أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منى شماخ - نكره















المزيد.....

نكره


منى شماخ

الحوار المتمدن-العدد: 4882 - 2015 / 7 / 30 - 04:30
المحور: الادب والفن
    


" دي غلطتك....مايصحش تدوري في خصوصياته...."
كان هذا ردي وهذه قناعتي عندما جاءت احدى صديقاتي تخبرني أنها بحثت في هاتف زوجها فوجدت رسائل تثبت علاقته بأخرى.
صدمتها اجابتي ...وانقلب هجومها على زوجها الى دفاع عن نفسها
ما أسهل الخيانة في ظل ثورة الاتصالات ،وما أسهل اكتشافها كذلك
لكن المخطئ هو من يبحث عن دليل ادانة الآخر
لماذا تفترضي انه يخونك فتبدأي في البحث عن دليل يثبت نظريتك؟
لا أدري هل كان منطقي مقنع الى هذا الحد أم أنها كانت تبحث عما يثنيها عن حكم الاعدام الذي اصدرته على زواجها ...
********
لحن قادم من بعيد .... شيئا فشيئا يقترب ....مرت لحظات قبل أن أدرك أنني كنت نائمة ...وما أسمعه هو رنين الهاتف الموجود على الكومود الملاصق لسريري....لحظات أخرى مرت قبل أن أدرك أنه هاتف كريم "زوجي".
كم الساعة الآن؟ وأين كريم؟
انقطع الرنين لحظات ثم عاد
وعاد معه وعيي كاملا ...تذكرت ...لم أستطع ان أذهب اليوم لعملي ...استيقظت متعبة ....ذهب كريم الى عمله وتولى أمر"ملك" ابنتنا وتوصيلها الى المدرسة بدلا مني .
لاشك ان هذا ما أربكه وجعله ينسى هاتفه
لازال الرنين مستمرا
سأرد ...بالتأكيد كريم هو المتصل
-ألو ..أيوة ياحبيبي.. انت فين؟
لم تكن تلك كلماتي لكنها كانت كلمات المتصل - بل المتصلة - عاجلتني بها في لهفة
لم أرد ...أغلقت الخط وأنا على يقين أن هناك خطأ
بالتأكيد هناك خطأ
أعرف كريم منذ ست سنوات ....التقيت به في حفل زفاف زميلتي في العمل ....انجذب كل منا للآخر ...التقينا عدة مرات بترتيب من زميلتي وزوجها (قريبه).
كريم موظف بشركة بترول ،شاب طموح وعلى خلق ،امكاناته المادية مناسبه
وعندما تيقن كل منا من مشاعره تجاه الآخر ، تم الزواج .
كريم زوج رائع ....وهذا بالضبط مايقوله عني... وجدت فيه كل ما تمنيته ،بل كل ماتتمناه فتاة في شريك حياتها.
أصبحت علاقتنا نموذجا يسعى اليه كل المحيطين بنا
كل الفتيات يتمنين زوجا مثل "كريم"
وكل الشباب يريدون زوجة مثل "نوران"
أصبح كل معارفنا يتعاملون معنا كأننا خبراء في العلاقات الأسرية ،يثقون في نصائحنا وخبرتنا.
رنين الهاتف مرة أخرى
توقف شريط الذكريات ....لامس اصبعي خيار الرد ،وقبل أن أفكر في المبادرة بالكلام ،جاءني صوتها مرة أخرى:
-كريم ،كريم ...انت سامعني؟
بسرعة أغلقت المكالمة ،لم يكن اتصالا خاطئا كما توهمت أول مرة ،انها تقصده هو :كريم ،زوجي.
عدت الى سجل المكالمات لأرى اسم المتصل ،لكن كيف أسمح لنفسي أن أبحث في هاتف زوجي؟كيف أجرؤ على فعل ما كنت أعده خطيئه ؟
ليس صعبا أن نبحث لأنفسنا عن أعذار لنبرر لها مانستنكره من الآخرين
أنا لا أبحث عن دليل ادانة زوجي كما فعلت صديقتي مع زوجها...لكني أبحث عن " تفسير"
بيد مرتعشة وعين زائغة دخلت الى سجل المكالمات ،رأيت آخر اتصال مسجل باسم مكون من عدة أحرف انجليزية لا تصنع اسما موحدا.
ربما كانت اختصارا لشركة ما
نعم بالتأكيد ،انها موظفة في احدى الشركات التي يتعامل معها كريم في عمله .
التقطت أنفاسي وانفرجت شفتاي عن ابتسامة رضا ،ألم أقل أن "تطفلي"كان بحثا عن تفسير وليس ادانة ،لم ولن أشك في زوجي ...بل لن أشك في نفسي ...أعرف قدر حبه لي وقدر نجاحي في الاحتفاظ به ....لم أبخل عليه بشئ ليبحث عنه عند أخرى.
لكن لماذا كل هذه اللهفة في حديثها ؟ الصوت الناعم.....كلمة حبيبي في المكالمة الأولى ،وكريم في الثانية؟
لاشئ ...كثير من الفتيات يتصنعن الرقة في الأحاديث التليفونية ،خاصة مايتعلق بالتسويق .
ارتاحت نفسي لهذا التفسير ....كنت لا أزال ممسكة بالهاتف في يدي ،استدرت لأضعه مكانه على الكومود وأنسى كل ماحدث وماعصف بذهني من أفكار لم أعتد عليها ،وقررت ألا أسمح لنفسي بمثلها مرة أخرى.
نغمة قصيرة تنبئ بوصول رسالة عن طريق "الواتساب" لم أستطع مقاومة فضولي لمعرفة صاحب أو صاحبة الرسالة .....نفس الأحرف المتناثرة .....تسارعت ضربات قلبي ....لا أدري هل لازلت أبحث عن تفسير أم تأكيد أم ادانة ؟
قرأت رسالتها ،لا ....لم تكن بخصوص العمل
تحركت اصابعي على شاشة الهاتف تبحث في الرسائل السابقة.
رسائله لها ....رسائلها له..
بل...صورهما معا ..
لم أعد أحتمل المزيد ...وهل يمكن أن يكون هناك مزيد!
كريم على علاقة بامرأة أخرى ...كريم يخونني ...انتهى كل مابيننا
ألقيت الهاتف ...صرخت ....شعرت بالغثيان ....الحجرة تدور بي ....ليت حياتي تنتهي الآن.
متى حدث هذا ؟وكيف؟ والأهم :لماذا؟
لن أهتم بالبحث عن اجابات ،الاجابة الأهم الآن أعرفها جيدا :لابد أن ينتهي كل شئ
سأتصل به في العمل ...بل سأذهب اليه ،لن ادعه يخدعني لحظة واحدة بعد الآن
هاتفه يرن مرة أخرى ...بالتأكيد هي ...سأرد عليها لأخبرها أني سأتركه لها ...لن يشعرا بلذة خداعي بعد الآن ...فللتزوجه اذا شاءت ولتتذوق مرارة خداعه لها أيضا.
صمت الرنين قبل أن اجيب ...لكنها عاجلت برسالة "واتساب " جديدة ...كل هذا الشوق!!!
-"كريم...أخيرا قرأت رسائلي ؟"
أعدت قراءة الرسالة مرات ...لا أفهم ماذا تقصد
استجمعت شجاعتي وأعدت قراءة الرسائل السابقة مرة أخرى
هذه المره سأقاوم دموعي حتى لايفوتني حرف واحد.
لم أبك هذه المرة ...ضحكت .... نوبة من الضحك الهستيري ...واخذت دموعي تتساقط رغما عني...
كانت الرسائل من طرف واحد ....منها فقط ...هي من كانت ترسل له كلمات الحب وترجوه أن يعود اليها ...ترسل له صورهما معا لتحيي ذكرى أيام خلت...لم يجبها ...بل لم يقرأ ماترسله ...وعندما قرأت أنا ،وظهرت لها تلك العلامة على "الواتساب " التي تشير الى رؤية الرسالة ظنت أنه من فعل هذا فعاد لها الأمل من جديد.
كانت واحدة من ذكريات الماضي ، كانت واحدة من أخريات مررن بحياته ، أخبرني يوما أن قلبه كان أرضا رملية لم يحفظ أي أثر لمن مروا به قبلي
دخلت الى سجل المكالمات فوجدت عشرات المكالمات التي لم يرد عليها ،والمتصل : تلك الحروف التي لاتشكل اسما
مرة أخرى أنا التي أعطيتها الأمل عندما استقبلت مكالمتها الأولى.
نظرت بامعان الى تلك الأحرف أحاول معرفة اسم تلك المرأة ،هل تمثل الحروف اختصارا لاسم ما أو مكانا التقيا به .
من جديد انتابتني حالة الضحك الممتزجة بالخجل :لم تكن حروفا متناثرة لكنها كانت كلمة :
nobody



#منى_شماخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلقة مفرغة
- ظِل رجل
- الحرية على الطريقة الشرقية
- الخبز أولا
- كلكم في الخصومة -اخوان-
- امرأة بلا جسد
- خواطر
- الدستور ليس هو الحل
- ردا على مقال -حتى لاتصبح الثورة المصرية في ذمة التاريخ- للكا ...


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منى شماخ - نكره