أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطية - تدوير السياسي العراقي














المزيد.....

تدوير السياسي العراقي


عبدالله عطية

الحوار المتمدن-العدد: 6306 - 2019 / 7 / 31 - 11:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عبدالله عطية
لا يُخفى على الجميع معنى التدوير، فهو شائع فيما يخص إعادة تدوير النفايات حيث أهمية هذا الموضوع للبيئة الطبيعية، وتقليل التلوث وإستهلاك الموارد الطبيعية من أجل الإستدامة، ينتج عن هذه العملية مواد جديدة كلياً، تستخدم في مجالات مختلفة عن المواد المدورة، هذا ما يخص النفايات والمواد المضرة على البيئة في العالم المتقدم، بينما في الواقع العراقي يتم تدوير السياسيين في المناصب الحكومية والإصرار على وضعهم في الأماكن الشاغرة على رقعة شطرنج العملية المحاصصاتية التي تسمى الحكومة، وهذه الحكومة مهما كانت تسميتها من عابرة للطائفية والأغلبية الوطنية والأممية والتكنوقراط..الخ تبقى السمة الأساسية بها هو التدوير، فالمجتمع بقياداته الدينية والعشائرية وحتى الإعلامية أَرادة تجربة التدوير لكن بطريقة جديدة ومختلفة عن الغرب، إنها عملية تدوير نفايات العمل السياسي، وإستخدامها من جديد في مناصب لا تقل أهمية عن التي فشلوا فيها سابقاً.
كمجتمع نحن لا نملك ثقافة وضع الاشياء في مكانها، فالفرد هنا لا يستطيع وضع كيس النفايات في الحاوية، كيف يمكنه وضع السياسي في المكان المناسب؟، لذا هذا النوع من العمل طبيعي جداً في مجتمع يقود الرأي العام فيه الطبالون (الطبلجية) وقنوات تلفزيونية حزبية، وسياسيين عملاء فاسدين، قوة الشعب في التواصل الإجتماعي تخيف الصديق قبل العدو، الا ان الواقع مختلف تماماً، فأغلبية الافراد بالحقيقة وبعد الإنتهاء من الإحتجاج عبر التواصل يعود وينضم الى القطيع في الواقع، وتستمر الحياة..
علمتنا ديموقراطية اميركا وما جاءت به على ظهور دبابتها ان المناصب والحكومة في هذه الأرض مملوكة لأجندات وسياسات خارجية، والشعب هنا كومبارس، دور البطولة لزعماء احزاب الفساد السياسي، الذين أكل الدهر وشرب على عقلياتهم لكن الى الان لايزالون في السلطة، وكما تقول احدى السياسيات والنائبة السابقة والمستشارة الحالية تقسم الكعكة في كل عملية سياسية
وفق التوافق بين الاحزاب، لا وفق ارادة الشعب، لكن الحصص تكبر وتصغر وفق اصوات الناس الا ان الوجوه تعاد وتدور في اماكن اخرى.
اكثر من ستة عشر عاماً على هذه العملية الساسية المستهلكة، العشرات من السياسيين شغل احدهم ما لا يقل عن ثلاثة الى اربعة مناصب، ففي كل دورة انتخابية يتم تغيير منصبة على الرغم من فشلة، فمثلاً صاحبة الكعكة أستلمت أمس منصب مستشارة لشؤون المرأة بعد ان كانت نائبة لدورتين في البرلمان، ماذا قدمت فيهما كي يعاد تعيينها في منصب كهذا، السيدة معروفة بالطائفية والعنصرية، ونحن بأمس الحاجة الى التعايش، ولو كان هناك قانون لمكافحة الطائفية لكانت اولى المطلوبات وفق مادة اربعة من قانون مكافحة الطائفية، انا لا اتحدث عن هذه النائبة فقط، وانما هناك الكثير من السياسين يملكون نفس التجربة، فمثلا رئيس وزراء اسبق عُين كنائب لرئيس الجمهورية بعد ولايتين من القيادة والفشل وهدر المال العام وضياع ثلاث محافظات، واخر كان رئيساً للبرلمان ايضاً عُين بنفس منصب رئيس الوزراء الأسبق، وغيرهم من الوزراء الذي يخرج من الكهرباء الى التعليم، ومن الخارجية الى وزارة المالية وهكذا، كأن البلد لا يملك الا هذه الطبقة من الأغبياء والعملاء والفاسدين.
نقطة مهمة ينبغي النظر اليها وهي منصب المستشار في كل من رئاسة الجمهورية والوزراء، فكل شخص في هذان المنصبان يملك عدداً لم يحدد اصلاً من المستشارين ولا احد يعرف كم عددهم أصلاً، الا انهم يملكون امتيازات خاصة من رواتب وحاصنة وجوازات سفر دبلوماسية وغيرها، حقيقة هذه المناصب وجدت للمجاملات السياسية، فكل سياسي خاسر في الانتخابات او يُقال من منصبه يعين كمستشار، وهذا نوع من انواع التراضي بين الفاسدين لا اكثر، لذا فالحقيقة لابد من وضع قانون يحدد عدد المستشارين واهميتهم واذا امكن الغاء هذه الحلقة الزائدة لانها باب من ابواب الفساد التي ذاق الناس منها ذرعاً ولا يحتاجوا لها.



#عبدالله_عطية (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخوف من الاخر
- تشكيل الوعي وإبراز الهوية الوطنية
- مشاكل الواقع المتجددة
- قضايا المرأة (حبيبتي)
- من أين نبدأ.. تظاهرات ام استرجاع المكاسب والمالات
- من أين نبدأ.. المساواة أهم من الدين والتقاليد
- من أين نبدأ.. القانون واشكالية تطبيقه
- من أين نبدأ..التعليم اولوية قصوى
- من أين نبدأ؟ نقد الذات.. من الداخل ولاً
- الجهل والتجهيل
- نحتاج العلم لا رجال الدين
- حرب النفوذ الخفية
- رجال الدين والحياة
- وعود ومشاريع
- لماذا؟ وكيف؟
- سياسة النضال الخارجي.. ونسيان الواقع (القدس)
- التنازل اولاً.. فالثورة
- صراع الهويات ومستقبل العراق
- قتلنا وعاش اليأس فينا
- شعب يُحب العِبادة


المزيد.....




- بعد ساعات فقط مما قاله ترامب عن مكالمة بوتين.. عمل عسكري روس ...
- مروة بوغاشيش.. السلطات تقبض على المشتبه به في قضية اختطاف وق ...
- حديقة حيوانات روما تقدم وجبات مجمّدة لنزلائها بسبب موجة الحر ...
- ترامب يفشل في إقناع بوتين بإنهاء الحرب في أوكرانيا.. وقصف رو ...
- دراسة: الحمض النووي يكشف صلة جينية بين قدماء المصريين وسكان ...
- استخبارات أوروبية: روسيا تكيف استخدام الكيماوي في أوكرانيا
- جسم بين نجمي غامض يقترب من الشمس
- رونالدو يعزي بوفاة الدولي دييغو جوتا في رسالة مؤثرة وجماهير ...
- -بيلدر إيه آي- تفلس بعد اكتشاف استخدامها لمبرمجين هنود
- صحف عالمية: قصف مقهى على بحر غزة بقنبلة ضخمة جريمة حرب


المزيد.....

- نقد الحركات الهوياتية / رحمان النوضة
- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطية - تدوير السياسي العراقي