أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - ٱلفيدرالية هى ٱلسبيل إلى ٱلديمقراطية وٱلوحدة!















المزيد.....


ٱلفيدرالية هى ٱلسبيل إلى ٱلديمقراطية وٱلوحدة!


سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1553 - 2006 / 5 / 17 - 03:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعترض بعض أهل ٱلعراق على مفهوم ٱلفيدرالية. وهو يرى فيه وسيلة ومؤامرة لتقسيم بلاده. وكان قد رفع بعض ٱلعراقيين مستوى موقفهم ٱلمعترض إلىۤ أفعال قتل لأبنآء ٱلشعب ٱلعراقى وتدمير لمؤسساته وعمرانه وثرواته وإلى مهاجمة ٱلقوات ٱلأمريكية. ويؤازرهم فى ٱلقتل وٱلتدمير متطوعون عرب ومسلمون.
وجآء موقف ٱلسلطة فىۤ أكثر بلاد ٱلشّام معزّزًا لأفعال ٱلقتل وٱلتدمير ومعه موقف جامعتهم ٱلعربية ومواقف أكثرية من ٱلمفكرين ٱلسياسيين ٱلقوميين وٱلإسلاميين وحتى بعض ٱلمنادين بٱلديمقراطية. وأكثر ٱلمعترضين (فئة من طآئفة وسلطة وجامعة وأفراد) هم من ٱلمسلمين. وهم يظنون أنّ مفهوم ٱلفيدرالية ما هو إلا وسيلة لإضعاف ٱلمسلمين وتقسيم لبلادهم بمؤامرة غربية وإسراۤءيلية.
لقد تناولت مسألة ٱلديمقراطية فى عدد من ٱلمقالات وكان لمفهوم ٱلفيدرالية نصيب قليل فيها. وفى مقال "ٱلديمقراطية حاجة إنسانيّة" رأيت أنّ ٱلديمقراطية لا تقوم وتتعافى إلا بين أشخاص أحرار يتواثقون على عيش مشترك. ثمّ عدّت من بعده إلى ميثاق ٱلمثل ٱلمبصر فى دولة ٱلمدينة ٱلمنوّرة وقد رأيت فيه أنّ ٱلأمّة ٱلواحدة ٱلتى بدأ بها ميثاقها "ٱلصحيفة" وفى ٱلبند ٱلأول "إنّهُم أُمّة وَاحِدَة مِن دُونِ النّاسِ" لا تقوم إلا فى وسط فيدرالىّ. وهذا ما تبينه ٱلبنود ٱلتالية على ٱلبند ٱلأول.
وأنا لن أعرض هنا شاهدًا على ماۤ أقوله عن ٱلفيدرالية من ميثاق فيدرالية ٱلولايات ٱلمتحدة أو من ميثاق فيدرالية ألمانيا أو من ميثاق فيدرالية ٱلهند. بل سيكون شاهدى ٱلوحيد فى هذا ٱلمقال من مصدر رسولىّ هو ميثاق دولة ٱلمدينة ٱلمنوّرة "ٱلصحيفة". وللمعترضين بٱسم دين ٱلإسلام بعد ذلك أن ينسبوا شاهدىۤ إلى ٱلمؤامرة وأن يتخذوا منه ما يشآءون من مواقف. ولكن عليهم إن فعلوا ذلك ألا يقيموۤا أىَّ رابط بين مواقفهم ٱلمعترضة على ٱلفيدرالية وبين دين ٱللّه ورسوله.
لقد بدأت ٱلصحيفة بتوكيد وحدة أهل ٱلمدينة:
"ٱلبند ٱلأول: إنّهُم أُمّة وَاحِدَة مِن دُونِ النّاسِ".
ثم بدأت بتعداد ٱلمكونات ٱلفئويّة لهذه ٱلأمة ٱلواحدة مع بيان ٱلاستقلال ٱلادارىّ وٱلتشريعى (ٱلقانونىّ) لكلٍّ مِّنها:
ٱلبند ٱلثانى: المُهَاجِرُونَ مِن قُرَيشٍ عَلَى رِبعَتِهِم (مكان إقامتهم وعيشهم فى هجرتهم) يَتَعَاقَلُونَ (مسآئل ٱلتشريع وٱلحقوق وٱلحكم) بَينَهُم وَهُم يَفدُونَ عَانِيَهُم (كلمة "عَنِى" تدل على ٱلفقير فى طور ٱلِّسان ٱلعبرىّ) بِالمَعرُوفِ وَالقِسطِ بَينَ المُؤمِنِينَ.
