|
إذا حصل ذلك في باكستان ، يومئذٍ وقعت الواقعة ...
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6301 - 2019 / 7 / 25 - 20:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إذا حصل ذلك في باكستان ، يومئذٍ وقعت الواقعة ...
مروان صباح / لا يتوجب أن يُنسى هنا ، حقيقة حاسمة مفادها بأن الأسد الابن واهم إن ظن بعودة نصف الأراضي السورية إلى سيطرة قواته بأنه انتصر بل في حسبة بسيطة مبسطة وتبسيطية ، إذا اتفق السوريين جميعهم على المصالحة الداخلية تحتاج سوريا إلى 480 مليار دولار من أجل إعادة البناء ما دمرته الحرب خلال السنوات الثمانية وتحتاج ايضاً إذا افترض المرء بأن الأموال توفرت اليوم تحتاج سوريا فترة زمنية لا تقل عن خمسين عام من التعمير المتواصل حسب التقارير التى نشرتها الشركات الألمانية المتخصصة في إعادة البناء والتعمير للبلدان التى خرجت من الحروب .
الآن ما يجري اليوم قد مهدت له سياسات واشنطن المتقلبة أو غير كاملة أو الغاضبة أحياناً لكن في المحصلة جاءت بالكارثية على المنطقة العربية وايضاً بالهزيمة السياسية والتوازنية لمكانة أمريكيا في النطقة الإسلامية عامةً ، وهذا التغير جاء بعد هزيمة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان ، كانت واشنطن قد قررت الرد على هزيمتها في فيتنام بانتقام أعمق لكن الفارق بين الروس والأمريكان هو الثابت والمتغير ، فالأمريكان تحالفوا تاريخياً مع السعودية والمجاعات الإسلامية المسلحة لكن سياسة واشنطن لم تكن بالوعي الكافي أو بالمسؤولية التى تستطيع المحافظة على حلفاءها ، في المقابل استطاعت موسكو المحافظة على حلفاءها حتى لو كان ذلك عن طريق طهران وهذا بالفعل حصل بعد سقوط كابل وبغداد ، تم إستيعاب الجماعات المسلحة السنية ومدتها بالدعم وباتت تشكل لها البديل الثابت ومن جانب أخرى استمرت بدعم الجماعات الشيعية وشكلت منها ميليشيات مسلحة وباتت بديل عن الدولة ، لم تدرك الإدارات المتعاقبة على البيت الأبيض بأن سقوط الدولة في أفغانستان والعراق ولاحقاً في ليبيا واليمن سينتج عنها بديل لأن الواقع لا يقبل الفراغ وهذه النتيجة أدركتها إيران جيداً وأصبحت هي عبر الجماعات بديل للدول التى سقطت بالطبع بفضل دعمها للمجماعات الدعوية التى أصبحت مسلحة .
الواقع الأفغاني ليس ببعيد عن الواقع الخليجي اليوم ، لقد خاضوا الأطراف جميعها في أفغانستان ومحيطها معارك طاحنة ، الروس والإيرانيين والأمريكان والعرب والهنود وباكستانيين ، للأمريكان طموح اقتصادي في المنطقة حقول النفط وخط نفطي ممتد من طاجكستان إلى ميناء كراتشي ومن جانب آخر ترغب بمحاصرة الروس والهند والصين وبالتالي تتعاون مع باكستان والعرب اللذين لديهم استراتيجية مشتركة في محاصرة الإيرانيين والهنود والهيمنة على طريق الحرير التجاري في المقابل تسعى إيران بالتعاون مع موسكو بالإجهاز على أفغانستان وهذه المرة من خلال التعاون مع حركة طالبان وتنظيم القاعدة وبالتالي شهدت المنطقة معارك متعاقبة ، يتنافس الجميع على ذات الأهداف والطموح ، الملفت في جميع الحالات أجبرت واشنطن حلفاءها العرب والباكستانين على تنفيذ عمليات كبرى من أجل اتمام انفكاكات مكلفة مع الجماعات المسلحة الرداكالية وبالتالي سمح لها الانتقال إلى المربع الإيراني وفي المحصلة الروسية وهذا يكشف عن إخفاقات متوالية للاستخارات الأمريكية بالتعامل مع هذه الجماعات التى تشير بأن القطيعة أو محاربتها مكن الروس والإيرانيين بالتمدد والهيمنة ، وفي المقابل ايضاً عملت الاستخبارات الأمريكية على إنهاء الخلافات بين أفغانستان والهند من أجل اتمام السيطرة على حقول نفط قزوين وتمرير خط انابيب عبر أفغانستان ليصل إلى شواطئ كراتشي وبالتالي تكون بذلك حاصرة الصين لكنها في الواقع لم تنتبه أو لم تفكك العلاقة القائمة بين حركة طالبان وحلفائها مع إيران قبل اتمام التهدئة .
