الكتاب المقدس 42

أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 6312 - 2019 / 8 / 6 - 00:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

*************************
توضيح

هذا الكتاب المقدس هو الكتاب المقدس الذي أكتبه برؤيتي وبوجهة نظري وبأدوات خلقي الفنية الخاصة بي اعتمادًا مني على النص الكلاسيكي للكتاب المقدس، ليس إعادةً أو نقلاً أو انتحالاً، وهو يختلف اختلافًا كليًا عما نجده في الكنائس، هذا وإن أحتفظ بآياته وبأطرها وبأساليبها، فأنا أضعها في سياق جديد يخدم الخط الجديد الذي أنتهجه في بنائه، هناك إذن عملية في الشكل جديدة تفرضها عملية في المضمون منافية تمامًا لكاتب التوراة في تصوراته المثالية للعالم، إنها تصوراتي المادية للعالم وكل فلسفتي الإنسانية التي أوظفها في هذا النص الجديد لما يدعى بالكتاب المقدس، لنقل النص الأخير، فللكتاب المقدس روايات عديدة.

*************************



سِفْرُ التَّكْويِنِ





1 وَلَمَّا رَأَى يَعْقُوبُ أَنَّهُ تُوجَدُ حَرْبٌ فِي مِصْرَ، كَانَتْ فُرْصَتُهُ لَلاقْتِحَامِ، فَقَالَ لِبَنِيهِ: «لِمَاذَا تَنْظُرُونَ إِلَى بَعْضِكُمِ الْبَعْضَ؟»
2 وَقَالَ: «إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ أَنَّ حَرْبًا تُوجَدُ فِي مِصْرَ، انْزِلُوا إِلَى هُنَاكَ، وَقَاتِلُوا هُنَاكَ لِنَحْيَا وَلاَ نَمُوتَ مِنَ الْجُوعِ هُنَا.»
3 فَنَزَلَ عَشَرَةٌ مِنْ إِخْوَةِ يُوسُفَ لِيُقَاتِلُوا الفُرْسَ فِي مِصْرَ، وّلِيُوَاجِهُوا الْمَجَاعَةَ مِنْ مِصْرَ فِي كَنْعَانَ.
4 وَأَمَّا بَنْيَامِينُ أَخُو يُوسُفَ، فَلَمْ يُرْسِلْهُ يَعْقُوبُ مَعَ إِخْوَتِهِ، لأَنَّهُ قَالَ: « الصَّبِيُّ نَقِيٌّ كَمَاءِ النَّدى لَا يَعْرِفُ مّا عُقْدَةُ الِانْهِزَامِ وَلَعَلَّهُ تُصِيبُهُ أَذِيَّةٌ.»
5 فَأَتَى بَنُو إِسْرَائِيلَ لِيُقَاتِلُوا بَيْنَ الَّذِينَ أَتَوْا مَعَ فُوطِيفَارَ، لأَنَّ الْجُوعَ كَانَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ عَدُوًّا غَيْرَ مَرْئِيٍّ.
6 وَكَانَ يُوسُفُ هُوَ الْمُسَلَّطَ عَلَى الأَرْضِ كَمَا كَانَ فُوطِيفَارُ هُوَ الْمُسَلَّطَ عَلَى الْجَيْشِ، يُوسُفُ الشَّاريُ لَكُلِّ شَعْبِ الْأَرْضِ، وَفُوطِيفَارُ الْشَّارِيُ لِكُلِّ جَيْشِ الأرْضِ، فَأَتَى إِخْوَةُ يُوسُفَ، وَسَجَدُوا لَهُ سُجُودَهُمْ للرَّبِّ الْإِلَهِيِّ.
7 وَلَمَّا رَأَى يُوسُفُ إِخْوَتَهُ عَرَفَهُمْ، فَتَنَكَّرَ لَهُمْ عَنْ عَمْدٍ، وَتَكَلَّمَ مَعَهُمْ بِجَفَاءٍ عَنْ عَمْدٍ، وَقَالَ لَهُمْ: «مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟ وَلِمَاذَا جِئْتُمْ؟» فَقَالُوا: «جِئْنَا مِنْ أَرْضِ كَنْعَانَ لِنُقَاتِلَ، لِنَحْيَا مِنَ الْحَرْبِ هُنَا وَلَا نَمُوتَ مِنَ الْجُوعِ هُنَاكَ.»
