الكتاب المقدس 24

أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 6297 - 2019 / 7 / 21 - 19:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

*************************
توضيح

هذا الكتاب المقدس هو الكتاب المقدس الذي أكتبه برؤيتي وبوجهة نظري وبأدوات خلقي الفنية الخاصة بي اعتمادًا مني على النص الكلاسيكي للكتاب المقدس، ليس إعادةً أو نقلاً أو انتحالاً، وهو يختلف اختلافًا كليًا عما نجده في الكنائس، هذا وإن أحتفظ بآياته وبأطرها وبأساليبها، فأنا أضعها في سياق جديد يخدم الخط الجديد الذي أنتهجه في بنائه، هناك إذن عملية في الشكل جديدة تفرضها عملية في المضمون منافية تمامًا لكاتب التوراة في تصوراته المثالية للعالم، إنها تصوراتي المادية للعالم وكل فلسفتي الإنسانية التي أوظفها في هذا النص الجديد لما يدعى بالكتاب المقدس، لنقل النص الأخير، فللكتاب المقدس روايات عديدة.

*************************

سفر التكوين


1 وَغَدَا إِبْرَاهِيمُ كَهْلَاً مُكَرْكَبًا، فَكَرِهَهُ الرَّجُلُ الرَّبُّ لِدَمَامَتِهِ.
2 وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِإِبْرَاهِيمَ وَفِي الْحَقِيقَةِ لِخَادِمِهِ كَمَنْ يُهَلْوِسُ: «ضَعْ يَدَكَ تَحْتَ قَدَمِي، لَا تَحْتَ فَخْذِي، لَا تَحْتَ ذَقْنِي،
3 فَأَسْتَحْلِفَكَ بِالرَّبِّ الْإِلَهِيِّ صَنِيعَةِ الْإِنْسَانِ الْبَشَرِيِّ الَّذِي هُوَ أَنَا الَّذِي هُوَ أَنْتَ الَّذِي هُوَ نَحْنُ كُلُّنَا أَنْ تَأْخُذَ زَوْجَةً لابْنِي إِسْحَاقَ مِنْ بَنَاتِ الْكَنْعَانِيِّينَ الَّذِينَ أَنَا سَاكِنٌ بَيْنَهُمْ،
4 وَإِنْ لَمْ يَقْبَلْنَهُ إِلَى أَرْضِي وَإِلَى عَشِيرَتِي تَذْهَبُ».
5 فَقَالَ لَهُ الْخَادِمُ: «ابْنُكَ إِسْحَاقُ جَمِيلٌ كَإِلَهٍ تَقْبَلُهُ كُلُّ النِّسَاءِ، وَلَوْ تَشِذُّ الْكَنْعَانِيَّاتُ عَنِ الْقَاعِدةِ رُبَّمَا لاَ تَشَاءُ الْمَرْأَةُ الَّتِي مِنْ عِنْدِكُمْ أَنْ تَتْبَعَنِي إِلَى هذِهِ الأَرْضِ، فَهَلْ أَرْجِعُ بِابْنِكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي خَرَجْتَ مِنْهَا؟»
6 فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: «احْتَرِزْ مِنْ أَنْ تَرْجِعَ بِابْنِي إِلَى هُنَاكَ.
7 الْأَقَارِبُ عَقَارِبٌ، نَحْنُ لَهُمْ هَكّذَا مِثْلَمَا هُمْ لَنَا، وَأَنَا لِهَذَا خَرَجْتُ مِنْ بَيْتِ أَبِي وَمِنْ أَرْضِ مِيلاَدِي، وَلِكَيْ أَكُونَ حُرًّا، تَقِيًّا أَكُونُ وَحُرًّا أَكُونُ: لِنَسْلِي أُعْطِي مَا لِي مِنْ هذِهِ الأَرْضِ بِوَصْفِي صِرْتُ الْكَنْعَانِيَّ بَعْدَ أَنْ كُنْتُ الْغَرِيبَ، فَتَأْخُذُ زَوْجَةً كَنْعَانِيَّةً لابْنِي مِنْ هُنَا وَإلِّا فَمِنْ هُنَاكَ.
