أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مرتضى محمد - أذهب الى ربك عند ... الكنطرة














المزيد.....

أذهب الى ربك عند ... الكنطرة


مرتضى محمد
(Murtadha Mohammed)


الحوار المتمدن-العدد: 6273 - 2019 / 6 / 27 - 21:21
المحور: الادب والفن
    


بعد العنوان الآنف ((... ما العلاقة بين المهلوس وهلاوسه، وبين ثقافته ومخزونه الفكري)). هذا سؤال بحد ذاته يشكل انتقاله خطرة جداً في مسار دعوة وجدت ضالتها في مجتمع يشابهها مخزونا فكريا وربما يتفوق عليها في بعض مناحيه، كـــ (آيـةٍ) عند مفترق الشطحة لكلام ما:

حــــدر التراجـــــي برد ..
والكنطــــــــــرة بعيده ..

هنا نأخذ مصطلح "المخزون الفكري" وتناسبه التأويلي مع المهلوس/العقل الباطن ،لذا نجد ان هناك تباين في الدلالة وربما حتى في اللاوعي وبواطنه التي ابحرت براً صوب ذاك " الجسر المقوّس الذي بني فوق نهر يَعبرُ عليه " كل من بلل البرد أخمص قدميه ليستشعر رجفة مشبوبة بلقاء الامل الذي ابتعد بمجازية الكنطرة وابقاها برداً تحت الاذن التي تسمع نغمات تبتعد بها من أقاويل " فيحبسون على قنطرةٍ " ؛ كيف تأتى هذا الخزين الهائل والنغم الذي عتـــّق العقل الباطن بتلك الهواجس التي تبدو انها انتقالات كارثية على مر السنين ؟!! . ولكون الواقع الآن بات "غير ذي زرع" فاستحضار مكنونات هذه الشطحات الشعرية من القصيدة العامية بتلك اللغة الساحرة:

حلمانــــــه برد الصبـــــح
رجــّف خلاخــــــيلي ..
يا دفــــو جمّل دفــــو
ويا كمر ضويلـــــي ..

أي استعارة ذهنية يجب ان تقود اذنك لترى جمالية مبهمة بوضوحها . مرة أخرى البرد/السؤال /الانتظار/ يبدأ مفعوله بأثارة خوف (الخلاخيل) تلك الجمادات التي أكسبها الحس العميق بالجمال حياة وشعور وردّة فعل تستدعي (الدفو)/حرارة الخبر/ اللقاء /الشك ومعطاه؛ تستدعيه لكي يقوم بحماية الشعور بالفطنة لكي ترى (الكمر) يجيب نداها المكتنز بحاجات كثيرة .

يقول أحد المفكرين واصفاً الجمال : (لا يدركهُ غوصُ الفِطَنْ ) بمعنى ان هناك مستويات من الذكاء البشري الذي يغوص ويبحث ويبني الفرضيات للخلوص الى شيء يعطيه ذلك الاطمئنان المعيّن، فأدراك هذه الأمور يبتعد بالذائقة للعمق الذي يمكنك ان تراه يتجلى ببساطة الطرح صوب محبة الوجه الواحد/عدم الازدواجية /الجمال، فارضاً ببساطة الطرح طريقاً بطوق مستقيم يعزله عن اطواق الأفكار التي تزدري تأنيث الهاجس :

يا ذهب خيط الشمس
طوكين سويلي
لايكلي طوك الذهب ..
والدغش ما اريده ..
لا لا يبرد الصبح ما تحمل اجفوفي ..
ازغيره وجواني العشك واتوسد ازلوفي ..

" ان اقوى النصوص الأدبية هي التي توازن بين الوعي وضده بحيث لا الخيال يسيطر ولا القلم يسيطر؛ بل يظهر الوعي..." وذلك لان الغاية هي نفس الانسان المشبع بأرضه التي اعطته مساحة كبيرة جدا للتخيل الإيجابي/المتصوف، معطية بتلك المساحة ذلك التوافق الجميل بين العقل والقلب والذي يضيف روعة تحتاجها نفسية الشعب مستندةً بكل جوعها الروحي الى أنغام لحنية تعمل بثقافة المحبة والانتماء الإنساني للأرض لكي يتفاعل العمل بكل اضلاعه (الشاعر، الملحن والمؤدي البارع2):

هيمه وجحيل الوكت
ما لمني نفنوفي
لوذي اعله بعد البعد
يا روحي حدر ايده
وأمشي وأكَول أوصلت والكنطرة ابعيده.

ليعطينا ظاهرة علمية وعملية وجمالية مدروسة بكل تجليات الجسد المشبوب و(المستبرد) بأول قرصةٍ تبيح البرودة لـــ (الحرحاره) التي تعرف باقي دروب النشوة المشبعة بألم شفاف باحث عن تكليم نفسه ؛ ليذهب هو وهو صوب تلك (الكنطرة) ليكلم ربً أسمه ( العــــــــــراق) .

*******************************************************************

1: الكنطرة: اغنية عراقية كتب كلماتها الشاعر ذياب كزار (أبو سرحان) ولحنها الفنان كوكب حمزة.
2. اقصد به الفنان كوكب حمزة



#مرتضى_محمد (هاشتاغ)       Murtadha_Mohammed#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طارق ياسين ... وضوح ثان للرؤية والبيبان والريح /قراءة في ديو ...
- أغنية* تناغي آية ، في دعوة للتشجير
- ( دانيج) وسندسٌ و (سبرات) وأستبرق ، دلالات الكلمة وجنون الصي ...
- حوادث على هامش الارق
- (لي هايدن) الجوانب الخفية في شخصية -البطل-
- نخبٌ للوحي الدائري
- لا تصفيق بعد المشهد الاول
- جدل الأفيون ... وكان الجدل مثار للجدل
- الانثى والخطيئة والاستفهام !!
- نص بالعامية العراقية
- (أم رشرش)1 أغنيةًً تبتعدُ منها، لتقربك ب (شنكل أحمر)2
- الفصام 1، والاضطراب الثنائي القطب 2: أسئلة بين الرومانسية، و ...
- ذائقة حسبالي* تقول (حسبالي)
- ايادٍ من خلال الموج ....
- -تخيل -1 و - شوهد من قبل -2: أغاني تبصر في الضباب المقدس
- -الحاصودة- و -يا عشكنة- أغاني الماء الذي صدّع نفسه
- قدر و كأس وأله
- الشلل الرباعي يحول دون لمس يد جوليا! شرعنةُ الانتحار أم رفضه ...
- ((نص بالعامية العراقية))
- استنشاق لما تأخر منكِ


المزيد.....




- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟
- وفاة الممثلة الإيطالية ليا ماساري عن 91 عاما
- البروفيسور عبد الغفور الهدوي: الاستشراق ينساب في صمت عبر الخ ...
- الموت يغيب الفنان المصري عماد محرم
- -محاذاة الغريم-... كتاب جديد في أدب الرحلات لعبد الرحمن الما ...
- -أصيلة 46- في دورة صيفية مخصصة للجداريات والورشات التكوينية ...
- -نَفَسُ الله-.. هشاشة الذات بين غواية النسيان واحتراق الذاكر ...
- جبل كورك في كردستان العراق.. من خطر الألغام إلى رفاهية المنت ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مرتضى محمد - أذهب الى ربك عند ... الكنطرة