أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - المقابر الجماعية و المواقف العجيبة















المزيد.....

المقابر الجماعية و المواقف العجيبة


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6301 - 2019 / 7 / 25 - 12:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل يوم ينكشف لنا اكثر كيف غُدر بنانحن الكورد و وصلت الحال الى قتل الرضيع و دفنه و هو حي في حضن امه، و شاهدنا كيف مليء افواهم بالتراب وهم يصرخون دون ان يلقوا رحمة من هؤلاء الذين لازالوا يعيشون في فكر وعقل من ورثهم حتى بعد سقوط الدكتاتورية، و لك يوم يغدرون باسم و توجه و فكر و عقيدة معينة. هكذا صار الامر، اليوم يعيدون الامر باشكال مختلفة، فهناك من يقول بيعوهم، و الاخر يطلب و يدعوا الى ان يدفنون كما فعل كبيره بالامس، و لم يدع الثالث جريمة و الا و يضعها على عاتق الكورد ليبرر الجرائم التي الحقت بها، و هناك من يصرخ اسبوا نساءهم باسم الدين و ما يحويه دينهم هذا الذي يسمح لهم كل ما لم يمت بصلة بالانسانية ويقول اقتلوا اطفالهم و ارجموا كبارهم و اقطعوا ايديهم و حزوا رقابهم، و يفعلون يوميا ما يتمكنون و لم يسمع احد من احدهم كلمة ولو شفقة منهم و لا الرحمة و النظرة الانسانية، يسرقون كوردستان منذ قرن او قرون حتى، يذبحون ابناءه منذ قرن و يدمرون كل ما يقع بين ايديهم و يؤنفلونهم دون هوادة، وياتي معمم ديني و الاخر يعتبر نفسه علماني و يقول بيعوهم ل (اغآه و قرداش)ه، و يتكلم وكانه صاحب الارض و هو من كان يتلذذ من فتات ما تبقى من فضلات هؤلاء الدول التي يريد ان يستجدي منهم الماء بدلا من الكورد. هذا مثال حي و آني بسيط لموقف من يعتبر نفسه من قادة العصر و يتكلم بعنجهية و يتكا متوسلا على عتبة الدار لمن يعطيه علفه.
هل من يدلني على طريق كي افرق بين الامس و اليوم و من كان يذبح باسم العراق و الدولة و العلمانية و اليوم ينطق بابشع التخرصات و يعلن عن مواقف في الفوضى الموجود ضد الكورد و هو ابخس من البعث و دكتاتوريته. يريدون ات يلتزم الكورد بكل ما يفرض عليه التبعية لهؤلاء دون ان يفكروا ولو مع نفسهم بحقهم، يريدون ان يضمنوا وحدة هذا البلد الذي انبثق على ايدي الاستعمار و من غدر الكورد من اجل مصلحته دون ان يستفاد منه الكورد ذرة خير و يتهمونه بالعميل مرة و التبعية و الموالي لهذا و ذاك مرة اخرى، دون ان يقفوا ولو لحظة لما هم عليه و من كانوا و من اين اتوا و ما هو اصلهم الذي جائوا و احتلوا البلد وجرفته عاصفة الغدر و الغزو و السبي و القتل ماكان موجودا في البلد من شعب اصيل و كانت له حضارة و دمروه و شعب و استاصلوه و غيروا ديموغرافيته بالزحف الجارف الذي غطى عليه من كان الوافد الغازي من الجزيرة القاحلة، انهم غدروا بالشعب العراقي الاصيل و لم يبقوا له ما يذكر عددا و ثقافة و تاريخا، انهم شوهوا كيانه.
اليوم يتوارث اولاد قحطان و جربان و عريان و جدوع ما كان يحمل اجدادهم من العقلية البدوية التي لا تحوي غير القتل و الانكال بغيره و غدره. اليوم هؤلاء الموجودون هم ابناء هؤلاء و من جائوا و جلبوا معهم الجمل و الناقة و الربابة و الدشاشة دون لباس و هم عراة و غطوا بما كان فيه العراق و لم يضيفوا شيئا اليه غير الغدر و الاعتداء على اصل الموجودين و فصلهم. ما يحز النفس هناك ان اولادهم اليوم لا يكلوا في الاستمرار على افعال اجدادهم و لم يتغيروا و لم يتاثروا بالحضارة التي لمسوها في العراق القديم و لكنهم بعدما جاءوا و دمروها و نكلوا باهلها و من بنى البلد الاصلاء الاصحاب الحقيقيين له .
ان من عجب العجاب اننا لم نشاهد تغييرا في عقلية هؤلاء و سلوكهم بعد مئات السنين و هم ملتزمون باصالتهم في هذا الجانب السلبي دون ان يلتزموا بما احتكوا به منذ مئات السنين و منذ مجيئهم من الحشارة التي تعجبوا منها، انهم يعيدون ما حدث بالامس قولا و فعلا دون ان يفكروا بان العالم تغير و كل ما يسير عليه العالم هو لمصلحة الانسان و لم يبق التعصب و التطرف في الاماكن التي يعتبر منبع التقدم و الحضارة و افادوا ما انتجوا الاخرين، و لكنهم هم لم يهتموا و يجحدون و ما اكثرهم وهم ينفون نتاج الخير و ما صنعته ايادي الخيرين و وصل اليهم و هم ينكرون و يدعون علوهم بعقلية استعلائية خرفة، علاوة على ذلك يمنون على الاخرين بما اتوا به و جوهره الشر و نابع من القحط و اما تفرزه لارضي الجرداء. و عليه لا يمكن ان ينتظر اي ملة منهم غير ما يملكون و هو الشر فكرا و عقلية و صنعا. و هم يستمرون لحد اليوم في مواقفهم و ان تمكنوا يعيدوا كل ما فعلوه منذ الغزوات. فهل من ينكر ان الدكتاتورية اعادت ما اتى به الاسلام على الشعوب الاخرى بعد غزوهم و سلبهم ونهبهم بادعاءات شرعوها باسم الدين، و اليوم يتمسك سليلو هؤلاء بما اتى به اجدادهم الغازية و كل ما يستمرون اكثر في احتلالهم الذي دام قرون يمسحون الاض و يجرفوه من كل ما كان عليه من الاصالة، و عليه لا يرحمون، لان القسوة و الغدر صفة توارثوها من جيناتهم التي اكتسبوها من بيئتهم الصحراوية القاحلة.
فهل من المعقول ان تنكر حق الاخر و تعتدي عليه و تستمر قرون في غدرك دون ان تعيد النظر ولو للحظة؟ فهل من المعقول ان تنهبه و تسلبه و تسبي نساءه و تقتل بوحشية و غدر و حيلة من يرفض الخضوع دون ان يرف لك جفن؟ فهل تعمل كل ما بوسعك لتغيير الاصالة و تدعي تملكك للارض و ان بقيت فيها ساعة واحدة فقط؟ فهل هناك من ينكر انك لم تكن موجودا في بقعة و لا تملك فيها ما تقتات عليه و اتيت جوعانا و لكنك شبعت ثم انكرت، و ما اكثر اللئم فيك و انت تاكل و تقلب على من يبقى من يعينك على اشباعك دون ان تذكر خيرا له و لمن ساعدك في ضيقك ؟ فهل يمكن لاي متبع ان يفرق بين الجيل الجديد تالمتطرف التي ورثهم عن ما اتسم به اجدادهم من الصفات السيئة؟
فهل من سمع موقفا وتصريحا ابان الدفن الجماعي للكورد باسم الانفال ابان النظام السابق المقبور من هؤلاء الذين كتموا انفسهم كي يرضى عنهم الدكتاتور، و اليوم يعيد التاريخ نفسه، و بعدما يشتمون و يسبون و يضعون تخلفهم و عقدتهم على الاخرين لم نسمع بعد كشف كل مقبرة كلاما من هؤلاء المتعصبين المتخلفين المجردين من الضمير و الوجدان يبين موقفهم و يوضح ما حصل و ما كان يجب ان يفعلوه و هم من يدعون السلم و الامان و ما لديهم من الدين الحنيف الذي يعبتروه دين الانسانية و السلام و التعايش.
لم يبق شيء لم يفعلوه بعد احتلالاتهم المتكررة لاراضي الغير كي يعتاشوا بعدما كانوا عليه من الفقر و الضيق و شبعوا بعد السلب والنهب و الاحتلال و لم يشكروا بل خربوا من مد اليهم يد العون و قلبوا الموازين بكل ما امكنهم من القوة و اللاانسانية من السلوك و التعامل مع الاخر، انهم وحتى اليوم يطبقون؛ مقولتهم و مثلهم العلى وهو: هم و اخوانهم على ابن عمهم و هم و ابناء اعمامهم على الغريب، و كذلك؛ ناصر اخاك ظالما او مظلوما، يا له من فكر و توجه و عقلية ضيقة الافق بعيدة عن الانسانية و الحياة الامنة و السليمة و بتصرفات حيوانية مفترسة قحة. و عليه لا يمكن ان ننتظر من سلالة هؤلاء الخير للاخر المفيد له وليس امام الكورد فقط و انما مع غيرهم جميعا اينما كانوا و ان كان لهم حتى الفضل عليهم و هم الناكرين مهما كان موقفهم.
بالامس اكتشفت مقبرة جماعية كبيرة في صحراء السماوة و كانت من ضحايا الدكتاتورية التي اخضعت هؤلاء في زمانه و اجبرهم على السكوت بجبروتها و قوتها، و اليوم ينكرون و لا ينطقون لا بل حتى يتحجج الكثير منهم نتيجة ما كان للدكتاتور من الفضل عليهم على حساب الشعب العراقي الاصيل بشكل عام والكورد بشكل خاص. التعصب و النظرة الدونية الى الاخر لازالت تسير في دمائهم، انهم يدعون الخير للاخر و يفعلون العكس بافعالهم، اين مواقفهم و انهم يشاهدون الصور التي خرجت اثناء كشف و اخرجت المقابر الجماعية للكورد المؤنفلين و التي تدمي القلوب، و لم نسمع رد فعل حتى صغير و كانه لم يحصل شيء، كل ما يؤمنون و يعقلونه في قرارة انفسهم ان المغدورين ليسوا من اصولهم فلا داعي لاي موقف، يا لهم من وحوش برية مفترسة بعيدة عن ذرة احساس انسانية.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل العلم ضد الدين ام العكس؟
- فوضى التصريحات العراقية تجاه كوردستان
- تبدا مراجعة الذات من خلال تصحيح الافكار
- الخنوع لحد فقدان الشخصية
- الجيل الكوردستاني المغبون
- ستكون مرارة هزيمة اردوغان علقما
- هل نسي التركمان انفسهم ؟
- اهل الصحافة و مسار السياسة في كوردستان
- غياب دور المثقف المطلوب في كوردستان
- اوقع اردوغان نفسه في المستنقع حقا
- هل تمنح حرية لمن يمنع حريتك
- تشجيع ثقافة الموت لدى الاسلام السياسي الكوردستاني
- هل حكومة كوردستان الجديدة على قدر المهام
- هل تُحل عقدة كركوك
- ما جدوى منافسة ساسة كوردستان على الشكليات؟!
- مشلكة تبعية الاسلاميين في كوردستان
- كان في حضن الاسد و الان يفتري و يتهم الاخرين بفعلته
- توهم اردوغان في تقديراته
- هل يمكن ان تحمل شعوب الشرق الاوسط العقلية الانسانية
- وقع اردوغان في وحل غروره


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - المقابر الجماعية و المواقف العجيبة