8 وَإِنْ لَمْ تَشَإِ الْمَرْأَةُ الَّتِي مِنْ هُنَاكَ أَنْ تَتْبَعَكَ، تَبَرَّأْتَ مِنْ حَلْفِي هذَا، أَنْتَ يَا إِبْرَاهِيمُ إِنْ لَمْ تَشَإِ الْمَرْأَةُ الَّتِي مِنْ هُنَاكَ أَنْ تَتْبَعَكَ تَبَرَّأْتَ مِنْ حَلْفِكَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ».
9 فَأَمْسَكَ الْخَادِمُ بِذَقْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَحَلَفَ لَهُ عَلَى هذَا الأَمْرِ.
10 ثُمَّ طَلَبَ الْخَادِمُ لِابْنِ سَيِّدِهِ يَدَ كَنْعَانِيَّةً يَعْرِفُهَا فَلَمْ تَقْبَلِ الْغَبِيَّةُ إِسْحَاقَ زَوْجًا وأُخْرَى فَلَمْ تَقْبَلْ وَأُخْرَى فَلَمْ تَقْبَلْ وَأُخْرَى فَلَمْ تَقْبَلْ فَأَخَذَ الْخَادِمُ عَشَرَةَ جِمَالٍ مِنْ جِمَالِ مَوْلاَهُ، وَمَضَى وَجَمِيعُ خَيْرَاتِ مَوْلاَهُ فِي يَدِهِ، فَهُوَ إِبْرَاهِيمُ لِإِبْرَاهِيمَ، فَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى أَرَامِ النَّهْرَيْنِ إِلَى مَدِينَةِ نَاحُورَ.
11 وَأَنَاخَ الْجِمَالَ خَارِجَ الْمَدِينَةِ عِنْدَ بِئْرِ الْمَاءِ وَقْتَ الْمَسَاءِ وَقْتَ خُرُوجِ الْمُسْتَقِيَاتِ.
12 وَقَالَ: «أَيُّهَا الرَّبُّ الْإِلَهِيُّ إِلهَ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ الّذِي صَنَعَهُ عَلَى صُورَتِهِ، يَسِّرْ لِيَ الْيَوْمَ وَاصْنَعْ لُطْفًا إِلَى إِبْرَاهِيمَ الَّذِي كُنْتَ تُحِبُّهُ قَبْلَ أَنْ يَغْدُو كَهْلَاً دَمِيمًا.
13 هَا أَنَا وَاقِفٌ عَلَى عَيْنِ الْمَاءِ، وَبَنَاتُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ خَارِجَاتٌ لِيَسْتَقِينَ.
14 فَلْيَكُنْ أَنَّ الْفَتَاةَ الَّتِي أَقُولُ لَهَا: أَمِيلِي جَرَّتَكِ لأَشْرَبَ، فَتَقُولَ: اشْرَبْ وَأَنَا أَسْقِي جِمَالَكَ، هِيَ الَّتِي عَيَّنْتَهَا لِعَبْدِكَ إِسْحَاقَ. وَبِهَا أَعْلَمُ أَنَّكَ صَنَعْتَ لُطْفًا إِلَى سَيِّدِي الَّذِي صَنَعَكَ».
15 وَإِذْ كَانَ لَمْ يَفْرَغْ بَعْدُ مِنَ الْكَلاَمِ، إِذَا رِفْقَةُ الَّتِي وُلِدَتْ لِبَتُوئِيلَ ابْنِ مِلْكَةَ امْرَأَةِ نَاحُورَ أَخِي إِبْرَاهِيمَ خَارِجَةٌ وَجَرَّتُهَا عَلَى كَتِفِهَا.
16 وَكَانَتِ الْفَتَاةُ حَسَنَةَ الْمَنْظَرِ جِدًّا، فَنَزَلَتْ إِلَى الْعَيْنِ، وَمَلأَتْ جَرَّتَهَا، وَطَلَعَتْ.
