أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رائد عبيس - الوعي المخبأ خلف ولاءات الطاعة، أشكالية ارتهان الإنسان للإنسان














المزيد.....

الوعي المخبأ خلف ولاءات الطاعة، أشكالية ارتهان الإنسان للإنسان


رائد عبيس

الحوار المتمدن-العدد: 6235 - 2019 / 5 / 20 - 02:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يُمثل الوعي ، والوعي العملي حركة متقدمة في فكر الإنسان، وتوجهه نحو مفاهيم متعالية، ومتجردة، وعقلانية، وموضوعية، يكشف بها الإنسان الوجه الاخر للعالم, والكون, والحياة، وأن لا يجعل من وعيه المتيقظ، أن يلتجئ الى التكاسل او عن متابعه إدراكه ليقظته، فما قيمة الوعي إن لم يكن ممارسة ؟ وقد قال في ذلك علي بن ابي طالب " لا خير في العمل إلا مع العلم " هذه القرينة، تضع لنا منهاجاً واضحاً، في تحقيق الوعي والوعي العملي، فإن أي معرفة تقترن مع طاعة عمياء، فهي معرفة عرجاء،لا تصل بصاحبها الى النجاة، ولا تسترشد به خطوات الخير، ولا يَتنور به أو ويُنور طريق غيره، هذا الوعي هو الوعي المخبأ خلف وتحت افكار الارتهان،سواء كان لفكرة، أو شخص، أو عقيدة، أو مبدأ، أو تقليد، أو اعراف، أو موروث لا يمكن تجاوزه، لأنه مهيمن على الوعي الجديد، فالوعي المُحتكم الى مخلفات النشأة والموروث، والعقيدة، والتصديق الأعمى،والارتهان،هو وعي مشوه،ان لم يكن بقصدية، وان كان بقصدية فهو وعي متفاعل مع الوعي الجمعي ومشارك له. وطبيعة هذه المشاركة ناتجة عن تفكير نفعي، ومصلحي، تكسبي، يتظاهر صاحبه به، أو بفاعليته حتى يكتسب اهتمام جمهوره، ويحقق بهم أفكاره، ومشاريعه، وارباحه.وهو يعلم جهلهم، وزيف وعيهم الذي عليه أن يتظاهر أمامهم بنقيضه، إدراك النقيض نعده وعي مخبأة، ولكن خبئ لمصلحة متقدمة في طموحه، وعليه أن يعلن الطاعة العمياء لقائده الذي يعلم جهله، وعليه أن يظهر التبعيه له وهو يشاركه جهله، وعليه أن يجاري الجمهور، وهو يعلم فقر مبدأهم ومتبعهم. مثل هذان النموذجان من الوعي يبقيا في صراع داخلي عند أي شخص يحملهما، أن كانت نفسه تميل إلى الترجيح، ورفض النفاق الداخلي، والتبعية المرة وان كان مستحليها، وكشف الزيف الضميري، اتجاه قضايا مصيرية، تكون معه على المحك، وقد فعلها كثير ومارسها وكشف بها التناقض النبي إبراهيم ، عندما وضع الفاس عند كبيرهم، وقال للقوم هو من صنع ذلك بآلهتهم بعد سؤالهم له. فولاءات الطاعة التي تفرضها مناسبات مختلفة ، مثل؛ التربية، والموروث، والاعتراف الرخيص، والاعتقاد الفارغ، والاستحباب العاطفي، مثلت لكل تابع وعي مستعار عن نموذج قائده، وأفكاره، ومنطلقاته، ولم تتوفر له بعد فرصة تحقق الوعي الذاتي المستقل عنده، وعندما تكون غير متوفره، يكون الولاء والارتهان قد وقع بين انسان لإنسان، وهذه إشكالية التبعية البشرية، بمن يعتقد أنه قائد ، وحاكم، وزعيم، وما كوارث الحروب الا دليل على وضع البشر لوجودها وقيمته، تحت تصرف الآخر المسمى الحاكم، وبعد أن نكشف حقيقة هذا الارتهان الزائف، نصير إلى قناعة أن فكرة الحكم وسلطته، هي زيف أيضاً، وغير موجودة الا في عقول من يكون الزيف عقله، وقناعته، وارداته. وامثلة ذلك في عالمنا العربي والإسلامي لا تعد، ولا تحصى، فكل التفكير السلطوي مؤسس على تلك الأرضية من الاستعدادات، لقبولها بدون الاعتراض عليها في البدأ، ففكرة الاعتراف الساذج والرخيص، هي الأقرب إلى تقوية السلطة بنفسها وجمهورها، والسلطة القائمة على العاطفة، لا تصمد أمام العاصفة، سواء كانت هذه العاصفة ايديولوجية، أو عسكرية، أو سياسية.وتحدث في الغالب نتيجة القبول بالارتهان المباشر بين إنسان لإنسان، أو بشكل غير مباشر، المهم تتحقق التبعية نتيجة الطاعة، أو نتيجة الارتهان المتحقق بها ، وعندها يصادر الوعي، أو يتبلور بوعي مستعار بلا شعار.

الدكتور رائد عبيس



#رائد_عبيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام العراقي والذوق العام
- الشيوعية ثقافة وليس عقيدة ،اشكالية التكفير بلا تفكير
- التحولات المذهبية للنقد
- علاقة الحق بالقانون في رؤى هابرماس الفلسفية
- مدرسة فرانكفورت بين الحداثة وما بعدها : مشروع نقد لم ينته بع ...
- حدود المواطنة
- المواطنة
- التكنو قراط - النخب الممتطاة -
- الذات المعنفة والشرعية المأزومة
- بيتر سلوتردايك


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رائد عبيس - الوعي المخبأ خلف ولاءات الطاعة، أشكالية ارتهان الإنسان للإنسان