أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - إسعّيد التونسي في ثلاثة شخصيات ...














المزيد.....

إسعّيد التونسي في ثلاثة شخصيات ...


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6354 - 2019 / 9 / 18 - 21:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس مثيراً للعجب أن يتقدم قيس إسعّيد إلى المرحلة الثانية فطوبى لمن خلا من الغل صدره وسلم من الغش قلبه ، فحضور الرجل بين الأغلبية الكادحة يعتبر في يقيني هو مجموعة ظواهر أدت لاستجابات في ردود أفعال ، بالفعل استكملت الديمقراطية التونسية دورها الطبيعي عندما اعترفت حركة النهضة بنتيجة الانتخابات التى تم من خلالها سقوط مرشحها المباشر السيد مورو والآخر الغير مباشر السيد الجبالي ، لكن من يعرف التكوين الاجتماعي لتونس لا يصدمه صعود قيس إسعيد إلى الصدارة بل المرشح قيس يمثل الوجه الحقيقي للدولة التونسية ، فلقد قدم نفسه بالموجه وهذه الصفة قد رسخها الحبيب بورقية بين التونسيين عبر حديث يومي عُرف بتوجيهات الرئيس ولبورقية خصوصية الحديث وبالتالي الرجل كان يمتلك فن الخطاب ويعرف كيف يتسلل إلى العقل التونسي عبر مرادفات واضدادات فكرية وبالرغم من سنوات التحنط كما سميت لاحقاً إلا أن احتفظ بورقية لدى أغلبية التونسيين على حزانه الذي تحول مع مرور الوقت من احترام ومحبة إلى تعاطف ، وبالفعل من يتابع المرشح إسعيد يجد مدى اهتمام الرجل في توسيع خطابه التوجيهي ، كموجه عام للشعب ، فيحرص على خلق حوار مرتفع اللغة وبسيط المادة وبالتالي يعيد التونسيين إلى زمان بورقيبة الجميل .

من جانب آخر ، يعبر إسعّيد بتواضعه الملفت عن جيل كامل من المثقفين التونسيون الذين شهدت لهم الطرقات وارصفة الجامعات والمقاهي الشعبية بتواضعهم وفي مقدمته الشاعر الراحل أولاد أحمد ، فالشاعر محمد الصغير كان قد أرسى بعبقريته سلوكاً خاصاً ، سلوك المثقف الذي لا يغيب عن المجتمع ، فكان في الشكل العام من الطبقة الكادحة لكنه يحمل في داخله بركان غاضب من الأفكار والانتقاضات اللاذعة للنظام وهذه الشخصية المركبة عاشت في ظل نظام ديكتاتوري ايضاً مركب هو الآخر ، تحملت تماماً كما تحمل أي مواطن شريف حقبة من السواد الطويل ، تبقى هناك شخصية ثالثة ايضاً مؤثرة بين الموطنين ، أستاذ القانون والمحامي ، رغم النظام الاستبدادي الذي حكم تونس بالحديد والنار ، كان القضاء له بين كل هذا الاستبداد استقلالية خاصة أو بشكل أدق كانت هناك مسافة يحظى بها ، لكن الملفت في أمر القضاء التونسي ، كانوا القضاة يحترمون المحامي الكفؤ وللمحامي الكفؤ إحترام عريض في الجامعات وبين محيطه الاجتماعي وهذا ايضاً يختص ويتحلى به الأستاذ قيس بين النخب القانونية والشارع العريض الذي ينتمي إليه بيومياته .

من يعرف بنيوية تونس لا يتفاجأ ابداً في صعود إسعيد إلى الجولة الثانية ، بل كنت قد نصحت الإسلامين بعدم ترشيح شخصيات للرئاسة لأن خلفيتي عن تونس تؤكد بأن المجتمع التونسي حتى لو انتمى الفرد للأحزاب فانتماؤه ليس بلانتماء الأعمى ، بل الأغلبية العظمى تعتقد شخصية الرئيس لا بد لها أن تكون مستقلة ومحايدة وتبتعد عن الأمن والجيش والتحزب لهذا تحملوا بورقيبة وتقيأوا ابن علي الرئيس الفار . بل هذه المرة ولأن القرار الوصول إلى قرطاج قرار شعبي ، اختار الشعب شخصية تجتمع فيها ثلاثة شخصيات اثروا بالمجتمع بعمق ، بورقيبة الموجه وايضاً المثقف الملتصق بالمجتمع أولاد احمد وأخيراً الأستاذ الجامعي .

