أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطية - الجهل والتجهيل














المزيد.....

الجهل والتجهيل


عبدالله عطية

الحوار المتمدن-العدد: 6289 - 2019 / 7 / 13 - 18:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجهل هو نقيض العلم، والتجهيل هو تعمد قيام الفعل من الاسم الجهل، اليوم نعيش في واقع يمزج به بين الجهل والتجهيل، حيث لكل واحد منهم سبب وعلة من القيام بهذا الفعل، والامر المحير هنا الاستسلام والتسليم الاجتماعي دون المقاومة لهذا الفعل، فرجل الدين مقدس، والسياسي كائن الهي منقذ بعثت به السماء كما في الاساطير، والناس الجياع صامته مصدقة لما يملى عليهم بدون فهم او تفسير او نقاش، للاسف هذا حال شعباً يبلغ من العمر اكثر من 7000 عام، لكن هذا الواقع هو نتاج الكثير من السياسات والممارسات التي عاشها العراقي كمواطن في ظل الحكومات التي تحمل عقائد لا تمثل الا نفسها، وكالعادة الشعب هو الضحية، والارض هي المنهوبة، فالبعث والحكومات المتعاقبة خلال اربعة عقود او اكثر عملت بشكل قسري وعاطفي على استمالة هذا الشعب وإركاعه لرغباتها وسياساتها ومن لم يَفعل يُفعل به النظام ما يفعل، والنتيجة هو الواقع الذي نعيشه اليوم فقد ثُبتت اساسات الجهل في اللاوعي في الاغلبية من المجتمع.

اليوم الغالبية العظمى من المجتمع ولد وترعر في ظل نظام الفكرة الواحدة، القائد والرمز الواحد، وتعرض لهذه الفكرة لسنين طوال حتى تبنها لا شعورياً وزرعت له في اللاوعي، لذا نجد ان اليوم اغلب الناس في المجتمع يرفضون التنوع، والاخر في الرأي والفكرة، دائماً ما يفسر الاختلاف بالفكرة ليس لصالح العام او الجميع وانما تفسر وتؤخذ على انها شخصية، وبالنهاية تفرض بالقوة، وهذه الممارسة موجودة في اصغر مؤسسات المجتمع الا وهي الاسرة وصولاً الى المنظومة الحكومية التي تدعي انها ديموقراطية، صراحة هذه اكبر كذبة صدقها المجتمع بجهلة، فالديموقراطية تحتاج الى مجتمع مثقف واعي وإعلام حيادي الى حد ما، وقانون قوي، لكن السؤال الذي يطرح حاله هنا اين نحن من هذا؟، الجواب غير موجودين على خريطة هذه الامور، ولذلك هناك جهل، لان الاساس الاول وهو الوعي والثقافة غير موجودة بنسبة عالية، والمشكلة الفكرة المأخوذة عن المثقف.
اغلب الناس في مجتمعنا اليوم ينظرون الى حامل الشهادة على انه مثقف، وهذه كارثة بحد ذاتها، فما الرابط بين الثقافة والشهادة، لا اعتقد هناك رابط سوى الاطلاع في موضوع او علم معين، الى انه من جوانب اخرى جاهل، فمثلاً تجد شخصاً يحمل شهادة الدكتوراة في علم معين، وله الكثير طلبته ومنصبه وينظر اليه على انه مثقف وذا مكانة اجتماعية، الا انه والى حد الان لم يطور اسلوبه في القاء المحاضرة، لا يتابع اخر المستجدات في اختصاصة، ودائما عديم الجرأة في تقبل النقد او تبني فكرة جديدة، دائماً ما يحاول قولبة الطلابة على فكرته، ويخضع الجميع لارادته فهو لا يميز بين العلاقة المتبادلة مع الطلبة، وبين نفوذه وهيبته، دائماً هناك الانا طافية حتى في الاراء العلمية، وهذا كثيراً ما سبب لي المتاعب ايام الدراسة الجامعية، لان اغلب هؤلاء الاساتذة كانوا يعانون من هذه المشكلة، وما يعطيهم السلطة هو العرف لاجتماعي الذي يطغي على القانون من ناحية تنصيب الاستاذ كأب، لكن ليس كل استاذ يستحق هذا اللقب مع جل احترامي لهم جميعاً، لذا فأن الثقافة تختلف عن الشهادة لانها مجموعة من الممارسات الحياتية، بينما الشهادة ما تعطيك مكانه في مجتمع اغلبه ينظر للامور من جانب شخصي محدود وسطحي.
الجانب الاخر الذي يتجسد في سلطة الشعب على الحكومة، المعروف بالسلطة الرابعة، انه الإعلام، لكن يكفي التساؤل هنا عن المحتوى الإعلامي الذي تقدمه المئات من المؤسسات التي تدور برامجها حول فكرة ممولها وحزبة وتطلعاته، وتعمل بعضها بالابتزاز واخريات سرق من بعضها كسباً للمشاهدين، فاقدة السمات الاساسية للإعلام ودوره من الموضوعية والحيادية والشفافية والدقة وغيرها الى ابعد حدود، اضف الى جهل القائمين عليها بالتفريق بين نجوم التواصل واصحاب المشاهدات واللايكات والاعلام المهني والموضوعي المحترم، وكي لا ننسى ما تصرفه اجهزة مخابرات الدول المجاورة من اموال دعم لهذه المؤسسات، وهذا يعني انها بالاساس لا تمثل الشعب ولا تعنى به، بل العكس تريد ان تكون واجهة للاحزاب التي جاءت بها هذه المخابرات وتخضع الشعب لها، والامثلة كثيرة، والإعلام الحقيقي موجود لكن نادر جداً جداً.

اما سياسة التجهيل فللإعلام جزء منها وهذا معروف، فقد قلنا تعمل المؤسسة وفق ما يملي عليها صاحبها وحزبة، اما الجانب الاخر وهو رجال الدين والفتاوى، فهذه الفئة آفة تنهش جسد المجتمع وتفسد عقول ابناءه في قضايا لا اعتقد انها ضرورية، ولا اعتقد احد متابع لخطب الجمعة والفتوى انكار ذلك، لانه مهازل يندى لها جبين الانسانية، لذا انا مع فكرة النائب فائق الشيخ بترك صلاة الجمعة والاضراب عنها والالتفات الى الوضع العام وحل مشاكله، لكن لست معه شخصياً حتى لا اتهم بالترويج له، لاني لا اثق بأي رجل سياسة مثله مثل رجل الدين يملك راتبين ورتل من المصفحات ويوصي الناس بالصبر، فهما وجهان لعملة واحدة في ما يعانيه المجتمع.
ما اردت ان اقوله ان الجهل هي الأفة الافتك في مجتمعنا، ويجب علينا تجريم فعل التجهيل ايضاً، كي نتمكن من العودة ووضع اساس مجتمع متقدم، والا سوف يستمر الإنهيار، وهذا ما لا يحب احد سماعة، لذا علينا البدأ بالقانون ومن ثم التعليم من اجل مستقبل افضل.



#عبدالله_عطية (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحتاج العلم لا رجال الدين
- حرب النفوذ الخفية
- رجال الدين والحياة
- وعود ومشاريع
- لماذا؟ وكيف؟
- سياسة النضال الخارجي.. ونسيان الواقع (القدس)
- التنازل اولاً.. فالثورة
- صراع الهويات ومستقبل العراق
- قتلنا وعاش اليأس فينا
- شعب يُحب العِبادة
- نحن عكس ما ننطق في نشيدنا الوطني
- دكتاتورية مفرطة
- هل الحسين يرضى؟
- ازمة الفكر وتفشي العقيدة الجاهلة بالمبادىء
- ماذا لو كنا العكس؟
- المحاصصة هويتنا
- الاصدقاء تجربة
- انا متناقض..نعم
- نموت ويحيا الوطن...لمن!؟
- العراق يحتاج الى تغيير أكبر


المزيد.....




- هكذا تطورت الأحداث الأمنية في السويداء خلال أيام قليلة
- تهويد إسرائيل السرّي للقدس عبر المهرجانات
- الجيش السوري يسيطر على كامل أحياء السويداء بعد عمليات تمشيط ...
- الدفاع السورية للجزيرة: نتجه لتطبيق اتفاق السويداء وقصف إسرا ...
- اتفاق بالسويداء لإعادة الاستقرار والجيش يبدأ الانسحاب
- ناجون بوسنيون يروون شهاداتهم على أهوال معسكر الموت بأومارسكا ...
- من شاعر فاشل إلى جزار أوروبا.. رحلة كراديتش من سراييفو إلى ل ...
- ماذا سيحدث في الشيشان لو غاب رجلها الأقوى؟
- خبراء: نتنياهو يفتعل أزمات متعددة لطمس عار 7 أكتوبر وتأجيل م ...
- لقاء موسع حول التحديات المناخية نظّمته لجنة الإيكولوجيا بشرا ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطية - الجهل والتجهيل