17 فَرَكَضَ الْخَادِمُ لِلِقَائِهَا وَقَالَ: «اسْقِينِي قَلِيلَ مَاءٍ مِنْ جَرَّتِكِ».
18 فَقَالَتِ: «اشْرَبْ يَا سَيِّدِي شَرْطَ أَلَّا تَسْأَلَنِي». وَأَسْرَعَتْ، وَأَنْزَلَتْ جَرَّتَهَا عَلَى يَدِهَا، وَسَقَتْهُ.
19 وَلَمَّا فَرَغَتْ مِنْ سَقْيِهِ قَالَتْ: «أَسْتَقِي لِجِمَالِكَ كَيْلَا تَسْأَلَنِي».
20 فَأَسْرَعَتْ، وَأَفْرَغَتْ جَرَّتَهَا فِي الْمَسْقَاةِ، وَرَكَضَتْ أَيْضًا إِلَى الْبِئْرِ لِتَسْتَقِيَ، فَاسْتَقَتْ لِكُلِّ جِمَالِهِ.
21 وَالرَّجُلُ يَتَفَرَّسُ فِيهَا صَامِتًا لِيَعْلَمَ الْجَوَابَ.
22 وَحَدَثَ عِنْدَمَا فَرَغَتِ الْجِمَالُ مِنَ الشُّرْبِ أَنَّ الرَّجُلَ أَخَذَ خِزَامَةً وَزْنُهَا نِصْفُ شَاقِلِ ذّهّبٍ وَسِوَارَيْنِ عَلَى يَدَيْهَا وَزْنُهُمَا عَشَرَةُ شَوَاقِلِ ذَهَبٍ.
23 وَقَالَ: «بِنْتُ مَنْ أَنْتِ؟».
24 فَقَالَتْ لَهُ: «هَا أَنْتَ تَسْأَلُ! أَنَا ابْنَةُ بَتُوئِيلَ ابْنِ مِلْكَةَ الَّذِي وَلَدَتْهُ لِنَاحُورَ».
25 وَقَالَتْ لَهُ: «أَنَا كَكُلِّ الْبَنَاتِ الَّلاتِي هُنَا لَمْ أَعُدِ الْعَذْرَاءَ الَّتِي تَبْحَثُ عَنْهَا».
26 فَامْتَعَضَ الرَّجُلُ وَسَبَّ الرَّبَّ،
27 وَقَالَ: «وَأَنَا كُنْتُ فِي الطَّرِيقِ، هَدَانِي الرَّبُّ الْإِلَهِيُّ بِقَدْرَةِ الْإِنْسَانِ الْبَشَرِيِّ إِلَى بَيْتِ إِخْوَةِ سَيِّدِي وَبِقُدْرَةِ الْإِنْسَانِ الْبَشَرِيِّ هَدَّدّنِي، لَكِنَّ ابْنَ سَيِّدِي إِسْحَاقَ الَّذِي لَمْ يَجِدْ كَنْعَانِيَّةً يَتَزَوَّجُ بِهَا سَيَقْبَلُكَ مَشْرُوخَةً».
28 فَرَكَضَتِ الْفَتَاةُ وَأَخْبَرَتْ بَيْتَ أُمِّهَا بِحَسَبِ هذِهِ الأُمُورِ.
29 وَكَانَ لِرِفْقَةَ أَخٌ اسْمُهُ لاَبَانُ، فَرَكَضَ لاَبَانُ إِلَى الرَّجُلِ خَارِجًا إِلَى الْعَيْنِ.
30 وَحَدَثَ أَنَّهُ إِذْ رَأَى الْخِزَامَةَ وَالسِّوَارَيْنِ عَلَى يَدَيْ أُخْتِهِ، وَإِذْ سَمِعَ كَلاَمَ رِفْقَةَ أُخْتِهِ قَائِلَةً: «هكَذَا كَلَّمَنِي الرَّجُلُ»، جَاءَ إِلَى الرَّجُلِ، وَإِذَا هُوَ وَاقِفٌ عِنْدَ الْجِمَالِ عَلَى الْعَيْنِ.
31 فَدَعَاهُ إِلَى الْبَيْتِ وَقَالَ: «ادْخُلْ يَا خِنْزِيرَ الرَّبِّ، لِمَاذَا تَقْبَلُ أُنْثىً مَشْرُوخَةً مِنْ بَيْنِ كُلِّ بَنَاتِ الْأَرْضِ؟».
32 فَدَخَلَ الرَّجُلُ إِلَى الْبَيْتِ، وَحَلَّ عَنِ الْجِمَالِ، فِي الْوَقْتِ الَّذِي أَعْطَى فِيهِ لَابَانُ تِبْنًا وَعَلَفًا لِلْجِمَالِ وَمَاءً لِغَسْلِ رِجْلَيِ الرَّجُلِ وَأَرْجُلِ الرِّجَالِ الَّذِينَ مَعَهُ.
33 وَوُضِعَ قُدَّامَهُ لِيَأْكُلَ. فَقَالَ: «لاَ آكُلُ حَتَّى أَتَكَلَّمَ كَلاَمِي». فَقَالَ: «تَكَلَّمْ».
34 فَقَالَ: «أَنَا عَبْدُ إِبْرَاهِيمَ،
35 وَالتَّاجِرُ فِي ثَوْبِ التَّقِيِّ قَدْ أّغْنَى مَوْلاَيَ جِدًّا فَصَارَ عَظِيمًا، وَأَعْطَى إِبْرَاهِيمُ لِإِبْرَاهِيمَ غَنَمًا وَبَقَرًا وَفِضَّةً وَذَهَبًا وَخَدَمًا وَخَادِمَاتٍ وَجِمَالًا وَحَمِيرًا.
36 وَوَلَدَتْ سَارَةُ امْرَأَةُ سَيِّدِي ابْنًا لِسَيِّدِي بَعْدَ عُقْمٍ.
37 وَاسْتَحْلَفَنِي سَيِّدِي قَائِلًا: تَأْخُذُ زَوْجَةً لابْنِي مِنْ بَنَاتِ الْكَنْعَانِيِّينَ الَّذِينَ أَنَا سَاكِنٌ فِي أَرْضِهِمْ،
38 وَإِلَّا فَإِلَى بَيْتِ أَبِي تَذْهَبُ وَإِلَى عَشِيرَتِي، وَتَأْخُذُ زَوْجَةً لابْنِي.
39 فَقُلْتُ لِسَيِّدِي: رُبَّمَا لاَ تَتْبَعُنِي الْمَرْأَةُ.
40 فَقَالَ لِي: إِنَّ الرَّجُلَ الرَّبَّ يُنْجِحُ طَرِيقَكَ، فَتَأْخُذُ زَوْجَةً لابْنِي مِنْ عَشِيرَتِي وَمِنْ بَيْتِ أَبِي.
41 حِينَئِذٍ تَتَبَرَّأُ مِنْ حَلْفِي حِينَمَا تَجِيءُ إِلَى عَشِيرَتِي، وَإِنْ لَمْ يُعْطُوكَ، فَتَكُونُ بَرِيئًا مِنْ حَلْفِي.
42 فَجِئْتُ الْيَوْمَ إِلَى الْعَيْنِ، وَقُلْتُ مُخَاطِبًا نَفْسِي: أَيُّهَا الرَّجُلُ الرَّبُّ الَّذِي صَنَعَهُ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ عَلّى صُورَتِهِ، إِنْ كُنْتَ تُنْجِحُ طَرِيقِي الَّذِي أَنَا سَالِكٌ فِيهِ،
43 فَهَا أَنَا وَاقِفٌ عَلَى عَيْنِ الْمَاءِ، وَلْيَكُنْ أَنَّ الْفَتَاةَ الَّتِي تَخْرُجُ لِتَسْتَقِيَ، وَأَقُولُ لَهَا: اسْقِينِي قَلِيلَ مَاءٍ مِنْ جَرَّتِكِ،
44 فَتَقُولَ لِيَ: اشْرَبْ أَنْتَ، وَأَنَا أَسْتَقِي لِجِمَالِكَ، هِيَ الْمَرْأَةُ الَّتِي عَيَّنَهَا الرَّجُلُ الرَّبُّ لابْنِ سَيِّدِي.
45 وَإِذْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أَفْرَغْ بَعْدُ مِنَ الْكَلاَمِ فِي قَلْبِي، إِذَا رِفْقَةُ خَارِجَةٌ وَجَرَّتُهَا عَلَى كَتِفِهَا، فَنَزَلَتْ إِلَى الْعَيْنِ، وَاسْتَقَتْ. فَقُلْتُ لَهَا: اسْقِينِي.
46 فَأَسْرَعَتْ، وَأَنْزَلَتْ جَرَّتَهَا عَنْهَاُ وَقَالَتِ: اشْرَبْ وَأَنَا أَسْقِي جِمَالَكَ. فَشَرِبْتُ، وَسَقَتِ الْجِمَالَ.
47 فَسَأَلْتُهَا: بِنْتُ مَنْ أَنْتِ؟ فَقَالَتْ: بِنْتُ بَتُوئِيلَ بْنِ نَاحُورَ الَّذِي وَلَدَتْهُ لَهُ مِلْكَةُ. فَوَضَعْتُ الْخِزَامَةَ فِي أَنْفِهَا وَالسِّوَارَيْنِ عَلَى يَدَيْهَا.
48 وَخَرَرْتُ وَسَجَدْتُ لِلرَّجُلِ الرَّبِّ، وَبَارَكْتُ الْإِنْسَانَ الْبَشَرِيَّ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ الَّذِي هَدَانِي فِي طَرِيق أَمِينٍ لآخُذَ ابْنَةَ أَخِي سَيِّدِي لابْنِهِ.
49 وَالآنَ إِنْ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ مَعْرُوفًا وَأَمَانَةً إِلَى سَيِّدِي فَأَخْبِرُونِي، وَإِلاَّ فَأَخْبِرُونِي لأَنْصَرِفَ يَمِينًا أَوْ شِمَالًا».
50 فَأَجَابَ لاَبَانُ وَبَتُوئِيلُ قَائِلَيْنِ: «مِنْ عِنْدِ الرَّجُلِ الرَّبِّ خَرَجَ الأَمْرُ. لاَ نَقْدِرُ أَنْ نُكَلِّمَكَ بِشَرٍّ أَوْ بِخَيْرٍ.
51 هَا هِيَ ذَا رِفْقَةُ قُدَّامَكَ، سُؤَالُهَا وَجَوَابُهَا، خُذْهَا وَاذْهَبْ. فَلْتَكُنْ زَوْجَةً لابْنِ سَيِّدِكَ».
52 وَكَانَ عِنْدَمَا سَمِعَ خَادِمُ إِبْرَاهِيمَ كَلاَمَهُمَا أَنَّهُ عَانَقَهُمَا.
53 وَأَخْرَجَ الْخَادِمُ آنِيَةَ فِضَّةٍ وَآنِيَةَ ذَهَبٍ وَثِيَابًا وَأَعْطَاهَا لِرِفْقَةَ، وَأَعْطَى تُحَفًا لأَخِيهَا وَلأُمِّهَا.
54 فَأَكَلَ وَشَرِبَ هُوَ وَالرِّجَالُ الَّذِينَ مَعَهُ وَبَاتُوا. ثُمَّ قَامُوا صَبَاحًا فَقَالَ: «اصْرِفُونِي إِلَى سَيِّدِي».
55 فَقَالَ أَخُوهَا وَأُمُّهَا: «لِتَمْكُثِ الْفَتَاةُ عِنْدَنَا بَعْضَ أَيَّامٍ، وَبَعْدَ ذلِكَ تَمْضِي».
56 فَقَالَ لَهُمَا: «لاَ تُعَوِّقُونِي وَالرَّجُلُ الرَّبُّ قَدْ أَنْجَحَ طَرِيقِي. اِصْرِفُونِي لأَذْهَبَ إِلَى سَيِّدِي».
57 فَقَالَا: «نَدْعُو الْفَتَاةَ وَنَسْأَلُهَا شِفَاهًا».
58 فَدَعَوَا رِفْقَةَ وَقَالَا لَهَا: «هَلْ تَذْهَبِينَ مَعَ هذَا الرَّجُلِ؟» فَقَالَتْ: «أَذْهَبُ مَعَ هّذَا الرَّجُلِ مَعَ رَجُلِي».
59 وَلَمْ يَكُنْ رَجُلُهَا الَّذِي افْتَضَّهَا زَوْجَهَا، فَلَمْ يُوَافِقْ خَادِمُ إِبْرَاهِيمَ، فَضَرَبَهَا أَخُوهَا، فَسَبَّتِ الرَّجُلَ الرَّبَّ، فَضَرَبَهَا أَخُوهَا ثَانِيَةً، فَسَبَّتِ الرَّجُلَ الرَّبَّ، فَضَرَبَهَا أَخُوهَا ثَالِثَةً، فَقَبِلَتِ الذَّهَابَ دُونَ رَجُلِهَا، فَصَرَفَ رِفْقَةَ أُخْتَهُ وَمُرَبِّيَتَهَا وَخَادِمَ إِبْرَاهِيمَ وَرِجَالَ إِبْرَاهِيمَ الْمُرَافِقِينَ لَهُ.
60 وَبَارَكَ رِجَالُ إِبْرَاهِيمَ رِفْقَةَ وَقَالُوا لَهَا: «أَنْتِ أُخْتُنَا كَمَا أَنْتِ، صِيرِي أُلُوفَ رِبْوَاتٍ، وَلْيَرِثْ نَسْلُكِ بَابَ مُبْغِضِيهِ وَبَابَ مُحِبِّيهِ».
61 فَقَامَتْ رِفْقَةُ وَفَتَيَاتُهَا وَرَكِبْنَ عَلَى الْجِمَالِ وَتَبِعْنَ الرَّجُلَ، وَأَخَذَ خَادِمُ إِبْرَاهِيمَ رِفْقَةَ وَمَضَى.
62 وَكَانَ إِسْحَاقُ قَدْ أَتَى مِنْ وُرُودِ بِئْرِ لَحَيْ رُئِي، إِذْ كَانَ سَاكِنًا فِي أَرْضِ الْجَنُوبِ شَرْقِيَّ عَدْنٍ مَرْكَزِ الدُّنْيَا.
63 وَخَرَجَ إِسْحَاقُ لِيَتَأَمَّلَ فِي الْحَقْلِ عِنْدَ إِقْبَالِ الْمَسَاءِ، فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ، وَنَظَرَ، وَإِذَا جِمَالٌ مُقْبِلَةٌ.
64 وَرَفَعَتْ رِفْقَةُ عَيْنَيْهَا، فَرَأَتْ إِسْحَاقَ، فَنَزَلَتْ عَنِ الْجَمَلِ.
65 وَقَالَتْ لِلْخَادِمِ: «هذَا الرَّجُلُ الْمَاشِي فِي الْحَقْلِ لِلِقَائِنَا يُشْبِهُ رَجُلِي فَهَلْ يَكُونُ رَجُلِي؟» فَقَالَ الْخَادِمُ: «هُوَ سَيِّدِي إِسْحَاقُ زَوْجُكِ»، وَهُوَ يُعْطِيهَا الْبُرْقُعَ الَّذِي رَفَضَتْ أَنْ تَتَغَطَّى بِهِ.
66 ثُمَّ حَدَّثَ الْخَادِمُ إِسْحَاقَ بِكُلِّ الأُمُورِ الَّتِي صَنَعَ،
67 فَأَدْخَلَ إِسْحَاقُ رِفْقَةَ إِلَى خِبَاءِ سَارَةَ أُمِّهِ، وَأَخَذَهَا، فَصَارَتْ لَهُ زَوْجَةً، وَأَحَبَّهَا أَكْثَرَ مِنْ أُمِّهِ.

#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل