أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - راغب الركابي - الحروب السخيفة














المزيد.....

الحروب السخيفة


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 6375 - 2019 / 10 / 10 - 05:46
المحور: المجتمع المدني
    


يبدو إن من بين كل الرؤساء الأمريكان الأكثر وضوحاً وواقعية ، هو الرئيس ترامب الذي تبنى منذ البدء مفهوم - أمريكا العظيمة - ، وهذه لها تبعات وملاحق تتجسد في رؤيته لمن حوله في العالم ، ولكن البعض لا يريد هذه الواقعية وهذه الصراحة لأنها تعني فيما تعني المكاشفة مع الجميع والإعلان عن النوايا من غير مواربة .

وبما إن جيلاً من السياسيين يخشى ذلك ويخافه على نفسه وعلى مستقبله ، لأنه ببساطة عاش على النفاق وتربى على المخاتلة ، ولذلك ذهب فيما تبناه ترامب مذاهب شتى ليس منها السياسة التي يعرفونها .

لكن التاريخ يحفظ لنا جيداً مواقفاً ودروساً ، عن أمريكا التي هي في الغالب تمارس هكذا نوع من السياسة والفعل من قديم الأيام ، ولا أحد منا ينسى موقفها من - شاه إيران - ذاك التابع الذليل ، كيف تركته وحيداً و حرمت عليه التداوي ، ودفعته ليعيش أخر أيامه من غير مأوى ولا ناصر ؟ ولولا ما تبرع به الرئيس أنور السادات لألقي بجسده في البحر !! ، وهكذا فعلت - بصدام حسين – حين أغرته بالدخول في مغامرات حربية عبثية سخيفة تارة مع إيران وأخرى مع الكويت ، حتى أُنهكته فقلت حيلته ثم عدت عليه فدمرته ، والحال نفسه جرى مع القذافي بعدما أخذت منه كل شيء وجردته من كل شيء ، ثم تركته وحيدا تتخطفه الرجال من كل جانب ، ولن أنسى موقفها من – حسني مبارك – الذي بايعها بالروح وبالدم ثم فعلت به الأفاعيل ، هي أمريكا دائما مع القوي وأما الضعيف فتدوس عليه بحذائها ، لها في كل واحد مصلحة ثم تتركه يعاني بعد أن تضع فيه وتحمله كل العبر والمساوي .

وهاهي اليوم تفعل فعلتها مع الأكراد الذين أمنوها على أرواحهم ودمائهم واعراضهم ، تتركهم لمصيرهم ثم تعلن – إني براء منكم ومما تفعلون ، براء من حروبكم السخيفة العبثية القبيلية الهجينة - ، والمؤسف إن بعض البعض منا يلاحقها في كل حال ، وكأنه أدمن الذل والخنوع وعدم الثقة بالنفس ، لقد تعرض الأكراد بعدما قدموا التضحيات في حربهم ضد داعش وطردوها من أرضهم ، هاهم يتعرضون إلى خديعة كبرى عندما سمحت أمريكا للجيش التركي بإجتياح مناطقهم وتأسيس حزام أمني يمنع الأكراد من التنفس .

من هنا ادعوا شعوب المنطقة إلى أخذ الدروس والعبر ، والتصالح مع بعضهم البعض وعلى الحكام إعطائهم المزيد من الحريات والكرامة والعدل ، وأدعوا دول المنطقة للتصالح مع بعضها البعض وترك الأحقاد والكراهية جانباً والتوجه نحو الإعمار والبناء ، فثمة مصلحة في ذلك كبيرة للحاضر والمستقبل ، وأظن إن هناك خطوات في هذا الإتجاه قادمة لتصحيح المسار ورتق الفتق ، فليس هناك ثمة شيء أبقى من تصالح الشعوب والدول في المنطقة وعيشها بسلام مع بعضها ، ولتذهب إلى الجحيم لغة التهديد والكراهية والحروب والتغطي بالغير ، ذلك الغير المخادع المحتال الذي لا يفكر إلاّ بمصالحه ونفسه .

نعم هي حروب سخيفة لا معنى لها ولا طائل تلك التي حدثت بين العراق وإيران ، فدمرت أجيال ودمرت تاريخ وحضارة وذهب ضحيتها أناس أبرياء ، لازال يعاني الشعبين من نكبتها ، وهكذا الحال ماحدث بين العراق والكويت من تدمير وترسيخ للعنف والكراهية والإرهاب والأفكار الغريبة الوافدة .