8 وَأَمَّا هُمْ، فَلَمْ يَعْرِفُوهُ.
9 فَتَذَكَّرَ يُوسُفُ الأَحْلاَمَ الَّتِي حَلُمَ عَنْهُمْ، وَلَمْ يُعَبِّرْهَا لِنَفْسِهِ، فَهَا هُمْ يُفَاجِئُونَهُ بِحُضُورِهِمْ: «جَوَاسِيسُ أَنْتُمْ! قَالَ لَهُمْ عَنْ عَمْدٍ، لِتَرَوْا عَوْرَةَ الْجَيْشِ جِئْتُمْ.»
10 فَقَالُوا لَهُ: «لاَ يَا سَيِّدِي، بَلْ عَبِيدُكَ جَاؤُوا لِيُقَاتِلُوا، وَبَعْدَ النَّصْرِ لِيَشْتَرُوا طَعَامًا.
11 نَحْنُ جَمِيعُنَا بَنُو رَجُل وَاحِدٍ، نَحْنُ أُمَنَاءُ، لَسْنَا جَوَاسِيسَ.»
12 فَقَالَ لَهُمْ عَنْ عَمْدٍ: «كَلَّا! بَلْ لِتَرَوْا عَوْرَةَ الْجَيْشِ جِئْتُمْ.»
13 فَقَالُوا: «عَبِيدُكَ اثْنَا عَشَرَ أَخًا، نَحْنُ بَنُو رَجُلٍ وَاحِدٍ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، هُوَ ذَا الصَّغِيرُ عِنْدَ أَبِينَا الْيَوْمَ، وَالْوَاحِدُ مَفْقُودٌ.»
14 فَقَالَ لَهُمْ يُوسُفُ عَنْ عَمْدٍ، فَلَا يُقْتَلُونَ فِي الْحَربِ، وَلَا يُجْبَلُونَ فِي السِّلْمِ: «ذلِكَ مَا كَلَّمْتُكُمْ بِهِ قَائِلًا: جَوَاسِيسُ أَنْتُمْ!
15 بِهذَا تُمْتَحَنُونَ، وَحَيَاةِ فِرْعَوْنَ لاَ تَخْرُجُونَ إِلاَّ بِمَجِيءِ أَخِيكُمُ الصَّغِيرِ إِلَى هُنَا.
16 أَرْسِلُوا مِنْكُمْ وَاحِدًا لِيَجِيءَ بِأَخِيكُمْ، وَأَنْتُمْ تُحْبَسُونَ، فَيُمْتَحَنَ كَلاَمُكُمْ هَلْ عِنْدَكُمْ صِدْقٌ، وَإِلاَّ فَوَحَيَاةِ فِرْعَوْنَ إِنَّكُمْ لَجَوَاسِيسُ!»
17 فَجَمَعَهُمْ إِلَى حَبْسٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ.
18 ثُمَّ قَالَ لَهُمْ يُوسُفُ عَنْ عَمْدٍ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ: «افْعَلُوا هذَا، وَاحْيَوْا.
19 إِنْ كُنْتُمْ أُمَنَاءَ، فَلْيُحْبَسْ أَخٌ وَاحِدٌ مِنْكُمْ، وَانْطَلِقُوا أَنْتُمْ، وَخُذُوا قَمْحًا لِمَجَاعَةِ بُيُوتِكُمْ.
20 وَأَحْضِرُوا أَخَاكُمُ الصَّغِيرَ إِلَيَّ، فَيَتَحَقَّقَ كَلاَمُكُمْ، وَلاَ تَمُوتُوا.»
21 وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «حَقًّا إِنَّنَا مُذْنِبُونَ إِلَى أَخِينَا الَّذِي رَأَيْنَا ضِيقَةَ نَفْسِهِ لَمَّا اسْتَرْحَمَنَا، وَلَمْ نَسْمَعْ، إِنَّنَا لَمُنْهَزِمُونَ!»
22 فَأَجَابَهُمْ رَأُوبَيْنُ قَائِلًا: «أَلَمْ أُكَلِّمْكُمْ قَائِلًا لاَ تَأْثَمُوا بِالْوَلَدِ، وَأَنْتُمْ لَمْ تَسْمَعُوا؟ هُوَ ذَا دَمُهُ يُطَالِبُكُمْ.»
23 وَهُمْ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ يُوسُفَ فَاهِمٌ لأَنَّ التُّرْجُمَانَ كَانَ بَيْنَهُمْ.
24 فَتَحَوَّلَ عَنْهُمْ، وَبَكَى، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِمْ، وَأَخَذَ مِنْهُمْ شِمْعُونَ، وَقَيَّدَهُ أَمَامَ عُيُونِهِمْ.
25 ثُمَّ أَمَرَ أَنْ تُمْلأَ أَوْعِيَتُهُمْ قَمْحًا، أَنْ تُوضَعَ صُرَّةُ فِضَّةٍ لِكُلِّ وَاحِدٍ فِي عِدْلِهِ، وَأَنْ يُعْطَوْا زَادًا لِلطَّرِيقِ.
26 فَحَمَلُوا قَمْحَهُمْ عَلَى حَمِيرِهِمْ، وَمَضَوْا مِنْ هُنَاكَ، وَالْجَيْشُ يَحْرُسُهُمْ.
27 وَلَمَّا فَتَحَ أَحَدُهُمْ عِدْلَهُ لِيُعْطِيَ عَلِيقًا لِحِمَارِهِ، رَأَى صُرَّةَ الْفِضَّةِ فِيهِ.
28 فَقَالَ لإِخْوَتِهِ: «أُعْطِيتُ فِضَّةً فِي عِدْلِي»، فَضَاقَتْ صُدُورُهُمْ، وَارْتَعَدَتْ فَرَائِصُهُمْ قَائِلِينَ: «مَا هذَا الَّذِي صَنَعَهُ اللهُ بِنَا؟»
29 جَاؤُوا إِلَى يَعْقُوبَ أَبِيهِمْ، مِنْ أَرْضِ مِصْرَ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ، وَالْهَزِيمَةُ الَّتِي لَنْ تَعْرِفَهَا مِصْرُ فِي نُفُوسِهِمْ، وَأَخْبَرُوهُ بِكُلِّ مَا أَصَابَهُمْ:
30 «تَكَلَّمَ مَعَنَا الرَّجُلُ سَيِّدُ الأَرْضِ بِجَفَاءٍ، وَحَسِبَنَا جَوَاسِيسَ الْجَيْشِ.
31 فَقُلْنَا لَهُ نَحْنُ أُمَنَاءُ، لَسْنَا جَوَاسِيسَ.
32 نَحْنُ اثْنَا عَشَرَ أَخًا بَنُو أَبِينَا، الْوَاحِدُ مَفْقُودٌ وَالصَّغِيرُ الْيَوْمَ عِنْدَ أَبِينَا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ.
33 فَقَالَ لَنَا الرَّجُلُ سَيِّدُ الأَرْضِ بِهذَا أَعْرِفُ أَنَّكُمْ أُمَنَاءُ، دَعُوا أَخًا وَاحِدًا مِنْكُمْ عِنْدِي، وَخُذُوا لِمَجَاعَةِ بُيُوتِكُمْ، وَانْطَلِقُوا.
34 أَحْضِرُوا أَخَاكُمُ الصَّغِيرَ إِلَيَّ، فَأَعْرِفَ أَنَّكُمْ لَسْتُمْ جَوَاسِيسَ، بَلْ أَنَّكُمْ أُمَنَاءُ، فَأُعْطِيَكُمْ أَخَاكُمْ، وَلَا تَمُوتُونَ.»
35 وَإِذْ كَانُوا يُفَرِّغُونَ عِدَالَهُمْ إِذَا صُرَّةُ فِضَّةِ كُلِّ وَاحِدٍ فِي عِدْلِهِ، فَلَمَّا رَأَوْا صُرَرَ فِضَّتِهِمْ هُمْ وَأَبُوهُمْ خَافُوا، وَاتَّهَمَ بِالْخِيَانَةِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَبِالْانْهِزَامِ.
36 فَقَالَ لَهُمْ يَعْقُوبُ: «أَعْدَمْتُمُونِي الأَوْلاَدَ، يُوسُفُ مَفْقُودٌ، وَشِمْعُونُ مَفْقُودٌ، وَبَنْيَامِينُ تَأْخُذُونَهُ، صَارَ كُلُّ هذَا عَلَيَّ عِبْءَ الْحَيَاةِ.»
37 وَكَلَّمَ رَأُوبَيْنُ أَبَاهُ: «اقْتُلِ ابْنَيَّ إِنْ لَمْ أَجِئْ بِهِ إِلَيْكَ، سَلِّمْهُ لِيَدِي، وَأَنَا أَرُدُّهُ إِلَى يَدِكَ»، وَكَانَ رَأُوبَيْنُ نَبِيًّا.
38 فَقَالَ يَعْقُوبُ لِأَغْلَالِهِ: «لاَ يَنْزِلُ ابْنِي مَعَكُمْ، لأَنَّ أَخَاهُ قَدْ مَاتَ، وَهُوَ وَحْدَهُ بَاقٍ، فَإِنْ أَصَابَتْهُ أَذِيَّةٌ فِي الطَّرِيقِ الَّتِي تَذْهَبُونَ فِيهَا، تُنْزِلُونَ شَيْبَتِي بِحُزْنٍ إِلَى الْهَاوِيَةِ»، وَكَانَ يَعْقُوبُ إِلَهًا.

#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات