أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالله عطية - الحبُ والحياة














المزيد.....

الحبُ والحياة


عبدالله عطية

الحوار المتمدن-العدد: 6312 - 2019 / 8 / 6 - 18:32
المحور: المجتمع المدني
    


أول سؤال ينبغي عليك سؤاله لذاتكَ في طريقة تغيير حياتكَ هو كيف أعيش؟، الجواب بالحُب، ليظهر سؤال أخر هو كيف أحُب؟، هذا سؤال غبي ليسأل عنه أحدهم، هذا الشعور غريزي بداخل الإنسان، يحتاجه الانسان بقدر ما يملكهُ، مثل أي حاجات أساسية ليحيا الأنسان بها كالطعام والشراب والجنس والرغبة بالاخر، الا ان الحب من أعظم هذه الحاجات والغرائز، وهذا الشعور بقدر أهميته هو المسير الخفي للحياة، فلا فرق بين إنسان او حيوان فيه، فهو شقيق الروح ويكون حيثما تكون الروح والعكس صحيح.
فالشعور بالحُب دافع قوي للعيش في الحياة وتقبل الواقع ومحاولة تغييره، فمثلاً حب الأشياء هو ما يدفعنا للأبداع بها، حُب الشخص هو ما يجعلنا نراه أجمل ونتقبله بكل أخطائه، حبُ الوطن هو ما يدفعنا للتضحية بأرواحنا من أجله، رغم أننا نعرف سوف نموت لكن نذهب وبخطى ثابتة في محاولة إثباته لحُبه، لكن ما الذي يجعلنا نحُب هكذا؟ الجواب نفس السؤال اعلاه وهو الحُب من أجل الحياة ونعيش من أجل من نحُب.

للأسف يدخل الحُب قائمة المحظورات في الشرق، فالواقع هنا صعب ان يُصدق على الانسان السوي، فالكراهية موجودة ومنتشرة ومن السهولة ان تجدها ودون عناء، فرجل الدين الطائفي يُسقط الاخر بأسم دينه، والسياسي يسقط الاخر بأسم الوطنية، وتجد خطاب الكراهية منتشر في كل مكان في مقهى والشارع والتلفاز والتواصل الإجتماعي، بينما لا احد يُعبر عن الحُب وان عبره عنه سوف يتم محاسبته بأسم الحرام والحلال والدين والعادات والتقاليد، لا احد يملك الشجاعة ليقول انا أحُب، لأن العقول العتيقة هنا تربط الحُب بالرذيلة، وأن هذا الشعور الجميل دائماً ما يشوه بأفكار مريضة تتعلق بالجنس والشهوة والامراض النفسية التي يحملونها، وكأن الحُب هو أصل الخطيئة، ولا ينظرون الى نفوسهم المليئة بالحقد والضغينة، قلوبهم الفاسدة وعقولهم المريضة، هم يخافوا الحُب لأن في الحُب يعيش الناس بسلام وهم مرضى بالحرب والدم والقتال.

بغض النظر عن هؤلاء يطرح السؤال التالي نفسه، اي نوع من الحُب أختار؟ هذا السؤال قد يصنف الحب الى اصناف، لكن ما اقوله هنا هو حَب من أجل الحُب، اي نوع من الحب هو ما يجعلك تحُب، بمجرد ان يولد هذا الشعور بروحكَ سوف تنظم الى ركب المسالمين في هذا العالم، لكن اذا اردت نصيحة مني فخذ بذاك الحُب الشامل، حُب الجميع الذي يجعلك تبادر وتساعد فقط لأنكَ تحب، لا تنتظر المقابل، امنح الحب من أجل الحياة، لأننا وبكل بساطة نحتاجه لنعيش، نحن نحتاجه اليوم في مجتمعنا لكي نعيد ترتيب حياتنا التي مزقتها الحروب، علينا ان نحُب حتى قبل ان نفكر، قبل ان نكتب قبل ان نتكلم، لأن الحُب هو ما يطمر معاناتنا، هو ما يجعل الامور الصعبة أسهل، بالحب نستطيع ان نجتاز كافة الصعاب.



#عبدالله_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشكلتنا نحن الشباب
- الجناح الالكتروني
- القدسية والهتلية
- تدوير السياسي العراقي
- الخوف من الاخر
- تشكيل الوعي وإبراز الهوية الوطنية
- مشاكل الواقع المتجددة
- قضايا المرأة (حبيبتي)
- من أين نبدأ.. تظاهرات ام استرجاع المكاسب والمالات
- من أين نبدأ.. المساواة أهم من الدين والتقاليد
- من أين نبدأ.. القانون واشكالية تطبيقه
- من أين نبدأ..التعليم اولوية قصوى
- من أين نبدأ؟ نقد الذات.. من الداخل ولاً
- الجهل والتجهيل
- نحتاج العلم لا رجال الدين
- حرب النفوذ الخفية
- رجال الدين والحياة
- وعود ومشاريع
- لماذا؟ وكيف؟
- سياسة النضال الخارجي.. ونسيان الواقع (القدس)


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالله عطية - الحبُ والحياة