أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - بداية طيبة















المزيد.....



بداية طيبة


سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1532 - 2006 / 4 / 26 - 11:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يدور ٱلأن ٱلحوار مع ٱلشيخ موسى ٱبن سليمان وهو بداية طيبة. وأرجوۤ أن تتطور هذه ٱلبداية لتتحوّل إلى موقفٍ عامٍّ وسبيل إلى ٱلتفاهم مع مَن يمثّل ٱلإسلام ٱٰلأبآئىّ من دون عدآء فيحتلّ مكان ٱلموقف ٱلتكفيرىّ ٱلذى يصدر عن أولئك ٱلذين يظنون أنهم ٱلممثلون لدين ٱللّه.
وعلى ٱلرّغم من أننى لاۤ أدرىۤ إذا كان ٱلشيخ موسى يحاور ممثلا لهيئة من هيئات ٱلإسلام ٱلتقليدىّ أم أنّه يحاور ممثلا لنفسه. وأىًّ كان تمثيله فإننىۤ أرى فى ٱلحوار معه فتح للسبيل من أجل حوار مع هيئات كهنوت ٱلمسلمين لعلهم يوقفون تلك ٱلفتاوى ٱلتى تجعل من إنسان لم تكتمل مفاهيمه ومسئوليته قنبلة متفجّرة تقتل ٱلناس من دون حساب.
وأبدأ حوارى مع ٱلشيخ موسى منطلقًا مماۤ أثاره فى رسالته (يا عباد الله أحذروا الحداثة) ومما كتبته فى مقالى "تعليق على رسالة" ومما ورد فى مقال ٱلشيخ ٱلمنشور على موقع ٱلحوار ٱلمتمدن "الحداثيون يركضون خلف السراب - رد على الأستاذ سمير إبراهيم حسن". وكذلك من رسالته "توضيح" ومن ردِّى له ٱلجواب.
وأبدأ بتوجيه ٱلشكر لهيئة ٱلحوار ٱلمتمدن حيث نشرت للشيخ موسى مقاله وأنهت ٱلبحث فى ٱحتجاجه على ما ذكره عن حرمانه من ٱلنشر.
كماۤ أتوجّه إلى ٱلشيخ موسى بٱلشكر على ما خصّنى به من دعآء وأمنيات بٱلتوفيق وٱلإصلاح لأبنآئى وٱلسعة فى ٱلرزق. وهو بهذا ٱلدعآء جعل للحوار ألفة ولطافة ومحبة سأجهد نفسى على ٱحترامها وٱلمحافظة عليها.
وأرىۤ أنّ أول أمر فى هذا ٱلحوار هو ٱلاتفاق بين ٱلمتحاورين على بعض ٱلمفاهيم. ومنهاۤۤ أنّ ٱلرِّسالة تصدر عن مُرسِلٍ يطلب من رسولٍ تبليغها لمرسَلٍ إليه. وأنّ ٱلرسول يبلِّغ ٱلرسالة للمرسَل إليه كما يطلب منه ٱلمُرسِل من دون زيغ ولا طغوى. وأنّ تبليغ ٱلرسالة يكون بتسليم ٱلمُرسَل إليه رسالةً مَّخطوطة مِّن ٱلمُرسِل كما هو ٱلأمر مع كتاب موسى:
"وكتبنا لهُ فى ٱلألواح من كلِّ شىءٍٍ مَّوعِظَةً وتفصيلاً لِّكلِّ شىءٍ" 145 ٱلأعراف.
أو يكون تبليغ ٱلرِّسالة حديثًا بلسان ٱلرسول وصوته. أو يكون ٱلتبليغ خطًّا بيد ٱلرَّسول. على أن يكون ٱلتبليغ بٱلصوت وبٱلخطِّ بعلم ٱلمُرسِل وتحكّمه. أو يكون ٱلتبليغ حديثًا بصوت ٱلرّسول وخطًّا بيده معًا كما هو ٱلأمر مع رسالة ٱللَّه ٱلقرءان ورسوله محمّد. وبهذه ٱلحال يكون علم وتحكّم ٱلمُرسِل شديد ٱلحفظ. وهذا ما بيّنه كتاب ٱللَّه:
"إنَّ عَلَينَا جَمعَهُ وَقُرءَانَهُ(17) فَإِذا قَرَأنَٰهُ فٱتَّبِع قُرءَانَهُ(18) ثُمَّ إنَّ عَلَينَا بَيَٰنهُ(19)" ٱلقيٰمة.
وفيه أنّ ﭐلمُرسِل هو ﭐلّذى يجمع ويقرأ ويبيّن. أما ٱلجمع فٱلسبب أنّ ٱلتنزيل مفروق:
"وقال ﭐلّذين كفروا لولا نُزِّلَ عليه ﭐلقرءانُ جُملَةً وٰحدةً كذٰلك لنثبِّتَ بِهِ فؤادَكَ ورَتَّلنَٰهُ ترتيلاً" 32 ٱلفرقان.
وبيَّنَ سبَبَ ٱلتنزيل ٱلمفروق:
"وقُرءَانًا فَرَقنَـٰهُ لِتَقرَأَهُ عَلَى ٱلنّاسِ علىٰ مُكثٍ ونَزَّلنَٰهُ تَنزِيلاً" 106 ﭐلإسرآء.
قرءانه هو إخراج ما ثُبِّت به فؤاد ﭐلرّسول إلى قلبه ومنه إلى لسانه لينطق به وإلى يده ليخطّه بها وينسخ صورة طبق ٱلأصل عمَّا فى قلبه. وهذا يبيّن تحكُّمَ ٱلمُرسِل وحفظه ٱلشَّديد لرسالته. وقد وكّد ٱلمُرسِلُ حفظه لها بٱلقول:
"إنَّا نحنُ نَزَّلنا ٱلذِّكرَ وإنَّا لَهُ لحََٰفِظُونَ" 9 ٱلحجر.
