أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - كيف تاثر الوضع الاجتماعي العراقي من الحروب المتتالية














المزيد.....

كيف تاثر الوضع الاجتماعي العراقي من الحروب المتتالية


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6277 - 2019 / 7 / 1 - 00:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عندما يتغير الوضع السياسي يصحب معه تغيرا اقتصاديا او العكس تماما، و لهذا معادلات تختلف تركيبها و متحواتها و مكوناتها و العلاقات مابين محتواها من زمكان لاخر و من الظروف الاجتماعية المتغيرة بشكل دائم و الثقافة العامة المختلفة التي سيطرت على العام. اي عندما يتغير الوضع السياسي عند تاثره بالتطورات الاقتصادية او المتغيرات العسكرية و منها حالات حرب فان الوضع الاجتماعي لم يبق على ماهو عليه، و الاصح فان هذه العوامل لها علاقت مباشرة مع لابعض فاي تاثير على احداها فان الاخرى تتاثر . و ان اعتمدنا على اي فكر او فلسفة او ايديولوجيا في تقييمنا لما حدث، فان الروابط بين هذه الاوضاع و المحتويات اي السياسية الاقتصادية الاجتماعية العسكرية و الثقافية سوف تكون ملتصقة مع البعض و تكون على خط المتغيرات النسبية المختلفة لكل منها و فيما بينها. اي المعادلة في هذا الجانب واضحة في اي نظام سياسي كان و بالاخص الرسمالية المستندة على السوق الحر و بعض المفاهيم العامة التي تفرض هذه الروابط بشكل قوي، فكيف بالحال العراقي الذي لا يمكن تصنيفها بشكل مباشر و دقيق.
و من هذا المنطلق، ان دققنا في الوضع الاقتصادي العراقي و المتغيرات الاجتماعية الاقتصادية منذ تاسيس الدولة فاننا نلمس بان المرحلة الاولى لهذه العملية و ما تحتوي من المعادلات سارت بشكل بطيء اي العقود التي حكمت الملكية لما كانت فيها من النظام المعلوم لدى الجميع، فان التغييرات لم تكن جذرية بل كانت تسير ببطء شديد و لم تحس الاجيال بها خلال العقود الاولى الا نادرا، لاسباب موضوعية عالمية من جهة و ذاتية لما كان الاقتصاد و نسبة الموارد الطبيعية القليلة و الثقافة العامة و القيادة الحكيمة الى حد كبير والملتزمة بالقيم و المباديء الانسانية بشكل عفوي نسبيا.
اما المرحلة الثانية فيما بعد مجيء البعث، فانها يمكن ايضا ان نقسمها الى مراحل وفق المتغيرات، الا انه التشابه بين السنين المتتالية كان اكثر من الاختلافات بين كل مرحلة و اخرى مقارنة مع العقود اللاحقة. رغم ان اكتشاف النفط كان نقطة انعطافة واضحة و مؤثرة الا ان سيطرة الشركات الاحنبية و بالاخص البريطانية لم تدع ان تكون هناك وفرة نقدية فائضة بحيث يمكن ان تؤثر بشكل مباشر وكبير على الاقتصاد العراقي الذي يمكن ان يؤثر بدوره على الوضع الاجتماعي الا متاخرا.
اما بعد عملية التاميم و ازدياد السيولة و عدم حكمة القيادة في اكثرهم و انعدام الخطط المحكمة المستندة على المتغيرات نتيجة تغيير المصادر المالية، دعا الى حدوث فوضى و سيطرة العقلية الفردية و اخيرا الدكتاتورية على زمام الامور، و هذا بالاضافة الى عوامل اخرى عديدة لو دققنا فيها، و لا يسعنا هنا ان نذكر جميعها سواء من الناحية السياسية كانت ام ما افرزته ترسبات التاريخ و الثقافة العامة التي اتسم بها العراق و افرز المختلف فيما بعد و تاثر به كثيرا.
ما يهمنا هنا ان نذكره هو الوضع الاجتماعي و ان كان مرتبطا بالعملية السياسية في المراحل المختلفة و متغيرات الاقتصاد بشكل مباشر، الا ان الواقع لم ير طفرات مباشرة و كبيرة في تلك المراحل كما لمسناه قريبا و نلمسه اليوم بعد الحروب و ما تعرض له المجتمع و اختل التوازن و وصلت التغييرات حتى الى الاسس التي اعتبرت مقدسة من قبل و لم يتجرا احد او اي كان ان يمس بها مهما علا شانه او من العامة ايضا. العلاقات الاجتماعية من الاسرة الى الحي و الازقة الى القرية و المدينة الصغيرة ثم الكبيرة الى المحافظة و الاكبر منها و ما شهدتها العاصمة، يمكن ان نشير اليها بشكل واضح و يمكن تقييمه بشكل سهل تماما. و اكبر المؤثرات على الحالة الاجتماعية و اكثر و اقرب العوامل المؤثرة عليه هو الحروب و افرزاتها و معطياتها وابعادها المختلفة، فاننا يمكن ان نقول بان البنية الاجتماعية العراقية تعرضت الى هزة كبيرة بحيث احدثت انقلابات كبيرة و انعطافات اجتماعية و حدث هذا بين ثناياها تغييرات اسرية من النواحي الاقتصادية ايضا و هذا مما افرز حالات يمكن ان نعتبرها شذوذ اخلاقية لم يعرفها العراق من قبل، و هنا لا نعني بما جلبته العولمة و المؤثرات الالكترونية والمستجدات العلمية والتلامس و الاحتكاكات و تاثيرات الحوارات والصراعات العالمية الكبيرة، بل ما نعتقدهر بشكل مجرد ان افرزات الحروب و مؤثراتها هي التي دفعت الى التغييرات الضخمة غير المنتظرة التي تعرض المجتمع العراقي بشكل جذري لها جراء طول الحروب و تكرارها و بالاخص من الناحية الاجتماعية، واصبحت هي اكبر من المؤثرات الاقتصادية و الثقافية، و عليه لم نجد نقطة تشابه في بنية الوضع الاجتماعي الحالي مع ما كان عليه الشعب العراقي قبل عقود حتى القريبة جدا. حدثت الحروب شروخا كبيرة في البنية الاسرية مع التغييرات الاخلاقية من الفرد الى العائلة، و عندما جاءت العولمة اجتاحت المجتمع بنتاجاتها و اجرفت معها ما بقيت بشكل كامل، و عليه يمكن ان نقول ان المجتامع العراقي تغير بشكل مطلق و مهو عليه الان ليس له علاقة مع ماقبل الحرب بقدر ذرة. ولو اردنا ان نوضح الامر اكثر فهذا يحتاج الى بحوث و عمل و مؤسسات كي يتوضح الامر امام الملأ بعد التقييم، و هذا من اجل العمل اللازم لازالة الشذوذ و اعادة القافلة الاجتماعية المنحدرة المتغيرة الى سكتها الاساسية بشكل يمكن ان نقلل من افراز السلبيات التي لازالت مستمرة، و وضع الحد اللازم من اجل العمل على تقليلها لتجنب اضرارها، الا ان الوضع السياسي الحالي لا يساعد لمثل هذه المهامات الانسانية قبل الاجتماعية، و عليه لا يمكن التفاؤل في نجاح العمل في مثل هذه المهامات حال استمرار ما هو عليه الواقع، فلننتظر.



