وديع العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 6361 - 2019 / 9 / 25 - 18:22
المحور:
سيرة ذاتية
وديع العبيدي
ديوانُ السّبْعينيّاتِ/25
(ثلاثُ مقطوعات)
[1]
(أفقٌ عَموديّ لِشخصٍ بِلا ذاكِرةٍ)..
(1)
مَشَى
عَادَ مِنْ بَعْدِها
يَلِمّ ضَحاياهُ مِنْ خَطْوِهِ.
(2)
مَشَى
عَادَ مِنْ بَعْدِها
يَعُدّ الْخُطَى
مُثقَلاتٍ.. وَلَكِنْ
يَضيعُ الطّريقُ
بِدونِ مَلامِحَ
أوْ ذَاكِرَةٍ.
(3)
مَضَى
بَاحِثاً في زَوَايا الْغُرَفِ
عَنْ تُحْفَةٍ نَاضِرَةٍ.
(4)
تَهُبُّ رِياحٌ أوانَ الصّباحِ
وَتُعْلِنُ مَجهولَها الْهاجِرةُ
فَهَلْ تَحْمِلُ عِدّةً لِلطّريقِ
لِترغي..
رُحَى الذّاكِرَةِ.
(12 ديسمبر 1977م)
بغداد
[2]
(ثنائيّاتُ ابن الوَليدِ)..
عَلّميني
وَدَعيني أتَعَلّم
أنتِ لا تدرينَ.. أنتِ
قَدْ غَلا الدّمُ عَلى شَفتي وَدَمْدَم
أنتِ لا تدرينَ يَا حَسْرَةَ أيّامي الجميلةِ
أنّ ربّ الْحُزْنِ في شفتي تكلّم
آهِ.. يَا قيثارةَ الْاندلُسِ الكَلْمَى الْعَليلَةَ
يَا جَميلَةُ
تَعرفين الْحُزْنُ كَمْ يَطفو بِبالي
تَعرفين الْرّيحُ كَمْ تلهو بِحالي
وَأنا أرخي عَناني
وَعَلى وَاحَةِ نَخْلٍ.. أتَيمّم
أحْمِلُ سيفي وَأمْشي
لِثُرى ابن الْوَليدِ
عَلّنا نَشْرَبُ نُخْبَ الْحُزْنِ
أو ْ نُخْبَ سنينِ قرنِنا الْعِشرينِ
أوْ.. نَجلُسُ بَعْدَ الْقَهْوَةِ الْمُرّةِ
حيناً.. نَتأمّل
أينَ مِنّا ابنُ الْوَليدِ
قَدْ شَرِبْنَا مِنْ مِياهِ الْوَاحَةِ الْخَضْراءِ
في أرْضِ الْقصيمِ
وَأتينا
نُعْلِنُ الْحَرْبَ عَلى مَنْ زَوّرُوا
جَاهَ الأميرِ الْعَرَبيّ
نَسْتحِثّ هِمَمَ الْفُرْسَانِ
أهْلَ النّجْدِ
كُلَّ مَنْ شَرِبُوا
وَاغْتَسَلوا بِزَمْزَم.
(24 مارس 1977م)
بغداد
[3]
(صَرْخَةٌ في عيدِ الميلادِ)..
السّائِرونَ مِنَ الْمُحيطِ إلى الْخَليجِ.. رِفاقُنا
وَالْعابِرون مِنَ الشّمَالِ إلى الّجّنوبِ
الْحَامِلونَ عَلَى الجّبَاهِ السّمْرِ
شَمْسَ الثّائِرينَ
الرّافِعونَ عَلى الأكُفّ دَمَ النّشيدِ
(مِنَ الْقٌلوبِ إلى الْقُلوبِ)
الزّاحِفونَ إلَى الْوَطَنِ الشّهيدِ
إلَى شَواطئِ بورسعيدِ
الْقَادِمونَ مِنَ الصّحَارى.. مِنَ الْخِيامِ
الجّائِعونَ.. التّائِهونَ.. بِلا سَنام
آتونَ في شَوْقِ الصّبابَةِ لِلسّهوبِ
الرّاقِدونَ وَرَاءَ أشْرِعةِ الظّلامِ
مَتَرَقّبينَ
مَنائرَ الأملِ البَعيدِ
الأفقُ أحْمَرُ.
(25 فبراير 1975م)
بعقوبا
#وديع_العبيدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