أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - مَن هو ٱلذى يقرأ؟















المزيد.....

مَن هو ٱلذى يقرأ؟


سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1507 - 2006 / 4 / 1 - 12:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كثرت ٱلمقالات ٱلتى يرىۤ أصحابهاۤ أنَّ محمدًا كان يقرأ ويكتب. وكثرت ٱلردود ٱلتى ترىۤ أنّ ٱلقول بذلك يهدم دين ٱللَّه!
وأصحاب ٱلرأيين يستندون إلى قولٍ ورد فى ميراث ٱلسّلف ٱلتفسيرىّ يظنّ أن جبريل خاطب محمدًا قآئلا له "ٱقرأ". فسأله محمد "ما أنا بقارئ"؟
فرأى مَن يقول أنّ محمّدًا كان يقرأ أنّه يسأل جبريل ماذا سأقرأ؟
ويرى ٱلذين يردُّون على هذا ٱلرأى أن محمدًا أراد بقوله "ما أنا بقارئ" ٱلبيان لجبريل أنّه لا يقرأ ولا يكتب.
وما يقوله ٱلفريقان يستند إلى ٱلظَّنِّ أنّ ٱلأمر ٱلعربىّ "ٱقرأ بٱسم ربِّكَ ٱلَّذى خلقَ" موجَّه إلى محمّد ويطلب منه هو أن يقرأ.
وأول ما علينا ٱلعلم به أنّ ٱلأمر "ٱقرأ بٱسم ربِّكَ ٱلَّذى خلقَ" هو جزء من رسالة ٱللَّه ٱلمطلوب بلاغها للناس جميعًا. وأن هذا ٱلأمر ٱلعربى موجّه للناس جميعهم وليس للرسول ٱلمبلِّغ. فٱللَّه يطلب فى رسالته من ٱلإنسان فى كلِّ وقت وفى كلِّ مكان أن يقرأ بهذه ٱلسِّمة ٱلمحددة فى ٱلأمر "بٱسم ربِّكَ". ولوۤ أنّ ٱلأمر كان "بٱسم ٱللَّه" لجآء ٱلفعل "بيّن" وليس "ٱقرأ".
وأقول بماۤ أدركته من دليل ٱلفعل "قرأ" أنَّ محمدُا لم يكن من ٱلذين يقرأون ولم يكن فى قومه من يقرأ. وأرىۤ أنَّ دليل ٱلفعل "قرأ" لدىۤ أصحاب ٱلرأيين هو بدليل ٱلفعل "تَلَوَ". وهذا ما يقول عنه ٱلبلاغ ٱلعربىّ بتحريف ٱلكلم عن موضعه. وبذلك يكون ٱلرأيان من مفاهيم ٱلتحريف.
وأعرض هنا لمفهومى ٱلذى جآء فى كتابى "ما هو سبيل ٱللَّه؟". فقد حرف ٱلتخريصُ وٱلظَّنُّ دليل كلمة "قرأ" عن موضعه وجعله بدليل كلمة "تَلَوَ" ٱلموضوعة لتدلنا على تتبع ٱلكلمات ٱلمتتالية فى ٱلسَّطر ببصر ٱلعين. وعلى ٱلكلمات ٱلتى تتالى بٱلصوت وتسمعها ٱلأذن. وكذٰلك على ٱلكلمات ٱلمتتالية فى ٱلأشيآء ٱلغيبية سوآء ءَكان فى ٱلفيزيآء ٱلجزئية أم فى ٱلبيولوجيا ٱلجزئية. فٱلكلام أىًّ كانت هيئته يأتى متتاليًا فى ٱلسَّطر. وبٱلفعل "تلوَ" يجرى تتبعه. ثم تأتى أفعال ٱلنظر فيما يرمز إليه وإدراكه وٱلعلم بما يدل عليه. ثمّ يأتى فعل "جعل" لبيّنه بلسان ٱلناظر فيه.
وأرىۤ أنَّ ٱلفعل "تلوَ" لا يدل علىۤ أن ٱلمتابع يفهم ويعلم بٱلكلام ٱلمخطوط أو ٱلمسموع. سوآء ءَكان ٱلكلام بلسانه أم بلسانٍ أخر. كمآ أرىۤ أنَّ ٱلذى يتلو ٱلكلام إذا ما جهد نفسه فى ٱلنظر وٱلإدراك وٱلعلم وٱستعان بوسآئل تقوِّىۤ نظره وإدراكه وعلمه. يوصل من بعد جهده إلى ٱستنباطِ دليلٍ لِّكلِّ كلمة فى ٱلسَّطر. ثمَّ يعمل من بعد ذٰلك على بنآء قولٍ مُّستنبطٍ. يبيِّن فيه بلسانه ماۤ أدركه من ذٰلك ٱلكلام. وهو بهٰذه ٱلأعمال يكون قد "جعل" ٱلكلام قُرءًا بيِّنًا بلسانه. وبعمله هٰذا يكون قد "قرأ" ٱلكلام وبيَّن دليله عند طور من أطوار ٱلعلم فيه. ومثل ذٰلك هو فى عمل ٱلفيزيآئى ٱلذى ينظر فى رموز codes ٱلأشيآء ٱلغآئبة عن بصر ٱلعين بوسآئل صنعية تقوّى ٱلبصر. فهو يتلو ويدرك ويشبِّه تلك ٱلرموز بأشيآء يعرفها. ويفرِّق ويميِّز بين رمز وأخر من هيۤئة كلٍّ مِّنها وحركته ولونه. ويحدِّد لكلِّ رمزٍ ٱسمًا يوافقه فى ٱلهيۤئة وٱلحركة وٱللَّون. وبهذا يعلِّم كلَّ رمز. ثم يعود إلى ما علّمه ويعمل على ٱستنباطٍ لِّمفهومٍ مِّنه كماۤ أدركَ وفهمَ من تلك ٱلرموز ٱلمعجمة فى ٱلغيب. ثم يجعل ٱستنباطه قولا بلسانه ينشره بيانًا فيتلوه ويدركه كلُّ من يدرك قول ٱلفيزيآء.
ما جعلُه ذلك ٱلفيزيآئى هو (ترجمة) ٱلكلام ٱلذى تلوَ رموزَه ٱلمعجمة فصار كلامًا مُّدركًا بلسانه. وما فعله وعمله هو "قرء" يبيِّن بلسانه دليلَ تلك ٱلرموز. وما قام به هو متابعة ٱلأفعال سأل ونظر وتلوَ وأدرك وٱستنبط وجعل. وهى جميعها وسآئله للعلم وللفهم بما تدل عليه تلك ٱلرموز. وبها يجعل تلك ٱلرموز كلامًا مُّدركًا ومفهومًا بلسانه. وما ينشره عن عمله هٰذا هو بيانه عن علمه وفهمه وإدراكه لتلك ٱلرموز. وهو ببيانه يكون قد أكمل وسآئل دليل ٱلفعل "قرأ" ٱلذى ورد فى ٱلأمر ٱلعربىّ "ٱقرأ بٱسم ربِّكَ ٱلَّذى خلقَ". وأنَّ ما خرج به نظره هو "قرء" مُّتشابه مُّبين لِّكلامٍ مُّعجمٍ فى ٱلشىء ٱلمنظور فيه. وهو بيان جزئىّ يتعلق بشىءٍ واحدٍ مِّن أشيآء ٱلتكوين.
أمَّا ٱلبيان عن جميع ٱلتكوين وجميع أطواره فهو قرء لكامل ٱلحقِّ يبينه تكوين كلمة قرءان على وزن فعلان. وأنَّ ٱلذى ينشره بيانًا وتبيانًا لكلِّ شىء هو نور ٱلسّمٰوٰت وٱلأرض.
بهذا ٱلفهم أرىۤ أنّ ما قاله ٱلسَّلف وما يختلف فيه ٱلخلف لا محلّ له فى ٱلبيان ٱلعربىّ. وما قاله ٱلسَّلف وٱلخلف هو لغو وتخريص وجهل بدليل كلمات بيان ٱللَّه. وما يجب ٱلعلم به أنَّ ٱلذين صنعوا ٱللُّغو فى لسان ٱلقرءان ٱلعربى وبه زعموا تفسيرًا وشرحًا هم من قوم ٱلرسول. وفى ٱلبلاغ بيان حال أكثرهم إلى قيام ٱلساعة:
"يسۤ(1) وَﭐلقرءَانِ ﭐلحَكِيمِ(2) إِنَّكَ لَمِنَ ﭐلمُرسَلِينَ(3) علىٰ صِرَٰطٍٍ مُّستَقِيمٍ(4) تَنزِيلَ ﭐلعَزِيزِ ﭐلرَّحِيمِ(5) لِتُنذِرَ قَومًا مَّآ أُنذِرَ ءَابَآؤُهُم فَهُم غَـٰفِلُونَ(6) لَقَد حََقَّ ﭐلقَولُ عَلَىٰۤ أَكثَرِهِم فَهُم لا يُؤمِنُونَ(7) إِنَّا جَعَلنَا فِىۤ أَعنَـٰقِهِم أَغلَـٰلا فَهِىَ إلى ﭐلأذقانِ فهم مُقمَحُونَ(8) وجعلنا مِن بَينِ أيدِيهِم سَدًّا ومِن خلفِهِم سَدًّا فأغشَينَـٰٰهم فَهُم لا يُبصِرُونَ(9) وَسَوَآء عَليهِم ءََأَنذَرتَهُم أَم لَم تُنذِرهُم لا يُؤمِنُونَ(10)" يسۤ.
لقد جآء فى ٱلبيان ٱلعربىّ أنّ كتاب ٱلحقِّ (ٱلكون) جعله ٱللّه قرءٰنًا عربيًّا. وهذا يبيّن لى ما يريده ٱللّغو بكلمة "ترجمة". فٱلفعل "جعل" يدل على فعل يحوِّل أمرًا أو شيئًا مِّن هيۤئةٍ إلىۤ أخرى. كتحويل قول من لسان ٱنكليزىّ إلى لسان فرنسى (ترجمة). ومأربُ ٱلجعلِ هو إدراك ما يدلُّ عليه ذٰلك ٱلأمر أو ٱلشىء فى ٱلطرف ٱلمحول إليه ٱلقول. ومثله ما يفعله علمآء ٱلفيزيآء وعلمآء ٱلبيولوجيا. فهم يجعلون (يترجمون) ٱلرموز codes ٱلمُعجمة فى ٱلشىء إلى رموزٍ مُّدركة تدل بلسانهم علىۤ أمرٍ يتعلق بتكوين هٰذا ٱلشىء وعلاقته مع ٱلأشيآء ٱلأخرى. ويجرى ذٰلك بجعل ٱلرموز ٱلمُعجمة كلمات مَّنطوقةً ومخطوطة بلسانٍ يبيِّن ٱلدليل. وهذا هو سبيلهم للعلم بسنّة تكوين ٱلخلق.
وما يدلنى عليه ٱلفعل "جعل" أنّه فعل يحوِّل (يترجم) ٱلأمر ٱلعجمى إلىۤ أمر عربىٍّ. فٱلَّذى جُعل قرءانًا عربيًّا هو عِلم مُّعجَم فى ٱلتكوين على ٱلبشر. وهو سنّة ٱلتكوين فى هيۤئة رموز فيزيآئية فى ٱلشىء ٱلميِّت. ورموز بيولوجية فى ٱلشىء ٱلحىِّ. وأنّ ٱلأمر ٱلعربىّ "ٱقرأ" يطلب قرءَ هذه ٱلرموز وبيانها. وهذا ما فعله ٱللَّه فى بيانه ٱلعربىّ "ٱلقرءان". وهو ما يطلبه فىۤ أمره "ٱقرأ بٱسم ربِّكَ ٱلَّذى خلقَ" من ٱلإنسان. ومَن يقرأ هو ٱلذى يسير فى ٱلأرض وينظر فى كيف بدأ ٱلخلق ويدرك رموز ٱلحقِّ ويعلم بها ويجعلها بيانًا بلسانه. وهو ٱلذى يستطيع عقل ما قرأه من ٱلحقِّ مع قرءان ٱللَّه.
بهذا ٱلمفهوم لاۤ أرىۤ أنّ محمّدًا كان يقرأ. كماۤ أرىۤ أنّ ٱلقول "ما أنا بقارئ" هو قول تخريص وزعم جاهلين. ومثله ما جآء من ظنٍّ فى ٱلجواب على ذلك ٱلتخريص وٱلزعم.



#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا هذه ٱلقمة يا ملوك قوم ٱلرسول؟
- فى فقه ٱلدليل بيان
- أوقفوا ٱلإسآءة للنّبى
- فصل ٱلدولة عن ٱلدِّين
- حجب أم كفر؟
- تعقيب على سؤال مَن هو ٱلمسلم؟
- مَن هو ٱلمسلم؟
- حقّ ٱلمرأة وحقّ ٱلمرء واحد فى كتاب ٱللّه
- هل يقبل ٱللّه بٱلتجنيد ٱلإلزامى فى ٱ ...
- ٱلإنآء ينضح بما فيه
- تطور يستحقّ ٱلاحترام
- ٱلديمقراطية ليست بضاعة مستوردة
- صور للستربتيز
- لماذا هذا ٱلهدر يا وزارة ٱلأوقاف ٱلإسلامية ...
- هل يجوز تصوّر وتمثيل حياة وبعثة ٱلرَّسول محمد؟
- ماذا فى بيان كهنوت ٱلمسلمين؟
- يا حملة ٱلروح فى ٱلأرض ٱنتبهوا
- ٱليهودى وٱلاسرٰءيلى وٱلمسلم
- ٱلمصرف ٱلصناعى ٱلسورى وٱلصناعة ¤ ...
- ٱلديمقراطية وٱلفيدرالية سبيل ٱلمؤمنين


المزيد.....




- وزير الخارجية الايراني يصل الى غامبيا للمشاركة في اجتماع منظ ...
- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...
- فوق السلطة – حاخام أميركي: لا يحتاج اليهود إلى وطن يهودي
- المسيح -يسوع- يسهر مع نجوى كرم وفرقة صوفية تستنجد بعلي جمعة ...
- عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي
- عصام العطار.. أحد أبرز قادة الحركة الإسلامية في سوريا
- “يابابا سناني واوا” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ال ...
- قائد الثورة الاسلامية: العمل القرآني من أكثر الأعمال الإسلام ...
- “ماما جابت بيبي” التردد الجديد لقناة طيور الجنة 2024 على الن ...
- شاهد.. يهود الحريديم يحرقون علم -إسرائيل- أمام مقر التجنيد ف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - مَن هو ٱلذى يقرأ؟