أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو قمر - هل صليت اليوم علي النبي؟؟!!!!!














المزيد.....

هل صليت اليوم علي النبي؟؟!!!!!


محمد أبو قمر

الحوار المتمدن-العدد: 6306 - 2019 / 7 / 31 - 19:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفكر السلفي تحول زي ما هو واضح إلي دين ، وبالطبع تحول هذا الدين الجديد إلي ثقافة ، إلي سلوك يومي . سيبك من الإدعاءات الليبرالية التي تدعيها بعض الأحزاب ، أو التي يوهمنا بها كتير من أعضاء مجلس النواب بمن فيهم الأعضاء المعارضون ، كثير من هؤلاء وهؤلاء يرفعون شعار الحرية لكنهم يمارسون السلفية بحذافيرها في بيوتهم ، مع أولادهم ، وفي نظرتهم لروجاتهم ، أي في مفهومهم عن المرأة بصفة عامة .
هل تعرف أحدا من هؤلاء لا يجبر بناته وزوجته علي ارتداء الحجاب؟؟ ، هل تعرف أحدا من هؤلاء يعتبر المخالف له في الدين مواطنا له نفس الحقوق التي له هو شخصيا.
الكلام إللي بيتقال حلو لكن المفاهيم مشوهة ، والممارسة غاية في الانحطاط
في الجامعات المصرية ، أنظر في كيفية الفصل بين الطلبة والطالبات ، بل أنظر لتنمر الأستاذ الجامعي للطالبة التي لا ترتدي الحجاب.
في المدارس ، حتي المدارس الابتدائية إللي لسه التلاميذ فيها عصافير بريئة ، أنظر لإصرار بعض المعلمين والمعلمات علي ارتداء العصافير دي للحجاب ، ناهيك عن عملية الفصل بين العصافير الذكور والعصافير الإناث.
في المصالح الحكومية ، شوف إزاي الموظفات المحجبات بيعاملوا الموظفات السافرات ، لأ شوف المديرين ورؤساء الأقسام بينظروا إزاي للموظفة إللي مش لابسة حجاب .
في عملي أنا شخصيا الموظفات المحجبات أجبرن موظفة مسيحية علي ارتداء الحجاب ، كانت تلبسه أثناء العمل ثم تخلعه عندما يحين وقت الانصراف من العمل..
السلفية مش بس حولت الدين إلي ممارسة مظهرية حنجورية ميكرفونية ، السلفية أمرضت الناس وأصابتهم بانفصام في الشخصية ، فأنا لا أعرف كيف يتحدث البعض عن الحرية والديمقراطية وهم في ذات الوقت يمارسون في بيوتهم وفي أعمالهم أقصي أنواع الديكتاتورية مبررين ذلك بأنهم يتبعون القيم الأخلاقية والدينية والعادات الشرقية الأصيلة.
كان المجتمع المصري قبل هجمة السلفية الوهابية مجتمعا خاليا من تلك الأمراض ، كانت قناعات الإنسان المصري متطابقة مع سلوكه اليومي ، كان يؤمن بالحرية وفي ذات الوقت يطبقها في بيته ، مع أولاده وزوجته ، لم يكن يفرض حجابا ولا نقابا ولم يكن يخشي هذه الخشية المرضية البائسة من الاختلاط بين الجنسين لا في المدرسة ولا في الجامعة ولا في العمل ، كانت الأخلاق الحقيقية المتوارثة عبر التاريخ تفرض الاحترام ، ولم يكن السفور جريمة أخلاقية ولا خطيئة دينية ، وكانت للدين قيمة عليا مقدسة مترفعة عن المظهرية أو الحنجورية أو الميكرفونية ، بل لم يكن الدين قبل الهجمة السلفية الممرضة هذه في حاجة لكل هذه المساجد التي تشبه القلاع وتنتشر علي حساب المدارس والمستشفيات ومراكز العلم ودور المعرفة والثقافة والفن.
كان المسجد الواحد في القرية مجرد رمز لنوعية الايمان بينما كان الفلاح المصري يتوضأ من الترعة ثم يصلي علي حافة أرضه بهدوء وبلا ضجيج ودون اية مظهرية ، كان الدين فيما قبل الهجوم السلفي المدبر أكثر استقرارا في أرواح المصريين ، لم يكن كما هو الآن مرضا إجتماعيا وسياسيا وأخلاقيا .
لم يكن في قريتنا سوي مسجد واحد ، لكن كل فرد في القرية كان يحمل في قلبه مسجدا خاصا به ، إذ الإيمان كان علاقة شخصية بين المصري وخالقه ، فيما أصبح التدين الآن علاقة بين الناس وبعضها ، الناس تفرض علي بعضها الآن شكل الممارسة الدينية ، إذا لم تفرض الحجاب علي أهل بيتك فإنك لست كامل الإيمان ، إذا لم تعلق يافطة مكتوب عليها ( هل صليت اليوم علي النبي ) فأنت ناقص الايمان ، إذا لم تشغل قناة الرحمة في دكانك فلربما لن يشتري المؤمنون منك ، إذا لم تسمي مستشفاك ( مستشفي رب الحرمين ) فلن يزورك مريض مؤمن ، قس علي ذلك بقالة مكة ، جزارة الصلاة علي النبي ، خردوات السنة المحمدية ، مخبز عمر ابن الخطاب ، وخذ من ذلك كثيرا جدا.
السلفية التي هاجمتنا بجيش من الدعاة المدربين والممولين تمويلا غير محدود وفق مؤامرة إقليمية ودولية معروف تفاصيلها الآن غزتنا علي هيئة الدين لكنها كانت في الحقيقة بضاعة مغلفة بصور دينية براقة ، هذه البضاعة - كما كان مخطط لها - خلقت عند المصريين حاجات لم يكونوا يعرفونها من قبل ، أصبح المصري في حاجة لمعرفة ما الذي يقوله أو يفعله لحظة دخوله علي زوجته ، صار في حاجة لمعرفة كيفية دخوله إلي الحمام ، صار المصري في حاجة لمعرفة الدعاء الذي يردده عند الركوب ، صار المصري في حاجة لمن يخبره عما إذا كان السلوك الذي هو مقدم عليه حراما أم حلالا ، وهكذا تحول الإيمان الذي كان فطريا وطبيعيا قبل الغزو السلفي إلي مذلة وعبودية لمجموعة من الأفاقين التجار الذين غزونا بهذه البضاعة المغلفة بصور دينية براقة مثل العطور المغشوشة الرخيصة المعبأة في قناني مبهرة ومغلفة بأغلفة ملونة بألوان جذابة.
لقد كان الغزو شاملا ومدبرا بحيث تمكن من النفاذ إلي العقل المصري كله فعطله ، وأمرض الجميع ، وشق الشخصية نصفين ، فلا عجب بالنسبة لي الآن عندما أري أستاذا جامعيا له سمت التحضر والمدنية بينما يحمل في جيبه حجابا يقيه شر حسد زملائه أو شر حقدهم عليه، ولا عجب بالنسبة لي عندما أري حزبيا أو أفنديا يرفع شعارات الحرية والديمقراطية بينما هو سلفي حتي النخاع .



#محمد_أبو_قمر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤامرة مستمرة
- نصف تفاحة
- لحظة حُب في عرض الطريق
- الطريق إلي مصر
- البخاري ، وإجماع العلماء ، والطريق إلي الكارثة
- بخصوص جماعة الأمل
- ماذا بعد الهزيمة في استنبول
- حوار داخل زلعة
- الجامعة المصرية والجماعة الارهابية
- خارج الصندوق
- لن أخجل فقد بللت فراشي
- جميعنا شركاء في الجريمة
- مشروع إرهابية
- التنوير بخرافات حداثية
- ملاحظات في شأن من شئون حبيبتي
- البذرة التي تنمو فينا كل يوم
- أُنظر من بعيد لكي تري نفسك بوضوح
- بعض الغبار الذي يهب من الجنوب
- بدون عنوان
- الوهم المقدس


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو قمر - هل صليت اليوم علي النبي؟؟!!!!!