|
بين الفلسفة والعلم ...الإنسان من حتميّة نيوتن إلى حتميّة ميكانيكا الكمّ
محمد ماجد ديُوب
الحوار المتمدن-العدد: 5478 - 2017 / 4 / 1 - 01:57
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
……………….. بين الفلسفة والعلم الإنسان بين حتميّة نيوتن وحتميّة ميكانيك الكمّ قديماً قبل ماسُمي بعصر الحداثة الذي إبتدأ مع إكتشاف نيوتن لقوانيه في التّحريك والجاذبيّة كانت الفلسفة هي التي تطرح الأسئلة التي تتعلّق بالإنسان وبوجوده وبالوجود بشكلٍ عامٍّ وكانت الإجتهادات العقليّة للمفكّرين في تلك الأزمنة هي التي تطرح الأجوبة على هذه التّساؤلات للنّقاش العقليّ الصّرف دونما الدّخول في أيّ بحثٍ تجريبيٍّ يؤكّد صحّة هذه الأجوبة من عدمها أمّا بعد الثّورة العميقة التي إنطلقت مع نيوتن مروراً بنظريّة النسبيّة ( الخاصّة و العامّة ) والتي طرحها آنشتاين وإلى مابعد ظهور ميكانيكا الكمّ على يديّ ماكس بلانك ونيلز بور وإلى الآن مع فرضيّة الأوتار الفائقة الدّقة المهتزّة .إنعكست المسألة إذ أصبح العلم يطرح رؤيته للعالم كما يجده من خلال أبحاثه العلميّة المتواصلة بإستمرارٍ بات على الفلسفة القراءة بعمقٍ كبيرٍ لمعطيات العلم والإستنتاج والإستنباط بمعنى أنّ أنّه بات تقدّم علم الفيزياء هو الذي يقود الفكر الفلسفيّ وليس العكس كما كان سابقاً حتىّ بات التغيير عميقاً فوصل حتّى شمل جميع مناحي الحياة بكلّ أبعادها الإنسانيّة ( سلوكيّات- فنون – طرائق تفكيرٍ وهذا هو الأهمّ ........) فأصبحت المجتمعات التي أخذت بالتّطوّر العلميّ أكثر إنفتاحاً على الحريّة الشّخصيّة وحريّة المجتمع وتحرّره من الأوهام والموروثات الثّقافيّة التي باتت عبئاً عليه وتقدير الإنسان كحالة وجوديّةٍ موجودةٍ وبات تغيير أنماط سلوك الإنسان في تلك المجتمعات من نوافل القول فظهرت الفنون كحالةٍ تعبّر عن الإنطلاق إلى رحاب العالم بحرّيةٍ كالمدرسة التّكعيبيّة والسّورياليّة في الرّسم والمرسح والرّواية ...وحتّى في الفلسفة إذ ظهرت مسألة العبث كحالةٍ وجوديّةٍ لها إحترامها لكنّ الذي لم يتمّ الإنتباه إليه في خضمّ هذه الثّورة المعرفيّة أنّ المشكلة في الفلسفة باتت أكثر صعوبةً وجذريّةً من ذي قبل إذ أنّ عمليّتي الإستنتاج والإستنباط هنا هما أقرب إلى الذّاتيّة في الفهم منها إلى الموضوعيّة لأنّ الفهم هنا مشروطٌ بالبنية الثّقافيّة العميقة السّايقة ويقدرته على التّحرّر من إرث الماضي سلوكاً وعقائد ومعارف .إذا لايمكن للفلسفة أن تغوص في أعماق التّجربة والإستنتاج والإستنباط منها إذ لم يكون الفيلسوف على درايةٍ عميقة نوعاً ما بعلمي الفيزياء والرّياضيّات وبالأخص بعلم اللغة ومصظلحاتها التي يتكلّم بها العلماء فمثاً هناك كلمة مجالٍ والتي قد لايفهما الفيلسوف على أنّ المقصود منها هو قوة جذب الزّمكان لكلّ ما يدخل في مجاله النّسبي هذا المحظور وقع فيه الفكر الدّيني والفلسفي .فالأوّل بدأ عمليتي تلفيقٍ وتوفيقٍ كبيرتين ومخيفتين بآنٍ معاً والثّاني تاه بين ماضٍ ضاغطٍ بقوّة ماتجذّر عميقاً في اللاوعي وجديدٍ مخيفٍ لكنّه علميّاً صحيح لايرقى الشّك إلى صحّته ,فكيف لرجل دينٍ أن يفهم ماتعنيه تجربة هايزنبرغ الإفتراضيّة وهو لايعي شيئاً عن عن الوجات الكهرطسيّة ولا عن خصائصها كما هو حال الفلاسفة الذين تلقّفوا ظاهر التّجربة كما تلقّف العلماء فكرة عدم التّعيين التي هي ظاهر التّجربة وليس باطنها فبدأوا بإطلاق الأحكام على الوجود والإنسان والمعرفة وهم لايعرفون أعني الفلاسفة ماهي الكتلة حتّى وصل الأمر ببعضهم للأسف إلى إدخال مفهوم الموجة الإحتماليّة التي تمسك بتلابيب ميكانيك الكمّ ولايعرفون شيئاً عن مضمون معادلة شرودنغرولا كيف تصف هذه المعادلة الوجود بأكمله من أصغر جزءٍ فيه ينتهي إلى الصّفر برقم كتلته حتى الوجود بكليّته اللانهائيّة برقم كتلته الذي يسعى إلى اللانهاية كما بدأ التّخريف في علم النّفس الذي لا أعرف إلى أين سيودي بنا فيما لو إستمر بلاتصحيحٍ قائمٍ على فهمٍ عميقٍ لميكانك الكمّ ناسين أو متناسين أو غير منتبهين إلى الفكرة الأهمّ والأكثر خطورة ً أعني فكرة وجود الضّديدين ( المجال _الجسيم وضديده كما هي الحال إلكترون _بوزيترون ) هذه الفكرة والتي هي برأينا أهمّ وأعمق ماجاءت به نظرية ميكانيكا الكمّ على الإطلاق لأنّها تفسح في المجال لظهور وإثبات وجود عالمين ربّما متوازيين أو غير ذلك ربّما المريء منهما والذي نعيش فيه هو جزءُ من الآخر الخفيّ الذي لانراه وذلك بطريقة ٍ رائعةٍ كما هي الحالة مع القمر الذي لم ولن نرى وجهه المظلم أبداً إلّا عن طريق مركبات الفضاء التي تدور حوله فتخبرنا كيف هو شكلاً وماذا عليه هذا الوجه المظلم هذا العالم الخفيّ الذي يحيا به ضديد كلٍّ منّا والذي يرانا ربّما ولانراه أليست هنا مشكلة الرّؤية هي السّبب أعني بنيّة شبكيّة العين ؟ قبل الخوض عميقاً في موضوعنا لابدّ من إستحضار مفهومين أعتبرهما أساساً لماسيرد لاحقاً أعني 1- مفهوم الكتلة 2- مفهموم الجزيء الذي لايتجزّأ أصبح النّقاش النّظري البحت في مسائل فيزياء الكمّ من جوهريّاتها لأنّ عالم مادون الذّري لمعرفة مايجري فيه نحتاج لوسائل تقنية إن وجدت فهي فوق طاقة دولٍ لوحدها كما هو حال المسرّع الأوروبيّ تحت جبال الألب كلّ ذلك أمام حجم مايُطرح من تصوّراتٍ للكون ومن أفكارٍمذهلةٍ حول بنيته كما وجدنا حتّى ان ماجرى ويجري لفرضية الأوتار المهتزّة فائقة الدّقة إذ لاسبيل إلى الآن تجريبيّاً لمعرفة فيما إذا كانت صحيحةً أم لا ومازال النّقاش النظريّ سيّد الموقف دعونا نبدأ من ثانياً أعني مفهوم الجزيء الذي لايتجزّأ وهل هناك إمكانيّةٌ واقعيّةٌ لوجوده أم أنّ في الأمر شيءٌ آخر من حيث المبدأ فكرة البحث عن هذا الجسيم هي فكرةٌ مشروعةٌ ولكن هل هي فكرةٌ واقعيّةٌ ؟ سنسمّي هذا الجزيء لسهولة التّعبير الجسيم 07 إنّ أيّ جسيمٍ يمكن العثور عليه ونفترض أنّه 07 لابدّ سيشغل حيّزً في فراغ ديراك الفرغ الذي الذي يحتوي كل إهتزازات الوجود بما فيه ذات المجالات ذات الإهتزازات الصّفريّة هذا الجسيم 07 لو إستطعنا تحريكه بسرعةٍ تساوي سرعة الضّوء عندها وفقاً لنظريّة النّسبيّة الخاصّة سيصبح رقم كتلته لانهائياً ولو تباطىء حتى تناهت سرعته إلى الصّفر سيتناهى رقم كتلته إلى الصّفر وربّما ساوى رقم الكتلة هذا الصّفر مع سرعةٍ تساوي صفراً هنا نسأل إن ساوى رقم كتلته الصّفر فأين إختفى 07؟ وإن لم يساوِ رقم الكتلة الصّفر فهذه الكتلة من حيث حجمها الضّئيل المقارب للصّفر سيبقى رقم كتلتها كبيراً جدّاً بالنّسبة للعدد صفر ممّا يعني أن رقم الكتلة هذا يوحي بإمكانيّة تقسيم هذا الجزيء مرّةً أخرى إذا ليس هذا الجسيم هو الجسيم 07 هذه المقاربة إذاً تفرض علينا التّعامل مع قوىً وليس مع كتلٍ كتلك التي زرعوها في عقولنا على مقاعد الدّراسة حيث أنّ الفوتون بموجب هذه المقاربة هو طاقةٌ ( مجالٌ ) معادلٌ لرقم ٍ ما في معالات الحلّ هو رقم كتلته وسنا إلى الآن لانعرف شيئاً عن بنية الفوتون سوى أّنّه وكما فرض العلماء هو أصغر وحدةٍ للطّاقة ولم يجرأ أحدٌ ما ويقول لنا أيّ نوعٍ من الكتل هو هذ الفوتون وممّا يتّكون إذاً أين هو هذا ال 07 ؟ أن تتصرّف كما شيطانٍ هذا لايعني أنّك أنت الشّيطان وهذا لايعني أنّ هذا الشّيطان موجودٌ فعلاً أن تبدو الأمواج وكأنّها من خلال تصرّفاتها كتلٌ متحركةٌ فهذا لايعني أبداً أنّها كتلٌ بالمفهوم الذي نعرفهوهذا لايعني أنّ الكتل كما أُدخلت في أذهاننا هي فعلاً موجودةٌ على هذا النّحو عندما أقول أنّ س من النّاس وزنه 98 كغ فهذا يعني أن رقم كتلته هو 10كغ ويخضع لقوّة جذب من الأرض مع إهمال قوّة جذبه لها لصغرها الكبير جدّاً مقارنةً مع قوّة جذبهاتكسبه تسارعاً مقدراه 9.8 م في الثّانية المربّعة وماالرّقم 98 الذي نعتبره وزناً لهذا الإنسان سوى قوّة جذب الأرض له لاعجب إذاً أن نجد أنّ معادلة شرودنغر المعادلة الأساس في ميكانيكا الكمّ لاتلتفت عند إستخدامها في الحسابات الكموميّة لما يُسمى الكتلة إذ أنّ معادلة شرودنغر هي تابع إحتمالي يوّصف طاقة المجال المدروس لنرَ هنا مايقول ب . إيفانوف الفيزيائي الرّوسي في كتابه الفيزياء الحديثة : إنّ الدّالة الموجيّة ( تابع الإحتمال ) للجسم الحرّ لها حلولٌ لانهائيّة في كلّ نقاط الفراغ عند أيّة قيمةٍ موجبةٍ لطاقة المكان متضمّنةً القيمة الصّفريّة للطّاقة وبذلك يكون طيف الطّاقة للجسم الذي يتحرك بحرّيةٍ طيفاً متّصلاًإبتداءاً من الصّفر وحتّى اللانهاية ( إنتهى الإقتباس ) إنّ 07 ليس موجوداً ولو كان موجوداً لكان طيف طاقته ممتدّ إلى اللانهاية وفقاً لمعادلة شرودنغر وبالتّالي هو موجةٌ صفريّةٌ ليس إلّا موجودةٌ في فضاء ديراك الخفي وكلّ الأجسام هي في واقع الأمر مجالاتٌ لأنّه وفقاً لشرودنغر لايمكن لأيّة كتلةٍ أن تملأ الكون كلّه بدءاً من الصّفر إلى اللانهاية كما هو حال المجال إن سائر الجسيمات الدّقيقة التي إكتشفها الإنسان ( إلكترون – برتون .........) لم تتواجد إلا من خلال أطياف مجالاتها ( أمواجها ) وما كتلها المفترضة سوى تعبيرٍ عن قوّة الجذب الكهربائيّة التي تشدّها بها النّواة كما في حالة وزن الإنسان س السّالف الذّكر يقول إيفانوف أيضاً : إنّ الإختلافات بين مفهوم الجسيمات والمجالات تختفي تماماً في تلك المناطق التي تدرسها الميكانيكا (الكميّة _ النّسبيّة )ويظهر مفهومٌ جديدٌ هو المجال الكمّي ( الإلكتروني - البوزيتروني ) والمجال الفوتوني ( الإلكترون _ البوزيترون هما ضديدان ) وهذه المجالات ليست حرّةً بل تتفاعل مع بعضها البعض وهذا واضح من حقيقة تحوّل الزّوجين ( إلكترون _بوزيترون ) إلى فوتون وبالعكس أي تحوّل الفوتون إلى إلكترون وبوزيترون هل كان هذا التّحوّل ممكناً لو لم تكن الجسيمات السّايقة ذات طابعٍ موجيٍّ صرفٍ ؟ إنّ مايهمنّا هنا هو أنّ الزّوجين ( إلكترون – بوزيترون ) يتفاعلان مع بعضهما عن طريق المجال الفوتوني ,أمّا الفوتونات فتتفاعل عن طريق المجال ( الإلكتروني – البوزيتروني ) وبالتّالي هناك مجالٌ كمّيٌّ واحدٌ هو المجال الكهرطيسيّ الذي بتنوّعاته الكثيرة جدّاً من حيث التّردّدات وأطوال الموجات التي ينتهي عددها إلى اللانهاية وتملؤ الكون ويمكننا ببساطة] أن نقول أن هذا المجال هو مادّة الكون منها مجالاتٌ تظهر لنا كالضّوء والألوان ومانراه أمامنا ونحسبها كتلاً ماديّة ( أرض قمر شمس ........وأشياء الوجود المختلفة التي نراها بالعين المجرّدة أو بوسائل الرّؤية الحديثة .......) ومنها مالانراه ويبدو أنّنا لن نراه لافي المسقبل القريب بل وربّما البعيد أيضاً ثانياً الكتلة : وجدنا أنّ الكتلة هي رقمٌ يعبّر عن ممانعة المجال لتغيير وضعه التّوصيفي الآني الذي هو فيه ونخصّ وضعه الحركيّ حيث تميل المجالات إلى الإستقرار ( وهذا خلاف السّكون ) كما هو الحال في مجالات الجاذبيّة أو المجالات الكهرطيسيّة والمجالات النوويّة في داخل الذّرة وهذا الكتلة بمفهومها الكلاسيكي الذي ملؤوا رؤوسنا بها لامعنى لها إذاً الجسيم 07 ليس موجودا لأنّه لو كان موجوداً فهو عبارةٌ عن صرّة أمواجٍ ٍ وفقاً لمعادلة شرودنغر وستأخذ هذه الصّرة حجوماً لانهائيّةً في الفراغ وهي تقترب من الصّفر إنّ ماتقوله تجربة هايزنبرغ من وجهة نظرنا هو أنّ معرفة الحقيقة أو محالة معرفتها تشوهها ولاتظهرها كما هي أبداً على طبيعتها وستظهرها في وضعٍ يس هو وضعها الحقيقي فالتّفاعلضمن المجال الكهرطيسي سيكون حاضراً بين مجال ( الإلكترون - بوزيترون ) ومجال الفوتون ( الضّوء الذي سيسلّط على الجسيم المدروس ) ممّا سيؤدي إلى تشوّهٍ مافي إسترسال المجال المدروس الزّمكاني كما هو الحال مع الأشعة الهائلة الطّاقة التي تطلقها الشّمس في سوراتها ويشتّتها في الفضاء المجال الجاذبي الأرضي الذي يحمي الأرض ليبدو الأمر لمراقبٍ في اللانهاية تبدو الأرض له كبروتونٍ غير مرئيٍّ وكأنها إصطدامٌ بين جسيماتٍ ولكنّها في الحقيقة تفاعلٌ بين مجالات ٍ أن نقول العالم هو مجالاتٌ لانهائيّة العدد هو كقولنا أنّ العالم هو مجموعةٌ لانهائيّة من القوى ومانشاهده في هذا الوجود هو تفاعلاتٌ بين هذه القوى ( المجالات ) والقوى هي مقادير فيزيائيّة شعاعيّة يعني أنّها الفراغ الزّمكاني بأبعاده الأربعة ,هذه