أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالله عطية - قتلنا وعاش اليأس فينا














المزيد.....

قتلنا وعاش اليأس فينا


عبدالله عطية

الحوار المتمدن-العدد: 6271 - 2019 / 6 / 25 - 16:54
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مرحبا انا شاب ولدت في العقد الاخير من الالفية الثانية، اكتب هذه السطور عن اليأس والحرمان في تقاطعات داخلية مع الحياة وحب الوطن، انا اتكلم عن ابناء الجيل الذي انتمي اليه، جيل التسعينات، اكثر ابناء هذا الجيل اليوم من اصحاب الشهادات والكفاءات معاً الا انهم من المهمشين ايضاً، جيل ولد وقوداً لجحيم هذه الارض، من اجل ان تبقى وتسمى وطن،هكذا نحن ابناء التسعينات، في هذا المقال سوف اتحدث عن المراحل التي عشناها، من الطفولة وحتى اللحظة.
هل تعلمون اننا جيل ولد في الحسار الاقتصادي على العراق؟ في الحقبة التي كان فيها النفط مقابل الغذاء، اي انه ليس هناك اي رفاهية في المجتمع، مثل اي قطيع له من الحياة فقط العمل والطعام، اذكر مرة ان امي رحمها الله قد قصت لي حادثة عن كيفية ارضاعي وانا في الاشهر الاولى من حياتي، فمن المعروف ان الطفل اذا لم يجد غذائه من أمه فأنه يتغدى بالرضاعة الصناعية، وبحليب صناعي والجميع يعرف هذه الطريقة، الا انه في زمن الحصار الاقتصادي كانت اغلب العوائل متوسطة الدخل كما هو حال عائلتي، ومتوسط الدخل في ذاك الزمن يعني الفقر الكل يعرف، لذا ان امي جربت ان تقدم لي السكر المذاب بالماء بدلاً من الحليب الصناعي، بسبب جفاف صدرها من الجوع ونقص التغذية، كل هذا وانا لم ابلغ عمر السنة، واستمرت الحياة الى ان وصلنا الى مرحلة الطفولة.
مرحلة الطفولة كان عنوانها الرئيسي هو الحرمان، مثل اي شخص عاش في تلك الفترة كان الحرمان عنوان كل شيء، الى ان وصلنا الى الاحتلال الامريكي عام 2003، وهنا بدأت القصة، بدأنا سلسلة من اربع سنوات من حرب اهلية والقتل على الهواية، انتشر الموت وطغى على الحياة، اصبح الاحمر والاسود لونا العيش في حياتنا، تعاون كل من القاعدة والمليشات والمحتل على تمزيق الحياة في المجتمع، وما ان بدأت هذه المرحلة بالانتهاء والانتقال الى مرحلة المراهقة، وانسحاب القوات المحتلة وبدأت مرحلة بناء الدولة وصولا في اعمارنا في بداية الشباب حتى جاءت داعش وتعرفون بقية القصة.
صدقاً.. صدقاً نحن جيل يحب الحياة، نحن جيل لم يصل لليأس الا بعد محاولت قبرتها الحياة، نحن جيل لم نسكت على حقنا، نحن الجيل الذي تظاهر وطالب ويطالب ولكن ماذا حصلنا، اغلبنا اليوم يعيش في بطالة مقنعة، وحتى الذين يعملون على ماذا يحصلون؟ يحصلون على ما يكفي للعيش، وهذه لا تسمى حياة، ان كان عندك المال يمكنك الحصول على وظيفة حكومية، وهذا مضحك ان كان لديه مشروعة واموله الخاصة لماذا يتجه الى التعيين؟ شيء اخر يمكن لشخص الحصول على الوظيفة وهو تقديم الولاء والالتزام للاحزاب الفاسدة، والجميع يرفض ذلك، و دليل هذا الرفض هو نسبة الانتخابات الاخيرة التي عكست بصورة او بأخرى الرفض الشعبي لهذه الاحزاب.
لم يدخل هذا الجيل في حالة يأس بأرادته، وإنما هذه الحالة هي عبارة عن تراكمات من اوضاع لا يستطيع حتى الشخص البالغ ان يتجاوزها بسهولة، هذا الجيل واعي نسبياً يبحث عن حياة والفساد دمر هذا الجيل والاجيال اللاحقة، لذا لم يكن اليأس خيار وانما واقع حال.



#عبدالله_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعب يُحب العِبادة
- نحن عكس ما ننطق في نشيدنا الوطني
- دكتاتورية مفرطة
- هل الحسين يرضى؟
- ازمة الفكر وتفشي العقيدة الجاهلة بالمبادىء
- ماذا لو كنا العكس؟
- المحاصصة هويتنا
- الاصدقاء تجربة
- انا متناقض..نعم
- نموت ويحيا الوطن...لمن!؟
- العراق يحتاج الى تغيير أكبر
- البصرة ترفض الحلول المؤقتة
- اما السلطة او الفوضى الاسلام السياسي نموذجاً
- ساندوا البصرة بالحق
- عطش البصرة وحياة العراق
- رسالة مفتوحة.. الى أستاذ
- للتوضيح ..برائة ذمة
- إنتهى موسم الدين


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالله عطية - قتلنا وعاش اليأس فينا