وما وصل إلى قلبى من فهم للمسألة يبيِّن لىۤ أنَّ ٱللَّه أودع كتابه ٱلقرءان فى قلب ٱلرَّسول محمّد وثبّت به فؤاده فصار ٱلقرءان يحكم قول وعمل محمّد. وهو ما بيّنه ٱللّه فى بلاغه ٱلعربىّ:
"يَـٰبَنِىۤ ءَادَمَ قد أَنزَلنا عليكم لِبَاسًا يُوَٰرِى سَوءَٰتِِكُم" 26 ٱلأعراف.
فٱلّذىۤ أنزله هو ٱلقرءان. وهو منهاج وقاية يلبس ٱلسَّوءَة فيواريها ويمنع حدوثها. وٱلسَّوءة هى ٱلسّيئة ٱلّتى تحدث من دون إرادة ٱلفاعل لها ومن دون إدراكه بها قبل حدوثها. وهو ما يجعله يسارع فى ٱلاعتذار من بعد حدوثها ويطلب ٱلعفوَ.
هٰذا ٱلمنهاج يمنع حدوث ٱلسّوءة فكيف بٱلسَّيِِّئة ؟
ولقد حدَّث ٱلرّسول بـ "أحسن ٱلحديث كتٰبًا متشٰبهًا" وبلَّغ ماۤ أوحَى إليه من ربُّه.
أمَّا ما قاله محمد ٱلبشر فهو حديث بشرٍ. وهو لم يدَّعِ حديثًا يوازن به حديث ٱللَّه أو يفسره أو يشرح ما صعب وعجم فيه. وفى ٱلبلاغ تبرأة لَّه من لغو ٱلبشر:
"ولو تَقوَّلَ علينا بعضَ ٱلأقاويلِ(44) لأَخذنا منهُ بٱليَمِينِ(45) ثمَّ لَقَطعنا منهُ ٱلوتينَ(46)" ٱلحاقة.
أمَّا ما تناقله ٱلبشرُ فهو إن كان من قول محمدٍ فهو قول بشرٍ. وهو من حفظهم ٱلَّذى يلعب فيه ٱلدِّكر وٱلهوى وٱلنسيان. وفيه ٱلكثير من وضعهم. وهم يزعمون به سنَّة خاصَّة بٱلرَّسول تقابل وتوازن حديث ٱللّه وسنَّته ٱلجارية فى ٱلتكوين. وفاعل زعمهم هو ٱلشرك بٱللَّه ٱلَّذى يولِّده ٱلجهل بمفهوم ٱلسّنَّة.
فجمع ﭐلقرءان وقرءانه (إخراجه من مكان حفظه فى ٱلفؤاد) قام بهما ﭐلمُرسِل. وأنَّ ﭐلأمر "فٱتّبع قرءانه" يشير إلى ﭐلنّسخة ﭐلّتىۤ أخرجها ٱلمُرسِلُ من قلب محمّد نطقًًًًا بصوته ولسانه وخطّا بيده.
أمّا مسألة ﭐلبيان لما فى ﭐلنّسخة. فإنّ كلمة "ثمّ" تدلّ على وقت يتأخّر كثيرًا عن قرءانه. ويحدث ذٰلك من بعد أن يبدأ ﭐلسّير فى ﭐلأرض وﭐلنّظر فى كيف بدأ ﭐلخلق وبه يأتى ﭐلبيان. ثم يأتى ﭐلعقلُ لما يخرج به ﭐلنّظرُ مع بيان ﭐلقرءان. فيحدث تبادل ﭐلتّصديق بين ٱلبيانين. وفى ﭐلبلاغ بيان ذٰلك:
"وﭐللّهُ خَلَقَكُم وما تَعمَلُونَ" 96 ﭐلصّافات.
ﭐللّه هو ﭐلّذى يبيّن ﭐلقرءان. وفعل ذٰلك فىۤ أعمالنا ﭐلّتى خلقها وسوَّـٰها فىۤ أنفسنا. فما فعله ونعمله من نظر وبحث وعلم يجعلنا نواصل ٱلبيان من دون توقّفٍ عند بيانٍ محدَّدٍ. وهذا ما يدلّ عليه ٱلقول "أحسن ٱلحديث كتٰبًا متشٰبهًا". فهو حديث يتجدّد بيانه ويزهر بمواصلة ٱلنظر وٱلعلم فى كيف بدأ ٱلخلق ومواصلة ٱلعقل معه حتّى يتبيّن أنّه ٱلحقُّ من رَّبِّنا.
ٱلقول "أحسن ٱلحديث كتٰبًا متشٰبهًا" هو عن ٱلقرءان. وهو حديث ٱلرّسول ٱلذى حدّث به بلسانه وصوته وخطّه بيده. وهذا ٱلحديث بهيئته ٱلمخطوطة بيد ٱلرّسول ثابت. أمّا بيانه فيتجدّد ويتزيّن مع تجدّد ٱستطاعة ٱلإدراك وٱلفهم وٱلفقه بعون وسآئل ٱلعلم ٱلمتجدّد نظرًا فى كيف بدأ ٱلخلق. فٱلحديث ٱلثابت فى ٱلخطّ وٱلمتحرّك فى ٱلبيان من دون توقّف هو "أحسن ٱلحديث كتٰبًا متشٰبهًا". أمّا ما يقوله عالم من ٱلسَّلف أو عالم من ٱلأحيآء فهو حديث ثابت فى ٱلخطّ وثابت فى ٱلبيان. ولا تكون له حركة فى ٱلبيان إلا لفترة لا تطول حتّى يأتى حديث جديد يتجاوزه فى بيانه أو يدحضه. وهو ما يحدث ٱليوم مع ٱلنظرية ٱلنسبيّة ٱلعامّة ومع ٱلميكانيك ٱلكمومىّ. حيث بآءت بٱلفشل جميع محاولات علمآء ٱلفيزيآء "لدمج ٱلثقالة gravity التي تعزوها النسبية العامة إلى الانحناء curature الزمكان, ضمن الإطار الكمومي". (مجلة ٱلعلوم ٱلأمريكية- ٱلمجلد 22/ ٱلعددان ½ - 2006 مقال "مقابل ضوئي للثقوب السوداء").