القوى لاترى بالعين المجرّدة ولا بأيّة وسائل أخرى بل ترى آثارها على المجالات المرئيّة كالماء والغاز والمواد الطبيّعية الأخرى كما هو الحال مع قوى الجاذبيّة ....... عدم اليقينيّة في المعرفة سببه أنّنا يستحيل علينا في هذا البحر اللانهائي من المجالات ( القوى ) المتفاعلة مع بعضها البعض في كلّ لحظةٍ من الزّمن وعلى مدار الوقت أن نجد تابعً إحتماليّاً شاملاً موجباً يحدّد لنا بدّقةٍ كافيةٍ في لحظةٍ ما مايجري في مكانٍ ما بناءاً على معلوماتٍ سابقةٍ كما يحصل في مجال السّرعات الصّغيرة قياساً بسرعة الضّوء عند نيوتن فعالم ميكانيكا الكمّ هو عالمٌ مملوءٌ بعددٍ لانهائيٍّ بالمجالات المختلفة وكلّها تتفاعل مع بعضها البعض في آنٍ معاً بينما في عالم نيوتن الذي تجري أحداثه كلّها ضمن صندوق فيه قوّة الجاذبيّة وحدها الفاعلة على الجسم المتحرّك لاغيةً كلّ تأثيرٍ لقوىً أخرى موجودةٍ في مجالها فعند إطلاق قذيفة ٍ ما يصبح من السّهولة بمكان دراسة حركتها بل والتنبّؤ الدقيق بمسار حركتها لأنّه لاتوجد مجالاتٌ أخرى تحكم مسارها سوى مجال الجاذبيّة وحده العمروف تماماً 3 – الإنسان هنا بيت القصيد إذ تنطّّح الكثيرون وبدأوا يطلقون معارفهم اللايقينيّة على سلوكيّات الإنسان حتّى في الميدان السّياسيّ إنّ الإنسان يولد ويولد معه ميلٌ فطريٌّ للتحليل ويكفي ملاحظة أيّ طفلٍ يمتلك لعبةً جديدةً ومشاهدة ماذا يفعل بها من محاولة تفكيكها لمعرفة ماذا بداخلها ,هذا الميل الفطريّ عوضاً عن أن ننمّيه عن طريق التّعليم بالمزيد من الفهم والتّفهم والحرّية في التّعامل تربويّاً مع هذا الطّفل نفعل العكس معه ولندقّق مليّاً كم نحاصره حتّى درجة قتل هذا الميل في نفسه وروحه من خلال لوائح الممنوعات التي تكبر بشكلٍ مطّردٍ مع نموّ هذا الطّفل من خلال التربيّة ونعمل بطرائق مختلفةٍ وأحياناً عنيفةٍ لزرع الخوف في روحه ونفسه من المجهول الذي ندعوه الله أو من خلال قولبته وفقاً لقيمنا من عاداتٍ وتقاليد تسهم إلى حدٍّ كبير وعميقٍ في شلّ قدرة هذا الطّفل على التّفكير بشكلٍ تحليليٍّ وبالتالي نقتل في داخله القدرة على الإستنتاج والإستنباط وبناء مايراه مناسباً والقدرة على إجتراح الحلول لمشاكل بسيطةٍ أو معقدّةٍ يصادفها إن في حياته الخاصّة أو في عمله وندخله في حالةٍ هي أشبه بالشّلل العقلي وبالتاّلي عجزه عن التّكفير فيبدو هذا الطّفل وقد غدا رجلاً وكأنّه لعبةٌ في يد المجهول فإذا ماعرفنا بدّقةٍ الفضاء الإنسانيّ الذي تربّى فيه هذا الإنسان لعرفنا بدقّة كبيرةٍ ماذا يكون غده ولإنتفت اللايقينيّة من معرفتنا عندما ندرس السّلوك البشريّ وكذلك المجتمعات فالمسألة هي مسألة تحليلٍ عميقٍ للفضاءات الإنسانيّة ليس أكثر ولايجب علينا الهروب من التّحليل والتّفكير بإيجاد الحلو تحت ذريعة أنّ المعرفة اليقينيّة مسألة تجاوزها الزّمن مع ظهور ميكانيكا الكمّ لأنّ الفضاء الإنسانيّ ليس لانهائيّ الإحتمالات بل هو محدود هذه الإحتمالات فقط علينا معرفة الموروث الثّقافي والعقائدي والإقتصادي لأيٍ إنسانٍ أو مجتمعٍ وما هي العوامل الخارجيّة المؤثرة أيضاً في فضائه لتعرف ماهي مساراته وماهي الحلول لمشاكله إنّ تماثل الفضاء ( الشّروط الفيزيائيّة ) الذي يحتضن تجربةً ما هو مايجعل حتميّة نيوتن حقيقيّةً واقعةً وعدم تماثله في الفضاء البعيد المضطرب بسبب لانهائيّة عدد المجالات التي تؤثر عليه وتتفاعل فيه هو مايجعل من حتميّة ميكانيكا الكمّ تابعاً إحتماليّا وهنا أعتقد جازماً أنّ الفضاءات الإنسانيّة تتشابه إلى حدٍّ بعيدٍ ومالحريّة إلا وهمٌ لاوجود لها في كونٍ مشروطٍ بأسباب بقائه ومايؤثر عليه فيه نحن محكومون كمجتمعاتٍ بشريّة إن على الصًعد الشخصيّة أو العامّة بالحتميّة شنئا أم أبينا فضديدنا هو خاصّ وعامٌ وعلينا معرفة ماذا نقلنا إليه من خلال التربية فذلك أدنى إلى نفهم أنفسنا بشكلٍ عميقٍ وتصبح لدينا القدرة على تغيير هذا المخزون في صندوق الضّديد وبالتّالي تغيير حيواتنا جذريّاً ليس الله وليس الشّيطان سوى تلك الشّروط التي حكمت وتحكم فضاءنا الإنسانيّ على الصّعيد الفرديّ والعام وماتزال تحكمنا للأسف دون أن نمتلك القدرة على تغييرها من إتّجاهها اشّيطانيّ إلى إتجاهها الإلهي ( الإنسانيّ ) إنّ أهمّ تلك القوى التي تحكم فضاءنا الإنسانيّ هي غريزة التّملك التي تبثّ في أعماقنا الخوف الكبير والعميق من الغدّ إنّها لمأساةٌ مرعبةٌ أن تعمّم ظاهرة الخوف لتصبح ظاهرةً وطنيّةً فتبدأ معها حروب التّاريخ التي يبدو أنّها لن تنتهي إلا بنهاية البشريّة نفسها
#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أهل السّنة والجماعة
-
حديثٌ في السّياسة
-
أوراق خريف
-
أعلن الآن صمتي وموتي
-
تقاسيم على أوتار الرّوح
-
الوطن ...أنتِ ...أنا
-
لماذا القلب وليس العقل ؟
-
هايكو سورياليزم
-
هايكوسورياليزم
-
فلسفة الغفران بين الثّّواب والعقاب
-
كلامٌ في العشق خارجٌ على القانون
-
التّعميم كظاهرةٍ مدمرّةٍ في العلاقات الإنسانيّة( علاقات الحب
...
-
من نحن؟2+3
-
من نحن؟ -2
-
من نحن ؟
-
زليخة
-
آية القطع هل تقبل تفسيراً مغايراً ؟
-
لكِ
-
وهم الديمقراطيُة ونفاق السياسيين
-
سقوط الحتميّة أم سقوط الوعي الكليّ ؟
المزيد.....
-
البيت الأبيض: بايدن يؤكد للملك عبدالله على الدور الرئيسي للأ
...
-
مقتل 5 عسكريين أتراك إثر اصطدام مروحيتين عسكريتين تركيتين..
...
-
بدون تعليق: نهب القصر الرئاسي لبشار الأسد
-
بعد سقوط الأسد.. دول أوروبية تعلق طلبات اللجوء للسوريين
-
-الباستيل السوري- - حشود أمام سجن صيدنايا لمعرفة مصير ذويهم
...
-
لأول مرة منذ 20 عاما - ميسي خارج تشكيلة العام للاعبين المحتر
...
-
الخارجية الأمريكية: لم نقدم دعما لـ -هيئة تحرير الشام- للسيط
...
-
حكومة انتقالية في سوريا.. وتحديات كبرى
-
-وفا-: شهداء وجرحى في مجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال شمال قطاع
...
-
العلماء يبتكرون مستشعرا حيا لمراقبة جودة ماء البحر
المزيد.....
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
المزيد.....
|