هذه الشخصية إذا ما كُتب لها الوصول إلى قرطاج ستكون بحاجة بالفعل إلى حكومة تتوحد فيها برامج مختلفة لكي يكتب للرئاسة والبرلمان والحكومة النجاح وبالتالي الاجتماع يتيح للحكومة بالإقلاع بمشروع الشعب ، مشروع الحرية والتغير ، بالطبع من المهم أن لا يُستثنى احد وعلى الأخص حركة النهضة التى استقبلت الهزيمة الانتخابية بروح ديمقراطية حتى لو كان ذلك على مضض ، هذا يسجل لها ويسجل للمرشح قيس إسعّيد بتراحبه واستعداده باحتضان الجميع في حكومة تسعى لتلبية احتياجات وطموحات الشعب التونسي ، هذا الشعب الذي كان سباق دائماً في نقل الشعب العربي إلى طريق الحرية والتغير ، لا نقول فيه إلا كما قال ابن تونس البار واهم رموزها الثقافية وابن البلد ( الشاعر محمد الصغير أولاد أحمد ) نحب البلاد كما لا يحب البلاد أحد / صباحاً مساءً وقبل الصباح وبعد المساء ويوم الأحد ، ولو قتّلونا كما قتلونا ولو شردونا كما شردونا لعدنا غزاة لهذا البلد . والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام الإيراني يعتمد القصف المجهول على غرار القصف الاسرائيل ...
- تُقتل الناس باسم الحسين والحسين يعاد قتله في كل مرة يِقتل أش ...
- إلى الرئيس الفلسطيني ابومازن / مخرج آمن يعيد التوازن على الأ ...
- في ذكرى عاشوراء وجب التذكير ...
- نصيحتي للرئيس ترمب رئيس الولايات المتحدة الأمريكي ..
- رصاصة منك ورصاصة مني / بهاذتان الرصاصتان حزب الله يقود حروبه
- أبعاد ضم المستوطنات إلى سيادة دولة إسرائيل ..
- إعادة بناء اليمن واليمينيون ، المهمة العربية أولى للسعودية . ...
- إلى إدارة قناة العربية والحدث .
- الملك عبدالله يحدد توقيت معلن لإنجاز الحكومي ...
- قوساً أوسع من قوس نصرالله ...
- الملكة دينا صديقة طفولتي وداعاً يا من كانت الصبحية لا تحلو إ ...
- اشكالية انتصار حرب تموز ...
- حرب استنزاف تمهد للحرب القادمة ...
- منع فتح الأبواب في السودان ضرورة قسوة لأنها مشابة لأبواب الي ...
- إدارة الحرمان في ذروة الفرح ...
- العبودية المجتذرة ...
- تأقلم الذئاب مع الواقع ...
- القاسم المشترك بين الشعب الأردني والملك عبدالله هو الهم العا ...
- إذا حصل ذلك في باكستان ، يومئذٍ وقعت الواقعة ...


المزيد.....




- مئات الطائرات الورقية حلّقت في سماء كاليفورنيا.. ما المناسبة ...
- -اختطفوها ورضيعها بعد تقيد زوجها-.. مشتبه به ثالث بقبضة الشر ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن إطلاق صاروخ من اليمن والحوثيون يتبنون ...
- الجيش الإسرائيلي: ننتشر جنوب سوريا لمنع دخول أي قوات معادية ...
- ميرضيائيف يؤكد للرئيس بوتين في اتصال هاتفي مشاركته في فعاليا ...
- عشرات المسيّرات الروسية تقصف مدنا أوكرانية وتخلف قتلى وجرحى ...
- هل يدفع ماكرون باتجاه اختيار مرشح فرنسي ليكون البابا القادم؟ ...
- الأردن: وفاة 4 أطفال وإصابة 2 من عائلة واحدة إثر حريق ضخم في ...
- صحة غزة: حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي للقطاع بلغت 52495
- ترامب: الولايات المتحدة في شكلها الحالي انتهت


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - إسعّيد التونسي في ثلاثة شخصيات ...