#عماد_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخصاء مؤسسة النزاهة في كوردستان
- كوردستان و المراوحة في العملية السياسية
- هل يعود العراق الى محيطه التاريخي الطبيعي ؟
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 125 و الاخيرة)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (124)
- افول الفلسفة الاسلامية قل تجليها( 123)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 122)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 121)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (120)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (119)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 118)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 117)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (116)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (115)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 114)
- افول الفلسفة الاسلامية قل تجليها (113)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 112)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 111)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 110)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (109)


المزيد.....




- ثلاثة أيام بلياليها في البندقية.. احتفالات زفاف جيف بيزوس ول ...
- -أداة ابتزاز-.. البيت الأبيض يرد على تصريحات ماكرون بشأن الر ...
- حكم جديد بالسجن عامين بحق المحامية والإعلامية التونسية سنية ...
- الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل المشير الليبي خليفة ح ...
- -بوابة دمشق-.. سوريا تطلق مشروعها الإعلامي الأكبر بدعم قطري ...
- متمردو الكونغو الديمقراطية يستولون على منجم في إقليم كيفو
- ترامب يوقع أمرا تنفيذيا لإنهاء العقوبات على سوريا
- -ما وراء الخبر- يناقش مستقبل المفاوضات الإيرانية مع الغرب
- أكسيوس: أميركا تجري مباحثات تمهيدية بشأن اتفاق أمني بين سوري ...
- سجل إجرامي للمستوطنين بالضفة ضمن لعبة تبادل الأدوار


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - كيف تاثر الوضع الاجتماعي العراقي من الحروب المتتالية