ما لا يمكن السماح به / حسابات إيران الخاطئة ...

مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6356 - 2019 / 9 / 20 - 17:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ما لا يمكن السماح به / حسابات إيران الخاطئة ...

خاطرة مروان صباح / هناك ردود في السياسات الكبرى تأتي متأخرة بل حتى لو تأخرت تبقى مستحقة وبالرغم من تباطؤها الذي يوقع البعض في اجحاف سياسي وعسكري فادحين . لهذا من الطبيعي بأن يدرك الحرس الثوري بأن هجومه على معامل أرامكو الإنتاجية كانت الخطوة التى كسرت الصمت الغربي الطويل وهنا أريد أن أشير إلى أن الضربات التأديبية القادمة ستكون عميقة وبالتالي مصحوبة بضربات أعمق وأوسع إذا ما ارتكب الحرس حماقة الرد كما يردد أو يزعم أو يهدد على ألسنة ناطقيه وهنا ايضاً أذكر قيادة الحرس الثوري الذين تواروا خلف الحوثي مجبرين الأخير بالإدعاء بأنه هو صانع واقعة تفجيرات أرامكو ، وبالتالي من لا يجرؤ تبني هجوم أرامكو بل يختبئ خلف الحوثي الضعيف والهش التكوين بالتأكيد سيختبيء خلف ميليشياته في المنطقة لكن ما لا يدركه جيداً النظام الإيراني وفي مقدمته الحرس الثوري ، عندما تشتعل المعركة وليس الحرب لأن النظام لا يتحمل حروب جدية سيتفاجئ بأن هذه الميليشيات لا تصلح سوى للقتال المذهبي لأن البنيوية الفكرية والعقائدية التى بنيت عليها ، هكذا ، بل نذكر الحرس الثوري ايضاً ، الأمريكي موجود منذ سنوات في كل من العراق وأفغانستان وسوريا عسكرياً ، لم تسجل حتى الآن عملية واحدة بحق قواعده المجتمعة وجنوده كأفراد ، لهذا الخطوات الغير المحسوبة أو الحسابات الخاطئة كما يقال أو الاستغراق في الوهم احياناً ، يحتاج إلى تأديب وايضاً يحتاج المستغرق من يوقظه من استغراقه .

في المرة السابقة عندما أسقطت دفاعات الحرس الثوري طائرة مسيرة تابعة للسلاح الجو الأمريكي ، تقدمت الخارجية الإيرانية باعتذار سري وعاقبت المسؤول عن البطارية التى انطلق منها الصاروخ المسقط ، أما اليوم لن يعد ينفع تقديم مبررات كالتي يحاول النظام الإيراني تمريرها على أن مسؤولية حادث أرامكو تقع على عاتق الحوثي ، فإذا كان الأمريكي أخذ برواية النظام وتقبل الأسباب التى أسقطت الطائرة المسيرة بها وبالتالي اكتفى ضمنياً بالاعتذار السري ومعاقبت الفاعلين ، فإن استهداف شركة أرامكو والمملكة العربية السعودية بهذا الحجم من النار ، لا يمكن تلفيقه أو التملص من الفعل بهذه السهولة الذي يعتقد بها النظام الإيراني ، بل حتى الحكومة الفرنسية وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي ماكرون الذي يعتبر الشخص الوحيد الذي يحاول حتى الآن إنقاذ النظام الإيراني ، رفض الرواية الإيرانية ، بطريقة استخفافية كرد طبيعي على الاستخفاف الإيراني ، لهذا من يريد تجريب المارد الأمريكي عليه تحمل المسؤولية وكنت قد نبهت الجميع بأن النفط وجميع المعادن السعودية والخليج أمر يتعلق بالأمر القومي الأمريكي ، ليسا لأن السعودية والخليج المزود الأهم للولايات المتحدة الأمريكية بل قد يكونا الأقل أمام دول أخرى مثل كندا وغيرها ، لكن هناك مسألة عميقة لا بد أن يدركها الجميع ، إرادات الخليج الشهرية والسنوية من النفط وغيره تعتبر هائلة وهذا الهائل لا يمكن للأمن القومي الأمريكية أن يضعه في أيدي مجهولة التفكير أو يضعه على طاولة الروليت قابل للربح والخسارة ، لهذا التمادي على أرامكو يعتبر تمادي على الامن القومي الأمريكي والغربي معاً ، وهذا ما لا يمكن السماح به أبداً .

في عبارة أخرى . مازالت الأغلبية الساحقة غير قادرة على فهم أسلوب وطريقة الرئيس ترمب ، المراقبون يقدمون مقارباتهم من كونه تاجر فقط ، كل همه المال وحسب ، لكن أصل التكوين للرجل مختلف ، صحيح بأن ترمب تاجر لكن في عمقه يوجد كاوبوي كبير ، وبالتالي الرجل ممكن أن يجلس على طاولة المفاوضات أو يطالب بذلك لكن يده على المسدس ما أن استشعر بأن كلامه المتشدد غير قابل للصرف سيطلق الرصاص وسيطلقه . والسلام
كاتب عربي

#مروان_صباح (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل