أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 112)














المزيد.....

افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 112)


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6202 - 2019 / 4 / 16 - 13:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفصل الحادي العشر
ضربة الاشعرية للحركة العقلانية
احدى تلك الاتجاهات المذهبية التي واجهت المعتزلة و المدرسة العقلانية الاسلامية في نهاية القرن الرابع الهجري هي الاشعرية التي تاسست من قبل ابي الحسن الاشعري. و انها بمشاركة و مهاجمة اهل الحديث فرضت التراجع على الترجمة و الفكر العقلاني اللاهوتي.
ظهور الاشعرية له علاقة بطبيعة الفكر المعتزلي من اساسه و الذي هو عبارة عن طبيعة عقلانية و فلسفية و تستند على البرهان و الاثبات العقلاني، في الوقت ان الدين ( اي دين كان) له طبيعة ايمانية و يتوقف على الايمان بمجموعة من المعطيات الدينية الغيبية. هذا الخلاف الباطني للمعتزلة له اضرار باتجاهين على الوحدة و بقاء التيار في اطار الاتحاد، احدهما عبارة عن الابتعاد عن العقيدة الدينية اكثر (كما هو ابن الراوندي) و ثانيهما اعادة التشدد الى العقيدة الدينية ( كابو حسن الاشعري), الاول يقع في عصر انتهاء سيطرة خطاب اهل الحديث و الثاني بعد ماسآة المعتزلة على يد المتوكل، هذا عدا المشاكل الداخلية الفكرية الاعتيادية لهذا التيار التي لها علاقة بطبيعة عملهم، لان المعتزلة كانت تيارا فكريا من اساسه، و التي جمعتهم هي مجموعة من المباديء العامة و التي سميت ب (الاصول الخمسة). و لكن كيفية فهم و تحليل و تفسير هذه المباديء الفكرية اصبح عاملا لطرح و ظهور راي مختلف و حتى مخالف، و هو طبيعة كل تيار فكري. و لكن لكي لا نتوسع اكثر في هذا الحديث قبل ان نتكلم عن الحركة الاشعرية ، يجب على الاقل ان نتكلم باختصار عن ( ابن الراوندي) و مشاكله للمعتزلة. قلنا ماجمع هؤلاء بالدرجة الاولى هو الفكر، هذا النظام المشترك للتفكير و التفسير للمسائل الدينية و السياسية في اطار الاصول العامة الخمس و التي تتوسع في نهاية الامر بتوسع هذا التيار و كثرة مؤيديه و اختلاطهم النهائي بالسلطة السياسية مما حدا الى اصابتهم ايضا بالخلافات و التفرق و في النتيجة فقدان جزء من سلطتهم الاجتماعية. احدى اولاءك الشخصيات التي بانشقاقها وجّه ضربة مؤثرة لهذه الحركة هي ابن الراوندي الذي توفي عن عمر اربعين عاما ( سنة 250 ه) و هي شخصية بارزة من المعتزلة و احدى المدافعين عن الاتجاه الكلامي المعتزلي ( 1). ان هذه الشخصية لم تنشق فقط من المعتزلة و المناقشات اللاهوتية في عز شبابه و انما تصبح شخصا ملحدا. و كما كتب الخياطي المعتزلي و هو مناويء عنيد له كتابا خاصا للرد عليه، في الصفحة الاولى منه يقول ( في عصر من العصور كان هذا الشخص احد تابعيهم، و كان مراهقا من المراهقين و انتمى الى جلساتهم و تعلم من شيوخهم الى ان اصبح ملحدا و انكر الله، و لهذا السبب طردته المعتزلة بينهم ( 2).
بعد ان يترك هذه الشخصية حركة المعتزلة و يصبح شيعة لمدة و بعد ذلك يترك تلك العقيدة و في النتيجة يصبح ملحدا، و يكتب العديد من الكتب المتنوعة في هذا الجانب و في جميعها انتقاد شديد من شخص ملحد للمباديء الرئيسية للدين و العقائد الاسلامية، وبالاخص مسالة النبوة و المعجزة و القرآن و الكثير من الجوانب الاخرى للمعطيات الرئيسية لايمان المسلمين.
و وفق الكثير من المصادر انه كان صاحبا لتسعة عشر كتابا و الذي كان( معروفا و مشهورا) في عصره ( 3)، و لكن لم تصل اي من تلك الكتب الى عصرنا، و سبعة منها تعود الى عصر كان معتزليا فيه و يدافع فيهم عن عقيدة الاعتزال و البقية للعصر اللاحق و بالاخص زمن الحاده، الموجود عندنا من الفكر و التوجهات و المباديء لابن الراوندي هي تلك التي ترد عليه شخصيات كثيرة في عصره و التي وصلت الينا فيما بعد، والكثير من افكاره و مبادئه موجودة في الكتب ( الزمرد) و ( التاج) و( فضيحة المعتزلة) (4)، و بالاخص كتابه اثالث الذي في محتواه انتقاد شديد لكتاب الجاحظ المعتزلي الذي كتبه لمدح المعتزلة (5)، وكان في مرحلة تشيع ابن الراوندي . في هذا المؤلف راوندي او( ريوندي) ينتقد بشدة الفكر المعتزلي و مبادئهم الفكرية، و يمكن ان يكون في اساسه دفاعا عن المعتزلة امام انتقاد الشيعة الاسماعيلية.
رُد باشد طريقة عن كتاب الراوندي هذا من قبل الشخصية المعروفة للفكر المعتزلي في ذلك العصر وهو (الجاحظ)، كتاب الخياط بعنوان ( الانتصار للرد على ابن الروندي الملحد) و الذي طبع في بدايات القرن السابق من قبل المستشرق السويدي ( نيبرج)، ان المهم هو انه و بسبب هذا الكتاب و الكتب الاخرى و الذي اُلف للرد على توجهات الراوندي، و ان كان من قبل المناوئين الفكريين له، الا ان اليوم يوضح ماكان فكره و ماذا قال و آمن باي شيء. على الرغم من ان جزءا من توجهاته و دلائله و تحليلاته قد فقد و جزء اخر منها اصيب بالتشويه على يد مناوئيه المذهبيين.
سبب كتاب الراوندي المشكلة الكبيرة للمعتزلة من عدة جوانب، اولا، ان اكثرية مناوئي المعتزلة استندوا على كتابه لتوضيح عقائد المعتزلة و انتقادها، و منهم البغدادي في كتاب ( الفرق بين الفرق) و الشهرستاني في كتاب ( الملل و النحل)، و هؤلاء مصدرين مهمين للجماعات الاسلامية و مؤلفيه هما شخصيتان معروفتان للاشعرية، هؤلاء و كما المصادر الاخرى جعلوا من الراوندي مصدرا على ما تفكر به المعتزلة و ما تقوله، و كان هذا من اجل الانتقاد الدائم و الشديد الديني ضد المعتزلة و اظهار هذا التيار كحركة الحادية مناوئة للمباديء الاكثر اعتيادية للدين، الذي بدون شك و كما اصبحت تلك المصادر مرجعا لفهم و طرح الجانب غير المقبول لهذه الجماعة الكلامية، في الوقت نفسه اصبحت مصادر معلومات عن اكثرية اولاءك الذين كانوا ضد المعتزلة، و امتلئت منابر المساجد من انتقاد الراوندي من اجل الهجوم و الاعتداء على الفكر الاعتزالي.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 111)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 110)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (109)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (108)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 107)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 106)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 105)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 104)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 103)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 102 )
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 101)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 100)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 99)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (98)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 97)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 96)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 95)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 94)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 93)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 92)


المزيد.....




- ترامب يعلن شن غارات جوية على 3 مواقع نووية في إيران
- إيكونوميست: لحظة انفجار الحقيقة لإيران وإسرائيل
- إسرائيل تقتل ظل نصر الله بإيران: تصفية رمزية أم بداية مرحلة؟ ...
- سر المهلة والقنبلة الخارقة.. لماذا أجل ترامب قرار ضرب إيران؟ ...
- ترامب عن مهلة الأسبوعين لإيران: الوقت وحده هو الذي سيخبرنا
- خبير عسكري: تحصينات ديمونة قديمة واستهدافه سيطول هذه المناطق ...
- عاجل| وسائل إعلام إيرانية: دوي انفجارات في شرق #طهران ومدينة ...
- ملك البحرين يتلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس المصري
- تعود للقرن الرابع قبل الميلاد.. اكتشاف بقايا -إيمت- المصرية ...
- إسرائيل تعلن إحباط هجوم إيراني على رعاياها في قبرص


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 112)