أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حمزة الحسن - الوجه الآخر للدكتاتور














المزيد.....

الوجه الآخر للدكتاتور


حمزة الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 443 - 2003 / 4 / 2 - 04:35
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



 

طرد الصحافي جيرالدو ريفيرا  من ساحة الحرب وأعتبر شخصا غير مرغوب فيه لأنه رسم، مجرد رسم، على الرمل مكان موقع وحدة عسكرية أمريكية في جنوب العراق كان موجودا فيها.

وطرد الصحافي المخضرم بيتر أرنيت، من محطة أن، بي، سي، التلفزيونية الأمريكية لأنه قال، قال لا أكثر ولا أقل، أن المرحلة الأولى من هذه الحرب فاشلة.

وحظرت كلية أرفين فالي في ولاية كاليفورنيا على أساتذة الجامعة مناقشة موضوع الحرب، مجرد مناقشة لا أكثر ولا أقل.

 والولايات المتحدة لمن فقد الذاكرة هي ليست دولة افريقية أو آسيوية أو من العالم الثالث، بل هي أكبر قوة في العالم تأسست على التنوع الثقافي والقانون كتعويض عن فقدان عمق التاريخ، لأنها حديثة التكوين، كأي إمبراطورية مسعورة.

فإذا كان صحافي أمريكي يطرد من مجرد وجهة نظر في حرب أو في غزو علني، وآخر يعتبر شخصا غير مرغوب فيه لرسم على رمل، وجامعة تحظر نقاش حول الحرب، فكيف نتحمل نحن البؤساء هذا السيل من الماء الآسن الذي يسكب على رؤوسنا كل لحظة من قبل نماذج لا صلة لها لا بعالم الكتابة ولا عالم الصحافة، وهي اختارت أن تضع على  صدرها شارة مزورة أو مشتراة كما يشتري المرء قبعة أو حذاء  من أقرب محل؟

 وتأتي هذه الكتابات الوحشية بأدق المعنى ونحن نرى أهلنا وأطفالنا يتساقطون ويسحقون ويتطايرون في الهواء كفقاعات الصابون أو كالبودرة تحت قصف الطائرات والصواريخ في مذبحة دنيئة أدانتها كل شعوب الأرض.

مرات عديدة قلت في أكثر من مناسبة أن حزب البعث الحاكم ليس حزبا سياسيا بالمفهوم السياسي والقانوني والأخلاقي لمفهوم الحزب، بل هو عصابة تفتقد حتى لأخلاق العصابة.

وقلت أيضا أن هذه الحزب ليس نظرية سياسية، أو عقيدة فكرية، بل هو سلوك ووجهة نظر ونمط تعامل وحشي وهمجي وطريقة حياة بربرية.
وهو دعوة مجنونة ودائمة للحرب.

هذا هو السبب الذي يجعل كل من يقول عن نفسه أنه معارض لهذا الحزب، ويتصرف بذات الذهنية والعقلية والوحشية، هو في النتيجة من صنف هذه العصابة، مهما منح نفسه من ألقاب ووضعها على رأسه كبقعة المهرج.

هذا الحزب الفاشي هو دعوة للخراب والحرب والدمار، ومن يقف على الطرف النقيض منه ويعلن حماسته للحرب، بذات الصوت العالي، ودون حتى مراعاة لمشاعر الآخرين، أو موتاهم، هو من نفس المعدن، إن لم يكن أسوأ على أساس أن المواطن في الداخل لا يملك خيارات الموقف الحر، وهذا في منفى أنيق يؤمن له كل حقوق الموقف الاختياري.

 هذه الحرب ليست خيارا بين الرأسمالي والعنصري وبين الدكتاتور، بل هي خيار بشري حقيقي بين الحرب والسلام، بين القتل وبين الديمقراطية، بين ذبح الأطفال والتحريض عليهم وبين السلام.

والذين يزعقون ليل نهار بهستيريا الحرب هم، في المحصلة وفي العقلية وفي التفكير وفي الذهنية، هم من صنف حزب الطاغية، أو أكثر فظاعة.   

 لا يمكن إقناعنا أن هؤلاء عشاق سلام في المستقبل، أو أنهم مناضلون من أجل الحرية، خاصة أن الشماتة اليوم أمام مشهد الجثث المحترقة، وأمام الأعضاء المتناثرة، لم تترك خيارا إلا للوحش بين رفض الحرب وبين الفرح الوحشي بها.

 كما لا يمكن إقناعنا اليوم ونحن نرى مشاهد الموتى، والموتى القادمين، ونحن على أبواب مجازر كبرى قادمة، أن عشاق هذه الحرب هم أعداء للدكتاتور.

الأخير هو عقلية وسلوك ورؤية همجية للحياة.

 ما هي الجدوى من قتل الناس، وتحقيق الديمقراطية المزعومة داخل مقبرة؟
وعشاق الحرب، في هذا السيل المخزي من مقالات تنتمي إلى سجلات الإجرام أكثر من كونها كتابة إنسانية نظيفة، هم الوجه الآخر للطاغية حتى لو كانوا يحملون ألقابا تباع مع حفاظات الأطفال، إن لم تكن بسعر أبخس !




#حمزة_الحسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبناء منتصف الليل
- سرقوا الوطن، سرقوا المنفى
- لا تزعجوا هذا الجندي النائم
- خاتمة محنة البطريق/ رسالة منتصف الليل
- وداعا أيتها البصرة الرهينة 21
- الأخطاء القاتلة 20
- الروائي المصري رؤوف مسعد/ السيرة الذاتية كفضيحة
- الشاعر الأسباني لوركا / نائم والعشب ينبت بين أصابعه
- نهاية التاريخ والقرد الأخير 19
- حروب الأعزل 18
- الشاعرة باميلا لويس/ عاد ميتا بهداياه
- ولادة جيل الغضب 17
- الشاعر رعد عبد القادر / أسرار اللحظات الأخيرة
- سعدي يوسف للجنرال فرانكس:لا تقطع شجرة! 16
- ما جدوى أن تكون مثقفا؟ 15
- أسرار ليلة الدخلة 14
- يوميات قلعة الموتى 13
- السجن والطبقة والجنس 12
- الشاعر حسين حبش ـ غرق في الورد
- ذهنية المخبأ السري .11


المزيد.....




- حطم الباب وهرب.. خروف يكسب حريته بعد فراره من جزار بطريقة اس ...
- فيديو منسوب إلى حفيدة الخميني نعيمة طاهري.. ما حقيقته؟
- -إسرائيل الكبرى-.. الأردن يرد على تصريحات نتنياهو: خطاب تحري ...
- قبيل لقائه به.. ترامب يهدد بوتين بـ-عواقب وخيمة - ويحاور قاد ...
- صدام حفتر نائبا لأبيه .. مشروع توريث يعقد المشهد الليبي المن ...
- صحفيو جنوب أفريقيا يرفعون صوتهم من أجل غزة وينعون شهداء الحق ...
- بالفيديو.. الحرائق في سوريا تعود مجددا
- تعرف على مستويات الحماية الثمانية في أجهزة آبل
- لبنان يعيد رسم معادلة السلاح خارج الدولة
- قنبلة -إسرائيل الكبرى- التي ألقاها نتنياهو


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حمزة الحسن - الوجه الآخر للدكتاتور