أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منى شماخ - يامسافر وحدك














المزيد.....

يامسافر وحدك


منى شماخ

الحوار المتمدن-العدد: 6256 - 2019 / 6 / 10 - 00:16
المحور: الادب والفن
    


- حبيبتي ..لسه فاضل كتير؟
أتاني صوته من الحجرة المجاورة ليخرجني من أفكاري التي لاأدري كم من الوقت مر وأنا مستغرقة فيها ..أجبته وكأني عدت لتوي من رحلة شاقة:
- مش عارفة
إنه فادي ..زوجي ،يستعجلني لأت مهمة اعداد حقيبة سفره ..لأول مرة منذ زواجنا الذي استمر 7 سنوات أعد حقيبة منفصلة له ..لم نفترق منذ تزوجنا ،بل منذ جمعنا معا العمل في أحد البنوك منذ 9 سنوات .

**نظرت الى الحقيبة أمامي وقد كادت تختفي تحت الأشياء التي أعددتها ..يبدو أن حقيبة واحدة لن تكفي **

تذكرت اليوم الأول لاستلامي العمل بالبنك..كان هو هناك يعمل منذ بضعة أعوام ....لا أعلم كيف ومتى تسلل ذلك الاحساس إليّ.. شعرت بقلبه يحيط بي ،وعيناه تتابعني.. كان يتصيد الفرص ليطيل حديثه معي وكنت أستجيب في سعادة .

**تابعت وضع الأشياء فوق الهرم المكدس داخل الحقيبة : ملابسه..أوراقه...كتبه ...لم أكن أتصور أن لديه هذا الكم من الأشياء ،كان يتهمني دائما أني أشغل الجزء الأكبر ولا أترك له سوى مساحة صغيرة في من الدولاب**

أيقن كل منّا أنه يبادل الآخر وأن الآخر يبادله نفس الشعور ..وكما جمعنا احساس واحد ومكان عمل واحد ،اتفقنا أن يجمعنا مسكن واحد .. به مانحتاجه وليس مانتباهى به أمام الآخرين .

وبعد عامين أتى مازن ،ليزيد بهجة الحياة وجمالها ...وأعباءها

تذكرت كيف اتخذنا قرار السفر منذ عدة أشهر ..التعبير الأدق "اضطررنا" أو فرض علينا بعد أن انهزمنا في سباق ارتفاع الأسعار مع راتبينا

لم نحلم بمستوى معيشة مرتفع ،ولم يكن قرارنا من أجل مستقبل أفضل ..كان فقط من أجل البقاء..

**يبدو بالفعل أن حقيبة واحدة لن تكفي ،سأعطيه حقيبتي ،وأشتري أخرى عندما ألحق به **

منذ عدة أسابيع أتى خبر قبول أوراقه للعمل في دولة عربية ..راتب يفي بالاحتياجات الطبيعية لأسرة من 3 أفراد.
سيسافر بمفرده ثم نلحق به بعد أن تستقر اموره ،او سيعود للوطن بعد أن تتحسن الأحوال ،هذا مايقال دائما ،لكنه نادرا مايحدث.

**الحقيبة الثانية امتلأت أيضا**

- ندى ! حنتأخر
لم يكتفي فادي بالنداء هذه المرة وجدته واقفا بجوار باب الغرفة يحاول التغلب على نظراته الزائغة بابتسامة عريضة باهتة .
نظر إلى الأشياء المكدسة فوق الحقيبتين وصاح في ذهول: ايه كل ده ! معقول حاخد كل ده معايا ؟
بدأ فادي يخرج ماوضعته في الحقيبة : ملابسه ...كتبه...ألبوم صور زفافنا .
...قمصان نومي ...زجاجة عطري الذي يحبه ...أدوات ماكياجي ... عقد أهداه لي في ذكرى أول لقاء لنا ،شريطتين كنت اضعهما في شعري فيداعبني قائلا :متجوز طفلة .
...صينية القهوة ومعها السبرتاية والكنكة الصغيرة "عدة الشغل " كما يسميها ، نجلس معا في البلكونة مساء ،يعد القهوة على نيران السبرتاية الهادئة ويمر الوقت متجاوزا الواقع ،بالحديث عن الذكريات والآمال ....
.. جلابية مازن التي يرتديها وهو ذاهب معه إلى صلاة الجمعة ،وكثير من ألعابه التي اعتادا أن يلعبا بها معا...القصص التي كان يقرأها معه ....
وقبل أن يغلق الحقيبة اندفع مازن اليها محاولا أن يجد له مكانا بداخلها ..وانطلقت إلى الحقيبة الثانية أفعل مايفعله مازن .



#منى_شماخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مالم نسمعه في رد الرئيس
- الكفاح الوطني ....راية تتناقلها الأجيال
- الهوى هوايا
- زهرة الياسمين
- نكره
- حلقة مفرغة
- ظِل رجل
- الحرية على الطريقة الشرقية
- الخبز أولا
- كلكم في الخصومة -اخوان-
- امرأة بلا جسد
- خواطر
- الدستور ليس هو الحل
- ردا على مقال -حتى لاتصبح الثورة المصرية في ذمة التاريخ- للكا ...


المزيد.....




- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منى شماخ - يامسافر وحدك