أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (116)















المزيد.....

افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (116)


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6203 - 2019 / 4 / 17 - 18:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حاول الاشعري ان يتوسط على عدة مستويات بين المعتزلة و الحنبلية، وفق رأي كوربان، يمكن ان يختزل في ثلاثة محاور رئيسية ( صفات الله، مخلوقيةالقرآن، مسالة القضاء والقدر).. قال حول الصفات؛ لله سبع صفات وهو في هذا مشارك مع الحنبليين، و لكن قال ان الصفات الاخرى كاليد والرجل والاصبع و الاستواء هي مجازية، وهذا ايضا شراكة مع المعتزلة. اما حول مخلوقية القرآن، ان الاشعري فصل بين كلام الله و قدرة الكلام، اماالمعتزلة قالوا ان الله لا يتكلم و انما يخلقه، لذا فان القرآن مخلوق،اما الحنبلية قالوا ان الله يتكلم لذا فان القرآن غير مخلوق و انما صفة الله.اما الاشعري فقال ان الله يقدر على الكلام و لكن ليس باحرف و الكلمة، وانما بشكل النفس اي (الحديث النفسي) و هو مختلف عن (الحديث اللفظي). لذا فانه قال ان القرآن قديم و كان يقصد به ان قدرة التكلم عند الله بشكل نفسي، قديم و قبل ان يكو بكلمة و احرف، و يصبح قرآنا في ذلك الوقت.، يُكتب او يُقال، وفي هذه الحالة فانه مخلوق او مصنوع، عندما يبرز سؤال، كيف يمكن ان يكون القرآن مخلوقا وغير مخلوقا؟ ان جواب الاشعري هو؛ يجب ان تؤمن به من دون كيف( 14). النقطة الثالثة عبارة عن مسالة القدر، المعتزلة لم يقولوا لا وجود للقضاء والقدر فقط و ان الانسان حر فقط، وانما قالوا هوخالق افعاله، وبعكسه ان الجبريين قالوا ان الانسان ليس له قدر و ان ما موجود هو قدر الله. جاء الاشعري و اقترح نظرية الكسب، التي هي عبارة عن؛ انه من الصحيح انه لايمكن ان لا يكون للانسان اية سلطة و من ثم يعاقب و يُثاب على افعاله( كما قال الجبريين)، و لا يمكن ان يكون الانسان خالق لافعاله( كما يقول المعتزلة)، و افضل جواب هو ان الانسان لم يخلق افعاله، و انه له قدرة كسب افعاله، وبهذاالشكل ان الخالق هوالله فقط، و لكن الانسان له قدرة لاختيارالخير و الشر، و بهذا خلط بين اختيار المعتزلة و الجبرية و الاخرين ( 15).
ان هذه الطبيعة المخلوطة للاشعري ما حدا ان يكون هذا المذهب في قمة العقلانية الاسلامية عند البعض، و يكون نسخة اخرى لمذهب اهل الحديث عند البعض الاخر، بين اولاءك الذين نظروا اليه من الزاوية العقلانية الكلامية الاسلامية، مع اولاءك الذين استلموه من بعد الالتزام بمعنى النص. لذا ان بعض من السلفيين القدماء عرفوا الاشعري بامام اهل السنة و امام جماعات البدعة الكلامية و الاكثرية عرفوه امتدادا للتيار العقلاني الاسلامي، انقسم مؤيدوه بشكل عام بين المناوئين العنيدين للعقلانية ( الاكثرية) مع قسم من هؤلاء الذين كانوا على المستوى الظاهري كلاميين ( الاقلية).
الغزالي في قمة الوقوف في وجه الفلسفة و الخلاف الباطني الاشعري
بعد الاشعري استمر هجوم ذلك المذهب مرحلة وراء مرحلة، الى ان وصل الى ان يسيطر هذا الخطاب بشكل نهائي على الساحة الفكرية للدول السنية في عصر الوزير السلجوقي و فتح جامعة النظامية و مجيء الغزالي لادارة هذه الجامعة، و ان اعتبر الغزالي بعكس العلماء الاخرين هو عدو الفلسفة وكفّر الفلاسفة، في الوقت ان العلماء الاشعريين المعروفين الاخرين من قبل في القرن الرابع والخامس كالشهرستاني و الباقلاني و عبدالقادر البغدادي و الاسفراييني معروفين بعدو المعتزلة واهل الكلام و كتبوا كتب و مقالات في ذلك المجال، و لكن قوة شخصية و موقع الغزالي هو السبب المهم الاكبر في انتشار هذا المذهب، عدا نهاية الموقع الاداري و السياسي له في نهاية السلطة العباسية.
بمجيء ابن تيمية و تلميذه ابن القيم الحنبلي في القرن الثامن، اصيب بالمشاكل و التراجع، و لكن بعد السيطرة النهائية للاتراك على سلطة الخلافة ، اصبحت الاشعرية المذهب الرسمي للخلافة الاسلامية السنية, و لهذا السبب فان توجهات الغزالي على تكفير الفلاسفة و تحريمه كان له تاثير كبير على المجتمع و السلطة العثمانية، في اطار المدرسة النظامية لحكم الخلافة العثمانية التي هي امتداد للمدرسة نفسها في عصر الخلافة العباسية، قُرا فيها كتاب ( تهافت الفلاسفة )كاحد المصادر المهمة( 16).
الخلافات الداخلية في المذهب الاشعري ان لم تكن عرقلة امام نجاح هذا التيار في مقاومة التيار العقلاني الاسلامي، وانما كانت دائما محل ظهور تلك الخلافات الداخلية على المستوى الفكري، مما مكن تيار اهل الحديث النقلاني ان يهاجموه بسهولة، ان قمة بيان هذه الحقيقة لدى الغزالي و الذي كان في جهة منه فقيه، من جهة اخرى فهو متصوف بجانب كالاشعري متشدد و ضد الفلسفة و من جانب اخر ضد اهل الفلسفة، لذا ان احد اشهر ما يقال من كلام عن الغزالي هو( انه معروف كفيلسوف لدى اهل الشريعة و كفقيه متشدد لدى اهل الفلسفة). اول شخص ادرك تلك الخلافات الداخلية للغزالي، وهو عبارة عن الخلافات الداخلية للشرعية نفسها هو الفيلسوف ابن الرشد.
ابن الرشد في مقدمة احد تلك الكتب النقيدة الخاص بالتوثيق و اثبات انه ليست هناك اي خلافات بين الاشعرية و الفلسفة، يقول حول الغزالي( في كتبه لم يستقر على اي مذهب ، انه اشعري مع الاشعرية و صوفي مع المتصوفة، وفيلسوف مع الفلاسفة ( 17), في العصر الحديث، فان هنري كوربان حول الوضع الفكري الذي وقع فيه الغزالي، انه يعتقد ( حاول الغزالي بكل قدرته ان يثبت للفلاسفة ان البرهان الفلسفي لا يثبت شيء، و انما لسوء الحظ اضطر ان يثبت ذلك بدلائل فلسفية) ( 18).
من المحتمل ان ابو بكر ابن العربي، هو اهل الشرع المالكي و كان الاشعري اول شخص اشار الى ذلك و هو من سوء الحظ للغزالي في الثقافة الاسلامية، والذي هو سوء الحظ للاشعرية نفسها، ان هذه الشخصية من اهل الشرع المالكي و كما يروي عنه الذهبي وه قائل ( شيخنا ابو حامد الغزالي ابتلع الفلاسفة الاخرين، ومن ثم اراد ان يرجعهم، ولكنه لم يقدر (19). و بالشكل ذاته ان الغزالي بنفسه و المعروف كمناويء عنيد لاخوان الصفاء و الاسماعيليين و التاويل الفلسفي لابن سيناء للقران و الشكل الباطني لتاويل الآيات، انه بنفسه في كتبه المنوعة و بشكل خاص ( مشكات الانوار) و بالشكل الباطني ذاته فسر العديد من النصوص القرآنية، و الذي لا يختلف عن الاسماعيليين، عدا الميل و المقصد السياسي للاسماعيليين. و لهذا السبب يسمي شميل كتابة هذا الكتاب بمسالة عجيبة ( 20)، لان في محتواه قريب من المباديء الغنوصية، وهو مخالف مع المباديء الفقهية للغزالي، لم يكن يؤمن بها فقط و انما دافع عنها بشدة و كفر الناس عنها. وبالشكل ذاته احد اكبر الباحثين للتصوف و الفلسفة الاسلامية و بعد ان يجري قراءة بشكل مطول لكتاب مشكات الانوار للغزالي من منظور النظرية الاشراقية، يقول ( ان مشكات الانوارو بالشكل الذي عرضناه انه مصدر مهم للمذهب الاشراقي )( 21). فبالشكل ذاته انه في كتابه الاكثر شهرة حول اعطاء المعنى و تفسير الآيات القرآنية، يطرح ميله الباطني بشكل واضح و هذا مخالف كثيرا مع نهج الفقيه و اهل الشرع و اهل الحديث السائد، وحتى يعتبر انه شكل عجيب و مخالف لقسم من هذه الخصوصيات الفكرية التي يعرف بها نفسه، والتي عبارة عن الوقوف القوي في وجه الخطاب الباطني.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (115)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 114)
- افول الفلسفة الاسلامية قل تجليها (113)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 112)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 111)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 110)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (109)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (108)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 107)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 106)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 105)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 104)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 103)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 102 )
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 101)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 100)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 99)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (98)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 97)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 96)


المزيد.....




- -كان معي ملائكتي الحارسة-.. سيدة تنجو بأعجوبة من اقتحام سيار ...
- ما حقيقة الفيديو المنسوب إلى حرائق القدس؟
- تصريحات مؤرخ جزائري عن الأمازيغية تثير جدلاً واسعاً، ومحكمة ...
- في يومها العالمي.. هل تستعيد الصحافة في سوريا حريتها المسلوب ...
- استقالة (أو إقالة؟) رئيس حكومة اليمن إثر خلافات واستياء شعبي ...
- هل يؤجج قصف إسرائيل لسوريا نعرات طائفية؟
- عراقجي: اتهامات الغرب كاذبة واستفزازية
- مصر.. فتاة أجنبية تتسبب في أزمة والسلطات تتدخل
- بإشراف من الشرع.. مشروع سوري أمريكي لتحديث منظومة عمرها 30 ع ...
- الليبيون يحيون ذكرى معركة سيدي السائح


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (116)