وديع العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 6322 - 2019 / 8 / 16 - 13:50
المحور:
سيرة ذاتية
وديع العبيدي
ديوانُ السّبْعينيّاتِ/5
(هُمُومُ الْغَريبِ)..
(1)
إذا كُنْتَ -يَا سَيّدي- مُتْعَبَاً
أرِحْ رأسَكَ فَوقَ كَتفِي أنَا
إذا كُنْتَ -يَا سَيِّدي- مُضْجَرَاً
أبِحْ حُزْنَكَ فَوْقَ سَاقيَتي
فَقلبي أنَا تِرْعَةُ الْبائِسينَ
وَرُوحي عُيُونُ الْمُنى..
(2)
إذا كُنْتَ -يَا سَيِّدي- مُضْجَرَاً
وَقَدْ يَضْجَرُ الْمَرْءُ مَنْ نَفْسِهِ
وَمَنْ حِسّهِ.. وَمِنْ رَمْسِهِ
تَعَالَ إذنْ -سَيِّدي- لَيْلَةً
إلَى دَارِنَا
لأنّي هُنَاكَ
سأشْرَبُ خَمْري بِلا كأسِهِ
أصيرُ أنَا سَيّداً لِلْهَوَاءِ
وَأنتَ صَديقي الّذي لا يَمُوتُ
(3)
تَعَالَ لِنَشْرَبَ خَمْرَ الْعُيونِ
تَعَالَ..
فَمَا طاقَةٌ لِلْنُهوضِ لَدَيَّ
وَلا لِلْقُدُومِ
وَلا لِلْنّداءِ الطّويلِ الطّويلِ
تَعَالَ إذنْ..
قَبْلَ أنْ أمُوتَ
وَأمضِي.
(4)
أبِحْ حُزْنَكَ
فَنَفْسِي أنَا وَاحَةٌ لِلْهُمُومِ
وَقَلْبي مَصابيحُ هَذي الدّنى
أبِحْ حُزْنَكَ
فَمَا أحَدٌ بَيْنَنَا
سِوَى خَافِقي الْمُكتَئِبِ
وَغَيْرِ احْتِراقي لِحَدِّ الرّمَادِ
أمْسَى حَريقي بِغَيْرِ لَهيبٍ
فَلَسْتُ أحِسُّ بِنَارِ الْفُؤادِ
وَلَكِنْ.. أحِسُّ.. بِفَقْدِ الْحَبيبِ.
(5)
يُذّكِرُني وَجْهُكَ مَرَّةً
بِوَجْهٍ غَريبٍ عَلى سَاحِلٍ
يَمُرُّ وَيَتْرُكُ في الذّاكِرَةِ
خَيَالاً لَهُ
هُوَ أنْتَ..
وَلا ثَالِثٌ بَيْنَنَا
غَيْرُ هَمِّ الْفُؤادِ وأنّاتِهِ
وَغَيْرُ الضّنَا.
(6)
أرِحْ رأسَكَ فَوْقَ كتفِ الغَريبِ
أرِحُ صَدْرَكَ فَوْقَ صَدْرِ الْحَبيبِ
أبِحْ حُزْنَكَ..
أنّهُ لَنْ يَجيءَ
وَنَمْ -يَا صَديقي-
فّثَمّةَ يَوْمٌ جَديدٌ!
(22 مايو 1979م)
بصرة/ باب الزبير
#وديع_العبيدي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