نعم سخيفة هي الحروب التي تحدث كل هذا الدمار بين أبناء الوطن الواحد ، وشاهدنا ماجرى في سوريا من حرب وقتال مرير بين أبناء الوطن الواحد ، سخيفة هي كذلك حرب ليبيا بكل عناصرها ، وسخيفة هي كذلك حرب اليمن وبكل ماجرته من ويلات ودمار وخدوش في الجسد الواحد ، وإني على يقين إن نهايتها قد بدت واضحة اليوم ، بعد الإشارات المتكررة من السعودية والحوثيين على العودة للحوار وبدء الكلام عن المستقبل الذي يحتضن الجميع ، وهذا هو القدر الذي ليس منه بُد ، إذ لا غالب ولا مغلوب في القتال بين الأخوة .

هي إذن في مجملها حروب سخيفة وتافهة في الوقت نفسه ، تلك التي قامت على أسس طائفية ومذهبية بغيضة أو على أحقيات ومزاعم من هذا الطرف أو ذاك ، وسخيفة هي خطابات الحرب الأهلية من الجميع دون إستثناء ، وفي هذا الشأن لا يجب الإعتماد على الأغيار في ترسيم معالم الحياة لنا في التعايش والعيش المشترك ، كما لا يجب الإصغاء إليهم وهم يودون إشعال الحروب وإثارة الفتن فتلك جرائم يجب ملاحقتها والقصاص منها .

إن الغرباء أو الأغراب لايهمهم من الأمر سوى ما يدر عليهم من منافع وأموال يكتسبونها ولو على حساب دمائنا وحريتنا وكرامتنا ، هم تجار حروب وسلاح وفتنة والإصغاء إليهم حتما سيؤدي إلى التهلكة لا محال .

وأما من جانبنا فنحن نعتبر الخطوة التي أتخذها الرئيس الأمريكي في سحب قواته من المنطقة ، خطوة في الإتجاه الصحيح على أمل أن تتبعها خطوات لسحب كل القوات المتمركزة هنا أو هناك ، فلم تعد لها حاجة ولا يمكن التلحف بها لأنها لا تسمن ولا تغني من جوع ، وأملنا بشعوب المنطقة وحكامها أن يعوا الدرس جيداً ولا يدعوا الفرصة تمر من غير نشر السلام والمحبة ، فهما الباقيات الصالحات التي يمكن الإعتداد بهما في الدارين



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يثور الشرفاء
- عاش العراق
- قتل المتظاهرين العُزل
- سفر روحاني إلى نيويورك
- الحكومة السائبة
- الحوار الإيراني الأمريكي
-  ثمن الحرية
- قانون التقاعد العام
- هل يجوز النيابة عن الميت للحج ؟
- سقط القناع
- ماذا تعني الضجة المفتعلة حول الإحتفال بكربلاء ؟
- الفساد في البلاد العربية
- عيد العمال العالمي
- الإرهاب في عيد القيامة
- هزيمة المسلمين
- وهم العقل الإسلامي
- عيد النوروز
- صحيح البخاري
- بمناسبة الحكم الصادر على قتلة الشهيد حسن شحاته
- الزواج المدني


المزيد.....




- برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: الدمار في غزة هو الأسوأ منذ ا ...
- اليونيسكو تمنح جائزتها لحرية الصحافة للصحفيين الفلسطينيين في ...
- وكالة -أ ب-: اعتقال ما لا يقل عن 2000 شخص في احتجاجات مؤيدة ...
- مجلس رؤساء الجمعية العامة للأمم المتحدة يناقش بالدوحة مستقبل ...
- لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال ...
- الأمم المتحدة: بناء منازل غزة المهدمة قد يستغرق عقودا
- اللاجئون.. رحلة الهروب (الجزء الثاني)
- إروين كوتلر.. والدفاع عن حقوق الإنسان
- اللاجئون.. رحلة الهروب (الجزء الأول)
- على غرار مصر وتونس - الاتحاد الأوروبي يدعم لبنان لمنع تدفق ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - راغب الركابي - الحروب السخيفة