مؤسسة هواجس للثقافة والفنون ... إضاءة في سماء الإبداع

ستار الجودة

الحوار المتمدن-العدد: 6086 - 2018 / 12 / 17 - 23:58
المحور: الادب والفن
    

ستار الجودة
الفن بكل تجلياته لغة تجمع حولها التنوع الاجتماعي وتتكسر عند عتبته كل مظاهر العنف وإلغاء الأخر,لذلك بات من الضروري تلاقح الثقافات بين المؤسسات المعنية بالفن وخصوصا الفن التشكيلي , في المحافل الأدبية والثقافية خارج حدوها الجغرافية لإشاعة ثقافة المحبة وتوطيد أواصر السلام بين المجتمعات والتعرف على ثقافة الأخر ،و هذا دليل وعي ونضوج وحالة صحية ، لكسر الركود والمحلية و محاربة التصحر الفكري, و مساهمة فاعلة بوضع لبنات أساسية لبناء الثقة بين المؤسسات في عموم البلاد وخارجها, ،كما يصب التفاعل في ترميم المشهد الفني وترسيخ الهوية الوطنية ، ويساهم في النضوج الفني والمعرفي و قراءة مزاج الإنسان العادي والمثقف باعتباره القيمة العليا المستهدفة من قبل الفنان التشكيلي ,و يساهم(الملتقى) في تفعيل التعايش السلمي ضمن دائرة الإنسانية لما يحمله من معاني وقيم أخلاقية تحارب بها الذات الرافضة للأخر, ,لذا بات من المؤكد على التواصل.
مؤسسة هواجس للثقافة والفنون ترجمته تلك الأدوات إلى واقع عملي على قاعة "كاليري دهوك" خلال مهرجانها الذي نظمته بالتعاون مع الدائرة العامة للثقافة والفنون في محافظة دهوك تحت شعار بالحب والسلام نلتقي , حضور " هواجس" أنتج تفاعل فني وإضاءة في سماء الإبداع, وخلق أجواء سادها التفاؤل بالأمل في بناء مستقبل مشرق للثقافة العراقية, و شكل الملتقى انعطافة كبيرة في بنية خطاب الفن التشكيلي, ورسالة اطمئنان للعالم بان البيت العراقي الثقافي والفني والاجتماعي منتج ومعافى رغم كل التحديات و الظروف التي ألمت في البلد.
البرنامج الثقافي الذي قدمته "هواجس" في قاعة "كاليري" فاق كل التوقعات والحسابات, حضور أسماء فنية كبيرة و تنوع في مدارس الفن التشكيلي, والطريقة التي تعامل بها الفنانين في استدعاء المفردات وتحويلها الى مفاهيم تتحرك بتقنية وتكنيك عالي على السطوح البصرية والخبرة في تكثيف الشخصيات والتفاصيل وضغطها في النص البصري لتتشظى أبداع ومحاكاة للمتلقي ,و التنوع الجغرافي للفنانين المشاركين في الملتقى من محافظات الجنوب والفرات الأوسط وتجشمهم عناء السفر الطويل ,كذلك أسلوب التنظيم وطريقة توزيع اللوحات والإعمال الفنية في القاعة وعلى مدى يومي 12و13-كانون الأول من عام 2018 , والحضور والافتتاح المنظم , والرواج الكبير من الزوار و وسائل الأعلام المتنوعة ومتابعة كل هذا عكس صورة طيبة للملتقى لم تكن متوقعة, وشكل "الملتقى" الحدث الأبرز في الشارع وفي الوسط الثقافي والاجتماعي في عموم محافظات إقليم كردستان العراق , ومن نافلة القول ان الملتقى جمع بين السياحة والفن والإعلام والحضارة في بوتقة واحدة تشظت أبداع معرفي وتقوية في النسيج الاجتماعي , وهذه حالة صحية لم يشهدها الوسط الفني في الكثير من الملتقيات ,ودليل أخر يضاف الى قائمة النجاحات التي حققتها الإدارة التي نظمت الملتقى و عملت مع الجميع بروح الفريق الواحد.
مؤسسة هواجس للثقافة والفنون واحد من الأرقام المهمة في لائحة الثقافة العراقية وفنار فني تشكيلي مميز منذ تأسيسها عام في 12-12-2012 من قبل نخبة من عمالقة الفن التشكيلي أبرزهم الفنان التشكيلي رحيم السيد رئيس المؤسسة الذي ساهم وبشكل فاعل في المحافظة على ديمومة النجاح واستمرار العطاء,والمهندس عمار صلاح مهدي,والفنانة التشكيلية أصيل داود سلوم, تمتلك المؤسسة رصيد معرفي كبير خلال مسيرتها ومشاركة فاعلة في المعارض التشكيلية والملتقيات الثقافية في بغداد والمحافظات العراقية,فقد شاركت في ملتقى محافظة السليمانية الثقافي أربع سنوات,وفي ملتقى الفيحاء في البصرة سنتان ,وفي ملتقى سومر الثقافي في محافظة الناصرية سنتان,وملتقى بابل الحضارة سنتان وخمس سنوات في ملتقى الزهور في متنزه حدائق الزوراء, ومسك ختام نشاطاتها في ملتقى دهوك لغاية كتابة المقال,شهدت المؤسسة توسع وضمت نخبة كبيرة من كبار الفن التشكيلي ومن مختلف المدارس الفنية والمحافظات العراقية,الأمر الذي جعلها تنفرد بهذا الطيف الجميل , كما ساهم تفاعلها وحضورها في خضم الأحداث و استقلالها المادي واللوجستي والفكري على مواصلة ديمومتها والمحافظة على إيقاعات النجاح, نتمنى من الحكومة ممثلة بوزارة الثقافة والسياحة والآثار الاهتمام بمثل هذه المؤسسات التي تساهم في إشاعة الأمن وتقوية نسيجه الاجتماعي و المعرفي والثقافي في عموم البلاد . شكل الملتقى انعطافة كبيرة في مسار الثقافة العراقية, وساهم في أبراز طاقات فنية تشكيلية واعدة, وقدم صورة ناصعة للفن العراقي في ظل ظروف استثنائية,وكان بمثابة الرسالة المؤثرة للعالم بان الفنان العراقي قادر على بعث الحياة من جديد وإشاعة ثقافة المحبة والسلام,كما ساهم في تقوية اللحمة الاجتماعية وترسيخ الهوية الوطنية.

#ستار_الجودة (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل