أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - عماد علي - هل تمنح حرية لمن يمنع حريتك














المزيد.....

هل تمنح حرية لمن يمنع حريتك


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6290 - 2019 / 7 / 14 - 14:40
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


الكل متفقون على حرية الفرد ضمن المجتمع على اساس عدم التعدي على الحق العام او في حدود لا تتعدى على حرية الاخر. واكن هناك حجج كثيرة تعطى لمن يمنع عنك الحرية باسم القداسة او المصلحة العامة و عدم ازدراء الدين و قدح الاخر او خلال التدخلات الخارجية لاهداف سياسية او الخروج عن الثقافة العامة او اي سبب يمكن ان يضيق او يمنع عنك الحرية و يحجبها في ممارسة حريتك الفكرية و الحركية، اي ليس تضيق حريتك فقط و انما تُمنع عنك ولو مساحة صغيرة لحرية من اجل ممارسة حريتك .
هناك خصوصيات اجتماعية فردية و مجتمعية لكل بقعة، و هناك ثقافة عامة و فردية تكونت تاريخيا و اصبحت سمة لشعب معين دون اخر، و يُعتبر تعديها خط احمر و تعدي على الحريات و خرق الخصوصيات و الخروج عن دائرة الحريات التي تخططها الخصائص و الصفات العامة و تاريخ و جغرافية و ثاقفة المجتمع.
فهناك طرق شتى لخرق ماهو السائد باسماء و اعذار وحجج كبيرة نتيجة مصالح تفرض نفسها على شق الطريق بنفسها لتوفير ارضية لضمان تلك المصلحة على حساب حرية الاخر. لقد شهد التاريخ الكثير من الطفرات في هذه الناحية اما بالقوة الغاشمة التي استخدمت لاكتساح مجتمع معين و مسح ما يحمل و احلال البديل مكانه بالقوة او بالترغيب و منح جوائز و رشاوى مادية كانت او معنوية في الوهلة الاولى و من ثم فرض المقصود و تثبيته بالتدرج كان او فجاة بانقلاب على الواقع بالقوة.
اكثر الفاعلين بهذا الامر في هذا الوقت و في منطقتنا هم احزاب و دعاة الاسلام السياسي التي تتمسكن بداية لحين التمكن على الانقضاض على الواقع و منع حرية لاخر حتى مقاومة الشاذ المستورد لاسباب لا تمت بالواقع المنقول اليه. هكذا كان قبل حوالي الف و سبعمئة عام اي منعوا عن شعوب المنطقة حرية الاعتقاد و الدين و الفكر والفلسفة الخاصة بقوة السيف تارة و عند الامكان بالترغيب و حيل شتى و تكتيكات، الى ان عبدت الطرق امامهم . اما اليوم بعد التقدم و التطور العلمي و التغييرات التي حصلت على الرغم من الموانع المتراكمة بعد الغزوات و الاحتلالات الكبيرة ابان نشر الاسلام في المنطقة، فان العمل اصعب على الجانبين، الظروف العامة السياسية كانت ام الاقتصادية هي المانع عن التمعن و التفكير العميق و التعقل في الامر و بيان الخطا عن الصح اما من يريد ان يمنع عنك حريتك، وفي المقابل فان توسع مجال العمل العقلاني الفكري بنى جدارا امام الاعتقاد الغيبي كسلاح قوي يمكن الاستناد عليه لتضليل الاخر من اجل فرض المراد و تحقيق الاهداف.
و هناك في هذا الوقت ايضا من يفرض نفسه و ما يريد بطرق شتى و حتى بمنع توفير الحرية امامك، و يراد في اكثر الاحيان فرض المراد بالقوة سواء بالتهيدي او عرض مصالحك الشخصية للخطر، كما كان قبل حوالي الفي سنة، و لكن من الجدير بالقول ان الامر اختلف نسبيا نتيجة التغييرات و التطورات المادية المؤثرة على القدرة العقلية لتقييم اي امر يخص العقل و الفكر والفلسفة. فهناك من يسمح لنفسه ان يتدخل في شؤونك و يضيق عنك حريتك الشخصية من كافة النواحي باسم المصلحة و القداسة والدين و ما يؤمن هو دون ان ينظر الى حريتك واختيارك معتبرا نفسه زيفا و تضليلا سواء علم بذلك ام لم يعلم بانه الصح وفق عقليته دون اي اعتبار لعقليتك و فكرك و ذكاءك و امكانياتك، و هو المعتمد على النقل معتبرا العقل وسيلة باطلة، و به يمنع عنك الحرية. و من هنا ستكون امام خيارين اما تمنع عنه حريته في فرض ما يضيق حريتك و ممارسة حياتك او تخضع لما يعمل و تتنازل عن حريتك و يفرض هو نفسه على حسابك و حياتك، و هنا يختلف التعامل من هذا الجانب من فرد لاخر وفق الامكانية و الظروف التي تحيط به و الارضية الثقافية السياسية التي يتواجد فيها. فهل تقبل ان تمنح فرصة للاخر ان يمنع عنك الحرية الشخصية و يفرض عليك ما يؤمن بعقليته و فلسفته و فكره و ان كان باطلا، ام تحتاج لطريقة لتمنعه عن ذلك من خلال عملية على الاض بشكل قاطع،و هذا يمكن ان يكون مايعتبر فعلا متشددا او قطع الطريق باسلوب بدائي او بحوار مهما كان طويلا، فما المخرج ان لم يؤمن بالحوار. فهنا يمكن ان نسال هل من الحق و الاصح ان تمنع الاخر من منع حريتك و التاثير عليها بالقوة الغاشمة او بادعاءات معتبرة لدى المجتمع و ان كانت متخلفة او كانت خاطئة اصلا، ام لا تستسلم امام العمل غير الانساني و بعيد عن سمات العصر و تمنع الطريق عن من يريد منعك عن ممارسة حريتك، و سيكون هذه بالطرق التي من المحتمل ان تدخل ضمن خطط منع حرية الاخر و التضييق عليه في فرض ما يملك عليك و من ما انت تعتقد و تؤمن بانه خاطيء فيما يعمل و يفكر؟



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشجيع ثقافة الموت لدى الاسلام السياسي الكوردستاني
- هل حكومة كوردستان الجديدة على قدر المهام
- هل تُحل عقدة كركوك
- ما جدوى منافسة ساسة كوردستان على الشكليات؟!
- مشلكة تبعية الاسلاميين في كوردستان
- كان في حضن الاسد و الان يفتري و يتهم الاخرين بفعلته
- توهم اردوغان في تقديراته
- هل يمكن ان تحمل شعوب الشرق الاوسط العقلية الانسانية
- وقع اردوغان في وحل غروره
- هل من المفروض ان من ينتقد الدين يكون ضده؟
- تفشي الفساد في كوردستان متقصدا كان ام من قلة التجربة؟
- كيف تاثر الوضع الاجتماعي العراقي من الحروب المتتالية
- اخصاء مؤسسة النزاهة في كوردستان
- كوردستان و المراوحة في العملية السياسية
- هل يعود العراق الى محيطه التاريخي الطبيعي ؟
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 125 و الاخيرة)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (124)
- افول الفلسفة الاسلامية قل تجليها( 123)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 122)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 121)


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - عماد علي - هل تمنح حرية لمن يمنع حريتك