته يخمن ان الموقع كان عليه بناء مهم غطت جدرانه قطع فنية و تصاوير الحيوانات خرافية " تنين" وثيران, وهو موقع مهم ,. خلال عام استطاع ان يرمم الأجزاء الساقطة من الأحجار وجمع الحجر المهشم استطاع أعادة تركيب بعضها ولو جزئيا واكتشف بوابة بابل ودرب المواكب والأسود الموزعة على جانبيه وأحصى أعدادها ال 120 أسد وكشف عن بوابة عشتار وهي عبارة عن بوابتين تنفتح الخارجية على الداخلية عبر جدار من الطابوق الأحمر ,
اكتشفت مدينة بابل وبوابة عشتار عام ١٨٩٩ من قبل البعثة الألمانية بقيادة عالم الآثار " روبرت كوالدي فيه "وتشير تنقيبات البعثة الألمانية ان و جد الأشرطة الصفراء التي تقسم السطح البصري لجدران البرجين والقوس و أعداد كبيرة لزهرة الربيع البرية ذات الأوراق البيضاء والقلب الأصفر, وقد طلب " كوالدي فيه, من الرسام الألماني " فالتير اندريه"(1) جمع الطابوق ووضعه في صناديق, وضعت في أقفاص خشبية في دار المنقبين في مدينة بابل لغرض شحنه الى برلين . لكن أوضاع الحرب العالمية الأولى حالت دون ذلك, استمر العمل من عام 1899الى عام 1903
توقف عمل البعثة الألمانية مع بدايات الحرب العالمية الأولى خصوصا وان الدولة العثمانية التي كانت تحتل العراق حليف ألمانيا التي خسرت الحرب وانهارت ,,توقف عالم "الآثار الألماني كوالد فيه" عن العمل وعن قسم اثأر الشرق الأوسط في متحف برلين واقترح ان يحل " فالتير اندرية " محله,وتوفى كوالدي 1925, وفي عام 1926 وصلت رسالة الى برلين من "جيرترود بيل" ,.تذكر فيها ان الحكومة العراقية قررت أعادة الصناديق الضخمة التي تحتوي على القطع الأثرية التي عثر عليها الألمان والتي تحتوي على 300الف كسرة من الطابوق,بعضه مزجج الألوان ,والموجودة في دار المنقبين منذ عام 1917,أرسلت الحكومة الألمانية " فالتير" لنقل الصناديق واختارت عالم الآثار يوليوس يوردان,أثناء الرحلة سمع فالتير نبا وفاة مسيز بيل,وعندما وصل الى بغداد وجد ان الحكومة لم تغير رأيها, ذهب الى بابل و وجد الصناديق بكاملها ولكن اغلب اخشاببها تهرئت وتكسرت
عندما سمع العمال من أهالي مدينة الحلة والمحيطة بها الذين اشتغلوا مع كوالدي و فالتير حضروا ليحيوه ويساعدوه في نقل الصناديق وإعادة ترميمها ,نقلت الصناديق عبر مركب(كلك) الى البصرة و وصلت الى برلين عام 20-كانون الثاني -1927 في ( 536) صندوق من بينها( 400 )مليئة بالطابوق المزجج, رتبت القطع وتم تنظيفها ورتبت لتكون الصور والحيوان والنباتات وإشكال زخرفيه, شاهد فالتير وجود فراغات وطالب من ثلاثة معامل في ألمانيا من عمل طابوق مشابه لما صنعه البابليون,الأمر أحرج تلك المعامل وأثار انبهارها بالمعادلات الكيميائية التي تعاملت معها ودرجات الحرارة للأفران, استمر العمل ورسم المخططات و اكتملت كل الإجراءات وباشر في البناء عام 1930م بارتفاع 14 م و73سم وبعرض 15م و70سم و بناء درب الموكب الذي امتد الى 30م وبعرض 8م ويرتفع الجدران المحيطان ب 12م و50سم واكتمل العمل وفتحت القاعات أمام الزوار التي تضم اثأر العراق ( بوابة عشتار وشارع الموكب).