ٱلبند ٱلثالث: وَبَنُو عَوفٍٍ عَلَى رِبعَتِهِم يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُم الأُولَى كُلّ طَائِفَةٍ تَفدِي عَانِيَهَا بِالمَعرُوفِ وَالقِسطِ بَينَ المُؤمِنِينَ.
ٱلبند ٱلرابع: وَبَنُو سَاعِدَةَ عَلَى رِبعَتِهِم يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُم الأُولَى وَكُلّ طَائِفَةٍ مِنهُم تَفدِي عَانِيَهَا بِالمَعرُوفِ وَالقِسطِ بَينَ المُؤمِنِينَ.
ٱلبند ٱلخامس: وَبَنُو الحَارِثِ عَلَى رِبعَتِهِم يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُم الأُولَى وَكُلّ طَائِفَةٍ تَفدِي عَانِيَهَا بِالمَعرُوفِ وَالقِسطِ بَينَ المُؤمِنِينَ.
ٱلبند ٱلسادس: وَبَنُو جُشَمٍ عَلَى رِبعَتِهِم يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلِهِمْ الأُولَى وَكُلّ طَائِفَةٍ مِنهُم تَفدِي عَانِيَهَا بِالمَعْروفِ وَالقِسطِ بَينَ المُؤمِنِينَ.
ٱلبند ٱلسابع: وَبَنُو النّجّارِ عَلَى رِبعَتِهِم يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُم الأُولَى وَكُلّ طَائِفَةٍ مِنهُم تَفدِي عَانِيَهَا بِالمَعرُوفِ وَالقِسطِ بَينَ المُؤمِنِينَ.
ٱلبند ٱلثامن: وَبَنُو عَمرِو بنِ عَوْفٍ عَلَى رِبعَتِهِم يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُم الأُولَى وَكُلّ طَائِفَةٍ تَفدِي عَانِيَهَا بِالمَعرُوفِ وَالقِسطِ بَينَ المُؤمِنِينَ.
ٱلبند ٱلتاسع: وَبَنُو النّبِيتِ عَلَى رِبعَتِهِم يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُم الأُولَى وَكُلّ طَائِفَةٍ تَفدِي عَانِيَهَا بِالمَعرُوفِ وَالقِسطِ بَينَ المُؤمِنِينَ.
ٱلبند ٱلعاشر: وَبَنُو الأَوسِ عَلَى رِبعَتِهِم يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُم الأُولَى وَكُلّ طَائِفَةٍ مِنهُم تَفدِي عَانِيَهَا بِالمَعرُوفِ وَالقِسطِ بَينَ المُؤمِنِينَ".
وفى هذه ٱلبنود ٱلتسعة تظهر تسع دول فيدرالية متحدة فى دولة واحدة مكوّنة من وحدتها ٱلسياسية وٱلأمنية ٱلفيدراليّة أمّة واحدة هى دولة ٱلمدينة. ويظهر فى ٱلبند ٱلثانى حقّ لِّلمهاجرين فىۤ إقامة سلطة لهم علىۤ أرض مهجرهم يثرب يقرّه ويعترف به أهل يثرب من دون تذمر ولا منع. ليس هذا فحسب بل ورد ذكر حقّ ٱلمهاجرين متقدِّمًا فى ٱلصحيفة على ذكر حقوق أهل يثرب.
وجآء فى كتاب ٱللَّه توكيد على وحدة أهل هذه ٱلدول ٱلتسعة بتسميتهم أهل ٱلمدينة:
"ما كان لأهلِ ٱلمدينة ومَن حولهم مِنَ ٱلأعرابِ أن يتخلَّفُوا عن رَّسولِ ٱللَّهِ ولا يَرغبٌوا بأنفسِهِم عن نفسِهِ"130 ٱلتوبة
"ومِمَّن حولَكُم مِّنَ ٱلأعرابِ مُنَٰفِقُونَ ومِن أهلِ ٱلمدينةِ مَرَدُوا على ٱلنِّفاق لا تَعلَمُهُم نحنُ نَعلَمُهُم" 101 ٱلتّوبة.
