أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - تعليق على رسالة















المزيد.....


تعليق على رسالة


سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1525 - 2006 / 4 / 19 - 11:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وردتنى رسالة فى هيئة مقال على بريدى ٱلإلكترونى تحمل ٱلعنان "يا عباد الله احذروا الحداثة". وقد بدأ صاحب ٱلرسالة "الشيخ موسى بن سليمان" تعريفه للحداثة بقوله "الحداثة هي صبيانية المضمون وعبثية في شكلها الفني وتمثل نزعة الشر والفساد في عداء مستمر للماضي والقديم، وهي إفراز طبيعي لعزل الدين عن الدولة في المجتمع الأوروبي ولظهور الشك والقلق في حياة الناس مما جعل للمخدرات والجنس دورهما الكبير في حياتهم".
لاۤ أدرى لماذا ٱختارنى ٱلشيخ موسى برسالته ٱلمتعلقة بمفهومه عن ٱلحداثة. وكنت سأبعث له برأىّ حول أفكاره ٱلمعروضة وأكتفى بحوار خفى بينى وبينه. إلاۤ أننى عدلت عن ٱلحوار ٱلخفىّ وتوجهت إلى ٱلحوار ٱلعلنىّ ليشارك فيه مَن هو مناصر للشيخ ومن هو مناصر للجديد.
لى رأىّ مختلف عن مفهوم ٱلشيخ عن ٱلحداثة كنت قد كتبته فى مقال ونشرته على موقعى ٱلفرعى لدى ٱلحوار ٱلمتمدن وعلى موقعى ٱلفرعى لدىۤ أصدقآء ٱلديمقراطية.
ما يريده ٱلشيخ موسى من دليل كلمة "ٱلحداثة" هو ٱلجديد من ٱلفكر. وأنآ أرى فى ٱلجديد أمرًا لا يخالف فيه أصحابُ ٱلحداثة ما جآء عنه فى بلاغ ٱللّه ٱلعربىّ. فقد نهى ٱلبلاغ عن ٱلالتفات إلى ماضٍ ميِّت. أمّا ما يطلبه ٱلشيخ فيخالف ٱلنهى ٱلعربىّ ٱلذى يعزر مفهوم "ٱلحداثة" علىۤ أنها ٱلجديد:
"ولا يلتفت منكم أحد" 81 هود.
فٱلّذى يلتفت يدفع بنظره إلى خلفٍ حيث ٱلماضى ٱلقديم وٱلسّلف ٱلميّت. فيَهُودُ إليهم وينسى حاضره وجديده. ويصير من ٱلّذين هادوا وٱليهودُ فى كلّ وقتٍ.
كذلك هو ٱلأمر مع ٱلسلف ٱلأقرب وٱلحىّ وهو ٱلوالدين:
"وَوَصَّينَا ٱلإنسَٰنَ بوٰلديهِ حُسنًا وإن جٰهَدَاكَ لِتُشرِِكَ بِى مَا لَيسَ لَكَ بِهِ عِلم فلا تُطِعهُمَآ" 8 ٱلعنكبوت.
فى ٱلبلاغ نهىّ "فلا تُطِعهُمَا". وٱلنهىّ هو عن ٱلطاعة فى ٱلموقف ٱلمعرفى وٱلعلمى للولد ٱلذى بيّن له ٱلبلاغ ٱلعربى سبيله فيه:
"ولا تقفُ ما ليس لك به علم إنَّ ٱلسَّمع وٱلبصر وٱلفؤاد كلُّ أولـٰۤئك كان عنه مسئولاً" 36 ٱلإسرآء.
وهو أمر بٱلعلم يقوم على ٱشتراك ٱلحواس ٱلأساس مع ٱلفؤاد لإكمال عملية ٱلإدراك ٱللازمة للبدء بٱلعلم وٱلفقه وٱلحكم وٱلطاعة. أمّا فى معاملته للوالدين فهناك ٱلوصية "حُسنًا". وما هو فى ميراثنا من قول عن "طاعة ٱللّه وطاعة ٱلوالدين" هو قول مشرك للوالدين بطاعة ٱللّه.
وأقول رأىِّ للشيخ موسى أنّ ما يقوله ٱلحداثيون ٱلملحدون وٱلعلمانيون لا يستدعى من ٱلمؤمن أن يستنفر ويعلن عليهم ٱلحرب فٱلبلاغ ٱلعربىّ يبين لهم هذا ٱلحقِّ:
"وقُل ٱلحقُّ من ربِّكم فمن شآء فليؤمن ومن شآء فليكفر" 29 ٱلكهف.
وإن أراد ٱلشيخ حربًا حول هذه ٱلمسألة فعليه إعلان ٱلحرب على مرسل ٱلبلاغ. فقد بيّن ٱلمرسل أنَّ ٱلطاعة للَّه وحده. كما بيّن أن لكلِّ فرد من ٱلناس ٱلخيرة فىۤ أمره يختار لنفسه موقف ٱلمؤمن أو موقف ٱلكافر. وٱلفرد هو ٱلذى يختار بإرادته ومسئوليته ٱلموقف ٱلذى يرـٰه. وقد عزَّر ٱللَّه مشيئته فى توجيه بيّن:
"لآ إكراه فى ٱلدّين" 256 ٱلبقرة.
أما ما يستشهد به ٱلشيخ موسى من قول لـ مايكوفسكى بقوله أنه "الذي نادى بنبذ الماضي والاندفاع نحو المستقبل". فأرى فى قول مايكوفسكى أنّه ٱلأقرب إلىۤ أمر ٱللّه "ولا يلتفت منكم أحد". وأن ما جآء للشيخ موسى من قول عن تقديس للماضى ٱلميِّت هو ٱلتفات إليه ومخالفة لأمر ٱللّه.
وفى عرضه لأسمآء أنصار ٱلحداثة فى ٱلشرق ٱلعربى وٱلإسلامىّ يقول عن ٱثنين منهم (يوسف الخال- الشاعر النصراني- أدونيس (علي أحمد سعيد) نصيري). وقول ٱلشيخ موسى عنهما يظهره من أصحاب ٱلموقف ٱلطآئفىّ ويبعده كثيرًا عن كتاب ٱللّه وعن دينه.
وجآء فى قوله ٱلمجمل عن "الأفكار والمعتقدات" للحداثيين. أنهم يرفضون مصادر ٱلدين "ٱلكتاب وٱلسنّة وٱلاجماع وٱلشريعة" وأنهم يدعون إلى "تأويل جديد وإلى ثورة على ٱلأنظمة ٱلسياسية ٱلحاكمة لأنها رجعية متخلفة".
ومن وجهة نظرىۤ أرى فيما قاله ٱلشيخ موسى عن أفكار ٱلحداثيين أنهم فى ٱلطرف ٱلأقرب إلى ٱللّه وأنّ ٱلشيخ فى ٱلطرف ٱلبعيد. وما على ٱلشيخ إلا ٱلعقل بين ما يقوله وبين بلاغ ٱللّه ٱلعربىّ حتى يدرك كم هو بعيد عنه.
ويتابع ٱلشيخ عرضه ٱلمجمل عن أفكار ٱلحداثيين وعن موقفهم من ٱللّغة وقولهم أنها "بضاعة عهد قديم يجب ٱلتخلص منها". ويبين فى قوله عنهم أنهم يريدون "هدم اللغة العربية وما يتصل بها ممن يتصل بها من مستوى بلاغي وبياني عربي مستمد من القرآن الكريم، وهذا هو السر في الحملة على القديم وعلى التراث وعلى السلفية".
وللشيخ حكم على ٱلحداثة علىۤ أنها "خلاصة سموم الفكر البشري كله، من الفكر الماركسي إلى العلمانية الرافضة للدين، إلى الشعوبية إلى هدم عامود الشعر، إلى شجب تاريخ أهل السنة كاملاً إلى إحياء الوثنيات والأساطير".
وأقول للشيخ أننىۤ أرى فى ٱللّغة أنها من صناعة ٱلكافرين. ولى رأىّ فى ذلك معروض فى مقال "ٱللّغة ٱلفصحى لسان باطل" على موقعى ٱلفرعى لدى ٱلحوار ٱلمتمدن ولدىۤ أصدقآء ٱلديمقراطية. ولاۤ أريد هنا ٱلزيادة فى ٱلقول عليه. وللشيخ موسىۤ أن يطلع عليه إن أراد معرفة ما جآء لى فيه من قول.
لم ينسى ٱلشيخ موسى أن يعرض فى رسالته تاريخ ٱلحداثة ومذاهبها ٱلأدبية وٱلفلسفية فى ٱلغرب وفى بلادنا. وسأترك للمتابع أن يتلو ماۤ أورده ٱلشيخ فىۤ أخر مقالى هذا. إذ لن أتابع ٱلقول عمَّا جآء فيه وما جآء فى خلاصة مقاله من سرد.

يا عباد الله احذروا الحداثة
الحداثة هي صبيانية المضمون وعبثية في شكلها الفني وتمثل نزعة الشر والفساد في عداء مستمر للماضي والقديم ،وهي إفراز طبيعي لعزل الدين عن الدولة في المجتمع الأوروبي ولظهور الشك والقلق في حياة الناس مما جعل للمخدرات والجنس دورهما الكبير في حياتهم .
التأسيس وأبرز الشخصيات
بدأ مذهب الحداثة منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي تقريباً في باريس على يد كثير من الأدباء السرياليين والرمزيين والماركسيين والفوضويين والعبثيين، ولقي استجابة لدى الأدباء الماديين و العلمانيين والملحدين في الشرق والغرب. حتى وصل إلى شرقنا الإسلامي والعربي.
ومن أبرز رموز مذهب الحداثة من الغربيين : - شارل بودلير 1821-1867م وهو أديب فرنسي أيضا نادى بالفوضى الجنسية والفكرية والأخلاقية ، ووصفها بالسادية أي التلذذ بتعذيب الآخرين . له ديوان شعر مترجم بالعربية من قبل الشاعر إبراهيم ناجي ، ويعد شارل بودلير مؤسس الحداثة في العالم الغربي.
-الأديب الفرنسي غوستاف فلوبير 1821-1880م.
- مالارامية 1842-1898م وهو شاعر فرنسي ويعد أيضا من رموز المذهب الرمزي .
-الأديب الروسي مايكوفوسكي ، الذي نادى بنبذ الماضي والاندفاع نحو المستقبل من أبرز رموزهم بالبلاد العربية .
من رموز مذهب الحداثة في البلاد العربية
- يوسف الخال- الشاعر النصراني وهو سوري الأصل رئيس تحرير مجلة الحداثية ، وقد مات منتحراً أثناء الحرب الأهلية اللبنانية .
- أدونيس ( علي أحمد سعيد ) نصيري سوري ويعد المروج الأول لمذهب الحداثة في البلاد العربية ،وقد هاجم التاريخ الإسلامي والدين والأخلاق في رسالته الجامعية التي قدمها لنيل درجة الدكتوراه في جامعة ( القديس يوسف) في لبنان وهي بعنوان الثابت والمتحول ،ودعا بصراحة إلى محاربة الله عز وجل ، وسبب شهرته فساد الإعلام بتسليط الأضواء على كل غريب مسترذل.
- د.عبد العزيز المقالح - وهو كاتب وشاعر يماني،وهو الآن مدير لجامعة صنعاء وذو فكر يساري .
- عبد الله العروي - ماركسي مغربي.
- محمد عابد الجابري مغربي.
-الشاعر العراقي الماركسي عبد الوهاب البياتي .
-الشاعر الفلسطيني محمود درويش- عضو الحزب الشيوعي الإسرائيلي أثناء إقامته بفلسطين المحتلة , وهو الآن يعيش خارج فلسطين .
-كاتب ياسين ماركسي جزائري .
- محمد أركون جزائري يعيش في فرنسا .
- الشاعر المصري صلاح عبد الصبور – مؤلف مسرحية الحلاج .

الأفكار والمعتقدات
- نجمل أفكار ومعتقدات مذهب الحداثة وذلك من خلال كتاباتهم وشعرهم فيما يلي :
- رفض مصادر الدين الكتاب والسنة والإجماع وما صادر عنها من عقيدة أما صراحة أو مضموناً !!- والعياذ بالله -.
- رفض الشريعة وأحكامها كموجه للحياة البشرية !!!- والعياذ بالله -.
- الدعوة إلى نقد النصوص الشرعية والمناداة بتأويل جديد لها يتناسب مع الأفكار الحداثية الضالة.
- الدعوة إلى إنشاء فلسفات حديثة على أنقاض الدين .
- الثورة على الأنضمة السياسية الحاكمة لأنها في منظورها رجعية متخلفة أي غير حداثية , وربما استثنوا الحكم البعثي .
- تبني أفكار ماركس المادية الملحدة , ونظريات فرويد في النفس الإنسانية و أوهامه , ونظريات دارون في أصل الأنواع وفكار نيتشة ، وهلوسته ، والتي سموها فلسفة ، في الإنسان على (السوبر بان) .
- تحطيم الأطر التقليدية والشخصية الفردية ، وتبني رغبات الإنسان الفوضوية والغريزية.
- الثورة على جميع القيم الدينية والاجتماعية والأخلاقية والإنسانية ، وحتى الاقتصادية والسياسية.
- رفض كل ما يمت إلى المنطق والعقل.
- اللغة- في رأيهم - قوى ضخمة من قوى الفكر المتخلف التراكمي السلطوي ، لذا يجب أن تموت ، ولغة الحداثة هي اللغة النقيض لهذه اللغة الموروثة بعد أن أضحت اللغة والكلمات بضاعة عهد قديم يجب التخلص منها.
-الغموض والإبهام والرمز- معالم بارزة في الأدب والشعر الحداثي.
- ولا يقف الهجوم على اللغة وحدها ولكنه يمتد إلى الأرحام والوشائح حتى تتحلل الأسرة وتزول روابطها،وتنتهي سلطة الأدب وتنتصر إرادة الإنسان وجهده على الطبيعة والكون .
ومن الغريب أن كل حركة جديدة للحداثة تعارض سابقتها في بعض نواحي شذوذها وتتابع في الوقت نفسه مسيرتها في الخصائص الرئيسية للحداثة وهذه هي حال أهل البدع قديماً وحديثاً .
إن الحداثة هي خلاصة سموم الفكر البشري كله ، من الفكر الماركسي إلى العلمانية الرافضة للدين، إلى الشعوبية إلى هدم عامود الشعر، إلى شجب تاريخ أهل السنة كاملاً إلى إحياء الوثنيات والأساطير.
ويتخفى الحداثيون وراء مظاهر تقتصر على الشعر والتفعيلة والتحليـل،
بينما هي تقصد رأساً هدم اللغة العربية وما يتصل بها ممن يتصل بها من مستوى بلاغي وبياني عربي مستمد من القرآن الكريم ، وهذا هو السر في الحملة على القديم وعلى التراث وعلى السلفية .