دور منظمات المجتمع المدني في
بما ان منظمات المجتمع المدني تطوعية و حرة وتساهم بشكل فاعل في ملئ,
ولأهمية الحضارة والآثار في بنية المجتمع والدولة العراقية و الاستفادة منها في دعم الاقتصاد الوطني,خصوصا وان العراق يمتلك احتياطي حضاري اكبر من الاحتياطي النفطي و غير ناضب , بات من الضروري ان تساهم منظمات المجتمع المدني خصوصا" وأنها تلعب دورا مهما في المجال العام بين الأسرة و الدولة و تعمل على استلام و إيصال الرسائل الاجتماعية التي تساهم في صناعة القرار, قادرة ان تساهم في إشاعة وترميم المشهد الاثاري وترسيخ مفهوم الهوية الوطنية و تحقيق المصالح المادية و المعنوية لأفراد المجتمع والدفاع عن هذه المصالح , وتسعى من خلال مشروعها إلى الرصد الفعال لالتزام الحكومة بالإجراءات القانونية المطلوبة وشفافية عملها في مجال الاهتمام بالآثار وبناء بنى تحتية لنهوض بواقع السياحة العلمية و انتشال البلد من أحادية الاقتصاد والاعتماد على النفط فقط ، ومطالبة الحكومة في مجالات تقديم الخدمات و ومحاربة الفساد , وتفعيل وحماية حقوق المواقع الأثرية التي تتعرض الى السرقة والتهميش والتعرية, والعمل على تطوير الحقوق المدنية للعاملين في قطاع الآثار والسياحة.
المنظمات التي ساهمت في اشاعة ثقافة الحضارة
"منظمة المتحف المتجول الثقافي" واحدة من منظمات المجتمع المدني في العراق التي تعتبر الظهير القوي والداعم لوزارة الثقافة والسياحة والآثار والهيئة العامة للآثار والمتحف الوطني العراقي , من خلال تبنيها تفعيل خطاب ثقافة الحضارة في المساحة الاجتماعية التي تظم الشباب بالدرجة الأولى وكافة قطاعات المجتمع العراقي ثم انطلاقا الى فظاءات واسعة خارج حدود المحلية,ساهمت في جمع عدد كبير من صور الآثار التي سرقت والتي خرجت في اتفاقيات جائرة بين فرق التنقيب الاجنيبة والسلطة العثمانية في القرن الثامن وبداية التاسع عشر,واستهدفت الفئات العمرية من رياض الأطفال الى طلبة الجامعة لإشاعة ونشر ثقافة الحضارة وحث إدارات المدارس والجامعات بزيارة المتحف الوطني العراقي والاطلاع على تاريخ الحضارات الرافدينية المشرف. كذلك ساهمت في بناء مجسم كبير لبوابة عشتار لما لهذا المعلم من أهمية كبيرة في الماضي والحاضر ,وكمادة تعريفية للزوار الأجانب والعراقيين بقدرة الفنان التشكيلي العراقي على الإنتاج والإبداع واستدعائه لأثار الماضي وتحويلها الى مفاهيم ونصوص بصرية تتحرك على السطح البصري لجدران و واجهة بناية المنظمة .
.......................................................
الخاتمة
وأخيرا وليس أخر بات من كذلك من حق الشعب العراقي أن يحتفل بحضارته التي إنارة عتمة الفكر الإنساني وإضاءة مساحات واسعة في العقل البشري.كل وفق طريقته واختصاصه, والتعبير عن ثقافة الحضارة بالكتابة وفي القصيدة والأغنية والمسرح والسينما والفن التشكيلي والعمارة والبناء ....الخ, "ارض الرافدين الطيبة المعطاء, تستحق من أبنائها الاهتمام.
فارض الرافدين لم تبخل على العالم بكنوزها ومنجزاتها ,فلا يمكن لأي متحف في العالم ان يحتفل بمنجزه بدون الآثار الرافدينية ,متحف "بيركامون" في برلين على سبيل المثال لا الحصر, يضم بين ثناياه كل حضارات العالم , اختار " بوابة عشتار" عنوان ومانشيت عريض كمدخل رئيسي باعتبارها واحدة من أهم المكتشفات في ارض بابل التي شكلت احد ركائز عجائب الدنيا السبع.

الكاتب "جورج رو" في كتابه "العراق القديم"(1) يذكر (ليس من شك في إن البابليين والآشوريين كانوا يعرفون أكثر مما عثر عليه في كتاباتهم فنقل الصخور الهائلة ونصبها مثلاً أو إنشاء ممرات مائية طويلة يدل على معرفة متقدمة بقوانين الفيزياء, وكذلك معرفتهم ببعض مبادئ الكيمياء التي كانت قد طبقت بشكل ناجح في الأدوية والأصباغ وعمل الزجاج الملون وتزيين الآجر والمنيا).و يقول أحد الباحثين الأوربيين وهو يتحدث عن بلاد مابين النهرين ((إنه يمكننا القول ومن دون مبالغة أن ليس هناك بلد في العالم(ويقصد العراق ) خلَّفَ نصوصاً قديمة بهذه الكثرة التي وصلت إلينا)
.


.

الفهريست

1- الغاية من دراسة التاريخ
2- السياق التاريخي لــ مدينة بابل وبوابة عشتار وشارع الموكب
3-اهتمام العراقيون بالآثار
4- مقدمة عن اثار العراق
5- اكتشاف مدينة بابل و بوابة عشتار وشارع الموكب
6- هجرة بوابة عشتار الى برلين
7-ونبذة عن مدينة بابل
8- دور منظمات المجتمع المدني في اشاعة وترسيخ ثقافة الحضارة
......................................
المصادر:-

د.فوزي رشيد....................... كتاب طه باقر
د.زهير صاحب................ كتاب الفنون البابلية
مقالات د. جمال الناصري ............ فالتير اندريه
موقع وكبيديا...............................الانترنيت
________________________________________________________________________________________________________

12



#ستار_الجودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احذروا صولة الشباب إذا غضب
- التقنيات العلمية والعملية
- قصيدة ....حزين
- سوق العوادين في العاصمة بغداد..... بين مطرقة الاهمال وسندان ...
- قنوات عربية تهتم بمواهب عراقية
- السينما العراقية بين الغياب والتغييب
- مؤسسة هواجس للثقافة والفنون ... إضاءة في سماء الإبداع
- عذرا يا ملك أشور ...باعوك كيوسف في سوق النخاسة
- الجريدة-: مفردة دخيلة على الصحافة
- الكتابة أسلوب و فن و صناعة
- نقابة الصحفيين .....أضاءة في المشهد الثقافي
- الرسام محمد المسافر,, إضاءة فنية وحضور مميز
- تبارك،،، فتاة عشرينية من ذوي الاحتياجات الخاصة (الصم والبكم) ...
- ذكرى تأسيس الجيش العراقي
- فريق -مودة البناتي -،،،فيض من العطاء الإنساني
- - بائعة العلك- تبحث عن طفولتها و حلمها الضائع
- ضجيج الغربة يخامر الفنان- قحطان العطار-
- أين نضع -هدم الأكشاك-, بين مفهوم - المواطنة حقوق و واجبات-
- تعديل قانون الأحوال الشخصية الجديد
- يا وجعي


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ستار الجودة - كتيب ...بوابة عشتار بين جيلين