كذلك كانت حركة ٱلبيان ٱلعلمىّ فى فيزيآء ٱلتكوين بين حديث "نيوتن" ٱلمتعلق بٱلميكانيك ٱلسّماوىّ وحديث "أنشتاين" عن ٱلنسبيّة ومن بعده "هوكنـﮕ" فى حديثه عن ٱلفوتون ٱلذى يتسلّق عند "أفق الحدث للثقب الأسود". فحديث "نيوتن" ثابت لا تجدّد فيه. أمّا أعمال ٱلنظر وٱلعلم فتجدّد وقد وصل بها نظر "هوكنـﮕ" إلى "أفق الحدث للثقب الأسود".
هذا ٱلتجدّد يبيّن حركة ٱلبيان لـ "أحسن ٱلحديث كتٰبًا متشٰبهًا" بين جميع ٱلأحاديث إلى قيام ٱلساعة. فخطّه ٱلثابت يتجدّد بيانه بحديث علمآء ٱلنظر ٱلمتجدّد.
وأقول ٱلأن أنّ حديث ٱلرّسول أو خطّه للرسالة هو "أحسن ٱلحديث كتٰبًا متشٰبهًا" ٱلثابت ٱلخطّ وٱلمتجدّد ٱلبيان. أمّا حديث ٱلنّبىّ فهو ماۤ أدركه ٱلنّبىّ كبشر وحديثه ثابت لا يتجدّد بيانه.
بهذا ٱلفهم يتبيّن لىۤ أنّ ٱلإتباع ٱلحقّ يكون للحديث ٱلثابت ٱلخطّ وٱلمتجدّد ٱلبيان وهو "أحسن ٱلحديث كتٰبًا متشٰبهًا". وهو حديث ٱلرّسول وليس حديث ٱلنّبىّ. وهو بتكليفه تبليغ ٱلرسالة يكون له ٱسم "رسول". كماۤ أفهم أنّ حديث ٱلرّسول هو أحسن حديثٍ يبلِّغ رسالة ٱلمُرسِل للمُرسَل إليه. وأقول أنّ ٱتباع ٱلرّسول يكون بتصديق ما جآء به من رسالة لا فيما يقوله ويسطره أخرون عن شخص ٱلرّسول وعن قوله ٱلشخصىّ سوآء ءكان قوله عن ٱلرِّسالة أم عن أمر أخر.
أما ما قاله ٱلشيخ موسى من أنّ "إتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على معرفة سنته عن طريق كتب الحديث التي دونت سنته". فهو قول يظهر منه أنّ صاحبه يتبع حديث بشر ثابت فى خطّه وبيانه. وهذا يجعل من ٱلرِّسالة فى موضع ٱبهام وريب ودحض. وما قاله ٱلشيخ يقوم على رأيه "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فسر آيات كثيرة من القرآن ولا يستطيع أي شخص الوصول إلى تفسير الرسول إلا بالرجوع إلى السنة ومن ذلك على سبيل المثال كتاب التفسير من صحيح البخاري".
ٱلشيخ موسى يعلم بما فى ٱلرِّسالة من وصف لها هذا بيان وتبيان لكلِّ شىء. فما هو ٱلبيان ٱلذى يلزمه تفسير من دون نظر وعلم وٱلذى لا يستطيع ٱلمرسَل إليه فهمه من دون هذا ٱلتفسير؟
ويوكّد ٱلشيخ هذا ٱلرأى بقوله عن بلاغٍ مِّن ٱلرسالة:
"لَقَد كَانَ لَكُم فِى رَسُولِ ٱللَّهِ أُسوَة حَسَنَة لِّمَن كَانَ يَرجُو ٱللَّهَ وَٱليَومَ ٱلأخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرًا" 63 ٱلنُّور.
فيقول "والتأسي به يكون بمعرفة سنته عن طريق كتب الحديث".
وأبيّن للشيخ ماۤ أفهمه أنا من دليل كلمة "ٱلتأسى". فهو عندى من دليل ٱلفعل "يئس". وأمّا دليل كلمة "أسوة" فهو من دليل ٱلفعل "سوى يستوى". وهذاۤ أرى فيه من تأثير لغو ٱللّغة ٱلفصحى وتحريفها ٱلتى ما زال أتباعها يظنون أنها لسان ٱلقرءان ٱلعربىّ.
لقد بيّن مُرسِلُ ٱلقرءان للمرسَل إليه وهو ٱلناس جميعًا. أنّ ٱلرّسول عليه ٱلبلاغ لا ٱلتفسير ولا ٱلشرح كما يظن ٱلشيخ. وهو بقوله هذا جعل ما زعم به ٱلبخارى جدارًا يقطع سبيل ٱلبصر وٱلنظر وٱلعلم ويقف فى وجه كلِّ مَن يريد ٱتباع حديث ٱلرّسول ويحمل معه إلى ربِّه مسئوليته فى ٱلبيان وٱلحديث ٱلحسن:
"ولا تقفُ ما ليس لك به علم إنّ ٱلسّمع وٱلبصر وٱلفؤاد كل أولـٰۤئك كان عنه مسئولاً" 36 ٱلإسرآء.
لقد جعل ٱلرسالة تخضع بقوله لما زعم به ٱلبخارى وغيره من أحاديثٍ لِّلرَّسول. وهو ما يظهر من قوله "لا يستطيع أي شخص أن يتعبد لله ويقيم الصلاة إلا بالرجوع إلى السنة فالقرآن لم يذكر عدد ركعات الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، وتبيين كيفيتها موجود في السنة كذلك أنصبة الزكاة لم تُبين في القرآن كذلك بعض أحكام الصيام ومناسك الحج غير موجود في القرآن".
ويُفهم من هذا ٱلقول أنّ ٱلقرءان لولا ٱلبخارى لبقىَ من دون أن يفهم إنسان بلاغه ٱلعربىّ إلى يومنا هذا. ولكانت رسالة ٱللّه قد ضاعت وما كان لإرسالها من نفع.
وفى رسالته "توضيح" يقول لى ٱلشيخ موسى "أما قولكم أنكم تعتمدون على القرآن ولا تلتفتون لغيره من كُتب الحديث والتفسير فهذا خرق لإجماع المسلمين وإنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة. فالمسلمين لديهم أصول متفقين على العمل بها، بدون خلاف بينهم فيها وهي ثلاثة أمور:
1/ العمل بالقرآن الكريم.
2/ العمل بالسنة (الحديث).
3/ العمل بالإجماع".
ولاۤ أستطيع أن أفهم من قوله هذاۤ إلا أنّه يُشرك كتب حديث ٱلبشر وكتب تفسيرهم مع أحسن ٱلحديث. وأنَّ أصول ٱلدين ما هىۤ إلا ٱتفاق من دون خلاف على هذه ٱلأصول.
ولى رأى معروض فىۤ أعمالى يتعلق بماۤ أفهمه من كلمة "صلوٰة" وكلمة "زكوٰة" وكلمة "ركع" وكلمة "سجد" وغيرها من كلام لسان ٱلقرءان ٱلعربىّ. وأرى لغو وتحريف لِّلكَلَمِ عن مواضعه فيما قاله ٱلبخارى فيها مفسِّرًا. وماۤ أرـٰه هو مسئوليتى ٱلتى لن أتركها لغيرى ليحددها لى سوآء ءَكان من ٱلموتى كٱلبخارى أو من ٱلأحيآء. وبفهمى ٱلمسئول أمام ربِّى وحده أقيم ٱلصّلوٰة وءاتِى ٱلزّكوٰة وأركع مع ٱلراكعين. فإن كان ٱلأمر كما يقول ٱلشيخ موسى "لا يستطيع أي شخص أن يتعبد لله ويقيم الصلاة إلا بالرجوع إلى السنة" فلن يكون ٱلخطأ منّى بل هو من ٱلمُرسِل ٱلذى ترك رسالته أعجميّة وترك للبخارى ٱلفرصة لأنّ يتألَّه أمام ٱلذين لا يستطيعون ٱلتعبد للّه.
لقد ذكر ٱلشيخ موسى عن كتب ٱلتفسير فى رسالته "توضيح" ما يستحقّ بيانه هنا. فقد قال عنها: "هذه التفاسير التي تكون بالرأي منها ما هو محمود ومنها ما هو مذموم أم المحمود فهو ما كان موافق لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والأئمة الأربعة في العقيدة خاصة مثل تفسير السعدي والشنقيطي ومنها ما هو مذموم مثل تفاسير أهل البدع مثل "الكشاف" للزمخشري و"مفتاح الغيب" للرازي فهذه التفاسير وقع فيها من البدع والمخالفات الشيء الكثير حتى قال بعض العلماء عن تفسير الرازي: "لقد ذكر فيه كل شيء إلا التفسير".
وأسأل ٱلشيخ موسى ما هى حاجتنا لهذه ٱلتفاسير وبين أيدينا كتاب ٱللَّه ٱلموصوف بٱلبيان وٱلتبيان لكلِّ شىء وفيه ٱلبيان "وﭐللّهُ خَلَقَكُم وما تَعمَلُونَ"؟
لقد كان للشيخ ردّ علىّ بقوله "ما تستشهد به بأن القرآن بيان لكل شيء هذا حق ولكن يُقصد به أصول الأشياء ولا ليس التفاصيل ولو كان المقصود كل شيء على سبيل التفصيل لذكر القرآن مثلاً المعاملات البنكية وأنظمة المرور وسلم الرواتب للموظفين و... الخ ولذا بين القرآن أن هُناك ربا في التجارة وأنه محرم ولم يفصل كثيراً بل التفصيل جاء في السنة (الحديث) والحديث أيضاً لم يفصل كثيراً فاحتيج إلى القياس على الكتاب والسنة فلو كان المقصود كل شيء لكان حجم القرآن أكبر من حجمه الموجود الآن بكثير جداً".
وأسأل ٱلشيخ موسى أن يفكّر فيما قاله فى ردّه هذا. ويعمل علىۤ إزالة ما ورد فيه من ريب وظن فى كتاب ٱللّه.
ثمّ أعيد قولى للشيخ موسىۤ أنّ كتاب ٱللَّه "ٱلقرءان" هو ٱلسبيل ٱلذىۤ أسير عليه فى مسألة ٱلإيمان:
"ولا تقفُ ما ليس لك به علم إنّ ٱلسّمع وٱلبصر وٱلفؤاد كل أولـٰۤئك كان عنه مسئولاً" 36 ٱلإسرآء.
أمّا ٱلسنّة ٱلتى وضعها ٱلبخارى فهى حديثه ٱلثابت بموت صاحبه ٱلذى لم يطلب مثل هذا ٱلطلب. بل جآء فى حديثه ما يشدّ ٱليوم ٱلشيخ موسى إليه ويجعله يقول (وأما عن أهل البدع كالنصيرية وغيرهم فالرسول صلى الله عليه وسلم أخبر "أن أمته تفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة").
وبهذا ٱلحديث ٱلذى ينسف ٱلبلاغ 36 ٱلإسرآء صار من ٱتبعه وأخذ لنفسه منه ٱسم ٱلجماعة وٱتبعها فيما قالت وفعلت هو ٱلذى يخلص من ٱلنار فلا مسئولية لسمعه ولا لبصره ولا لفؤاده.
ويتابع ٱلشيخ موسى بتوريد شواهده من هذه ٱلسنّة ٱلزعومة "هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي". إلاۤ أنّ هذه ٱلسّنّة لم تبيّن لنا ولا لمتابعها ٱلشيخ موسى كيف نعلم بما كان عليه ٱلنّبىّ وأصحابه فى ذلك ٱليوم؟
وفيما يلى ما توصل إليه ٱلشيخ موسى وهو يحاور فى مقاله ٱلأول "ونحن ننبه الأستاذ سمير بأن حملته الشعواء على الإسلام والمسلمين هي عين الطائفية والحزبية وبغض الآخر ويذكرنا بالمثل العربي القديم القائل: "رمتني بدائها وانسلت"!").
ويتابع "نحن في الحقيقة نستغرب من استنتاجات الأستاذ بأن الحداثيون والعلمانيون أقرب إلى الله وهم يسخرون بدينه وشرعه وينكرون ما هو معلوم من الدين بالضرورة ولا يقومون بشيء من أركان الإسلام، وهذا في الحقيقة قُدرة عجيبة لدى الأستاذ على قلب الحقائق وإخراج اللص بثوب الشريف والشريف بثوب اللص وهذا مصداقية لقول الرسول صلى الله عليه وسلم حينما وصف الناس في أخر الزمن بقول: "سيأتي على الناس سنوات خداعة، يصدّق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة" [حديث صحيح رواه الأمام أحمد وغيره].
ويتابع ٱلشيخ قوله إلىۤ أن يوصل إلى ٱلمرتدّ وحكم ٱلإسلام ٱلتقليدىّ فيه "أما من انتسب للإسلام ثم أرتد فنصوص الوحي تأمر بقتل المرتد كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من بدل دينه فاقتلوه).
ما أورده ٱلشيخ من حديث ٱلبشر ٱلثابت (من بدل دينه فاقتلوه) وما قاله عن "نصوص الوحي" ٱلتى تأمر بقتل ٱلمرتدّ يضطرَّنى لتوريد سنّة ٱللّه فى ٱلمسألة وعقل ما ورد فيها مع ذلك ٱلحديث وذلك ٱلقول:
"ومن يرتَدِد منكم عن دينه فَيَمُت وهو كَافِر فأولٰۤۤئِكَ حَبِطَت أعمَالُهُم فِى ٱلدُّنيا وٱلأخِرةِ وأولٰۤئكَ أصحٰبُ ٱلنَّارِ هم فيها خٰلدُون" 217 ٱلبقرة.
"يَٰۤأيُّها الَّذين ءَامنوا من يرتدَّ مِنكُم عن دينِهِ فَسوفَ يأتى ٱللَّه بقومٍ يُحِبُّهُم ويُحِبُّونَهُ أَذلَّةٍ على ٱلمؤمنين أَعِزَّةٍ على ٱلكَٰفرين يُجاهدونَ فى سَبيلِ ٱللَّه ولا يَخَافُونَ لَومَةَ لآئِمٍ ذَٰلكَ فَضلُ ٱللَّه يؤتيهِ من يشآء وٱللَّهُ واسع عليم" 54 ٱلمائدة.
"إنَّ ٱلّذين ٱرتَدُّوا على أَدبٰرِهِم مِن بَعدِ ما تَبيَّنَ لهم ٱلهُدَى ٱلشَّيطٰنُ سَوَّلَ لَهُم وأملَى لَهُم" 25 محمد.
فهل نتبع سنّة ٱللّه ٱلتى لا تطلب قتلا لمن يرتدّ عن دينه؟ أم نتبع تلك ٱلسنّة ٱلتى تطلب قتله وتلغى سنّة ٱللّه؟
لقد جآء فى قول ٱلشيخ موسى أن "الدين الإسلامي يجب أن تجمع فيه النصوص ولا يعمل بنصوص وتترك نصوص أخرى". وهو يرىۤ أنّ ٱلدين هو "نصوص" تتقدمها أقوال يزعم واضعوهاۤ أنها سنّة للنّبى. وهذا يبين أنّ ٱلشيخ يدافع عما هو منتشر من دين ٱلطاغوت ٱلذى يقتل مَن يخالفه بزعم ٱلارتداد عن ٱلدين.
أمّا قول ٱلشيخ موسى أنّ "حاصل كلام الأستاذ نبذ الكتاب والسنة الذي يستشهد بأنها معه وليست ضده!". فأنا لم يكن فى جميع أعمالى شاهد من تلك ٱلسنّة إلى جانب ماۤ أقول. أمّا كتاب ٱللّه فمنه شاهدى على دحض ما يُزعم به من سنّة للنّبى. وأسأل ٱلشيخ موسى هل دين ٱللَّه وكتابه يتبعان ما تسميه ٱلدين ٱلإسلامى؟ وهل تريد ٱلقول أن دين ٱللّه هو دين ٱلجماعة؟ وأسألك أن تقول لى ماذاۤ أفعل إذا كان دين ٱلجماعة هذا ينقض كتاب ٱللَّه؟
لقد جآء فى كتاب ٱللّه ٱلأمر ٱلعربىّ لرسوله:
"يَٰۤأَيُّها ٱلرَّسُولُ بَلِّغ مَآ أُنزِلَ إليكَ مِن رَّبَّكَ وإن لَّم تَفعَل فَمَا بَلَّغتَ رِسالتَهُ وٱللَّهُ يَعصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ إنَّ ٱللَّهَ لا يَهدِى ٱلقومَ ٱلكَٰفِرِينَ" 67 ٱلمآئدة.
هذا ٱلأمر يبيّن مسألة واحدة هى "بَلِّغ مَآ أُنزِلَ إليكَ مِن رَّبَّكَ". وبين أيدينا كتاب ٱللّه يبيّن أنّ رسوله بلّغ. وفيما بلّغه ما يلى:
"ولا تقفُ ما ليس لك به علم إنّ ٱلسّمع وٱلبصر وٱلفؤاد كل أولـٰۤئك كان عنه مسئولاً" 36 ٱلإسرآء.
"وإن تطع أكثر من فى ٱلأرض يضلّوك عن سبيل ٱللَّه إن يتبعون إلاّ ٱلظنَّ وإن هم إلاّ يخرصون"116 ٱلأنعام.
"كلُّ نفسٍ بِما كَسَبَت رهينة" 38 ٱلمدَّثر.
وهذا ماۤ أحاول أن أتبعه فىۤ أعمالى ٱلفكرية. فإن وجد ٱلشيخ موسى فىۤ أعمالى ما يخالف ما يظنه من دين إسلامى فهذا لن أدفعه عن نفسى لأننى لاۤ أتبعه سندا لأمر ٱللَّه ٱلمبين فى بلاغه 36 ٱلإسرآء ولأنّ نفسى رهينة بماۤ أفعله كما يبين بلاغ ٱللَّه 38 ٱلمدّثر.
كمآ أذكّر ٱلشيخ موسى بأننىۤ أتمسك بكتاب ٱللَّه وحده ولاۤ أقبل بشاهد عن ٱلدين من خارجه. كما لاۤ أقبل بخط غير خطه.
أماۤ أن يكون فهمى خاطئ فهذا لاۤ أدفعه عن نفسى لأن ماۤ أقوله فى كتاب ٱللّه هو ما تشابه لى فهمه وقد أحنف عنه عندما يتبين لى فهم جديد. أماۤ أن أتبع ما قاله غيرى من ٱلناس فى كتاب ٱللَّه فهذا منهىّ عنه فى ٱلبلاغ 36 ٱلإسرآء وعليه يستند فهمى فلاۤ أتبع أحدًا وأحمل معىۤ إلى ربِّى مسئوليتى ٱلشخصية ٱلتى سيحاسبنى سندًا إليها.
وماۤ أقوله فىۤ أعمالى هو مسئوليتى ٱلتىۤ أعرضها على ٱلناس لتكون من مسآئل حواراتهم كما يحدث ٱلأن مع ٱلشيخ موسى. وعندماۤ أستشعر خطأ فى مفهوم وأناۤ أحاوره أعمل جهدى للحنف عنه ٱتباعًا لملَّة إبراهيم أبو ٱلمسلمين. فٱلبشر يعجمون فى ٱلحق كما يبيّن كتاب ٱللَّه:
"ولقد نعلم أنهم يقولون إنّما يعلمه بشر لسان ٱلذى يُلحدون إليه أعجمىّ وهذا لسان عربىّ مبين" 103 ٱلنحل.
وفهمى لهذا ٱلبلاغ يقول لىۤ أنّ لسان ٱلذى يلحدون إليه أعجمىّ لأنه لسان بشر. أمَّا لسان ٱلوحى فهو عربىّ مُّبين. أى ظاهر ٱلدليل فصيحه لا لبس ولا عجمة ولا صعوبة ولا عسر ولا جهل فيه. أمَّا لسان ٱلبشر فإن عجمته يأتى بها جهل ٱلبشر فى ٱلحقِّ جميعه. وماۤ أعلمه أنّ ٱلفكر ٱلبشرى له خاصتان جدليتان. ٱلأولى موافقته مع ٱلحقِّ بسبب علم نسبىّ له فيه. وٱلثانية ظن وتخريص (تخريف) بسبب نقص للعلم. وإنّ ٱلِّسان ٱلذى يوافق قولُ بلاغِهِ ٱلحقَّ جميعه هو ٱلِّسان ٱلذىۤ أرسله ٱللَّه ووصل إلينا وحيًا إلى رسوله ٱلذى بلّغه لنا بصوته حديثًا وبخطِّه مسجّلا فى صحف منشورة (ٱلقرءان) كما نزل على قلبه.
وماۤ أفهمه أنّ ٱلرَّسول لا يخالف ماۤ أوحِىَ إليه. وفى ٱلوحى ما يبيّن منع ٱلتدخل بين ٱلمرسِل وٱلمرسَل إليه:
"وما على ٱلرَّسول إلاّ ٱلبلاغ ٱلمبين" 54 ٱلنور.
"فإنّما على رسولنا ٱلبلاغ ٱلمبين" 12 ٱلتغابن.
"إنك لا تهدى من أحببت ولكنّ ٱللَّه يهدى من يشآء" 56 ٱلقصص.
"فماۤ أرسلنٰك عليهم حفيظاً" 80 ٱلنسآء.
"إنّماۤ أنت نذير وٱللَّه على كل شىء وكيل" 12 هود.
"ٱللَّه حفيظ عليهم وماۤ أنت عليهم بوكيل" 6 ٱلشورى.
"إن تحرص على هدـٰهم فإن ٱللَّه لا يهدى من يضِلُّ وما لهم من نٰصرين" 37 ٱلنحل.
"وماۤ أنت بهٰدى ٱلعمى عن ضلٰلٰتهم" 81 ٱلنمل.
"لا تُكلّفُ إلاّ نفسَك وحرِّض ٱلمؤمنين" 84 ٱلنسآء.
هذه ٱلبلاغات تبين لىۤ أنّه لم يُترك للرسول ولا لغيره من ٱلناس حقّ ٱلادعآء بٱلتفويض أو ٱلوكالة أو ٱلحفظ على ٱلناس أو ٱلهداية لهم فى مسئوليتهم عن فهم دين ٱللَّه. وأنّ ٱلمرسل إليه (وهو ٱلناس جميهم فردا فردا) لكلٍّ منهم أن يتخذ من ٱلرسالة ٱلموقف ٱلذى يريده. وسيكون فهم كلٍّ مِّنهم للرسالة على مسئوليته وحده كما يبيّن بلاغ ٱللَّه ٱلعربىّ:
"ولقد جئتمونا فرادى كما خلقنٰكم أوّل مرةٍ وتركتم ما خوّلنٰكم ورآء ظهوركم وما نرى معكم شفعآءكم ٱلذين زعمتم أنهم فيكم شركـٰۤؤُا لقد تقطّع بينكم وضلّ عنكم ما كنتم تزعمون" 94 ٱلأنعام.
"وكلّهم ءَاتيه يوم ٱلقيٰمة فردًا" 95 مريم.
ٱلمسئولية فردية لا جماعة فيها. فٱللَّه يخلقناۤ أفرادًا ويحاسبناۤ أفرادًا.
أما موقفى من ٱللّغة ٱلفصحى فأرىۤ أنها عمل بشر يعجم فى ٱلحقِّ. وأنّ ٱلذى لا يعجم فىۤ أمر هو ٱللَّه لاۤ أنا ولا ٱلسّلف. وعملى هو مثل عملهم (عمل بشر). إلاۤ أننى لاۤ أتبع فهمهم لأنّ ذلك يجعلنىۤ أقتدى بأمّة قد خلت. وقد نهانى كتاب ٱللَّه عن فعل ذلك. فأناۤ أتبع لسان ٱلقرءان ٱلعربىّ ولى مسئوليتى ٱلشخصية فى ٱلنظر وٱلفهم وٱلفقه وٱلعلم. وسيجد ٱلشيخ موسى فى جميع أعمالى عرض للمسألة ٱلِّسانيّة. وهى جميعها منشورة على موقعى ٱلفرعى لدىۤ أصدقآء ٱلديمقراطية ولدى ٱلحوار ٱلمتمدن.
أمّا عن فهم ٱلقرءان (من دون ٱلنظر فيما قاله ٱلناس من زعم حديث للنّبىّ يشرح ويفسر) فقد سألت نفسى من بعد تلاوة ٱلبلاغ:
"لِكلِّ نَبَأٍ مُستَقَرّ وسوفَ تَعلَمُونَ" 67 ٱلأنعام.
"ونزّلنا عليكَ ﭐلكِتَٰبَ تِبيََٰنًا لكلِّ شَىءٍ وهدًى ورحمةً وبشرى للمسلمين" 89 ٱلنّحل.
"هٰذا بيان لِّلنَّاسِ" 128 ءال عمران.
وقد وجدت فيما يقول عنه ٱللَّه هذا بيان وتبيان لكلِّ شىء أنّه لا يحتاج لشرح ولا لتفسير. إذ ما هى حاجتنا للشرح وٱلتفسير بعد ٱلبيان وٱلتبيان لكلِّ شىء من دون ٱستثنآء. وما رأيته أنّه يحتاج لفرد ينظر ويعلم ويحدّث بحديث مجدّد ومسئول.
وأقول للشيخ موسى أنّ ٱلعلم بين يدىّ أكبر مما كان بين أيدى ٱلسّلف جميعهم. وأنّ ٱلسير فى ٱلأرض وٱلنظر فى كيف بدأ ٱلخلق لم يعلُ بيانُه إلا مع تطور علوم ٱلفيزيآء وٱلبيولوجيا. وقد حدث ذلك بعيدا عن تلك ٱلجماعة ٱلتى زعمت حديثًا للنّبىّ. ولم يكن للنّبإ فى ٱلقرءان أن يستقرّ بعضه فى زمانهم فيكون لهم فى ٱستقرار هذا ٱلبعض علم. وقد علمت أنّ أنبآء ٱلقرءان تستقرّ على فترات متلاحقة من تطور علم ٱلإنسان. وأنّه لا يمكن لإنسان مهما تقدم فى كسب ٱلعلم أن يزعم أنّ جميع أنبآء ٱلقرءان قد ٱستقرت لديه. أماۤ أن يؤمن ٱلشيخ موسى بماۤ أتى ٱلسلف من كلام بزعم أنّه للرّسول وأن يجيب بإيمانه هذا. فأناۤ أقول له مذكّرًا أنّ هؤلآء بشر ثبتت أحاديثهم عند بيانٍ محدّد. وما فىۤ أقوالهم أعجمىّ كما بيّن لنا كتاب ٱللَّه. فهل يتبعهم ٱلشيخ موسى فىۤ علمهم ٱلبشرىّ ٱلنسبىّ وٱلأعجمىّ ويترك مسئوليته ٱلشخصية فى فهم كتاب ٱللَّه ٱلبيان وٱلتبيان لكلِّ شىء؟ وهل ينسى ٱلقول ٱلعربىّ "كلّ نفسٍ بما كسبت رهينة"؟
لقد شددت على يد ٱلشيخ فى حميّته للدفاع عمّا يؤمن به حتى ٱلأن. كماۤ شكرته علىۤ أسلوبه ٱلذى يسلك سبيل ٱلحوار ولا يهدد بقتل. وقد جآء شكرى له على ٱلرّغم من أنّه جعلنى منافقًا وتافهًا وناقلا لكفر. ولن أتوقف عند تلك ٱلكلمات ٱلتى جآءت بفعل ٱلانفعال. وأرجوۤ أن يستمرّ ٱلحوار ويكون سبيلناۤ إلى فهم كتاب ٱللّه ٱلّذى بيّن لنا مسئوليتنا ٱلفردية فيما نؤمن به.
لقد قلت للشيخ موسى فى رسالة جوابية أننى لاۤ أرى فى كتاب ٱللّه "ٱلقرءان" أنّه من ٱلماضى ٱلميِّت كمآ أرى فى كتب ٱلناس ومنها كتب ٱلحديث وكتب ٱلتفسير. فٱلقرءان كتاب من حىّ قيوم. أما ٱلناس فهم وكتبهم أموات. وعندماۤ أستند إلى قول ٱلحىّ ٱلقيوم لاۤ أكون متناقضا مع نفسى ولاۤ أكون ملتفتا إلى ماضٍ ميِّت. أمّا عندما أستند إلى ما قاله ٱلسّلف فيكون ماۤ أفعله ٱلتفاتًا إلى موتى. وهذا ما لاۤ أفعله فىۤ أعمالى وهو مآ أحرّض فىۤ أعمالىۤ عليه.
كما قلت له أنّ موقفى من كتاب ٱللّه جآء من بعد ٱلنظر فى ٱلقول هذا بيان وتبيان لكلِّ شىء. وقد أخضعت هذا ٱلقول للاختبار مع ماۤ أملكه من علم كما يوجّه كتاب ٱللّه:
"ولا تَقفُ ما ليس لَكَ بهِ عِلم إنَّ ﭐلسَّمعَ وﭐلبَصَرَ َوﭐلفُؤَادَ كلُّ أُولَـٰۤئك كان عنه مَسئُولاً" 36 ﭐلإسرآء.
وقد توصلت بماۤ أملكه من سمع وبصر وفؤاد وعلم إلى موقف ٱلتصديق به. ولىۤ أعمال فى عدد من ٱلكتب وفى عدد من ٱلمقالات أبين فيها موقفى من كتاب ٱللّه.
وكان للشيخ موسى حكمه علىّ كواحد من ٱلشعرآء ٱلذين يعرفون بٱلحداثيين. وأناۤ أرى فى ٱلشعر وٱلشعرآء ما قاله ٱللّه فيهما. فيقول "لأن الأستاذ يأمر بنبذ الدين المتمثل بالقرآن والسنة وإجماع الأمة ويصفه بالميت ثم يستشهد على صحة كلامه من القرآن الذي هو ميت بزعمه!!).
وأسأل ٱلشيخ موسى أين وجد لى ذلك ٱلقول بٱلموت عن ٱلقرءان؟ نعم أقول بٱلموت عن ٱلسنّة ٱلمزعومة للنّبى وعن إجماع ٱلأمّة لأنّها عمل بشر ميِّت. أمّا ٱلقرءان فهو كتاب حىّ ومرسله هو ٱلحىّ ٱلقيّوم.
ولا يتوقف ٱلشيخ عن متابعة قوله شارحًا للدين متابعًا فى شرحه لما ٱستقرّ من تعليم لا يقبل للفكر وٱلنظر وٱلفقه بٱلحركة عمّا ٱستقرّ عليه ٱلسّلف من فكر ونظر وفقه. فيقول: (بلا شك أن من يطالع كلام الأستاذ يعلم أنهُ ليس له دراية بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد بل إن بعض اليهود والنصارى يعلمون عن الإسلام أكثر منه فنحن نسأله ألم تطالع التاريخ للمسلمين).
وهو بسؤاله يظهر لى ظنّه أنّ ما يسمّى تاريخ ٱلمسلمين بعجره وبجره هو تاريخ للدين. فهل ذلك ٱلتاريخ (تاريخ سلاطين ٱلمسلمين وكفرهم بكتاب ٱللّه بما زعموا من أحاديث موتى ثابتة ٱلبيان توقف وتنقض أحسن ٱلحديث) ما يبيّن دين ٱلحقِّ؟
ويقول لى ٱلشيخ أن "ما في دين المسلمين من آيات وأحاديث تخالف دعواك". وهو لم يخطئ فى ٱلحكم لأننىۤ أدعوۤا إلى دين ٱلحقِّ ٱلمتجدّد بيانه. وأحرّض على ترك ٱلأحاديث ٱلثابتة ٱلبيان ٱلتى تدعوۤا إلى دين ٱلطاغوت وٱلباطل.
ويسألنى ٱلشيخ موسى وهو يستشهد بحديث للطاغوت "وماذا تقول في رسائل الرسول صلى الله عليه وسلم التي يهدد بها الملوك إذا لم يستجيبوا للإسلام مثل تهديده لهرقل النصراني كما جاء في صحيح البخاري (أما بعد فأسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين..).
ويتابع سؤاله بجواب "كان يقول في حق أهل الكتاب أيضاً كما جاء في صحيح مسلم وغيره: (والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلاَّ كان من أصحاب النار).
ثمّ يتابع "حتى عند موته كان يلعن اليهود والنصارى ويقول كما روى البخاري ومسلم: (لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). يحذر مما صنعوا. فهذا موقفنا من اليهود والنصارى من منطلق الكتاب والسنة".
وبهذا يظهر ٱلرّسول عند ٱلبخارى وعند مسلم وهو يبلِّغ رسالةً تخالف رسالة ٱللّه ٱلمثبّت بها فؤاده:
"ولا تَسُبُّوا ٱلَّذِينَ يَدعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ فَيَسُبُّوا ٱللَّهَ عَدوًا بغيرِ عِلمٍ" 108 ٱلأنعام.



#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليق على رسالة
- ٱلديمقراطية حاجة إنسانيّة
- ٱلاتهام: قرءانيون
- ٱللّغة ٱلفصحى لسان باطل
- ما يسمّى شريعة إسلاميّة هو شريعة شيطان
- مَن هو ٱلأمىّ؟
- مَن هو ٱلذى يقرأ؟
- لماذا هذه ٱلقمة يا ملوك قوم ٱلرسول؟
- فى فقه ٱلدليل بيان
- أوقفوا ٱلإسآءة للنّبى
- فصل ٱلدولة عن ٱلدِّين
- حجب أم كفر؟
- تعقيب على سؤال مَن هو ٱلمسلم؟
- مَن هو ٱلمسلم؟
- حقّ ٱلمرأة وحقّ ٱلمرء واحد فى كتاب ٱللّه
- هل يقبل ٱللّه بٱلتجنيد ٱلإلزامى فى ٱ ...
- ٱلإنآء ينضح بما فيه
- تطور يستحقّ ٱلاحترام
- ٱلديمقراطية ليست بضاعة مستوردة
- صور للستربتيز


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - بداية طيبة