وتتابع ٱلصحيفة تسطير بنودها مبيّنة أنّ مؤسسها ٱلرّسول يتبع بلاغ ٱللّه ٱلعربىّ فلا يخالفه:
"إنَّ ٱلّذين ءَامنوا وٱلّذين هَادُوا وٱلصَّٰبئينَ وٱلنَّصَٰرى وٱلمَجُوسَ وٱلّذينَ أَشْرَكُوا إنَّ ٱللَّه يفصِلُ بينهم يومَ ٱلقيٰمةِ إنَّ ٱللَّه على كلِّ شَىءٍ شهيد" 17 ٱلحج.
فقد ورد فى ٱلصحيفة عشرة بنود تبيّن دين وقوم وفئات كلٍّ مِّن تلك ٱلفيدراليات ٱلمتحدة فى دولة ٱلمدينة وتركت أمر ٱلفصل بينهم إلى ٱللّه كما بيّن له ٱلبلاغ 17 ٱلحجّ:
ٱلبند ٱلخامس وٱلعشرون: وَإِنّ يَهُودَ بَنِي عَوفٍ أُمّة مَعَ المُؤمِنِينَ لِليَهُودِ دِينُهُم وَلِلمُسلِمَينِ دِينُهُم مَوَالِيهِم وَأَنفُسُهُم إلّا مَن ظَلَمَ وَأَثِمَ فَإِنّهُ لَا يُوتِغُ (يعاقب) إلّا نَفسَهُ وَأَهلَ بَيتِهِ.
ٱلبند ٱلسادس وٱلعشرون: وَإِنّ لِيَهُودِ بَنِي النّجّارِِ مِثلَ مَا لِيَهُودِ بَنِي عَوفٍ.
ٱلبند ٱلسابع وٱلعشرون: وَإِنّ لِيَهُودِ بَنِي الحَارِثِ مِثلَ مَا لِيَهُودِ بَنِي عَوفٍ.
ٱلبند ٱلثامن وٱلعشرون: وَإِنّ لِيَهُودِ بَنِي سَاعِدَةَ مِثلَ مَا لِيَهُودِ بَنِي عَوفٍ.
ٱلبند ٱلتاسع وٱلعشرون: وَإِنّ لِيَهُودِ بَنِي جُشَمٍ مِثلَ مَا لِيَهُودِ بَنِي عَوفٍ.
ٱلبند ٱلثلاثون: وَإِنّ لِيَهُودِ بَنِي الأَوسِ مِثلَ مَا لِيَهُودِ بَنِي عَوفٍ.
ٱلبند ٱلواحد وٱلثلاثون: وَإِنّ لِيَهُودِ بَنِي ثَعلَبَةَ مِثلَ مَا لِيَهُودِ بَنِي عَوفٍ إلّا مَن ظَلَمَ وَأَثِمَ فَإِنّهُ لَا يُوتِغُ إلّا نَفسَهُ وَأَهلَ بَيتِهِ.
ٱلبند ٱلثانى وٱلثلاثون: وَإِنّ جَفنَةَ بَطن مِن ثَعْلَبَةَ كَأَنفُسِهِم.
ٱلبند ٱلثالث وٱلثلاثون: وَإِنّ لِبَنِي الشّطِيبَةِ مِثلَ مَا لِيَهُودِ بَنِي عَوفٍ وَإِنّ البِرّ دُونَ الإِثمِ.
ٱلبند ٱلرابع وٱلثلاثون: وَإِنّ مَوَالِيَ ثَعلَبَةَ كَأَنفُسِهِم.
ٱلبند ٱلخامس وٱلثلاثون: وَإِنّ بِطَانَةَ يَهُودَ كَأَنفُسِهِم.
وبينت ٱلصحيفة وحدة هذه ٱلأمة ٱلواحدة فى ٱلحرب وفى ٱجتماعها حول رئيس ٱتحادىّ واحد:
ٱلبند ٱلسادس وٱلثلاثون: وَإِنّهُ لَا يَخرَجُ مِنهُم أَحَد إلّا بِإِذنِ مُحَمّدٍ عليه ٱلسلام.
وبيّنت فى "ٱلبند ٱلسابع وٱلثلاثين" ٱستقلال كلٍٍّ مِن هذه ٱلفيدراليات فى نفقتها ٱلداخلية "وَإِنّ عَلَى اليَهُودِ نَفَقَتَهُم وَعَلَى المُسلِمِينَ نَفَقَتَهُم". وبيّنت نصرهم لبعضهم على مَن يحارب وحدتهم ٱلسياسية "وَإِنّ بَينَهُم النّصرَ عَلَى مَن حَارَبَ أَهلَ هَذِهِ الصّحِيفَةِ". ثمّ بيّنت أنّ ٱلعلاقة بين دول ٱلفيدرالية تقوم على ٱلنّصح وٱلنصيحة وٱلبرّ "وَإِنّ بَينَهُم النّصحَ وَالنّصِيحَةَ وَالبِرّ دُونَ الإِثمِ". كما بيّنت منع ٱلاعتدآء على ٱلحليف ٱلفيدرالىّ وطلبت نصر ٱلجميع للمظلوم "وَإِنّهُ لَم يَأثَم امرُؤ بِحَلِيفِهِ وَإِنّ النّصرَ لِلمَظلُومِ".
ثمّ بيّنت فى "ٱلبند ٱلثامن وٱلثلاثين" ٱشتراكهم فى ٱلنفقة ٱلحربية "وَإِنّ اليَهُودَ يُنفِقُونَ مَعَ المُؤمِنِينَ مَا دَامُوا مُحَارَبِينَ".
وبهذه ٱلبنود تظهر ٱلفيدرالية ٱلسياسية وٱلأمنية وٱلأمة ٱلواحدة بين تسع قبآئل لكلٍّ منها دولة وتشريع ونفقة. ويظهر فى ٱلبند ٱلثانى أن سلطة ٱلمهاجرين من قريش تقوم على تعاقلهم فيما بينهم وفق تشريع لا يرتبط بما هو فى قريش من تشريع. فلهم تشريعهم ٱلذين يستمدونه من ٱلهداية ٱلرّسولية. أما ٱلبنود من (3- 10) فتبيّن إقرار دولة ٱلمدينة ٱلاتحادية ورئيسها محمّد رسول ٱللَّه بحق كلِّ فيدرالية فى تشريعها ٱلقديم. وهو ما يبيّنه ٱلقول "عَلَى رِبعَتِهِم يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُم الأُولَى". فهم غير مكرهين على تشريع أخر بٱستثنآء ما ورد من حقٍّ ٱتحادى مبيّن فى بنود ٱلصحيفة كٱلاحتكام إلى ٱلرئيس ٱلاتحادى فى ٱلخلاف بين فيدرالية وأخرى وٱلنفقة فى ٱلحرب ونصرة ٱلمظلوم وغيرها ٱلتى نجد تفصيلا لها فى بنودها ٱلسبعة وٱلأربعين.
لقد كانت دولة ٱلمدينة ٱلمنوّرة فيدرالية متحدة يرأسها ٱلنّبى محمّد. وكان يشاور حكام دول ٱلفيدرالية فى جميع أمور ٱلدولة ٱلاتحادية ويقبل من ٱلجميع "ٱلنُّصح وٱلنّصيحة". ولم يكن يرى فى دولة ٱلمدينة مؤامرة غربيّة وإسراۤءيلية كما يرى مَن يزعم ٱلإسلام ٱليوم. بل كان أكثر دول ٱلفيدراليّة وأكثر أهل دولة ٱلمدينة من ٱليهود كما تبيّن ٱلصحيفة. وكان ٱلرّسول يسمع من حكامها ٱلنّصح وٱلنّصيحة. بل كان ٱلرّجل ٱلثانى فى دولة ٱلمدينة (كما تبين كتب ٱلسيرة) هو ٱليهودىّ عبد ٱللّه ٱبن سلول وقد كان من أكثر ٱلمقربين من ٱلرّسول فى مسآئل ٱلحكم وٱلسلطة ٱلاتحادية ومسآئل ٱلحرب (ٱلسيرة لابن هشام).
