أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - توفيق أبو شومر - السنة العبرية الجديدة














المزيد.....

السنة العبرية الجديدة


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 6367 - 2019 / 10 / 2 - 03:03
المحور: حقوق الانسان
    


هنيئا، مريئا، لكل اليهود بعيد رأس السنة العبرية الجديدة 5780، وهو عيدُ سرورٍ وبهجة، وعيدُ تسامحٍ، ومحبَّة، وغفران، يأكل المحتفلون به التفاحَ المغموس بالعسل، ثم يزورون ينابيع المياه، حيث يٌلقون في المياه قطعا من الخبز، للإشارة إلى تخلصهم من ذنوب العام كلِّه، ثم يعودون إلى الكُنس، يتلُونَ آياتٍ من التوراة.
عيد رأس السنة الجديدة هو تمهيدٌ لعيد الغفران، الذي يجيء بعد عشرة أيام، هو عيدُ القضاء على الخطايا بالصيام، والتقشف، والزهد، والبكاء على خراب الهيكل، في (عاشوراء) شهر نيسان العبري، وهو يشبه صيامنا في عاشوراء!
عيد رأس السنة العبرية السعيدُ يبدأ بالنفخ في قرنِ كبشِ سيدِنا إبراهيم، الذي أنزله الله بديلا للتضحية، بإسحق!
عيد رأس السنة السعيدُ، مثل كل الأعياد الدينية، لم يُخصَّص لليهود فقط، بل هو رمزٌ لميلاد العالم كله، وليس لميلاد شعب إسرائيل، وفق عقيدة الحارديم (الملتزمين بالدين اليهودي)!
كان مفروضا أن تنطبق مواصفات هذا العيد السعيد على البشر جميعِهم، كما هو واردٌ في سفر التثنية 16 ، في وصف عيد المظال، أو سكوت، وهو وصفٌ مثاليٌ للاحتفال بالعيد، لأن إسعاد الآخرين ركنٌ رئيس للسعادة :
"يقول الربُّ: تعمل لنفسِك عيدَ المظال، تجمع من بيدرِكَ، ومن معصرتِكَ، وتفرح في عيدك، أنتَ وابنُك، وابنتُك، وعبدُك، واللاوي، والغريبُ، واليتيم، والأرملة، الذين في أبوابك"!
هكذا كان يجب أن يكون العيد، غير أن سياسيي إسرائيل، وعلى رأسهم حكومة الليكود، أفسدوا جوهر تلك الأعياد، حينما وظفوها ليس للحب، والسلام؛ بل للعداء، والكره، والانتقام !
أبرز مثال على ذلك الخبرُ التالي المُذاعُ في نشرات أخبار سياسيي إسرائيل، قبل حلول كلِّ عيد يهودي جديد:
"بمناسبة حلول الأعياد، قرَّر وزيرُ الدفاع إغلاق كل المعابر الحدودية، للتجارة والسفر بدءا من يوم، إلى يوم، وخلال ذلك يُمنع على الفلسطينيين التنقل والسفر."
هذا الإعلان بالطبع لا يشمل المسافرين الإسرائيليين، ولا يُطبَّق مَن هم ليسوا فلسطينيين واقعين تحت الاحتلال!
لم يكتفِ السياسيون الإسرائيليون بسجننا بمناسبة أعيادهم، ليفرحوا هانئين، فرحتين، الأولى، فرحتهم بمناسبة العيد السعيد، أما الفرحة الثانية فهي فرحتُهم بسجننا، ومعاناتنا وعذابنا!
هكذا وظَّف سياسيو إسرائيل معظم الأعياد للانتقام، والكُره؛ ففي عيد، الحانوكاه، أو عيد الأنوار، جعلوا هذا العيد رمزا لانتصار اليهود على المحتلين، اليونانيين، ممن لوَّثوا الهيكل، وهدموه، على الرغم من أن المتدينين اليهود، الحارديم يُنكرون هذه الرواية، ويعتبرونه عيد الرأفة، وعيدَ محبة اللهِ لبني إسرائيل، حين منحهم اللهُ معجزةً كبيرة، وهي أن تكفي قطراتُ الزيتِ الباقيةُ لإضاءة الشمعدان ثمانية أيام أخرى!
أما عيدُ البوريم، أو عيد المساخر، أو باسمه الثالث، عيد أستر، فقد وظَّفه سياسيو إسرائيل، وعلى رأسهم، نتنياهو، فجعله علامة النصر على كارهي اليهود من سلالة الفرس ما قبل التاريخ، عَدَّهُ نصرا على أحفاد تلك السلالة، أي دولة إيران الإسلامية الحديثة، التي تنوي صناعة قنبلة نووية لمحو إسرائيل!!
الغريب في تلك الأعياد، أنَّ كلَّ الجمعيات الحقوقية، ومؤسسات المجتمع المدني، وحتى الدبلوماسيين، لم يخطر ببالهم أن يشتكوا من تعطيل الحياة في موسم الأعياد اليهودي الوفير، والمديد، الذي يقتطع من العام شهرا تقريبا، وإذا أضفنا إلى هذه الأعياد مواسمنَا وأعيادنا، يُصبح مجموع الفاقد من السنة أكثر من شهرين!!
الغريب أننا نحن الفلسطينيين استسلمنا لهذه الحالة، ولم نُحاول أن نستخدمها في مواجهة شعار إسرائيل الزائف: "الدولة الديموقراطية الوحيدة"!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمعة الكاوتشوك، وجمعة البيئة
- أثرياؤنا، وأثرياؤهم !
- غزة المقدسية !
- بكتيريا سامة في غزة !!ّ
- غزوة المياه
- نطبق نظرية إسحق نيوتن سياسيا !
- مطاردة كتاب
- كشاجم !!
- مظاهرات عنصرية في إسرائيل !
- أسرار من أرشيف إسرائيل 4-4
- ملفات غزة السرية (3)
- ملفات غزة السرية (2)
- (1) ملفات غزة السرية
- مرض الحصبة، وجنود الشوارع !
- تهديدات عالم الرقميات
- أسوأ دولة تنتهك البيئة !
- هل جرَّبتم؟ !
- فلسطين عند كازانتزاكيس
- شاعرٌ يفرض الجِزية !!
- مرض الكاليغولية


المزيد.....




- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - توفيق أبو شومر - السنة العبرية الجديدة