ديوانُ السّبْعينيّاتِ/ 14

وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6340 - 2019 / 9 / 3 - 14:16
المحور: سيرة ذاتية
    

(انا كل ما بشوفك/ كأني بشوفك.. لأول مرة حبيبي
انا كل ما تودعنا/كأنا تودعنا.. لآخر مرة حبيبي
قلي احكيلي نحنا مين/ وليش منتلفت خايفين..
من مين خايفين)- فيروز*
(قصيدتان)..
[1]
(هِجْرَةٌ بِلا تذْكِرةٍ)..
(1)
(جَلاسَ) وَحْدي.. لا أطيقُ
يَلُفّني بُؤسٌ عَميقٌ
ضيقٌ وَوَحْشَةُ أضْلُعٍ
نَامَتْ عَلى أسَفٍ صَفيقٍ
نَامَتْ هُنَا.. نَامَتْ هُنَاكَ
يَا لَيتَهَا لا تَسْتَفيقُ
(2)
نَامَتْ وَبَينَ جُفونِهَا
حُلُمٌ حَزينٌ
هشّ لَهُ صَوْتٌ أجَشُّ
إذا تَعَالى كالزّعيقِ
أحِسُّهُ
مِنْ حَسْرَتي
مِثْلَ الْحَريقِ.
(3)
مَنْ أنْتَ
مِنْ أينَ أتيتَ
مَا اسْمُكَ.. مَا عُنْوَانُكَ
رَقْمُ الزّقَاقِ
لِمَ أتيتَ إلى هُنَا
هَلْ تَعْرِفُ إسْمَ الطريقِ
مَاذا فَعَلْتَ إذَنْ هُنَا
وَلِمَ أتيتَ
(لا تَسْتَحي)!
(4)
لا تَصْفِقِ البَابَ عَلى وَجْهي
فَلَسْتُ طارقاً.. غيرَ الطريقِ
لا تَرْمِيَنْ شَزَراً
عُيُونُكَ.. مَلْؤُهَا.. حِقْدٌ عَجيبٌ
لا تَصْرُخَنْ في وَجْهي مِثْلَ الثَورِ
أوْ شبْهَ النّعيقِ
لا تَصْفِقِ البَابَ إذا مَا جئْتُ
أمْشي في سبيلي
في الطريقِ.
(5)
الْحُزْنُ يَلْتَهِمُ الْقُلوبَ
وَأنَا الْوَحيدُ عَلَى الْحُدودِ
بِدُونِ تَذْكِرَةٍ أجوبُ
الرّوحُ تَصّاعَدُ للهِ..
وَتَبْقى جُثّتي
في شَمْسِ آبَ
يَلينُهَا.. حَتّى تذوبَ.
(6)
الْحُزْنُ يَلْتَهِمُ الْقُلوبَ
وَالرّوحُ تَصّاعَدُ للهِ
وَأنَا الْوَحيدُ عَلى الْحُدودِ
يُحيطُ بي.. شيءٌ مُريبٌ
شيءٌ مُريبٌ!
(7 أوغست 1978م)
بغداد الجديدة

[2]
(حركةٌ أخيرةٌ مَنْ سمفونيا المُستقبلِ)..
(1)
غَدّار
الزّمَن.. غَدّار
مَرّةً أحِسّهُ.. يَكْويني.. مثلَ النّار
وَمَرّةً أحِسّهُ كَالعَارِ
يَشْعِلُني كالنّارِ
غَدّار
الزّمَن.. غَدّار
أراني كُلَّ وَجْهٍ
ألْفَاني كُلَّ دَار
مَرَرْتُ بِالنّعيمِ وَالجّحيمِ
قُلْتُ: لَنْ أنهَارَ
(2)
وَكُنْتُ مِثلَ الطّفْلِ
جَميلةٌ دُنْيَايَ.. نَقِيّةُ الْأنْهَارِ
وَعِنْدَمَا كَبُرْتُ
عِنْدَمَا صَحَوْتُ
ضِعْتُ مَعَ الْأيّامِ
قالوا لَها: أقْدَار
ضِعْتُ مَعَ الْأقْدَار
وَلَمْ أعُدْ أخْتَار
أخَافُ أنْ أخْتَار
غَدّار.. الزّمَن
(3)
الْقَلْبُ لَا حُدُود
وَالْحُبّ لَا وُجُود
جَمِيعُهَا أوْهَام
أوْهَام
دِرْتُ مَعَ الْأيّام
بَحَثْتُ عَنْ أحْلَام
دِرْتُ بِكُلّ أرْضٍ
جَرّبْتُ كُلّ حَظّ
بَحَثْتُ عَنْ حَقيقَةٍ
لَا تَقْبَلُ الإيهَام
وَجَدْتُهَا أوْهَام
بَقَايَا بَعْضِ نَار
تُثَارُ كَالْأسْرَار
لِعَاشِقٍ يَغَارُ
غَدّار
الزّمَن.. غَدّار.
(14 سبتمبر 1978م)
بغداد الجديدة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* سألتك حبيبي/(1975م): أغنية لفيروز، من كلمات وألحان الأخوين رحباني/[عاصي (1923- 1986م) ومنصور (1925- 2009م)].

#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات