أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - أثرياؤنا، وأثرياؤهم !














المزيد.....

أثرياؤنا، وأثرياؤهم !


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 6348 - 2019 / 9 / 11 - 09:09
المحور: كتابات ساخرة
    


إليكم هاتين الحكمتين:
الحكمة الأولى: "المال كالسماد، لا ينفع إلا إذا وُزِّعَ بين الجذور، أما إذا كُوِّم، فلا ينتج عنه إلا رائحة العُفونة"
الحكمة الثانية: "إذا وضعتَ مالَكَ تحتَ قدمِك رفعكَ، وإذا وضعتَه فوقَ رأسِك أنهكك"
معظم أصحاب الثروات من الفلسطينيين والعرب ينمون الثروات لهم ولأبنائهم أولا، وثانيا، وثالثا، ولا يتذكرون أوطانهم إلا مُرغمين في مرحلة يأسهم.
أما أثرياؤهم فهم لا ينسون أبناءهم، ولكنهم يُسخرون ثرواتِهم لرفعة أوطانهم، فتدخلُ ثرواتهم ضمن مصادر دخل الوطن، وتُحسب ثروةً وطنية، ينتفع بها الوطن، ويزداد قوةً ومَنعةً، فهم يدركون؛ أن ثراءَهم ثراءٌ وطنيٌ، يُؤسسون المشاريع كروافع وطنية اقتصادية، تُسهم في رفعة وطنهم، أي في رفعتهم!
أثرياؤنا، نقودهم جامدة تستنزف خيرات الوطن، تمتصُّ رحيق أزهاره في بداية جنيِ عسلِ الخليةِ الأولى، ثم بعد أن تنتفخ ثرواتُهم يَهجرون خليتهم الأولى، ليبنوا خلايا عسلهم في الأوطان الأخرى.
أغنياؤنا لا يثقون في نظام بلادهم المصرفي، ولا يثقون في نظامه القانوني، لذا، فإنهم يهربون من الضرائب ويعتبرونها ابتزازا لجيوب الحاكمين وأنصارهم، لا يثقون بأنها ستعود بالمنفعة عليهم، لذا فهم يعتادون على تقديم الرشاوى للحاكمين، فينتشر الفساد، ويعتاد الناس على قبول الرشاوى، وهي بداية تخريب المجتمعات! كذلك، فإن أثرياءنا، يودعون ثرواتهم في بنوك الدول الأخرى، ينتفع بها غيرُهم، لذا فإن ثروات أغنيائنا لا تصبُّ في مجرى الثروة الوطنية، بل قد تُصبح سلاحا موجها ضد الوطن!
أثرياؤهم، يُسخِّرون ثرواتِهم لإنعاش ثقافة أبنائهم، يوظفونها في المؤسسات الثقافية والإعلامية، يشترون بها أكبر الصحف، ويؤسسون أعرق الجامعات، وأهم المعاهد العلمية، يختارون طواقمها من ذوي الفكر والعقل، يمنحون الجامعاتِ والمعاهدَ الحريةَ لينجحوا في المنافسة على الحضارة العلمية، وهم أيضا يَشترون أوسع قنوات البث الفضائية، وأهم الصحف الإلكترونية، وأشهر وسائل الاتصالات، وأهم مراكز الدراسات والأبحاث، يُنفقون شطرا كبيرا من ثرواتهم على اكتشاف المواهب، لأنها تعود لهم في النهاية بالربح الوفير.
أما معظمُ أغنيائنا فإنهم يُنفقون ثرواتهم في تجارة السوق السوداء، بمختلف أشكالها وألوانها، في تجارة الغذاء والكساء، لأنها هي الأسهل والأسرع لجني الربح الوفير، أو، يستثمرونها في نشر الهرطقات والجهالات، كافتتاح فضائيات، تفسير الأحلام، ونشر جهالات المتفيهقين أدعياء الدين، أو نشر وترويج كتب الخرافات!
معظمُ أثريائنا يحرقون ثرواتهم بدخول السياسة، فيشرعون في تأسيس كتلٍ وأحزابٍ، هدفها الرئيس هو التغرير بالجماهير بواسطة المال، لغرض شراء الأصوات الانتخابية لهم ولأبنائهم في الانتخابات، ليصبحوا نجوما مشهورين، بغض النظر عن ضحالة فكرهم! فهم مسؤولون عن تحويل السياسة والثقافة إلى تجارة.
أما أثرياهم فإنهم يُسخرون أموالهم لاكتشاف السياسيين البارعين، من خارج عائلاتهم، ليعززوا ثرواتهم، وأوطانهم، وهم يعتزون بأن يكونوا لاعبين من وراء الستار، يكتشفون المواهب، ويُحركون بها عجلة التقدم والرفعة في مجتمعاتهم.
قال المبدع، نزار قباني:
" الأثرياء العرب يشترون كل شيء إلا الثقافة، هذا يشتري قصرا أو ناديا ليليا، وذاك يشتري حقَّ التنقيب عن النساء في القمر، ولكنهم يرفضون أن يتزوجوا قصيدة"
مع تقديم الاعتذار، لكل أثريائنا ممن يشذون عن القاعدة السابقة!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة المقدسية !
- بكتيريا سامة في غزة !!ّ
- غزوة المياه
- نطبق نظرية إسحق نيوتن سياسيا !
- مطاردة كتاب
- كشاجم !!
- مظاهرات عنصرية في إسرائيل !
- أسرار من أرشيف إسرائيل 4-4
- ملفات غزة السرية (3)
- ملفات غزة السرية (2)
- (1) ملفات غزة السرية
- مرض الحصبة، وجنود الشوارع !
- تهديدات عالم الرقميات
- أسوأ دولة تنتهك البيئة !
- هل جرَّبتم؟ !
- فلسطين عند كازانتزاكيس
- شاعرٌ يفرض الجِزية !!
- مرض الكاليغولية
- ما سر نجاح جنرالات العسكر؟
- رفوف مكتبة الكونغرس


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - أثرياؤنا، وأثرياؤهم !