أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو قمر - المال والرأسمال














المزيد.....

المال والرأسمال


محمد أبو قمر

الحوار المتمدن-العدد: 6004 - 2018 / 9 / 25 - 09:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفرق بين المال والرأسمال هائل وكبير جدا ومثير للدهشة كذلك ، فالمال هو ما يحصل عليه الشخص من :
- ميراث ، أو من الاتجار في المخدرات ، أو من التهريب ، أو من تسقيع أرض ثم بيعها ، أو من الرشاوي ، أو الاختلاس ، أو حتي من العثور علي ثروات طبيعية لم تكن في الحسبان.
أما الرأسمال فإن نشأته مختلفة تماما ، ودون الدخول في استعراضات فلسفية فإنه يمكن القول أن الرأسمال ينشأ من بضعة قروش يكسبها الفرد من أدائه لعمل عضلي أو عقلي أو خدمي ما ، ثم أعاد تشغيل هذه القروش مرة أخري لتصبح بضعة جنيهات ، يعيد تشغيلها ، وهكذا يستمر الشخص في المغامرة بما كسبه من جهده وعرقه ، وهكذا فإن الرأسمال هو المال المكتسب من جهد مبذول ثم أعيد تشغيله والمغامرة به ممزوجا دائما بالجهد العضلي أو العقلي .
المال إذن ليس هو الرأسمال ، لا من ناحية المصدر والنشأة ، ولا من ناحية الوظيفة ، أو السمات أو الصفات.
المال يفرز بالطبع قيما ، ومُثلا ، وعادات ، وتقاليد ، وأخلاقا ، وسلوكيات تختلف جذريا عن تلك التي يفرزها الرأسمال وهو يتحرك ويمارس مغامراته أو وهو ينشيء علاقاته في السوق .
الرأسمال دقيق ، ومنظم ، ويقظ ، يدرس ، ويحسب ، ويفكر ، ويقرأ ، ويتعلم ، ويتسم بالمرونة ، ويجمع المعلومات دائما ، ويستشرف الأحداث ، ويتوقع ، ولا يضع قدمه في مكان مظلم ، يعمل في النور ، يناور ، لكنه لا يفرز أكاذيب أبدا ، هذا فضلا عن قابليته المدهشة للتطور ، حاسم جدا ، وجاد للغاية ، يطور الحياة من حوله ويدفع فيها روحا جديدة باستمرار ، ويعود إليه الفضل في هذا التطور الأخلاقي والحضاري والانساني الذي وصل إليه المجتمع الرأسمالي.
من ناحية أخري لا ينبغي أن ننسي ميله الدائم للسيطرة والتحكم في أقدار الغير ، ورغبته الغريزية في أن يسير العالم علي هواة كي لا تتأثر مصالحه ويظل دائما يحصل علي الأرباح التي يريدها.
لكن المال عكس ذلك تماما فهو بليد ، خامل ، غبي ، جاهل ، لا يقرأ ، ولا يفكر ، وليست لديه أي رغبة في التعلم ، همجي ، عشوائي ، متخلف ، يتصور أن أفعال الخير ودعوات الغير له هي التي يمكنها أن تحافظ عليه وتضاعف أرزاقه ، لا يعيش حاضره ، وليس للمستقبل أي مكان في تفكيره ،يفرز أكاذيب ، وينصب ، ويحتال ، وينافق ، يملأ الحياة حوله بالغياب والجهالة والركود والاتكالية والكسل ، روحه مظلمه ، يرشي ، ويرتشي ، وفي ظنه أن في إمكانه شراء كل شيء حتي الحب ومختلف المشاعر الانسانية الأخري.
بعد هذا العرض للمال وللرأسمال من ناحية المصدر والنشأة ، ومن ناحية المثل والقيم التي يفرزها كل منهما ، لابد من التساؤل عن نوعية المال الموجود في المنطقة العربية ، هل هو مال ، أم هو رأسمال ؟!
ولكي لا نتوه أو نتشوش في رحلة البحث عن الاجابة ينبغي لنا أن نتأمل جيدا في الواقع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والعلمي الذي تعيشه المنطقة العربية ، وعلينا أيضا أن نتأمل جيدا في نوعية الأخلاق وتصنيفاتها ، وما إذا كان الانسان العربي لديه تصور عام عن مستقبله أم لا ، وبالأحري هل هو يعيش حاضره أم أن ماضيه يسيطر عليه ويستلب عقله ووجدانه ويجعله كمن مات منذ ما يزيد علي الألف عام ثم تم دفنه في جسده بحيث صرنا وكأننا مجموعة من التوابيت التي تتوهم أنها حية أو أنها تتصرف كما لو كانت آدمية مثل الآدمي الحقيقي.
المال في المنطقة العربية لم ينشأ ولم يتربي كما نشأ وتربي الرأسمال في الغرب ، ورغم هذه النشأة التي تبقيه مجرد مال راكد أدي إلي ركود الناس من حوله إلا أنه كان من الممكن تحوله إلي رأسمال بطريقة الحقن المجهري أو بطريقة زرع الخلايا الجذعية في عاموده الفقري ، بمعني أنه كان من الممكن مزجه ببعض الجهد العقلي والعضلي لكي يتحول من مال بليد غبي متخلف جاهل ماضوي إلي رأسمال يحرك الحياة العربية بعض الشيء ويضعها علي خريطة التطور الحضاري والانساني التي يسير ركبها العالم كله من حولنا.
غير أن أصحاب المال كما يبدو ليس لديهم هذا الاستعداد أبدا ، ويبدو أنهم راضون عما ينتجه هذا المال الوضيع من وضاعات كثيرة تشابه إرضاع الكبير ونكاح الصغيرة فضلا عن الارهاب والتطرف وسفك الدماء والغدر والخيانات والتمرغ في ظلمات الجهالة والتخلف وإفراز سلوكيات منحطة كتلك التي يمارسها البعض باسم الاستثمار الرياضي لأحد الاخوة العرب في مصر.



#محمد_أبو_قمر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطوير بين التلفيق والترقيع
- المرأة ، والحب والزواج وكثير من الأكاذيب والجرائم


المزيد.....




- -ما تفعله اختطاف-.. فيديو يُظهر شابة متشبثة بشجرة وملثمون يح ...
- غموض وتساؤلات حول تداعيات قرار الحد من صلاحيات القضاة في الو ...
- مصر.. تحرك من السيسي بعد مصرع -عاملات اليومية- بحادث تصادم م ...
- الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء أحياء في غزة، و81 قتيلاً خلال 2 ...
- صحيفة: جدّ رئيسة الاستخبارات البريطانية كان جاسوسا لألمانيا ...
- انقسام في الولايات المتحدة بشأن نجاعة الضربات الأمريكية ضد إ ...
- هل نضجت ظروف اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة؟
- مسؤول عسكري أميركي: لم نستخدم قنابل خارقة للتحصينات في أصفها ...
- ويتواصل تدهور أوضاع الشعب التونسي
- باكستان: مقتل 16 جنديا في هجوم انتحاري غرب البلاد وإصابة مدن ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو قمر - المال والرأسمال