هل الله يصلي على المؤمنين ويخرجهم من الظلمات إلى النور؟؟

وفي نوري جعفر
كاتب
(Wafi Nori Jaafar)

الحوار المتمدن-العدد: 6241 - 2019 / 5 / 26 - 06:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

كعادة سور وآيات القرآن، فمن يقرأ سورة الأحزاب يجد فيها مغالطات وتناقضات عجيبة، ربًما سأتعرض لهذه الآيات المتناقضة والمليئة بالمغالطات في منشورات لاحقة، أحببتُ اليوم أن أتوقف عند بعض الآيات من سورة الأحزاب وأحاول تفكيكها وتحليلها بطريقة عقلانية وأحاول إسقاطها على شخصي أو شخص غيري ممن عاشَ نفس سيرة إيماني وإعتناقي للدين ثمً بعد سنين طويلة من الإيمان تبينَ لهُ الرشدُ من الغي ووجدَ أن الدين صناعة بشرية وأنً الإله الديني مجرد وهم.!!

وأزعمُ وبكل أمانة وبكل ثقة بل وأحسبُ نفسي حينما كنتُ شاباً يافعاً أي في (الثالثة أو الرابعة عشر من عمري) حينَها إعتنقتُ دينَ آبائي وأجدادي فكنتُ من المسلمين والمحافظين جداً على ديني بل والمدافعين عنهُ، وكنتُ ممن يذكر الله كثيراً ويسبحهُ بكرةً وأصيلاً، وكنتُ من القارئين للقرآن ولتفاسيره والدارسين لكثير من أحكامه والجالسين مع كبار رجال الدين، ولسنوات طويلة كنتُ أشعر بأني قريبٌ من الله بل لم أشكُ للحظة إني كنتُ من المؤمنين بهِ حق الإيمان، ومن كان قريباً مني يستطيع تقييم ما كنتُ عليه، والشاهد من هذا التعريف هو الحديث عن الآية التالية وربط ما فيها مع ما عشتهُ في أيام إيماني وكيف سيتم تفسيرُ ما فيها بعدَ أن كفرتُ بالدين وبإلهه:

{يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرةً وأصيلا هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما}.

1- لا أعلم إن كانت هذه الآية تتحدث عن البوذيين والمسيحيين واليهود والهندوس الذين تركوا دين آباءهم وآمنوا بدين محمد بحيث أخرجهم الله من الظلمات إلى النور، أم أنها تتحدث عن كل من يؤمن بدين محمد حتى وإن آمنَ بالدين منذ الصغرً؟؟ أم أنها تُخاطب الذين آمنوا أيام محمد فقط؟؟

2- وكما تقدم من التعريف أعلاه فقد كنتُ مؤمناً منذ الصغر ومنذ ذلك الوقت كنتُ أذكر الله كثيراً وأسبحهُ بكرةً وأصيلاً، فمتى كنتُ في الظلمات لكي يخرجني الله إلى النور؟؟ وهل أنا الذي خرجتُ بنفسي منذ الصغر إلى أن بلغتُ سنً الرشد من الظلمات إلى النور أم الله أخرجني؟؟

3- ولما يقارب الأربعة عقود من حياتي مع الإيمان وذكري وتسبيحي للإله طبعاً لم أشعرُ يوماً إنً الله وملائكتهُ صلًوا عليً، ولكن على فرض إنً الله وملائكتهُ كانوا يصلُون عليً، تُرى هل توقًفت صلاتهم عليً بعد أن كفرتَ بالدين وبالملائكة وبالله؟؟ وهل أنً صلاة الله وملائكتهُ محدودة بحيث يكون مفعولها مؤقتاً؟؟ أم أنها مستمرة ولها الغلبة والقوة بحيث لا تتوقف أو يحدها حد؟؟

4- ثمً ما هو موقف الله والملائكة مني بعد أن تركت الدين؟؟ فالله قد أخرجني من الظلمات إلى النور، تُرى هل قام بإخراجي من النور إلى الظلمات؟؟ أم أنا الذي خرجتُ بنفسي من النور إلى الظلمات؟؟

5- الواقع الذي نشهدهُ ونعيشهُ في أغلب مجتمعاتنا الإسلامية والإيمانية يثبتُ بلا أدنى شك بأن الله لم يكن بالمؤمنين رحيماً بل على العكس من ذلك فهو شديد العقاب عليهم.!!

أتمنى على المسلمين والمؤمنين أن لا يعقدوا مسألة الإيمان ويتفلسفوا كثيراً وذلك بالخض كثيراً في التفريق بين معنى المسلم والمؤمن، وكذلك أن لا يستشهدوا بآية {قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم}، أو يأتوا بما نسبوه لعليٍ ابن أبي طالب حول تعريف الإيمان، فبهذا التعقيد والتضخيم سيجعلون عدد المؤمنين بالله هم بالمئات فقط أو الآلاف على أكثر تقدير، وسوف يكون بقية المليارات من البشر كلًهم غير مؤمنين وغير مشمولين بالخطاب القرآني حتى المليار ونصف مسلم، وسيكون إدعاء خلق الله للبشر مجرد عبث وتصرف أحمق من قبل الله.!!

وأخيراً أتمنى للمؤمنين التوفيق لكي يحللوا هذا المشهد وفقَ ما جاء على لسان إلههم ويُجيبوا بعقلانية على التساؤلات المذكورة.!!

*********************************
ملاحظة: كل الاديان على الارض هي من صنع البشر.!!

وفي نوري جعفر.

محبتي واحترامي للجميع.

https://www.facebook.com/Wafi.Nori.Jaafar/

#وفي_نوري_جعفر (هاشتاغ)       Wafi_Nori_Jaafar#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل