فى فقه ٱلدليل بيان

سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1503 - 2006 / 3 / 28 - 09:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

بشر وءادمىّ وإنسان وناس أربعة أسمآء وردت فى كتاب ٱللّه ٱلقرءان لا لتدلّ على شىء واحد كما يزعم أصحاب ٱللّغة ٱلفصحى بٱلترادف. بل هِىَ أربع ءايات لكلّ مِّنها طوره. وترجع ٱلأطوار ٱلثلاثة ءادمىّ وإنسان وناس إلىۤ أصل واحد هو ٱسم بشر. وهو يدلّ على لونٍ حىٍّ مِّن بين ألوان ٱلدّوآبِّ ٱلوحشيّة ٱلبهيمة ٱلَّتى كشف علمآء ٱلأركيولوجى Archaeology عن بعض عظامه فىۤ أماكن مختلفة من ٱلأرض.
وقد بيّن كتاب ٱللَّه أنّ نفخ ٱلرُّوح فى ٱلبشر هو وسيلة جعله على سبيل ٱلخليفة:
"إنّى جاعل فى ٱلأرض خليفة" 30 ٱلبقرة.
وهو ٱلوحش ٱلذى يفسد فى ٱلأرض ويسفك ٱلدمآء:
"أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك ٱلدمآء"30ٱلبقرة.
لقد جعله ٱلرّوح يتحكم بأفعاله ٱلوحشية. يطلقها ويوقفها وفق إرادته. وبهذا ٱلتحكم تكوَّنت ٱلأية ٱلثانية ءادم. وهو ٱلذى نزل على قلبه ما يشبه ٱلويندوز فى ٱلكومبيوتر. وهو ما يبيّنه كتاب ٱللّه بٱلقول ٱلعربىّ:
"وعلَّمَ ءَادَمَ ٱلأسمآءَ كلَّها" 31 ٱلبقرة.
فهو ويندوز ذو منافذ لأسمآء جميع ٱلأشيآء. وبفعل ٱلنظر فىۤ أشيآء ٱلحقِّ تفتح نافذة ٱلاسم ٱلمنظور فيه. ومن ٱلويندوز يخرج ٱسم ذلك ٱلشىء وينطبق به لسانه وتخطّه يده.
ويبيّن كتاب ٱللَّه متابعة تنزيل ٱلمناهج فى قلب ٱلأدمىّ من بعد نفخ ٱلرّوح (ٱلويندوز). وبها ظهرت ٱلأية ٱلثالثة إنسان. وهى بشر ءادمىّ زادت مناهجه ٱلمنزّلة على ٱلويندوز وبها صار يأنس ويحبّ ويلطف ويزكو بعمله وقوله مع ٱلصغير وٱلضعيف وٱلشيخ وٱليتيم فلا يعتدى علىۤ أحدٍ مِّنهم ولا على حقوقهم ويندفع متطوّعًا للدفاع عنهم فى وجه أىّ خطر يهددهم.
وبمرور ٱلوقت يزيد عدد ٱلسّاكنين فىۤ ٱلمكان ويصير ٱلمكان لهم ديارًا. وبفعل زوجيّة منهاج ٱلنفس ٱلمنزّل:
"ونَفسٍ ومَا سَوَّـٰها(7) فَأَلهَمَهَا فُجُورَها وتَقوَـٰها(8)" ﭐلشّمس.
يفعل منهاج ٱلفجور عند ٱلكثيرين بسبب غرورهم:
"يَٰۤأَيُّها ٱلإنسَٰٰنُ ما غرَّكَ بِرَبِّكَ ٱلكريم(6) ٱلَّذِى خَلَقَكَ فَسَوَّـٰكَ فَعَدَلَكَ(7) فِىۤ أىِّ صُورَةٍ مَّا شآء ركَّبَكَ(8)" ٱلانفطار.
وبفعل ٱلغرور يغفلون عن منهاج ٱلتقوى ويمتنعون عن متابعة ٱلخبرة فى ٱلمناهج ٱلمنزّلة ويمتنعون عن ٱلسير فى ٱلأرض نظرًا وعلمًا فى ٱلحقِّ. وبتوقفهم عن ٱلخبرة فى ٱلمناهج وعن ٱلنظر وٱلعلم فى ٱلحقِّ يتوقف ٱلعقل بين ما يعلمون به من ٱلحقِّ مع ما نزل إليهم من مناهج تبيّن لهم ٱلهداية فى نظرهم وعلمهم. وهؤلآء يتحولون إلى ذلك ٱلدِّيار ٱلذى طلب نوح من رَّبِّه منع ذريَّتهم من ٱلانتشار. وهم ٱلذين يعرفون ٱليوم بوسيلة ٱللّغة ٱلفصحى بٱسمٍ لَّغوٍ هو ٱسم ٱلوطنيين.
وبزيادة عدد ٱلجاهلين ٱلذين يرجعون إلى ٱلطور بشر فى ٱلدِّيار تنشأ سلطة أكثريةٍ ديَّارين (وطنيين) جاهلين فجرة. وتصيطر فيه سلطة بشر تطغى علىۤ أعمال وأفعال ٱلإنسان ٱلذى ينظر ويعلم. وتضيّق عليه ٱلعيش وتتطاول على حياته بٱلسجن وٱلقتل.
هذا ٱلفعل ٱلبشرىّ ٱلفاجر يدفع بمن يتمسّك بأية إنسان (أفراد وجماعات) إلى ترك ٱلدِّيار وٱلنّوس عنه مهاجرًا فى ٱلأرض. وبهذا ٱلنّوس وٱلهجرة تولد ٱلأية ٱلرّابعة ناس. وهىَ إنسان ناسَ عن دياره مهاجرًا بفعل سلطة بشر جاهلة تطغى.
وعندما يستقرّ ٱلناس ٱلمهاجرون فى مكان من ٱلأرض يتواثقون وتعاهدون فيما بينهم علىۤ أسلوب عيشهم وتشريعه لحمايته من سلطة ٱلبشر ٱلجاهل. وبٱلميثاق وٱلعهد ينعمون ويزدادون وسع فى ٱلعلم ووسع فى ٱلرزق ووسع فى ٱلقوّة. وإذا غفل مَن يأتِ من بعدهم عن سبيل ميثاقهم وعهدهم وعن سبيل ولادة ٱلفعل ٱلفاجر فى عيشهم يضيّعون ٱلميثاق وٱلعهد ويتحوّل مجتمعهم إلى قوّة تدفع بٱلإنسان إلى ٱلنّوس بعيدًا عنه.
لقد بيّن ٱلبلاغ ٱلعربىّ هذه ٱلمسألة مع نوح. ومع إبراهيم. ومع لوط. ومع يعقوب ٱلمريض وٱلفاقد لبصر عينيه ٱلذى لم يستسلم ولم يضعف فى قوّة ٱندفاعه فى نوسه وهجرته. وبذلك صار صاحب ٱلاسم إسراۤءيل وصار أبًا لكلِّ مَن يتبع منهاجه. ومع يوسف. ومع موسى. ومع محمد. وقصص هؤلآء هىَ أمثلة على ٱلإنسان ٱلذى يتمسّك بإنسانيّته وينوس عن قومه ودياره مهاجرًا فى ٱلأرض. وهم ٱلمثل ٱلذى يبيِّن كفر أولـٰۤئك ٱلذين يصيحون ويصرخون ويهيجون للدفاع عن ٱلدِّيار (ٱلوطن) ٱلذى تسيد فيه سلطة بشر جاهلين.

#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات