أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ماجد ديُوب - القرآن والعلم














المزيد.....

القرآن والعلم


محمد ماجد ديُوب

الحوار المتمدن-العدد: 6324 - 2019 / 8 / 18 - 15:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كثيراً مايقحم كثيرٌ من المؤمنين أنفسهم في نقاشاتٍ الغاية منهاإثبات علميّة القرآن حتّى ليبدو للمتابع وكأنّهم يريدون إثبات أنّ القرآن هو كتابٌ علميٌّ فيه علوم من تقدّموا وعلوم من تأخّروا
لكنّ المشكلة الأكبر التي يواجها هؤلاء المؤمنون بالقرآن على أنّه كتابٌ فيه العلوم كلّها تكمن في إدخالنا للمنطق الرّياضيّ في مناقشته حيث يعلم كلّنا أنّ الرّياضيّات هي لغة العلوم المحكمة البناء الصّارمة في أحكامها الحاسمة لكلّ جدلٍ لما فيها من منطقٍ عقليٍّ صارمٍ لايتخلّله أيّ خللٍ فهي لغة أنتجها العقل البشريّ بكلّ فخرٍ ويُشهد لها قدرتها على التّنبؤ كما حدث عند إكتشاف كواكب جديدةٍ في مجموعتنا الشّمسيّة لم يكن يعرفها الأقدمون سابقاً كنبتون وبلوتو....
يقول علي بن أبي طالبٍ : القرآن حمّالُ أوجهٍ والقرآن كتابٌ مسطورٌ بين دفّتين ينطق بما ينطق به الرّجال
هل هذا القول لعليٍّ هو إثبات على وجود تناقضاتٍ كثيرةٍ في القرآن بما لايليق بكتابٍ من قول الله ...؟
يقول القرآن في سورة آل عمران : هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ
عندما نعود إلى قراءة هذه الآيات بتمعّنٍ كبيرٍ نجد أنّ القرآن وضع الفتنة والتّأويل في صفّ تكافؤٍ واحدٍ بقوله إبتغاء الفتنة وإبتغاء التّأويل وهو مطلب من في قلوبهم زيغٌ أي أنّ الفتنة والتّأويل متكافئآن ولايجوز الأخذ بأحدهما وترك الآخر
ثمّ يعود للقول ومايعلم تأويله إلا الله والرّاسخون في العلم يقولون آمنّا به كلّ من عند ربّنا ومايذّكّر إلا أولو الألباب
أي أنّ التّأويل لايعرفه إلا الله أمّا الراسخون في العلم فيقولون آمنّا به كلّ من عند ربّنا أي لايعلمون تأويله لكنهم آمنوا به لأنّه كلّه من عند الله
ومع ذلك نجد أنّ الإختلافات التي وصلت حتى إستخدام السّيف وإعماله في الرّقاب كان بسبب إقحام شيوخ المسلمين وأئمتهم أنفسهم لتباين مصالح حكّامهم ميدان التّأويل الممنوع من الله لأنه مكافىءٌ للفتنة
فهل حدثت الفتنة التي قال بها القرآن ...؟ نعم حدثت والسّبب هو الدّخول في معركة التّويل
القرآن فيه تناقضٌ تمّ الخروج منه عبر ماسّمي النّاسخ والمنسوخ وهو حركةٌ مرافقةٌ لتطوّر الأحوال في مجتمع شبه جزيرة العرب كما قال القرآن أيضاً في سورة البقرة : مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106)
أيّ أنّ النّسخ والنّسيان من صفّ تكافؤٍ واحدٍ أيضاً أي لهما الدّور ذاته والمعنى ذاته دون التّطابق في شكلي الكلمتين
نعود بعد كلّ ذلك لنسأل هل ها كتابٌ محكمةٌ آياته كما قال القرآن ...؟
في العلم نجد قوانين نيوتن واضحةٌ لالبس فيها و لاتأويل فيزيائياً لهاغيرالذي تقصده بشكلٍ واضحٍ وصريحٍ
كما هي نظريّة النّسبيّة أيضاً كما هي اليوم نظريّة فيزياء الكمّ كلّها تتمّتع بالصّرامة الواضحة والمباشرة ودون تأويلٍ لها فلامبرّر لأيّ تأويلٍ لكلّ هذه النّظريّات ولاتلغي النّظريّات الأحدث النّظريّات الأقدم أي لاتنسخها بل تحافظ عليها وتحفظ لها الوضع الزّمكاني لتحقّقها وتساعدنا على توسيع دائرة فهمنا للكون دون إلغاء لأيّة نظريّةٍ منها
إنّ الطّبيعة أعطتنا الفيزياء والعقل أعطانا الرياضيّات لغة العلوم وهذان المعطيان فتحا لنا أبواب السّيطرة على الطّبيعة بفهمها وإبتكار وسائل راحتنا أكثر فأكثر
فهل كان القرآن هكذا .....؟
هل أعطانا القرآن نظريّةً خاليةً من التّناقضات ....؟
العلم قال لنا بالكون غير المنتهي وغير المحدود والقرآن قال لنا بالكون المحدود وبجعل الأرض مكافئةً للسّماء حيث كانتا رتقاً ففتقناهما أيعقل كونٌ نصف قطره المرئيّ اليوم يعادل 48 مليار سنةٍ ضوئيّةٍ كان رتقاً مع أرضٍ هي في أبعادهاأقلّ من رتبة الكوارك بمليارات المرّات بالنّسبة إلى الكون المرئيّ فقط فكيف بذلك الكون اللامرئيّ واللامنتهي واللامحدود ......؟
القرآن أعطانا سماءاً زيّناها بنجومٍ والكون أعطانا مجرّاتٍ يُقدّر عددها بالمليارات
القرآن أعطانا سماءاً أمسكناها لكي لاتقع والعلم أعطانا أن لاسماء في هذا الكون الأحدب إذا نُظر إليه من خارجه وهذا هو المستحيل بعينه ومقعّرأً عندما ننظر إليه من الدّاخل الذي نحن فيه
القرآن أعطانا مفهومي ال فوق وال تحت المطلقين والعلم أعطانا أن لافوق بالمطلق ولا تحت بالمطلق والأهم من كلّ ذلك القرآن أعطانا مفهوم الخطّ المستقيم والعلم أعطانا أن لامستقيم في هذا الكون المقعّر كما نراه ونحن في داخله
وفي رأيي أخيراً إنّ القرآن أعطانا مفهوم الله ومفهوم الشّيطان والعلم أعطانا المفهوم الأكثر أهميّةً في تاريخ البشريّة الذي هو مفهوم اللاوعي الذي هو الله إن أردنا وهو الشّيطان أيضاً إن أردنا
ملحوظة : ماقيل عن القرآن هو نفسه الذي يُقال عن الفكر الدّينيّ كلّه



#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في التّربية
- كلامّ في الفلسفة
- كانتا رتقاً ففتقناهما
- الولادة الثّانية
- بين الفلسفة والعلم ...الإنسان من حتميّة نيوتن إلى حتميّة ميك ...
- أهل السّنة والجماعة
- حديثٌ في السّياسة
- أوراق خريف
- أعلن الآن صمتي وموتي
- تقاسيم على أوتار الرّوح
- الوطن ...أنتِ ...أنا
- لماذا القلب وليس العقل ؟
- هايكو سورياليزم
- هايكوسورياليزم
- فلسفة الغفران بين الثّّواب والعقاب
- كلامٌ في العشق خارجٌ على القانون
- التّعميم كظاهرةٍ مدمرّةٍ في العلاقات الإنسانيّة( علاقات الحب ...
- من نحن؟2+3
- من نحن؟ -2
- من نحن ؟


المزيد.....




- تردد الجديد لقناة طيور الجنة 2025 للاطفال عبر الأقمار الصناع ...
- استقبل الان على جهازك قناة طيور الجنة بترددها الجديد 2024 عل ...
- فخري كريم: الخيار الوطني يتطلب تبني مواطنة حرة ونبذ الطائفية ...
- إضراب بإيطاليا للاحتجاج على دعم إسرائيل يثير غضب الجالية الي ...
- صار عنا بيبي.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 علي مخت ...
- “استقبل الان” تردد قناة طيور الجنة للاستماع الي باقة كبيرة م ...
- بيان للهيئة الروحية والاجتماعية في بلدة حضر السورية بعد دعوا ...
- 50 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- نزلها الان وفرح اولادك.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 عل ...
- “أنا البندورة الحمرا” استمتع بأجمل أغاني وأناشيد الأطفال على ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ماجد ديُوب - القرآن والعلم