أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو قمر - بعض الغبار الذي يهب من الجنوب














المزيد.....

بعض الغبار الذي يهب من الجنوب


محمد أبو قمر

الحوار المتمدن-العدد: 6228 - 2019 / 5 / 13 - 20:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بعض الغبار الذي يهب من الجنوب :
================
من ضمن الاعتراضات التي أبداها المجلس العسكري السوداني علي الوثيقة المقدمة إليه من قوي الحرية والتغيير أن الوثيقة أغفلت اعتبار الشريعة الاسلامية المصدر الأول للتشريع .
وأنا لا أعرف ما إذا كانت قوي الحرية والتغيير قد أغفلت ذلك عمدا أم سهوا ، لكن ما أنا متأكد منه هو أن المجلس العسكري بهذه الملاحظة يقلب الطاولة علي قوي الحرية والتغيير ويضرب مطلب الدولة المدنية في مقتل ويضع القوي المطالبة بها في مأزق حقيقي.
وظني أن قوي الحرية والتغيير قد تتنازل وتوافق علي إدراج هذه الملاحظة في وثيقتهم لسببين :
1- تشوه مفهوم الدولة المدنية الحديثة في عموم العالم العربي والاسلامي ذلك أن هذا العالم ( العربي والاسلامي ) يعيش الآن أحلك حالات الانحطاط الفكري في تاريخه ، هذا الانحطاط الذي شوه كل المفاهيم السياسية والثقافية والفكرية والاجتماعية إلي درجة أن الهوية التاريخية لكل بلد من هذه البلدان قد تشوهت هي الأخري وتداخلت في الدين بطريقة يصعب الآن تمييزها .
2- قد توافق قوي الحرية والتغيير السودانية علي إدراج هذه الملاحظة في وثيقتها خوفا من انفضاض الجماهير من حولها حين يُشاع عمدا أن هذه القوي ترفض الاسلام وترفض أن تكون شريعة الله هي الأساس الأول في التشريع.

وفي ظني أن الدولة المدنية الحديثة تقوم علي مجموعة من الدعائم التي إن فقدت إحداها تشوهت الدولة وصار الانطاط مركبا لا أمل في الخلاص من ثقله مطلقا ، من أهم هذه الدعائم ما يلي :
أولا = المواطنة .
ثانيا = القابلية للتطور التشريعي والقانوني

- في حالة اعتبار الشريعة الاسلامية المصدر الأول في التشريع يصبح مبدأ المواطنة محل شك ، ومهما صيغت من القوانين ما يؤكد حق المواطنة للجميع بلا تفرقة في الدين أو الجنس فإن مواطنةغير المسلمين في ظل القوانين المستمدة من الشريعة ستكون مواطنة شكلية ناهيك عن تلك الأصوات المنحرفة التي تطلع في كل مناسبة مواتية لتصف الآخرين بأهل الذمة أو تكفرهم كما يحدث عادة في بعض البلدان العربية التي تنص دساتيرها علي اعتبار الشريعة أو أحكامها أو مبادئها مصدرا للتشريع.
- أما فيما يتعلق بالقابلية للتطور التشريعي والقانوني فإن اعتبار الشريعة مصدرا أساسيا للتشريع يطيح بإمكانية تطوير التشريعات والقوانين تبعا لتطور الحياة الاقتصادية والاجتماعية والحضارية ، فالشريعة ثابتة لا تتغير وما يرشح عنها من قوانين ستكون له صفة الثبات ، وحين تتجمد القوانين تتجمد الحياة ، ويدور الزمن بالناس دون أن تدور حياتهم ودون أن تتطور .

ملحوظة أخري قد تثير حفيظة البعض وهي متعلقة بهذا السؤال :
ما الفرق بين دولة داعش وبين دولة أخري تعتبر الشريعة الاسلامية مصدرا أساسيا في التشريه ؟ ، أليس الهدف النهائي لداعش وللقاعدة وللاخوان ولجبهة النصرة هو تطبيق الشريعة الاسلامية؟؟!!
من وجهة نظري ليس ثم فرق كبير بين دولة مدنية تستلهم قوانينها من الشريعة الاسلامية وبين داعش أو الاخوان أو بين فكر الاسلام السياسي عموما ، الفرق الوحيد هو أن هؤلاء الارهابيين جميعهم يريدون تطبيق الشريعة في دولة الخلافة الاسلامية.



#محمد_أبو_قمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون عنوان
- الوهم المقدس
- آل كابوني والاخوان
- ورقة عثرت عليها بين علب الدواء
- أوهام
- أنا أحب النساء
- بين دخول الاسلام إلي مصر ودخول العرب إليها
- الصحيح والعقلاني
- أيها الكهنة هذه ليست لغتنا
- المرجعية واحدة
- كتاب الشعب وكتاب الدولة
- الحصار من كل الجهات
- المال والرأسمال
- التطوير بين التلفيق والترقيع
- المرأة ، والحب والزواج وكثير من الأكاذيب والجرائم


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو قمر - بعض الغبار الذي يهب من الجنوب