خطورة مغامرات أمريكا تكمن في عدم إعتماد أسلوب الصبر بعلاقاتها بشكل عام وهذا يهدد بقاء حلفاءها على قيد الحياة في العالم لأن انقلابها على الحركات الجهادية التى تحالفت معها في حرب أفغانستان أفقد المربع السني طاجكستان وأوزبكستان وبالتالي هدد ويهدد بقاء الحكم السني في باكستان الذي بحوزته القنبلة النووية ، وهذه النمطية بالتعامل أحياناً يبرر للآخرين بالانفكاك عن جبهتها لكن اليوم باتت باكستان في مرمى الإيرانين فإذا تمكن الروس والإيرانيين من استبدال النظام هناك ستكون وقعت الواقعة . والسلام كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حق لا ينقص شيء من شروط العودة ..
-
بين الناشر والمنشور يحتار القارئ ...
-
أغراب اكثر من قبل
-
سيصبحون أغراب أكثر من الأول ...
-
هذه الايام الله مع من ...
-
السرقة مع سبق اصرار
-
بين السيد والسيدات لبنان في ورطة ...
-
حال السودان مشابه لحال تركيا ...
-
إنجيلا ميركل تقود مشروع هلتر بشكل سلمي والرعشة المكرورة قد ت
...
-
الشيخ حسن يوسف وراقصات النوادي الليلية ..
-
الشيخ حسن يوسف وراقصات النوادي الليلية .
-
كرامة المقاومة مقتصرة داخل حدود إيران ومباحة خارجها...
-
هناك فرصة متاحة للمملكة السعودية للانتقال من دولة نفطية إلى
...
-
شرط نجاح النهوض عدم استفزاز المارد النائم ....
-
الديمقراطية التركية تجلت وتمكنت من الشعب التركي ..
-
المنطقة العربية من روليت إلى أخر ..
-
رسالتي إلى الشيخ القرضاوي ...
-
بين سيدة الارض وخلفية السيدة
-
وقف الإهدار والفساد والمحاسبة مطلب شعبي ...
-
بين الأصيل والطارئ ...
المزيد.....
-
-حماس-: نتابع تطورات الهجوم الإيراني على إسرائيل
-
واشنطن: نحاول مواجهة نشاط روسيا والصين ونفوذهما في القطاع ال
...
-
وزير الدفاع الأمريكي: لا ننوي التورط في الأعمال القتالية في
...
-
فيضانات استثنائية تجتاح دبي لم تشهدها المدينة منذ عقود بعد ه
...
-
فون دير لاين: على أوروبا أن تستيقظ عندما يتعلق الأمر بالدفاع
...
-
الصين: التحقيق الأمريكي في مجال بناء السفن -مليء بالاتهامات
...
-
البنتاغون: الوضع في ساحة المعركة في أوكرانيا يتغير لصالح روس
...
-
رئيسي: ردنا على أي عدوان سيكون قويا
-
السيسي: الحرب في غزة لن تتوقف في فلسطين المحتلة وستجر الصراع
...
-
-عار عليك!- محتجون يصرخون في وجه وزير الدفاع الأمريكي (فيديو
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|