منى شماخ
الحوار المتمدن-العدد: 4386 - 2014 / 3 / 7 - 23:52
المحور:
الادب والفن
لم يدر كم من الوقت قضاه في مكانه هذا،ساعات..شهور ...أعوام...
ماذا يهم؟ الوقت في حياته لامعنى له،بل لايوجد شئ في حياته له معنى حتى الحياة ذاتها
لم يدر الى أي شئ يوجه نظراته ،كل الأشياء تتساوى قيمتها عنده ،فالقيمة الوحيدة عنده هي:لاشئ...
لكن الأمر اختلف الآن ...هذه اللحظة تختلف ،هذه النظرة،لها معنى....
لحظة التقاء عينيه بعينيها هي بداية الزمن في حياته
حديث طويل دار بينهما ،لم ينطق بكلمة منه لكن عيناه صاغتا من التظرات شعرا، رددته عيناها لحنا طرب له فؤاده .
خيل اليه أن كل شئ تلاشى حوله لم يبق سوى عينيها،بل تلاشى هو نفسه ولم يبق منه سوى عيناه
كان جسدا هامدا لكن نظراتها أرسلت الحياة الى عينيه
لايدر هل كان يسير أو يهرول ،كل ماشعر به أنه ينساب الى داخلها عبر تلك البوابة الساحرة المسماه عينين
اقترب منها....كذلك فعلت هي،حاول التحدث لكن الحروف سكنت فوق شفتيه،مد يده ،لكن يدها سبقته ،وأفاق على كلماتها المندفعة:بالدور يا أستاذ ،أنا هنا الأول
مدت يدها تخطف أرغفة الخبز الساخنة ،وخرجت مسرعة ،مختفية وراء الأجساد المتراصة ،بعد أن فازت بالغنيمة
أسرع بدوره الى التقاط الخبز الساخن من يد البائع ،وأخذ يشق الصفوف ،محتضنا صيده الثمين ،وقد أنسته حرارة الخبز دفء نظراتها.
#منى_شماخ (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