أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منى شماخ - امرأة بلا جسد














المزيد.....

امرأة بلا جسد


منى شماخ

الحوار المتمدن-العدد: 4330 - 2014 / 1 / 9 - 04:18
المحور: الادب والفن
    


أحبته أو هكذا خيل إليها.
أحبها هكذا توهمت.
تزوجا، ثم بعد أشهر قليلة اكتشفت أنهما لم يتعارفا بعد، لم يعرفها، ولم يحب فيها ما أحبته هي في نفسها. لم ير فيها إنسانا بل مجرد جسدا لإنسان.
تم الطلاق بهدوء، من جانبها ... وبعاصفة من جانب الأهل.
الكلمات المعتادة: هذه المرة الأولى التي يحدث مثل هذا في العائلة ، ستندمين
.أغلقت أذنيها عن تلك الكلمات وغرقت في عملها الجديد.
تتمتع بشخصية جذابة وروح مرحة ودودة قربتها من زملاء العمل.
بعد فترة اكتشفت أن صفاتها الشخصية لم تكن العامل الوحيد لتلك العلاقات الودودة. كانت السيرة الذاتية لها هي السبب الرئيسي: شابة جميلة مطلقة. صفات مثالية تغري أي رجل بالاقتراب، في مجتمع لا يرى شرف المرأة قيمة ذاتية خاصة بها، هو ملك للأب أولا، يسلمه للزوج بعد ذلك، فان انتهى دور الزوج انتهى معه دور الحارس.ومع اختفاء الرقيب تباح كل المحظورات (في نظر هؤلاء)
نظرات،تلميحات،عروض مبطنة وأخرى سافرة، طرق مختلفة للوصول إلى نفس الهدف.لكنها لم تسقط أبدا في شباك صياديها مهما تنوعت مهاراتهم ،بل لم تسمح لنفسها بأن تقف في مرمى شباكهم .
"هو" لم يكن مثلهم نظراته لم تكن كنظراتهم ،لم يراها كما كان يراها الآخرون بل رآها كما كانت هي ترى نفسها
ذلك الزميل الذي انضم إليهم مؤخرا، لم تمض سوى أيام قليلة على تعارفهما، شعرت أنها تعرفه منذ ميلادها، وربما قبل ذلك. كانت تشعر من قبل أنها غريبة في هذه الحياة. الآن وجدت الرفيق ، بل التوأم لما تحمله من مبادئ وأفكار.
دارت بينهما مناقشات كثيرة في أمور شتى. للمرة الأولى تجد من ينصت إليها، موجها نظراته إلى رأسها. دون النظر إلى أسفل العنق.
لأول مرة تجد من يراها كانسا،ن يستمع إلى كلماتها دون النظر إلى شفتيها،
لا يرى فضلا لجسدها سوى أنه يحمل ذلك الرأس وما به من أفكار.
توثقت الروابط بينهما، تعاون في العمل ،تبادل أفكار، وقراءات، حضور معارض وندوات.
لم تشعر يوما بمثل هذه السعادة. لم تكن تحلم قط بأكثر من هذا، كانت العلاقة التي جمعتها به هي أقصى ما تتمنى.
بدأت همسات الزملاء تعلو،حتى وصلت الى سمعها ذات يوم: " أهذه التي ادعت الفضيلة؟". " لابد من وضع حد لهذه العلاقة المحرمة ".
وكيف لهؤلاء أن يعوا أن العقول تتلاقى والأنفس تتعانق بعيدا عن لقاء الأجساد؟
كيف لهم أن يفهموا أن المتعة لاترتبط باشباع الغرائز ولكن باشباع الروح؟
تلقت أذناها قذائف كلماتهم لكنها صمدت كعادتها،
قررت أن تواجه الجميع، حتى لو أدى الأمر إلى قطع علاقتها بالعالم كله، لكنها أبدا لن تتنازل عمن رآها "امرأة بلا جسد"



#منى_شماخ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر
- الدستور ليس هو الحل
- ردا على مقال -حتى لاتصبح الثورة المصرية في ذمة التاريخ- للكا ...


المزيد.....




- إنجاز جديد للسينما الفلسطينية.. -فلسطين 36- بين الأفلام المر ...
- وليد سيف يسدل الستار على آخر فصول المشهد الأندلسي في رواية - ...
- موسم أصيلة الـ 46 يكرم أهالي المدينة في ختام فعاليات دورته ا ...
- الوجع والأمل في قصص -الزِّرُّ والعُرْوَة- لراشد عيسى
- المخرج المصري هادي الباجوري يحتفل بعقد قرانه على هايدي خالد ...
- سينمائيو بلغاريا ينصرون غزة ويغضبون إدارة مهرجان -سيني ليبري ...
- سينمائيو بلغاريا ينصرون غزة ويغضبون إدارة مهرجان -سيني ليبري ...
- تايلور سويفت تواصل تحطيم الأرقام القياسية.. بيع 4 ملايين نسخ ...
- وفاة المخرج الإيراني الشهير ناصر تقوائي عن 84 عاما
- أَسْئِلَةٌ عَلَى مِشْجَبٍ مَنْسِيٍّ


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منى شماخ - امرأة بلا جسد