تطور الحداثة بالغرب وفي البلاد العربية
إن حركة الحداثة الأوروبية بدأت قبل قرن من الزمن في باريس بظهور الحركة البوهيمية فيها بين الفنانين في الأحياء الفقيرة.
ونتيجة للمؤثرات الفكرية، والصراع السياسي والمذهبي والاجتماعي شهدت نهاية القرن التاسع عشر الميلادي في أوروبا اضمحلال العلاقات بين الطبقات ، ووجود فوضى حضارية انعكست آثارها على النصوص الأدبية .
وقد تبنت الحداثة كثير من الطبقات ، ووجود فوضى حضارية انعكست آثارها على النصوص الأدبية . وبلغت التفاعلات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في أوروبا ذروتها في أعقاب الحرب العالمية الأولى .وبقيت باريس مركز تيار الحداثة الذي يمثل الفوضى الأدبية.
وقد تبنت الحداثة كثير من المعتقدات والمذاهب الفلسفية والأدبية والنفسية أهمها:
1-الدادائية : وهي دعوة ظهرت عام1916م،غالت في الشعور الفردي ومهاجمة المعتقدات، وطالبت بالعودة للبدائية والفوضى الفنية الاجتماعية.
2-السريالية : واعتمادها على التنويم المغناطيسي والأحلام الفرويدية ، بحجة أن هذا هو الوعي الثوري للذات ،ولهذا ترفض التحليل المنطقي ، وتعتمد بدلاً عنه الهوس والعاطفة.
3-الرمزية : وما تتضمنة من ابتعاد عن الواقع والسباحة في عالم الخيال والأوهام ، فضلاً عن التحرر من الأوزان الشعرية ، واستخدام التعبيرات الغامضة والألفاظ الموحية برأي روادها . وقد واجهت الحداثة معارضة شديدة في جميع أنحاء أوروبا، ثم ظهرت مجلة شعر التي رأس تحريرها في لبنان يوسف الخال عام 1957م تمهيد لظهور حركة الحداثة بصفتها حركة فكرية ، لخدمة التغريب ، وصرف العرب عن عقيدتهم ولغتهم الفصحى …لغة القرآن الكريم .
وبدأت تجربتها خلف ستار تحديث الأدب ، فاستخدمت مصطلح الحداثة عن طريق ترجمة شعر رواد الحداثة الغربيين أمثال : بودلير ورامبو ومالا رامية ، وبدأ رئيس تحريرها –أي مجلة شعر – بكشف ما تروج له الحداثة الغربية حين دعا إلى تطوير الإيقاع الشعري ، وقال بأنه ليس للأوزان التقليدية أي قداسة ويجب أن يعتمد في القصيدة على وحدة التجربة والجو العاطفي العام لا على التتابع العقلي والتسلسل المنطقي كما أنه قرر في مجلته أن الحداثة موقف حديث في الله والإنسان والوجود .
كان لعلي أحمد ( أدونيس) دور مرسوم في حركة الحداثة وتمكينها على أساس : ما دعاه من الثبات والتحول فقال ( لايمكن أن تنهض الحياة العربية ويبدع الإنسان العربي إذا لم تتهدم البنية التقليدية السائدة في الفكر العربي والتخلص من المبنى الديني التقليدي ( الإتباع ) استخدم أدونيس مصطلح الحداثة الصريح ابتداءً من نهاية السبعينات عندما :صدمة الحداث! ة عام 1978م وفيه لا يعترف بالتحول إلا من خلال الحركات الثورية السياسية والمذهبية ، وكل مامن شأنه أن يكون تمرد على الدين والنظام تجاوز للشريعة.
لقد أسقط أدونيس مفهوم الحداثة على الشعر الجاهلي وشعراء الصعاليك وشعر عمر بن أبي ربيعة ، وأبي نواس وبشار بن برد وديك الجن الحمصي ،كما أسقط مصطلح الحداثة على المواقف الإلحادية لدى ابن الرواندي وعلى الحركات الشعوبية والباطنية والإلحادية المعادية للإسلام أمثال : ثورة الزنج والقرامطة .
ويعترف أدونيس بنقل الحداثة الغربية حيث يقول في كتابه الثابت والمتحول : ( لا نقدر أن نفصل بين الحداثة العربية والحداثة في العالم )
أهم خصائص الحداثة
- محاربة الدين بالفكر والنشاط .
- الحيرة والشك والاضطراب .
- تمجيد الرذيلة والفساد والإلحاد .الهروب من الواقع إلى الشهوات والمخدرات والخمور .
- ا لثورة على القديم كله وتحطيم جميع أطر الماضي إلى الحركات الشعوبية والباطنية .
- الثورة على اللغة بصورها التقليدية المتعددة .
- امتدت الحداثة في الأدب إلى مختلف نواحي الفكر الإنساني ونشاطه .
- قلب موازين المجتمع والمطالبة بدفع المرأة إلى ميادين الحياة بكل فتنها ، والدعوة إلى تحريرها من أحكام الشريعة .
- عزل الدين ورجاله واستغلاله في حروب عدوانية .
- تبني المصادفة والحظ والهوس والخبال لمعالجة الحالات النفسية والفكرية بعد فشل العقل في مجابهة الواقع .
- امتداد الثورة على الطبيعة والكون ونظامه وإظهار الإنسان بمظهر الذي يقهر الطبيعة .
- ولذا نلمس في الحداثة قدحاً في التراث الإسلامي ،وإبراز لشخصيات عرفت بجنوحها العقدي كالحلاج والأسود العنسي ومهيار الديلمي وميمون القداح وغيرهم . وهذا المنهج يعبر به الأدباء المتحللون من قيم الدين والأمانة ، عن خلجات نفوسهم وانتماءاتهم الفكرية .

الخلاصة
أن الحداثة تصور إلحادي جديد – تماماً - للكون والإنسان والحياة ،وليست تجديد في فنيات الشعر والنثر وشكلياتها . وأقوال سدنة الحداثة تكشف عن انحرافهم باعتبار أن مذهبهم يشكل حركة مضللة ساقطة لا يمكن أن تنمو إلا لتصبح هشيما تذريه الرياح وصدق الله العظيم إذ يقول (ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاماً ) .
حسبنا في التدليل على سعيهم لهدم الثوابت أن نسوق قول أدونيس وهو أحد رموز الحداثة في العالم العربي في كتابه فن الشعر ص76: ( إن فن القصيدة أو المسرحية أو القصة التي يحتاج إليها الجمهور العربي ليست تلك التي تسلية أو تقدم له مادة استهلاكية ، وليست تلك التي تسايره في حياتة الجادة ، وإنما هي التي تعارض هذه الحياة .أي تصدمه وتخرجه من سباته ،تفرغه من موروثه وتقذفه خارج نفسه , إنها التي تجابه السياسة ومؤسساتها ، الدين ومؤسساته العائلة وموسساتها، التراث ومؤسساته ، وبنية المجتمع القائم ,كلها بجميع مظاهرها ومؤسساتها ، وذلك من أجل تهديمها كلها أي من أجل خلق الإنسان العربي الجديد ، يلزمنا تحطيم الموروث الثابت ، فهنا يكمن العدو الأول للثروة والإنسان ) ولا يعني التمرد على ما هو سابق وشائع في مجتمعنا إلا التمرد على الإسلام وإباحة كل شئ ب! اسم الحرية .
فالحداثة إذاً هي مذهب فكري عقدي يسعى لتغيير الحياة ورفض الواقع والردة عن الإسلام بمفهومه الشمولي والانسياق وراء الأهواء والنزعات الغامضة والتغريب المضلل . وليس الإنسان المسلم في هذه الحياة في صراع وتحد كما تقول الكتابات لأهل الحداثة وإنما هم الذي يتنصلون من مسؤولية الكلمة عند الضرورة ويريدون وأد الشعر العربي ويسعون إلى القضاء على الأخلاق والسلوك باسم التجريد وتجاوز كل ما هو قديم وقطع صلتهم به .
ونستطيع أن نقرر أن الحداثين فقدوا الانتماء لماضيهم وأصبحوا بلا هوية ولا شخصية ويكفي هُراء قول قائلهم حين عبر عن مكنونة نفسه بقوله :
لا الله أختار ولا الشيطان
كلاهما جدار
كلاهما يغلق لي عيني
هل أبدل الجدار بالجدار
تعالى الله عن عفن قولهم وسخف نهجهم علواً كبيراً وعند الله الموعد والحساب يوم تبيض وجوه وتسود وجوه .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

تقديم الشيخ / موسى بن سليمان



#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ٱلديمقراطية حاجة إنسانيّة
- ٱلاتهام: قرءانيون
- ٱللّغة ٱلفصحى لسان باطل
- ما يسمّى شريعة إسلاميّة هو شريعة شيطان
- مَن هو ٱلأمىّ؟
- مَن هو ٱلذى يقرأ؟
- لماذا هذه ٱلقمة يا ملوك قوم ٱلرسول؟
- فى فقه ٱلدليل بيان
- أوقفوا ٱلإسآءة للنّبى
- فصل ٱلدولة عن ٱلدِّين
- حجب أم كفر؟
- تعقيب على سؤال مَن هو ٱلمسلم؟
- مَن هو ٱلمسلم؟
- حقّ ٱلمرأة وحقّ ٱلمرء واحد فى كتاب ٱللّه
- هل يقبل ٱللّه بٱلتجنيد ٱلإلزامى فى ٱ ...
- ٱلإنآء ينضح بما فيه
- تطور يستحقّ ٱلاحترام
- ٱلديمقراطية ليست بضاعة مستوردة
- صور للستربتيز
- لماذا هذا ٱلهدر يا وزارة ٱلأوقاف ٱلإسلامية ...


المزيد.....




- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...
- منظمة يهودية تطالب بإقالة قائد شرطة لندن بعد منع رئيسها من ا ...
- تحذيرات من -قرابين الفصح- العبري ودعوات لحماية المسجد الأقصى ...
- شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - تعليق على رسالة