فهل سيقول ٱلمعترضون بٱسم ٱلإسلام أنّ ٱلصحيفة ورسول ٱللّه وسيلة لإضعاف ٱلمسلمين وتقسيم لبلادهم بمؤامرة غربية وإسرائيلية؟
وبعد هذا ٱلشاهد ٱلرّسولىّ أقول. أنّ ما يحدث فى ٱلعراق ٱليوم من تثريب بين أهله ورجفات (إرهاب) تقتل ٱلناس وتهدّ ٱلبنآء وتمنع ٱستقرار ٱهل ٱلعراق وسيرهم على سبيل ٱلفيدرالية وٱلديمقراطية بٱسم ٱلإسلام وٱلقوم وزعم بطرد ٱلصليبيين ٱلأمريكيين. هو عمل من لا يقبل ببلاغ ٱللّه ٱلعربى 17 ٱلحجّ. بل أرى فيه عمل من لا يقبل بكتاب ٱللّه ٱلقرءان كله ولا بمثله ٱلرّسولىّ. وأرى فى تلك ٱلأعمال أنّ ٱلذى يحرّض عليها هم كهنوت قوم ودين بٱسم دين ٱللّه من أمثال ٱلكاهن ٱلدكتور يوسف ٱلقرضاوى وٱلكاهن ٱلمقاتل أسامة ٱبن لادن. وما يزعمون به من دين فى تحريضهم ما هو إلا نفاق وكذب على ٱللّه ورسوله. وهم فيما يزعمون به من دين يأتون بشاهد عليه من فتاوى ٱبن تيميّة ويستبعدون كتاب ٱللّه بسبب كرههم للّه وكتابه ورسوله. وفى كتاب ٱللّه حكم على فاعل ٱلتحريض وعلى عبيده ٱلمرجفين:
"لئن لم ينتهِ ٱلمنافقون وٱلَّذين فى قلوبهم مرض وٱلمرجفون فى ٱلمدينة لنغرينّك بهم ثمّ لا يجاورونك فيهآ إلا قليلا(60) ملعونين أينما ثُقفوا أُخذوا وقتّلوا تقتيلا(61) سنّة ٱللَّه فى ٱلذين خَلَوا من قبل ولن تجد لسنّّة ٱللَّه تبديلا(62)" ٱلأحزاب.
إنّ ٱلمعترضين على ٱلفيدرالية فى ٱلعراق بٱسم ٱلإسلام وٱلقوم يؤيدون زعم ٱلمنافقين ويشتركون فى ٱلتحريض على هذه ٱلأعمال ٱلمرجفة ويتابعون معهم ٱلزّعم وٱلنفاق أنّها دفاع عن دين ٱلإسلام وعن ديار ٱلعرب وٱلمسلمين.
لقد جآء فى ٱلبلاغ 17 ٱلحجّ بيان للناس أنّ مناهجهم ومفاهيمهم مختلفة. وبيّن لهم أنّه على ٱلرّغم من ٱختلافهم فى ٱلمفاهيم (بما فى ذلك مفاهيم ٱلدين وٱلقوم) فهم يستطيعون إقامة وحدة فيما بينهم إن أرادوا وحدة تقويهم فى تطورهم وفى حماية عيشهم من معتدِ خارجىّ. وقد جعل رسوله محمّد يضرب لهم مثلا على تلك ٱلوحدة فى فيدرالية ٱلمدينة ٱلمنوّرة.
وبيّن ٱللّه للناس فى ذلك ٱلمثل أنهم فى عيشهم ٱلوحدوىّ يتنافسون من دون إثم ولا حرب ويتسابقون على ٱلعلم فيوسعون علىۤ أنفسهم ٱلاختيار فىۤ أمور عيشهم وتطورهم. وهذا ٱلأمر بينه لهم فى ٱلبلاغ ٱلتالى:
"لِكُلٍّ جَعَلنَا مِنكُم شِرعَةً ومِنهاجًا ولو شَآء ٱللَّه لَجعَلَكُم أُمَّةً وٰحِدةً ولكن لِيبلُوَكُم فى مآ ءَاتٰٰكُم فاستَبِقُوا ٱلخيراتِ إلى ٱللَّه مرجِعُكُم جَمِيعاً فَيُنبِئُكُم بِمَا كُنتُم فِيهِ تَختَلِفُون" 48 ٱلمائدة.
وهو سبيل ٱلمؤمنين للعيش مع كافرين وفق ميثاق ٱتحادى مدينىّ يترك مسألة ٱلحكم وٱلتشريع لكلٍّ منهما.
فى كلٍّ من ٱلبلاغ 48 ٱلمآئدة وٱلبلاغ 17 ٱلحجّ ركن من أركان دين ٱللَّه. ومن يؤمن بٱللَّه حقًّا يتبع أركان دينه ويكفر بركن طاغوت دين ٱلقوم ٱلذى لا يقبل بتعدد فى ٱلمفاهيم وٱلمناهج وٱلشرعة ويزعم بشرعة واحدة تقوم على مفهوم طاغوت كافر "لا يجتمع دينان فى جزيرة ٱلعرب". وبزعمه هذا يسير فى ٱلعراق إلى حربِ وقتل مَن يتبع أركان دين ٱللّه ومثله ٱلرّسولى للناس فى دولة ٱلمدينة ٱلمنوّرة.
لقد ركزت فى جميع أعمالى على ما يبينه ٱلبلاغ ٱلعربىّ من حرية ٱلفرد ٱلتى تجعله مسئولا يستحقّ ٱلحساب:
"ولا تقفُ ما ليس لك به علم إنّ ٱلسّمع وٱلبصر وٱلفؤاد كل أولـٰۤئك كان عنه مسئولاً" 36 ٱلإسرآء.
"كلُّ نفسٍ بِما كَسَبَت رهينة" 38 ٱلمدَّثر.
وقلت متبعًا بلاغ ٱللّه ٱلعربىّ أنّ ٱلمسئولية فردية "كلُّ نفسٍ بما كسبت رهينة. ولا تزر وازرة وزر أخرى. ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرّة". وهىۤ أركان أىّ عيش ديمقراطىّ. وهى ما منعنا ويمنعنا عنها رجال سلطة ٱلطاغوت وكهنوته من أهلنا بزعم دين غير دين ٱللّه ٱلمبيّن فى كتابه ٱلقرءان. وسبق وقلت أنّ ٱلغرب ٱلديمقراطى يدعونا من أجل هذه ٱلحرية فى بلادنا وهو يعرض علينا عونه. وتابعت قولىۤ أنّه علينا مساعدة أنفسنا وقبول دعوته وعونه وليكن له أجره ٱلمجزى عليه. وأن لا نلتفت إلى ما يطلقه ٱلطاغوت وكهنوته من ٱتهام بٱلخيانة بزعم وطنية وتاريخ وقوم ودين. وأن لا نخون أنفسنا ونكون كٱلأنعام غافلين عن حريتنا ومسئوليتناۤ أمام ٱللّه يوم يقوم ٱلحساب.
لقد كتبت مساهمًا فى صناعة ميثاق لشعوب ٱلعراق. وقد ٱتبعت فيه ميثاق ٱلمثل ٱلرّسولىّ فى ٱلمدينة ٱلمنوّرة. وأرىۤ أنّه يصلح وثيقة أوليّة للنظر فيها وتطويرها لتكون ميثاقًا لولايات فيدرالية شاميّة متحدة على جمبع أرض بلا ٱلشّام. وبها نكون أمّة واحدة تتوزع على ولايات فئويّة طوآئف وقوميات. ولكلِّ فئة وطآئفة وقوم ولاية يسيد فيها شرعها ٱلذى ترـٰه. ننصح بعضنا بعضًا ونساعد بعضنا فى كلِّ أمر. ونعيش فى وحدتنا ٱلسياسية لا يفصل أحدناۤ أخر متبعين بلاغ ٱللّه ٱلعربىّ 17 ٱلحجّ. وبه ننهى تفرقنا وضعفنا وتسلط بعضنا على بعضنا ٱلأخر وضياع ثروات بلادنا فى دولة شاميّة فيدرالية ديمقراطية متحدة.
وأقول للمقاتلين فى ٱلعراق ومَن ورآءهم أنتم تقاتلون وترجفون فى ٱلعراق بٱسم دين ٱللّه. فإن كنتم تؤمنون بٱللّه حقًّا عليكم ٱلإيمان بمثله ٱلرّسولىّ وميثاقه وببلاغه ٱلعربىّ 48 ٱلمآئدة و17 ٱلحجّ. فٱتقوا ٱللّه إن كنتم به تؤمنون.
وإذا كنتم لا تقبلون بشرعة غير شرعتكم فلماذا تطالبون بسلطة شرعتكم على مَن لهم شرعة أخرى؟
وأذكركم بما فعله ٱلرّسول يوم فتح مكّة. فهو لم يطلب من أهلها ٱلدخول فى دين ٱللّه حتى يأمنوا على حياتهم. بل طلب منهم ٱلتوقف عن ٱلقتال. وكان طلبه أن يدخلوا بيت للّه وبيوتهم وبيت رئيسهم أبو سفيان. وصدق رسول ٱللَّه بما وعد. فلم يقتل إلا مَن قتلهم خالد ٱبن ٱلوليد مخالفًا أمر ٱلرّسول. وٱسألوا ٱبن هشام عن تلك ٱلخيانة. وٱعلموۤا أنّكم بما تفعلون فأنتم بهذا ٱلخآئن تقتدون.
وأقول لكم إذا كان أهل ٱلمكان ٱلذى تصيطرون عليه من أرض ٱلعراق يقبلون بكم وبشرعتكم ٱلتى تخون ٱللّه وكتابه ورسوله فلتكن لكم ولاية فيدرالية فىۤ أماكن سكنكم تسيد فيها شرعة ترضون بها لأنفسكم وتوقفون أفعالكم ٱلتى تدمر حياة وعيش أهل ٱلعراق ٱلأخرين.
لقد بيّنت ٱلصحيفة للذين يؤمنون بٱللّه وكتابه ٱلقرءان ومثله ٱلمضروب فى دولة ٱلمدينة ٱلمنوّرة أنّ وحدة ٱلعراق لن تكون إلا عبر ولايات متحدة فى هيئة فيدرالية. وأنّ ٱلديمقراطية هى ركن من أركان دين ٱللّه وليست مستوردة ولا مؤامرة. وأنّ قيامها لا تأتى به صناديق ٱلانتخاب إلا فى هيئة ٱلفيدرالية. ومثلى على ذلك مما حدث فى مصر وفلسطين وٱلعراق. ولو حدثت ٱلانتخابات فى كلِّ ولاية لكان ٱلحدث يرضىۤ أهلها فيما ينتخبون ليكون عليهم حاكمًا ومشرِّعًا. كذلك سيكون ٱنتخاب أهل ٱلولاية لمن يمثلهم فى مجلس ٱلاتحاد يرضيهم. وسيجهد ٱلجميع لينتخبوا من هو ٱلأفضل بينهم فى ٱلولاية وفى ٱلاتحاد. ولن يكون لشرعة سلطة علىۤ أخرى عملا ببلاغ ٱللّه ٱلعربىّ "لكم دينكم ولى دينِ".



#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان ٱلحىّ حىّ
- ٱلديمقراطية مستغربة
- ٱلخليفة
- ٱلأول من أيَّار
- حوار كهنوت لا حوار أديان
- بداية طيبة
- تعليق على رسالة
- ٱلديمقراطية حاجة إنسانيّة
- ٱلاتهام: قرءانيون
- ٱللّغة ٱلفصحى لسان باطل
- ما يسمّى شريعة إسلاميّة هو شريعة شيطان
- مَن هو ٱلأمىّ؟
- مَن هو ٱلذى يقرأ؟
- لماذا هذه ٱلقمة يا ملوك قوم ٱلرسول؟
- فى فقه ٱلدليل بيان
- أوقفوا ٱلإسآءة للنّبى
- فصل ٱلدولة عن ٱلدِّين
- حجب أم كفر؟
- تعقيب على سؤال مَن هو ٱلمسلم؟
- مَن هو ٱلمسلم؟


المزيد.....




- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف قاعدة -عوبدا- الجوية الاسر ...
- “وفري الفرحة والتسلية لأطفالك مع طيور الجنة” تردد قناة طيور ...
- “أهلا أهلا بالعيد” كم يوم باقي على عيد الاضحى 2024 .. أهم ال ...
- المفكر الفرنسي أوليفييه روا: علمانية فرنسا سيئة وأوروبا لم ت ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف ميناء عسقلان المحتل


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - ٱلفيدرالية هى ٱلسبيل إلى ٱلديمقراطية وٱلوحدة!