|
من يلعب بكركوك دون ان يتلكم عنه احد ؟
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 6306 - 2019 / 7 / 31 - 02:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
صحيح ان كركوك ليست فقط مدينة ثرية بما تمتلك من الذهب الاسود و يرتبط بهذه الثروة مصير اصحابه الحقيقيين و مستقبلهم و انما هي تتحمل اثقال و ما ورثته من تاريخها من الاحمال الكبيرة التي تأن من تحتها دون ان تنجو نهائيا او تستريح لفترة على الاقل. انها تتعرض لابشع المؤآمرات المختلفة الشكل و من قبل جهات متعددة داخلية كانت ام اقليمية او دولية، و ما نشاهدها من حالتها في هذه المرحلة و ما هي عليه اليوم هو نتيجة ما عُمل و دُبر ضدها سرا و علنا. و اخطر التحركات التي جعلتها اليوم في اصعب اوضاعها و هي في حال حرج يمكن تلخيص تلك الحالة التي فرضت عليها من قبل المتربصين و افعالهم بشكل كبير و هوما تتضمن توجهات عدة و افعال جهات عديدة لها اهداف و مصالح و ابرز تلك الاسباب المؤدية الى ما هي عليه هي: اولا: الصراعات الداخلية بين قومياتها و اعراقها اي في المدينة نفسها و من قبل سكانها و كل منهم تحمل ما يمكن ان تؤتمر به خارجيا او داخليا او نتيجة خلفية كل منهم الايديولوجية و السياسية. ثانيا: الصراعات العرقية المذهبية التي تقف ورائها اجندات داخلية عراقية و كل من هؤلاء يحملون ما يؤتمرون به اقليميا و عراقيا ايضا. ثالثا: الخلافات الحزبية السياسية الكوردية في اقليم كوردستان وانعكاساتها على المناطق المستقطعة بشكل عام و كركوك بشكل خاص، و التي ادت الى ضعف المكون الكوردي من جهة و عدم انسجام المكوانت جميعا من جهة اخرى. رابعا: الصراعات الاقليمية وتدخّل تلك الدول في هذه الممدينة بشكل مباشر و تنفيذ ما يريدونه من تحقيق اهدافهم الاستراتيجية للسيطرة عليها لتقوية موقفهم في المنطقة بشكل عام. خامسا: و هو الاخطر و هي الصراعات الكبيرة للدول و ما تؤتمر به هذه الدول من قبل الشركات المتدخلة التي لها افعال مخابراتية و تريد السيطرة على منبع الثرروة و هي تسيّر السياسات الدولية و كل ما تهدف اليه في النهاية هو حصولها على الربح الكبيرعلى حساب اصحابها، و من اخطرهم شركة برتش بتروليوم التي لها الدور الكبير فيما آلت اليه المدينة و هي ما سحبت يدها من البصرة و توجهت بعد اجارء عملية الاستفتاء و ما سحبت معها الى هذه المدينة و سيطرت على نفط كركوك مستثمرة فيها بشكل كما تريده هي و هي ناوية ان تعيد امجاد بلادها ابان الاستعمار البريطاني الدولة التي تعتبر نفط كركوك ملكها الصرف و هي التي اكتشفته و يجب ان يُعاد الى اصحابه بعيدا عن التاميم و مجرياته. و عليه فان العوامل الاربعة الاولى يمكن الاقتراب الى ايجاد الحلول المناسبة لها و الخلاص من افرزاتها السلبية على المدينة بالحوار و التعاون المشترك و بالقانون و السلم، الا ان اخطرها هي افعال تلك الشركة الانكليزية الخبيثة التي تعمل كل ما بوسعها بسرية و هي تحض الحكومات و الجهات التي يمكن ان يفرز من تحت ايديها ما يزيد الخلافات بين المكونات و الجهات و تركيبات المدينة و احزابها و منفذة شعارها القديم الجديد (فرق تسد) و هي تستعمر المدينة و العراق بشكل و خطط و صور جديدة لا يمكن الحس به نتيجة ما تفعله في السر و لم يقترب احد لحد الان اليها و لم يشر الى خباثتها و ما تفعله من اجل بقاء احتكارها على نفط المدينة على حساب اهلها و مستقبلهم. و الغريب في الامر لم نسمع يوما احدا ما يتكلم عن هذا او يشير اليه على الاقل ابدا و منذ ان توجهت الشركة الى كركوك و هي حثت العبادي اكثر من غيرها من استخدام القوة والجيش من اجل احتلالها للمناطق المتنازعة عليها لكي تكون متفرغة لاستغلالها من قبل هذه الشركة و بلدها دون ان يرف جفن السلطة العراقية و قواها المتعددة لحد اليوم و دون ان يصرح الى ما جرى احد لحد هذه الساعة. اي هي شركة برتش بتروليوم و بريطانيا التي انهت عمليا تاميم النفط و هي المسببة السرية لما جرى و هي الضاغطة على ما ادى الى التفرقة بين المكونات و الاحزاب و القوميات و المذاهب عن طريق الاحتكاكات المتعددة يوميا و ما ينفذه محافظ كركوك من القرارات الشوفينية ليس ببعيد عن ما تامله هذه الشركة و دولتها و توحهاتها و ما تامل من هذا هو العمل غير المباشر من اجل ان يزيد من الخلافات و تعصى الحلول على المكونات، كي تستمر هي في احتكار الاستثمار و سلب النفط لمدة اطول و كما خططت قبل قرن و نفذت و هي تريد ان تنفذ ما يضمن لها قرن اخر ما موجود من الثروة تحت الارض و على حساب الشعب و مستقبل ابناءهم. اليوم يتصارع الجميع غافلين دون ادنى شك و لا يقتربون من العامل الرئيسي في تعقيد مشكلة كركوك، و هم عميان نتيجة سيطرة دوافعهم الشوفينية و ما تضع العقبة امام رؤية الحقيقة. و يلتهون بالاسباب الثانوية التي تزيد من الخلافات الكبيرة بعيدا عن اعلان او جهور العوامل المؤدية الى هذه القضية و تعقيدها و عدم امكان حلها قريبا. و صدق كل من غاندي و نهرو ايضا من ارائهم الصحيحة عن الاستعمار البريطاني و نواياها الخبيئة ازاء الدول التي احتلتلها وعليه، فان عدم ادراك الساسة للحقيقة او بالاحرى نتيجة مصالحهم المضمونة في بقاء الحال و لم يتوجهوا الى طرق يسلكون بها الاصح للتقرب من الحلول او انهم متعاونون مع المخابرات العالمية التي تُدار من قبل هذه الشركات او انهم لهم اتصالات مباشرة او غير مباشرة و اقحموا انفسهم في امور لصالح تلك الشركات و من المتوقع انهم ولجوا في الامر و لا يمكنهم الخروج منه، و لابد القول ان من قضى ايام معارضته للنظام السابق في تلك الدول و عاد بتوجهيتهم و تربيتهم يمكن ان يكونوا قد خُدعوا و نُصحوا مابعد فيما بعد سقوط الدكتاتورية على اتخاذ تلك الطرق التي تؤدي الى ضمان مصالحهم هم و ليس البلد نفسه. افعال العبادي مابعد عملية الاستفتاء تسير الى صحة ما نعتقد لانه سلك طريقا و تصرف يشكل يقع لصالح و خير تلك الشركات و حكوماتها، و يمكن ان تدوم هذه الفترة العويصة على العراق و المناطق المستقطعة بشكل عام و كركوك بشكل خاص و ليس هناك من يستفاد من الحال و المرحلة الا تلك الشركات و الدول الاستعمارية الجديدة و اصحاب تلك الشركات العظمى التي هي من تخطط و تسلك طرق و تفرض سياسات على حكومات تلك البلدان كما هي المقررة الرئيسية لاختيار وانتخاب رؤسائها و سلطاتها حتى اليوم.
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل من المحتمل ان ينفلت الوضع في العراق؟
-
كلما يضعف موقفهم يزايدون على حساب القضية الكوردية
-
المناكفات و الصراعات الحزبية الكوردية مصيبة على المناطق المس
...
-
خشونة الحوارات و الصراعات في منطقتنا ؟!
-
المقابر الجماعية و المواقف العجيبة
-
هل العلم ضد الدين ام العكس؟
-
فوضى التصريحات العراقية تجاه كوردستان
-
تبدا مراجعة الذات من خلال تصحيح الافكار
-
الخنوع لحد فقدان الشخصية
-
الجيل الكوردستاني المغبون
-
ستكون مرارة هزيمة اردوغان علقما
-
هل نسي التركمان انفسهم ؟
-
اهل الصحافة و مسار السياسة في كوردستان
-
غياب دور المثقف المطلوب في كوردستان
-
اوقع اردوغان نفسه في المستنقع حقا
-
هل تمنح حرية لمن يمنع حريتك
-
تشجيع ثقافة الموت لدى الاسلام السياسي الكوردستاني
-
هل حكومة كوردستان الجديدة على قدر المهام
-
هل تُحل عقدة كركوك
-
ما جدوى منافسة ساسة كوردستان على الشكليات؟!
المزيد.....
-
مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
-
من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين
...
-
بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
-
بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي..
...
-
داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين
...
-
الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب
...
-
استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
-
لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
-
روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
-
-حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا
...
المزيد.....
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
المزيد.....
|